"رويترز": البرنامج الصاروخي الإيراني ونفوذها الإقليمي على طاولة التفاوض في عمان



قال دبلوماسي بارز لوكالة "رويترز"، اشترط عدم ذكر اسمه، إن طهران لا تستبعد إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، لكنها جعلت بدء مثل هذه المحادثات مشروطا بإجراءات ملموسة من جانب الولايات المتحدة.
جاء هذا التصريح عشية المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، في العاصمة العمانية، والتي أعلن عنها ترامب أمس الاثنين في البيت الأبيض.
وقال الدبلوماسي: "أبلغنا الإيرانيين بأن المحادثات المباشرة ممكنة، ولكن يجب أن تكون هناك إشارة على حسن النية؛ على سبيل المثال، يمكن رفع بعض العقوبات أو الإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة".

دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الولايات المتحدة إلى إظهار الصدق السياسي والاحترام المتبادل في مفاوضاتها مع إيران. وأضاف: "بما أن أميركا هي التي انسحبت من الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني من جانب واحد، وعليها أن تُظهر الصدق السياسي".

قال الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، إن المفاوضات المباشرة مع وزراء الخارجية خلال مفاوضات الاتفاق النووي هي التي فتحت الطريق للتفاهم. وأضاف: "لو كانت المفاوضات غير مباشرة، لما تمكنا من التوصل إلى الاتفاق حتى في 20 سنة، وليس فقط في عامين".

قال موقع "واي نت" الإسرائيلي إن تصريحات دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بعد لقائهما في البيت الأبيض كشفت أن السبب الحقيقي لزيارة نتنياهو المفاجئة إلى واشنطن، على عكس ما يعتقد البعض، كان بدء مفاوضات أميركا مع إيران، وليس الرسوم الجمركية.
وأشار الموقع، يوم الثلاثاء 8 أبريل (نيسان) إلى أن ترامب أراد، في جلسة خاصة، إطلاع نتنياهو على "مفاوضات رفيعة المستوى مع إيران"، لتجنب مفاجأته وللتأكد من أن إسرائيل لن تعطل هذه العملية أو تتدخل فيها من خلال أعمال مثل الهجوم على إيران.
كانت مصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط قد أخبرت "إيران إنترناشيونال" من قبل أن نتنياهو سيحاول خلال هذه الزيارة إقناع إدارة ترامب بتفكيك برنامج التخصيب النووي في إيران بالكامل.
وذكر "واي نت" أن مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران ربما لم تكن ما توقع نتنياهو سماعه.
وأعلن مسؤولون في إيران أنهم ليسوا مستعدين للحوار المباشر مع الأميركيين ولا يثقون بترامب، لكن يبدو أن تهديدات رئيس الولايات المتحدة دفعتهم في النهاية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
وأبدى نتنياهو ارتياحًا أكبر مساء الإثنين عندما قال ترامب أمام كاميرات الإعلام إنه إذا فشلت المفاوضات، فسيكون ذلك "يومًا سيئًا للغاية" بالنسبة لإيران.
وخلافًا لجو بايدن، هدد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية، وكان نتنياهو يتابع هذه التصريحات مؤيدًا إياها بحركات رأسه.
لكن وفقًا لتقرير "واي نت"، سيعود نتنياهو إلى إسرائيل خالي الوفاض؛ "ليس فقط الرسوم الجمركية ستبقى قائمة في الوقت الحالي، بل بسبب إشارة ترامب أيضًا إلى المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل والبالغة أربعة مليارات دولار".
خلال هذا اللقاء الثنائي، أشاد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي لاتخاذه خطوات لإلغاء الرسوم الجمركية على البضائع الأميركية المستوردة إلى إسرائيل، وقال إن على الدول الأخرى أن تتعلم من هذا النهج العادل تجاه أميركا.
ووفقًا للتقرير، فإن الشيء الوحيد الذي سيحمله نتنياهو معه هو "وعد غامض بأن المحادثات حول الرسوم الجمركية ستستمر".
كما لم يحقق هذا اللقاء أي تقدم في قضية إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، ولم يتطرق ترامب، باستثناء الإشارة إلى "العنف والقسوة الشديدة في تعامل حماس مع الرهائن"، إلى أي حديث محدد حول اتفاق قد يؤدي إلى إطلاق سراحهم.
وكتب "واي نت" أن ترامب أثار مجددًا احتمال نقل جزء من سكان غزة، وأقنعه نتنياهو بأن هناك دولًا مستعدة لاستقبال الفلسطينيين الذين يغادرون قطاع غزة.
وقال ترامب أيضًا إنه لا يفهم لماذا قررت إسرائيل التخلي عن "هذه القطعة الأرضية الرائعة"، مضيفًا أن هذا القرار ربما جاء بناءً على وعد بالسلام؛ "لكن الجميع رأى ما كانت النتيجة".
وفي النهاية، تحدث ترامب عن تركيا ونفوذها المتنامي في سوريا، قائلاً إنه يحب رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، وإذا كانت إسرائيل تواجه مشكلة معه، فهو مستعد للمساعدة.
ويشير هذا إلى أن الولايات المتحدة ستسعى لمنع نشوب صراع بين البلدين.

ذكرت مجلة "نيوزويك" أن جماعة جديدة تدعى "أولي البأس" قد تشكلت في سوريا بعد تراجع النفوذ الإيراني إثر سقوط نظام بشار الأسد، بهدف مواصلة نهج المحور المدعوم من إيران، ومواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
وقدمت الجماعة نفسها باسم "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا– أولي البأس"، وأعلنت أنها تقف ضد ما أسمته "محور الشر العالمي" والذي يتضمن الولايات المتحدة، وإسرائيل، وتركيا.