"أكسيوس": اجتماع "غرفة الأزمات" بالبيت الأبيض شهد انقساما حول مسار المفاوضات مع إيران

نقل موقع "أكسيوس"، عن مصادر مطلعة لم يُكشف عن هويتها، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد يوم الثلاثاء 15 أبريل اجتماعًا مع كبار مسؤولي إدارته في "غرفة الأزمات" بالبيت الأبيض لمناقشة تقدم المفاوضات النووية مع إيران.

ووفقًا لـ"أكسيوس"، فقد حضر الاجتماع جميع كبار مسؤولي الأمن القومي والسياسة الخارجية في إدارة ترامب، حيث تمت مناقشة مواقف الولايات المتحدة في الجولة القادمة من المفاوضات المقررة يوم السبت المقبل.

وقبل الاجتماع، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، لمناقشة دور مسقط كوسيط بين طهران وواشنطن. وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن الطرفين بحثا دعم المفاوضات لتحقيق نتائج مرضية.

ماذا حدث في غرفة الأزمات؟

وكتب موقع "أكسيوس" أن الاجتماع، الذي عُقد الثلاثاء، حضره جيه دي فانس نائب الرئيس، وماركو روبيو وزير الخارجية، وبيت هيغسيث، وزير الدفاع، ومايك والتز مستشار الأمن القومي، وستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص، وجون راتكليف مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ومسؤولون كبار آخرون. وعُقد الاجتماع وسط انقسامات داخل إدارة ترامب حول مسار المفاوضات ومدى مرونة الولايات المتحدة.

ووفقًا لـ"أكسيوس"، يبدي فانس وويتكوف تفاؤلاً بالدبلوماسية، ويعتقدان أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات معينة للتوصل إلى اتفاق. في المقابل، يبدي روبيو ووالتز تشككًا كبيرًا في المفاوضات ويدعمان نهجًا متشددًا تجاه طهران.

وأشار "أكسيوس" إلى أن ترامب نفسه يرسل رسائل متضاربة؛ فهو يؤكد من جهة رغبته في التوصل إلى اتفاق وحل الأزمة دبلوماسيًا، ومن جهة أخرى يهدد إيران بالهجوم العسكري.

وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على الاجتماع، ولم يرد على أسئلة "أكسيوس".

وقال ترامب للصحافيين، في مكتبه بالبيت الأبيض الاثنين 14 أبريل (نيسان)، إن على إيران تسريع وتيرة المفاوضات، محذرًا من أن طهران قد تماطل. وكرر تهديده بالتحرك العسكري، قائلاً: "إذا لزم الأمر، سنتخذ إجراءً قاسيًا".

وفي اليوم نفسه، قال ويتكوف في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن الجولة الأولى من المفاوضات مع إيران، التي عُقدت السبت الماضي في عمان، كانت إيجابية.

ما هو موقف الولايات المتحدة؟

ووفقًا لتصريح ويتكوف، فإن موقف الولايات المتحدة يتمثل في ضرورة توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وقرابة المستوى العسكري 60 في المئة. ولم يستبعد إمكانية استمرار التخصيب بنسبة 3.67 في المئة للأغراض السلمية.

كما أكد أن أي اتفاق نووي يجب أن يتضمن تدقيقًا لمستويات التخصيب، وأن تمتنع إيران عن تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية ومكونات تفجير القنابل الذرية.

وتتعارض تصريحات ويتكوف مع مواقف مايك والتز، مستشار الأمن القومي لترامب، الذي أكد في الأسابيع الماضية على ضرورة "تفكيك برنامج إيران النووي بالكامل".

كما تتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع ترامب الأسبوع الماضي، حيث دعا إلى "تدمير" برنامج إيران النووي بالكامل، على غرار ما ادعى أنه حدث في ليبيا عام 2003.

ومع ذلك، أوضح ويتكوف موقفه في منشور على منصة "إكس"، كاتبًا: "يجب أن يضع أي اتفاق نهائي إطارًا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، مما يعني أن على إيران تفكيك برنامجها النووي والتسليحي وإيقافه بالكامل".

ما هو موقف إيران؟

ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي الجولة الأولى من المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "مُرضية"، وذلك خلال لقائه مع كبار المسؤولين في طهران الثلاثاء 15 أبريل (نيسان). وقال: "لست متفائلًا أكثر من اللازم ولست متشائمًا".

وأكد أنه "حذر للغاية ومتشكك" تجاه الطرف الآخر، لكنه يثق بـ"القدرات الداخلية".

ماذا يُتوقع؟

وكان من المقرر عقد الجولة القادمة من المفاوضات يوم السبت في روما، وهو ما أكدته الولايات المتحدة وإيران وحكومة إيطاليا، وصدرت تأشيرات الوفد الإيراني. لكن وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت مساء الاثنين أن مكان المفاوضات تغير من روما إلى مسقط ولم يؤكد المسؤولون الأميركيون هذا التغيير بعد.
ونقل "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن أحد أسباب هذا التغيير هو وجود جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، في روما خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفضّل البيت الأبيض تجنب تزامن وجوده مع المفاوضات الرسمية.