يُظهر تقرير معهد "كُمان" عن استطلاعه الأخير، الذي شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، أن الأغلبية الساحقة من الإيرانيين يعارضون سياسات النظام وأداءه تجاه إسرائيل.
وقد أُجري هذا الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة ما بين 24 و28 سبتمبر (أيلول) الماضي.
الإقبال على وسائل الإعلام المختلفة
استنادًا إلى بيانات الاستطلاع، كانت وسائل التواصل الاجتماعي (مثل تلغرام وإنستغرام وإكس) المصدر الرئيسي للمواطنين للحصول على الأخبار أثناء الحرب، حيث حصل أكثر من نصف المجتمع (51 في المائة) على أخبار الحرب من خلالها.
كما استخدم 43 في المائة من المشاركين قناة "إيران إنترناشيونال" لمتابعة أخبار الحرب، بينما تابع نحو 27 في المائة الأخبار عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وحوالي 9 في المائة عبر قناة "بي بي سي الفارسية".
من كان الفائز في الحرب؟
يعتقد أكثر من نصف المشاركين (51 في المائة) أن إسرائيل حققت أهدافها في الحرب ذات الاثني عشر يومًا. في المقابل، قيّم 16 في المائة من المشاركين أداء النظام الإيراني على أنه الأكثر نجاحًا، واعتبر 19 في المائة أن كلا الطرفين فشلا في تحقيق أهدافهما.
التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة
حوالي 62 في المائة من المستطلعين يؤيدون القول بأن "على الحكومة الإيرانية أن تتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة لحل الخلافات"، في حين يعارض 22 في المائة إجراء مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن.
تقييم أداء المرشد الإيراني
وفقًا لهذا الاستطلاع، قيّم 27 في المائة من المجتمع أداء المرشد الإيراني في هذه الحرب بأنه إيجابي، بينما رأى 58 في المائة أنه سلبي.
وتُظهر هذه النتائج أن الصورة التي تقدّمها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن دعم المجتمع الإيراني لسياسات علي خامنئي لا تتوافق مع واقع الرأي العام.
دور ترامب في إنهاء الحرب
بحسب الاستطلاع، يعتقد 62 في المائة من المشاركين أن "تدخل ترامب لعب الدور الرئيسي في إنهاء الحرب ذات الاثني عشر يومًا وإقرار وقف إطلاق النار"، بينما 22 في المائة يعارضون هذا الرأي.
المسؤول عن بدء الحرب
حوالي 44 في المائة من المجتمع اعتبروا أن نظام طهران مسؤول عن بدء الحرب، بينما 33 في المائة حمّلوا إسرائيل المسؤولية، واعتبر 16 في المائة أن كلا الطرفين مسؤولان بنفس القدر.
التخلي عن شعار "إزالة إسرائيل"
تشير البيانات إلى أن الأغلبية الساحقة من المجتمع (69 في المائة) يعتقدون أن "على إيران أن تتخلى عن شعار إزالة إسرائيل"، بينما 20 في المائة يعارضون هذا الرأي.
نظرة الإيرانيين إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
استنادًا إلى نتائج الاستطلاع، كانت لدى الإيرانيين نظرة إيجابية أكبر تجاه الولايات المتحدة (53 في المائة) مقارنة بأي دولة أخرى، وأقل نسبة نظرة سلبيى (37 في المائة).
أما إسرائيل فجاءت في المرتبة الثانية من حيث الشعبية بنسبة 39 في المائة نظرة إيجابية و48 في المائة نظرة سلبية.
ومن بين ثماني دول طُرحت حولها الأسئلة، كانت أكثر النظرات السلبية لدى الإيرانيين تجاه روسيا (68 في المائة) وبريطانيا (65 في المائة) على التوالي.
حرب الشعب الإيراني أم حرب النظام؟
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 63 في المائة من المستجيبين وصفوا الحرب ذات الاثني عشر يومًا بأنها "صراع بين إسرائيل ونظام إيران، لا بين إسرائيل والشعب الإيراني"، في حين عارض 30 في المائة هذا الرأي.
كما اعتبر ثلث المشاركين (33 في المائة) هذه الحرب "وطنية وقومية"، لكن أكثر من نصف المجتمع (52 في المائة) رفضوا مثل هذا التفسير.
البرنامج النووي الإيراني
يعتقد حوالي 47 في المائة من المشاركين أنه من أجل منع نشوب حرب أخرى، يجب على النظام الإيراني أن يوقف برنامج تخصيب اليورانيوم، بينما 36 في المائة يعارضون وقف التخصيب.
أما بشأن امتلاك السلاح النووي، فقد عارض 49 في المائة من المشاركين صنع سلاح نووي من قبل الحكومة الإيرانية، في حين 36 في المائة يؤيدون إنتاجه، و15 في المائة لم يبدوا رأيًا محددًا في هذا الشأن.
احتمال تكرار الحرب
في الرد على سؤال حول احتمال وقوع مواجهة مشابهة للحرب ذات الاثني عشر يومًا، اعتبر 34 في المائة من المشاركين احتمال نشوب مثل هذه الحرب "مرتفعًا جدًا"، و26 في المائة رأوه "مرتفعًا إلى حد ما". في المقابل، رأى 14 في المائة أن احتمال وقوع حرب أخرى "منخفض"، و8 في المائة عدّوه "منخفضًا جدًا".
أزمة المياه والكهرباء والعقوبات الدولية
يرى الغالبية الساحقة من المجتمع (75 في المائة) أن سوء الإدارة وضعف كفاءة الحكومة هو السبب الرئيسي في مشكلات نقص المياه وانقطاع الكهرباء، بينما 14 في المائة نسبوا ذلك إلى عوامل طبيعية، و4 في المائة فقط إلى العقوبات الدوليى.
وفي ما يتعلق بعودة العقوبات الدولية نتيجة تفعيل "آلية الزناد"، قال 56 في المائة من المشاركين إنهم "قلقون جدًا" من تأثير هذه العقوبات على اقتصاد أسرهم، و19 في المائة "قلقون إلى حد ما"، بينما 21 في المائة قالوا إنهم "غير قلقين كثيرًا أو غير قلقين على الإطلاق" من تأثير هذا الأمر على الوضع الاقتصادي لعائلاتهم.
إسقاط النظام الإيراني
وفقًا لبيانات هذا الاستطلاع، ازداد الميل إلى إسقاط النظام الإيراني بنسبة 6 في المائة مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، تراجعت نسبة الميل إلى التغيير البنيوي والانتقال السياسي بنسبة 3 في المائة.
أما مستوى الدعم للتيارات المعروفة بـ"الإصلاحية" و"الأصولية" فلم يشهد تغييرًا يُذكر مقارنة بالعام الماضي.
وقد أُجري هذا الاستطلاع بمشاركة 30,372 إيرانيًا متعلّمًا، يبلغون من العمر 15 عامًا فأكثر، يقيمون داخل إيران.