عراقجي دعا ويتكوف لزيارة طهران.. والمبعوث الأميركي وعد باستثمارات غربية واسعة

أفادت صحيفة "إسرائيل هیوم"، نقلا عن مصادر دولية، أن عباس عراقجي وجّه دعوة إلى ستيف ويتكوف، خلال مفاوضات عُمان، لزيارة طهران.

أفادت صحيفة "إسرائيل هیوم"، نقلا عن مصادر دولية، أن عباس عراقجي وجّه دعوة إلى ستيف ويتكوف، خلال مفاوضات عُمان، لزيارة طهران.
وذكرت الصحيفة أن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط لم يرفض الدعوة. ووفقًا للتقرير، فقد أبلغ ويتكوف وزير الخارجية الإيراني أن دونالد ترامب يسعى لحل الخلافات، وأن التزام إيران قد يؤدي إلى استثمارات غربية واسعة النطاق.

كتبت مجلة "ذا سبكتيتور" في تقرير لها حول المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أن نهاية الجولة الأولى من المحادثات أظهرت بوضوح نوايا إيران: طهران تسعى لكسب الوقت وتتجنب تقديم أي تنازلات لا يمكن التراجع عنها.
وأضافت المجلة البريطانية أن هدف إيران إما إحياء اتفاق يشبه الاتفاق النووي، أو جرّ المفاوضات إلى مسار طويل ومُنهِك يمنع في النهاية فرض مزيد من العقوبات أو تنفيذ ضربة عسكرية. وبالنسبة لطهران، فإن الوقت هو رأس المال الأهم.
وأشارت "سبكتيتور" إلى أن إيران، بعد الضربات القوية التي تلقتها ميليشياتها منذ أكتوبر 2023—بما في ذلك الخسائر الفادحة لحركة حماس، إضعاف حركة الجهاد الإسلامي، ومقتل حسن نصرالله—تحتاج إلى فترة هدوء لإعادة بناء قدراتها، والتسلّح وتنظيم صفوفها من جديد.

ذكرت صحيفة طهران تايمز، الناطقة بالإنجليزية والمقرّبة من النظام الإيراني، أن عراقجي شدد خلال مفاوضاته غير المباشرة مع ويتكاف في عُمان على أن إيران لا تشارك في هذه المحادثات من باب الاستعراض، ولا تنوي الدخول في لعبة خاسرة من الطرفين، وطالبت الولايات المتحدة بمنع تفعيل آلية الزناد.
وبحسب التقرير، أكد عراقجي أن إيران “لن توافق بأي حال من الأحوال على تفكيك برنامجها النووي، لكنها مستعدة لاتخاذ خطوات تطمينية لتبديد القلق من الطابع العسكري للبرنامج”. وأشارت الصحيفة إلى أن طهران، في المقابل، تطالب برفع العقوبات في عدة مجالات.
كما أوردت طهران تايمز أن وزير الخارجية الإيراني أكد أن التوصل إلى اتفاق إطار عام يُعدّ شرطًا ضروريًا لمواصلة المفاوضات. وبحسب الصحيفة، أبلغت إيران الولايات المتحدة يوم السبت أن من مسؤولية واشنطن منع الدول الأوروبية من تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات تلقائيًا.

أكد دونالد ترامب مجددًا على تحذيراته قائلاً: "يجب ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا". وأضاف أن طهران ترغب في التوصل إلى اتفاق، لكنها لا تعرف كيف تقوم بذلك. وقال ترامب: "على إيران أن تتخلى عن حلم امتلاك السلاح النووي، وإلا فستواجه ردًا قاسيًا".
وشدد على أنه إذا لزم الأمر لاتخاذ إجراء حاسم، فسيفعل ذلك. وأشار إلى أن المتطرفين لا يمكنهم امتلاك قنبلة نووية.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الرد الأميركي الحاسم قد يشمل الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، قال: "بالطبع يمكن أن يشمل ذلك".
وأضاف الرئيس الأميركي: "يمكن لإيران أن تكون دولة عظيمة، بشرط ألا تمتلك سلاحًا نوويًا".
وكان ترامب قد حذر في وقت سابق من أنه إذا فشلت المفاوضات، فقد يلجأ إلى الخيار العسكري ضد طهران.

تُظهر الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أنه بالتزامن مع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، قام مسؤولو جامعة طهران بتغطية علم أميركا المرسوم على أرضية مدخل كلية الحقوق والعلوم السياسية.
ويُرسم علم أميركا على الأرض في الأماكن العامة، مثل الجامعات في إيران، بهدف إجبار الطلاب والمارة على المشي فوقه ودوسه.
وخلال الأيام الماضية، نُشرت أيضًا صور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر محو كتابات جدارية في طهران تحمل شعارات مناهضة لأميركا.
ومنذ بدء المفاوضات، أعرب العشرات من المواطنين، من خلال رسائل أرسلوها إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، عن ردود فعلهم تجاه قبول النظام الإيراني بالتفاوض مع إدارة ترامب، الذي وصفه المرشد علي خامنئي بـ"قاتل قاسم سليماني"، مؤكدًا على ضرورة الانتقام.
ووصف المواطنون هذه المفاوضات بأنها تراجع من النظام عن شعار "الانتقام من قاتل سليماني"، وعبّروا عن اعتقادهم بأنها تُظهر خوف مسؤولي النظام من تهديدات ترامب.

قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن “المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة ليست فعّالة ولا مفيدة.” وأضاف:“المفاوضات المباشرة، في ظل إصرار أحد الأطراف على نهجٍ متسلط واستخدام لغة التهديد واللجوء إلى القوة، ليست مفيدة، ولا يمكن قبولها من قبل طرف مثل إيران.”