"تجار العقوبات" يعرقلون المفاوضات.. وانتشار ظاهرة البلطجة.. وفخ "الرحلات الجنسية"

لا تزال المفاوضات الإيرانية الأميركية تحتل صدارة الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الاثنين 26 مايو (أيار)، في ظل دعوات بالاستمرار في المفاوضات وتغليب المصلحة العليا للوطن. كما اهتمت الصحف بتصريحات رئيس البرلمان عن الخلل الإداري، وفوز المخرج "جعفر بناهي" بجائزة مهرجان كان السينمائي.
في صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية، أكد حميد آصفي الكاتب الصحفي، وقوف الصناعة النووية الإيرانية، بعد عقدين من الجدل، عند نقطة يجب أن تُرسخ فيها المصالح الوطنية في عملياتها ووظائفها. مؤكدا على أنه يجب تقليل تكاليف هذه الصناعة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى الحد الأدنى، وأن تؤدي في النهاية إلى تحسين حياة الناس.
ودعا جواد إمامي عبر صحيفة "أبرار" الأصولية، إلى ضرورة إطلاع الشعب على سير المفاوضات بشفافية ووضوح. وقال: "إذا كنا اليوم نسعى إلى تحقيق مصالحنا الوطنية عبر الدبلوماسية، فيجب أن نستمر في المفاوضات".
وفي صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، تساءل الكاتب الصحفي نادر كريمي جوان: "هل يُعقل أن يُتوقع من "معارضي الاتفاق" و"تجار العقوبات" أن يكونوا واقعيين ويدعموا إنهاء العقوبات ضد بلدنا؟!
كما تداولت الصحف الإيرانية تصريحات محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، أمام المؤتمر الدولي التاسع للطاقات المتجددة، حيث ربط أزمة إيران في مجال الطاقة، بالخلل الإداري، وقال: "نحتل المرتبة الأولى عالميًا في مجال الطاقة الأحفورية، لكننا نعاني خللًا في الطاقة؛ لدينا خلل في الإدارة، وفي مثل هذا الوضع ينشأ أيضًا خلل في الطاقة".
وتباينت ردود فعل الصحف تجاه فوز جعفر بناهي المخرج الإيراني المعارض بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي، وانتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، مهرجان "كان" السينمائي، ووصفت جائزة فيلم "مجرد حادث" بأنها "نخلة ذهبية تنمو في أرض سوداء". وكتبت صحيفة (آكاه) الأصولية: "لعبة سياسية على السجادة الحمراء".
وانتقدت صحيفة "همشهري" ازدواجية معايير نقاد الغرب، وكتبت: "هذا التعامل جعل تلك الأفلام التي أُتيحت لها فرصة الإنتاج خارج الهيكل الرسمي لصناعة الأفلام ولديها نزعة معارضة، تحظى بتقدير خاص في نظر الغرب، وهو تقدير لا تحظى به في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الأخرى".
في المقابل كتبت صحيفة "شرق" الإصلاحية: "هذا شرف عظيم وحدث لا يُنسى. وهذه لحظة عظيمة أسعدت العديد من أبناء الشعب الإيراني، الذين عبروا عن مشاعرهم على منصات التواصل الاجتماعي".
ووصفت صحيفة "سياست روز" الأصولية، الجائزة بـ(أعظم انجازات بناهي) وكتبت: "لم يجلب المخرجون والممثلون الإيرانيون الفخر فقط لبلدهم بالفوز بالعديد من جوائز مهرجان كان، وإنما أثبتوا أيضًا أن الفن يمكنه تجاوز الحدود وإيصال الرسائل الإنسانية إلى العالم".
وقالت صحيفة "همدلي" الإصلاحية: "الفيلم المصور في إيــران دون تصريح، لم يتخط فقط القيــود القانونيــة، بل قدم في الســياق الاجتماعي والسياسي لإيــران المعاصــرة، ســردًا لوقائع حياتية واقعيــة ومعقــدة. استطــاع بنــاهي ببراعــة وجســارة اختراق حــدود الرقابــة".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"شرق": فضيحة بيع أسئلة الامتحانات بالعملات الرقمية
أعدت صحيفة "شرق" الإصلاحية، تقريرًا عن تسريب أسئلة الامتحانات، وقالت إن "عمليات بيع أسئلة الامتحانات النهائية وصلت إلى مستوى يطلب فيه الوسطاء من المشترين أو الطلاب إجراء الصفقة عبر العملات الرقمية مثل "تتر" للحفاظ على سرية هويتهم. والأسعار أصبحت بالملايين، والجمهور المستهدف يشكل شريحة كبيرة وساحة خصبة للأرباح الصافية للمحتالين الذين يفكرون فقط في المال".
