وبحسب تقرير الشركة، فإن هذا الاتساع الكبير في نطاق الجفاف الخريفي داخل إيران يُعد ظاهرة غير مسبوقة.
وقد بلغت كمية الأمطار في إيران منذ 23 سبتمبر (أيلول) حتى يوم الثلاثاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، أي خلال 43 يومًا، نحو 3.4 مليمتر فقط، في حين أن كمية الأمطار في الفترة نفسها من العام الماضي كانت 14.8 مليمتر.
ووفقًا للتقرير، فإن كمية الأمطار في إيران خلال هذه الفترة تُظهر انخفاضًا بنسبة 77 في المائة.
كما أن المعدل طويل الأمد للأمطار في الفترة نفسها يبلغ في المتوسط 14.5 مليمتر، وبذلك يُظهر المقارنة بين أمطار هذا العام والمعدل طويل الأمد انخفاضًا مماثلًا بنسبة 77 في المائة.
أما المحافظات العشرون التي لم تشهد أي هطول مطري خلال هذه الأيام الـ43 فهي: طهران، مركزي، كرمانشاه، خوزستان، فارس، كرمان، أصفهان، بلوشستان، كردستان، همدان، جهارمحال وبختياري، لرستان، إيلام، كهكيلويه وبوير أحمد، بوشهر، زنجان، يزد، هرمزكان، قم، وخراسان الجنوبية.
وفي المقابل، فإن وضع هطول الأمطار في بقية المحافظات أيضًا "غير مُرضٍ"، فعلى سبيل المثال، محافظات ألبرز، قزوين، وخراسان رضوي، ورغم تسجيلها أمطارًا محدودة هذا الخريف، شهدت انخفاضًا حادًا في الهطول بنسبة 98 في المائة و97 في المائة و94 في المائة على التوالي مقارنة بالعام الماضي.
أما محافظات سمنان، أردبيل، أذربيجان الشرقية، أذربيجان الغربية، وخراسان الشمالية، فقد سجلت انخفاضًا في الهطول تراوح بين 77 في المائة و90 في المائة.
وفي السياق نفسه، سُجل انخفاض في أمطار الخريف بنسبة 47 في المائة في جيلان، و44 في المائة في مازندران، و12 في المائة في كلستان.
وذكرت وكالة "تسنيم" يوم الثلاثاء في تقرير آخر أن 33 في المائة فقط من سعة خزانات السدود في إيران ممتلئة، بينما 67 في المائة من هذه السعة فارغة.
وبحسب التقرير، فمنذ 23 سبتمبر حتى 4 نوفمبر من العام الجاري، دخل ما مجموعه مليار و350 مليون متر مكعب من المياه إلى السدود في إيران، وهو ما يُظهر انخفاضًا بنسبة 39 في المائة مقارنة بكمية المياه الداخلة إلى السدود في الفترة نفسها من العام المائي الماضي، والتي بلغت مليارين و190 مليون متر مكعب.
وقد أثّر هذا الوضع أيضًا على "تأمين مياه الشرب والزراعة والصناعة والقضايا البيئية".
ووفقًا لما نشرته "تسنيم"، فقد تم تصريف مليارين و790 مليون متر مكعب من المياه من السدود في البلاد، بانخفاضٍ نسبته 26 في المائة مقارنة بتصريف 3 مليارات و780 مليون متر مكعب في الفترة نفسها من العام المائي السابق.
وفي هذا السياق، حذر رئيس اتحاد صناعة المياه في إيران، يوم الثلاثاء 4 نوفمبر، من أن سد كرج لن تبقى فيه مياه كافية لأكثر من أسبوعين، بينما سيكون وضع سد لتيان أسوأ من ذلك بكثير.
وقال رضا حاجي كريم في مقابلة مع موقع "تجارت نيوز" إن تدفق المياه إلى السدود أقل بكثير من المعدل الطبيعي، وإن كثيرًا منها يعمل بأقل من 50 في المائة من طاقته.
وبحسب قوله، فإن متوسط المياه المتجددة في البلاد خلال العام المائي 2024-2025 قد انخفض بنسبة 35 في المائة.
وفي هذا الإطار، أشارت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، إلى "قلة أمطار الخريف وانخفاض الموارد المائية"، مؤكدة على ضرورة "ترشيد الاستهلاك في المحافظات الوسطى وطهران".
وخلال الأشهر الماضية، ومع تفاقم أزمة المياه، حمّل مسؤولو النظام الإيراني المواطنين المسؤولية مرارًا، داعين إلى "ترشيد الاستهلاك" ومُحذرين من انخفاض مخزون السدود.
وفي المقابل، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن إدارة موارد المياه، لم تُطرح بعد خطة واضحة ومستدامة، وتم في بعض الحالات اللجوء إلى تعطيل مؤقت للمحافظات كحلٍّ طارئ.