"تصفير التخصيب".. والمطالبات بإقالة وزيرة النقل.. وأزمة الصيف المقبل

ما زالت قضية المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تتصدر عناوين الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 20 مايو (أيار)؛ خاصة في ظل السجال الراهن بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
وبعد الحديث الأميركي عن "تصفير التخصيب"، طرحت الصحف الإيرانية المختلفة سؤالا بشأن إمكانية تعثر المفاوضات، وكتب الأستاذ الجامعي علي بيكدلي بصحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية: "لا يبدو أن مثل هذه التصريحات قادرة على إيقاف مسار المفاوضات، لأن كلا الطرفين بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق، وأميركا لا ترى أن الظروف مواتية للحرب في الوقت الحالي".
وقال حسين بهشتي بور، المحلل البارز في الشؤون الخارجية، لصحيفة "هم ميهن": "لا يبدو أن هذا الموضوع قد طُرح خلال الجولات الأربع، وإلا لكانت المفاوضات قد توقفت منذ الجولة الأولى. في رأيي، يحاول الأميركيون بهذه الطريقة الحصول على مكاسب إضافية، لكن من غير المرجح أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود في الوقت الحالي".
وبحسب صحيفة "شرق" الإصلاحية، ستكون الجولة الخامسة من المفاوضات، التي يُقال إنها ستُعقد على الأرجح في أوروبا، أكثر هشاشة نظرًا لاقتراب اجتماع الدورة الموسمية لمجلس محافظي الوكالة الذرية، ولقاء طهران مع الثلاثي الأوروبي، وتكهنات حول احتمال تفعيل "آلية الزناد".
ومن وجهة نظر عبد الرضا فرجى راد أستاذ العلوم السياسية، سوف يتحول هذا الموقف المتصلب إلى عقبة وإشكالية خطيرة في الجولة الخامسة من المفاوضات. وأضاف في حوار لصحيفة "اعتماد": "الهدف الرئيسي على الأرجح هو إطالة أمد المفاوضات، وزيادة الضغط على إيران حتى تُجبر على قبول اتفاق لا يتوافق مع مصالحها، وإلا فسيتم تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات".
ووفقًا لتقرير صحيفة "آكاه" الأصولية، بمقدور إيران الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إذا قام الأوروبيون بتنشيط آلية الزناد، كما يمكن أن يكون قطع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خيارًا إيرانيًا آخر للرد على التهديدات الغربية والأميركية المستمرة.
وتوصلت صحيفة "تجارت" الاقتصادية، إلى إمكانية أن يعمل الطرفان على الوصول إلى صيغة مقبولة ترضي الطرفين، مثل تعليق إيران عمليات التخصيب بشكل مؤقت ومحدود زمنياً بهدف بناء الثقة.
على صعيد آخر، أكدت صحيفة "دنياي اقتصادي" دخول الاقتصاد الإيراني مرحلة أكثر حدة من الركود التضخمي منذ العام (2017- 2018م) نتيجة العقوبات. كما أدت الضغوط المزدوجة على الميزانية، وانخفاض الإيرادات بالعملة الأجنبية والمحلية، وانخفاض الاستثمارات، وارتفاع تكلفة التجارة الخارجية، إلى تراجع ملحوظ في معدل النمو الاقتصادي.
وقالت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، إن مشكلة نقص الكوادر التمريضية في إيران تزداد سوءا، لدرجة أن مستشفيات حكومية اضطرت إلى إغلاق بعض الأقسام بسبب نقص كوادر التمريض.
وبحسب صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، فشلت سياسات دعم الزواج والإنجاب، في رفع معدل تجدد الشباب السكاني؛ حيث كشفت الإحصائيات عن تراجع معدل الزواج والمواليد بأكثر من 3 في المائة بسبب مشكلة نقص السكن، وعدم كفاية الوظائف والدخل، وشعور الأزواج بالقلق تجاه مستقبلهم ومستقبل أطفالهم.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"دنياي اقتصادي": استراتيجية الحكومة في مواجهة الأزمات تقوم على "رد الفعل"
كتب جواد شمسي، باحث دكتوراه في الاقتصاد بمدرسة لندن للاقتصاد، في صحيفة "دنياي اقتصادي" المحسوبة على التيار الإصلاحي: "تواجه إيران العديد من الأزمات الاقتصادية بدءًا من النظام المصرفي وصناديق التقاعد، وصولًا إلى قطاع الطاقة والعملة والميزانية، ويبدو أن استراتيجية الحكومة في مواجهة هذه الأزمات تقوم في الغالب على الإدارة المؤقتة ورد الفعل، لا الإصلاحات الهيكلية والدافعة للأمام".