ورغم نفي المسؤولين فضيحة تسريب الامتحانات، تنقل الصحيفة عن علي رضا وردستي الناشط في مجال التعليم، قوله: "كل عام تظهر الأسئلة والإجابات على القنوات أثناء الامتحان. إنكار ذلك لا يحل المشكلة".
وأضاف:" لا توجد بنية تحتية مناسبة لإجراء امتحانات نهائية بهذا التأثير الكبير على الجامعات في بلدنا. هذا يؤدي إلى انهيار الأخلاقيات تمامًا، ويفتح الباب أمام الغش والتواطؤ، لا يقتصر الأمر على شراء الأسئلة فقط، بل يمتد إلى التواطؤ مع إدارة المدرسة ومراقبي الامتحانات".
وختم بقوله: "أصبحت قضية الامتحانات النهائية أزمة خطيرة للأسر والمدارس، والأهم من ذلك، للطلاب؛ أزمة تحولت بحسب كثيرين، إلى ساحة للاحتيال والاستغلال وجني الأرباح من قبل أولئك الذين أنشأوا سوقًا لبيع أسئلة الامتحانات النهائية".
"سياست روز": رحلات مجانية أم فخ جنسي؟
نشر الكاتب الصحفي فرهاد خادمي مقالًا بصحيفة "سياست روز" الأصولية، يسلط الضوء على ظاهرة الإعلانات الرقمية وكيف يمكن أن تقود النساء والفتيات إلى طريق تنتهي بكارثة.
وكتب: "الإعلان عن رحلة مجانية للسيدات على موقع ديوار يمثل خطرا على أمن الفضاء الرقمي ويُظهر غياب الرقابة على هذه المنصات، فهي لا تُسهم فقط في تطبيع التحرش الجنسي، بل قد تكون بوابة لكوارث مثل الاغتصاب والابتزاز والاتجار بالبشر وأضرار نفسية واجتماعية بالغة".
وأضاف: "تتزين هذه الإعلانات بوعود السفر المجاني المغرية، إلا أن الواقع يشهد عشرات الحالات الموثقة من التحرش، أو التخلي عن الضحايا في الوجهة، أو التهديد بصور خاصة، أو حتى الاغتصاب، مما يؤكد أن هذه الظاهرة ليست مزحة، بل هي أزمة صامتة".
وتساءل عن أسباب عدم تصدي الأجهزة الأمنية لتلك الظاهرة، وقال: "الإجابة متعددة الأوجه ومقلقة، تشمل ضعف القوانين المتعلقة بالجرائم الناشئة، وغياب أنظمة إبلاغ سريعة وقابلة للتتبع على المنصات، وانعدم الرقابة الاستباقية من جانب الشرطة السيبرانية، وخوف الضحايا من الملاحقة القضائية".
"اقتصاد بويا": انتشار البلطجة والعنف بين الإيرانيين
أجرت صحيفة "اقتصاد بويا"، حوارًا مع مجيد أبهري خبير علم الاجتماع، عن أسباب استشراء البلطجة والعنف بين المواطنين، وقال: "تتنوع أسباب العنف بين البيئية مثل الحر والضوضاء والازدحام وغيرها، والسلوكية نتيجة المشكلات المالية، والضغوط الزوجية وخلافه. وبشكل عام يمكن القول إن العنف ناتج عن ضعف التربية الأخلاقية وسوء إدارة الانفعالات".
وحول الأخبار المتداولة عن استئجار مجرمين لطعن أو قتل آخرين، أضاف: "استئجار المجرمين لمعاقبة أشخاص معينين هو أسلوب شائع في جميع أنحاء العالم، وللأسف بدأ ينتشر في بلادنا.
غالبًا ما يكون المجرم مدمنًا أو طفلًا، ويقوم بالهجوم مقابل مبلغ زهيد، دون أن يعرف هوية من يدفع له".
وختم بالقول: "ليس الفقر والبطالة السبب الرئيسي وراء هذه التصرفات اللاإنسانية فحسب، بل تراجع القيم الإنسانية والدينية عامل أساسي".