النيابة الإسرائيلية تتهم مواطنا عربيا-إسرائيليا بالتجسس لصالح إيران

قدّمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد مواطن عربي إسرائيلي من سكان القدس الشرقية، تتهمه بالتواصل مع عنصر استخباراتي تابع للنظام الإيراني، وتنفيذ مهام تجسسية لصالحه.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة 6 يونيو (حزيران) أن لائحة الاتهام المقدمة إلى المحكمة المركزية في القدس تتعلق برجب صلاح، البالغ من العمر 30 عامًا، وتتهمه بالتعاون مع عنصر استخبارات إيراني مقابل مبالغ مالية، لتنفيذ مهام تشمل التصوير في مواقع حساسة، وإحراق زي عسكري تابع للجيش الإسرائيلي، وبث مباشر من مواقع في القدس.

ووفقًا لما ورد في لائحة الاتهام، فإن الشخص الذي تواصل مع صلاح قدّم نفسه في البداية باسم مستعار "آفي"، ثم عرّف عن نفسه لاحقًا باسم "علي"، كعنصر في جهاز أمني تابع لإيران.

ووفقًا للائحة، فقد بدأ التواصل عندما كتب صلاح في مجموعة على تطبيق "تلغرام" أنه يبحث عن عمل، فبادر العنصر الإيراني إلى التواصل معه، وطلب منه تنفيذ مهام مثل تصوير مواقع كـ"حائط المبكى"، وسوق "محنيه يهودا"، ومبنى بلدية القدس.

كما استخدم صلاح تطبيقًا للبث المباشر لتنفيذ هذه المهام. وبتوجيه من العنصر الإيراني، طلب من شقيقه التقاط صورة داخل المسجد الأقصى وهو يحمل لافتة كُتب عليها رسالة معينة ورابط لموقع إلكتروني.

وتضيف لائحة الاتهام أن صلاح اشترى زيًّا عسكريًا إسرائيليًا، وقام بإحراقه إلى جانب لافتة ذات رسالة سياسية، كما علّق لافتة أخرى في نفق "نعومي شِمير" في القدس أظهر فيها دعمه لرئيس سابق لجهاز "الشاباك".

وفي مهمة أخرى، أخفى صلاح هاتفه المحمول في متجر بشارع الملك جورج، وبثّ بشكل مباشر صوتًا وصورةً لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 ساعة، في محاولة لاختبار قدرته على تنفيذ مهام سرية مستقبلية.

ومع مرور الوقت، أصبحت المهام أكثر تطرفًا وعنفًا، حيث طلب العنصر الإيراني من صلاح جمع معلومات حول إمكانية شراء سلاح ناري وقنبلة يدوية، كما طُلب منه دراسة طرق الوصول إلى منطقة "حائط المبكى".

وقد عبّر العنصر الإيراني في المراسلات عن كراهيته لليهود، بينما قال صلاح إنه يرغب في الانتقام من اليهود.

وفي أحدى الاقتراحات، عرض عليه العنصر الإيراني السفر إلى إيران، وقد وافق صلاح على الفكرة من حيث المبدأ.

كما طرح اقتراحا بإشعال حريق في غابة مقابل 10 آلاف شيكل، إلا أن صلاح رفض تنفيذ هذا الطلب خوفًا من الاعتقال ومسؤوليته تجاه أسرته، لكنه اقترح شخصًا آخر لتنفيذ المهمة، قبل أن يتراجع عندما رفض الطرف الإيراني دفع دفعة مسبقة.

التجسس لصالح إيران داخل إسرائيل

في 20 مايو (أيار) 2025، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليقًا على اعتقال جاسوسين مرتبطين بإيران كانا يخططان لتركيب كاميرات مراقبة قرب منزله، إن الجمهورية الإسلامية هي "رأس أخطبوط الإرهاب".

وفي 18 مايو 2025، أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك اعتقال موشيه أتياس، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عامًا من منطقة "يونه"، بتهمة تنفيذ جرائم أمنية، حيث قام بجمع معلومات داخل قسم القلب في أحد مستشفيات وسط إسرائيل أثناء تلقي رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت العلاج هناك.

أما في 24 مارس (آذار) 2025، فقد أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن النيابة العامة قدّمت لائحة اتهام ضد إدوارد يوسفوف، البالغ من العمر 65 عامًا والمقيم في مدينة "نتيفوت"، بتهمة التجسس لصالح إيران.

وفي 28 فبراير (شباط) 2025، أعلنت الشرطة و"الشاباك" عن اعتقال مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر 26 عامًا يُدعى دانييل كيتوف، بتهمة التجسس لصالح إيران، حيث اتُّهم بتنفيذ رسومات غرافيتي ذات طابع سياسي في أماكن عامة بمدينتي "بتاح تكفا" و"روش هاعين" بتوجيه من عنصر استخبارات إيراني، مقابل مبالغ مالية.

وفي 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أعلنت إسرائيل كشف خلية تجسس جديدة، مشيرة إلى أن المعتقلين هما زوجان من أذربيجان، كانا على اتصال بعناصر من إيران طوال سنوات، وجمعا معلومات عن مواقع عسكرية وأهداف استراتيجية وشخصيات بارزة داخل إسرائيل.