وتساءل: "رغم وجود حلول معروفة، لماذا لا تُنفَّذ الإصلاحات؟ يتعلل المسؤولين بقيود الاقتصاد السياسي؛ من مثل الخوف من ردود الفعل السلبية للمجتمع، وضغوط مجموعات النفوذ، وهشاشة التحالفات داخل السلطة، وهى تبريرات صحيحة؛ حيث تتشكل السياسات الاقتصادية دائمًا في إطار القيود السياسية. لكن ربط كل الإخفاقات بالاقتصاد السياسي والوقوف عند هذه النقطة، يُغلق الحوار عند نفس النقطة التي يجب أن يبدأ منها".
وأضاف: "السياسة الاقتصادية تكون ناجحة فقط عندما تكون مفيدة وقابلة للتنفيذ في نفس الوقت. وهو ما يعني تقليل الفجوة بين ما هو مرغوب وما يمكن تحقيقه. أي إذا كانت الحكومة تؤمن بوجود قيود سياسية، فيجب عليها أن توضح الطريق لتجاوزها من خلال تقديم برنامج واضح للمجتمع".
سازندكى: انتقادات لدعوة بزشكيان المواطنين بـ"تحمل الصيف الحار"
قالت صحيفة "سازندكى"، إن دعوة الرئيس بزشكيان جموع الشعب الإيراني، إلى تحمل الحر وإطفاء أجهزة التبريد في المنازل، لمساعدة الحكومة على عدم قطع الكهرباء عن المصانع، أثارت ردود فعل كثيرة، كانت في غالبيتها انتقادية.
محمد طبیبیان، الاقتصادي المعروف، قال للصحيفة إن "هذه الطريقة في التعامل مع مشكلات الناس ليست صحيحة. إذا كنتم لا تستطيعون حل مشكلة، فقولوا بصدق على الأقل. قولوا إننا نعيش فوق أكبر احتياطيات الطاقة في العالم، لكننا لا نعرف كيف ندير الاقتصاد والدبلوماسية وغيرها، وأن أكثر من 40 عامًا من التجربة والخطأ لم تكن كافية للتعلم".
كما أشار محمود أولاد، الخبير الاقتصادي، إلى أن "هذا النهج يحمّــل الناس أولًا عبء إخفاقات السياســات والإدارة الحكومية، في حين أن اختلال الطاقة هو نتاج سنوات من سوء الإدارة، وعدم الاســتثمار في البنية التحتية، وسياســات الطاقة الخاطئة. ثانيًا، يزيد من الضغوط على الطبقات الهشة بالمجتمع بدلًا من التركيز على الإصلاحات الجذرية".
هم ميهن: مطالب بإقالة وزيرة النقل
أعدت صحيفة "هم ميهن"، تقريرًا عن الدعوات المطالبة بإقالة فرزانه صادق مالواجرد وزيرة النقل والتنمية الحضرية، بعد تداول وثيقة بتحمل الوزارة تكاليف رحلة الوزيرة رفقة عائلتها إلى جزيرة كيش، والتي بلغت قرابة المليار تومان، وكتبت: "طالبت شخصيات بارزة ومعروفة بعزل الوزيرة".
في المقابل أصدر مجيد أخوان، رئيس مركز الاتصالات والإعلام في الوزارة، بيانًا غامضًا (بحسب الصحيفة) حول الرحلة، وفيه: "الرحلة كانت شخصية وعائلية بالكامل، بمصاحبة عائلتين أخريين وبإجمالي سبعة أفراد من الأقارب، وليس لها أي صلة بمهام رسمية أو بموارد الوزارة. جميع التكاليف دفعت من الموارد الشخصية للأسر، وتتوفر وثائق كاملة عنها وستُعرض للرأي العام والجهات المختصة عند الحاجة".