طرد عشرات الآلاف من الأفغان.. إيران تصرّ على ترحيل الأجانب بعد الهجمات الإسرائيلية

أكدت السلطات القضائية والأمنية الإيرانية، خلال الأيام الأخيرة، ضرورة ترحيل الأجانب، الذين لا يحملون وثائق قانونية، خاصة الأفغان، من الأراضي الإيرانية، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وذكرت منظمات دولية، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد الأفغان الذين تم ترحيلهم من إيران خلال الأسبوع الماضي بلغ أكثر من 88 ألف شخص.
وقال النائب العام الإيراني، محمد موحدي آزاد، يوم السبت 28 يونيو (حزيران): "يجب على المقيمين غير القانونيين في إيران، خاصة الأفغان، مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، لأننا سنتعامل مع الأجانب غير القانونيين وفقًا للقانون".
وأضاف: "على الأجانب الحاصلين على إقامة قانونية أن يكونوا حذرين؛ حتى لا يتم تشويه سمعتهم من قِبل الآخرين. إذا كان هناك أشخاص مخدوعون وقعوا في فخ الأعداء والصهيونية (التجسس لصالح إسرائيل)، فعليهم تقديم أنفسهم".
وبعد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية وبدء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين البلدين، انتشرت أنباء على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام الإيرانية عن وجود "عناصر تابعين لجهاز الموساد الإسرائيلي يحملون الجنسية الأفغانية" في البلاد.
ومن جانبه، قال وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، يوم الجمعة 27 يونيوالجاري، على التلفزيون الرسمي: "إن بعض الأجانب الذين دخلوا البلاد، خاصة في العامين أو الثلاثة الماضية، جاءوا بغرض التخريب خلال هذه الحرب"، وذلك دون أن يقدم أي دليل على صحة مزاعمه.
ودعا مؤمني البرلمان الإيراني إلى "وضع كل أعماله جانبًا، والتصويت سريعًا على مشروع قانون تنظيم الهجرة وإدارة شؤون الأجانب".
وبعد هذه التصريحات، أصبح الخطاب الموجه ضد المهاجرين الأفغان أكثر عدائية، واشتدت القيود عليهم. حتى أن قائد حرس الحدود الإيراني، أحمد علي غودرزي، صرح قائلاً: "بموجب الأمر الصادر، أي عقد إيجار أو بيع ممتلكات للأفغان يُعتبر لاغيًا، ويتم ختم العقار المعني بالشمع الأحمر ومصادرته".
وأكد غودرزي أن "تنظيم أوضاع الأجانب غير القانونيين هو مطلب شعبي"، مدعيًا أن سياسة الترحيل القسري تتماشى مع رغبة العامة.
وتشير التقديرات إلى أن ملايين الأفغان يعيشون في إيران، كثيرون منهم دون تصاريح إقامة قانونية، ويعمل معظم هؤلاء اللاجئين في وظائف منخفضة الأجر، مثل مواقع البناء أو المتاجر الصغيرة.
وانتقد الصحافي الإيراني، أحمد زيد آبادي، سياسات بلاده الحالية ضد اللاجئين الأفغان، وكتب على قناته في "تليغرام": "على الحكومة أن تقدم سياسة واضحة ومنظمة لتنظيم أوضاع المهاجرين الأفغان، وتنفيذها، وفقًا للمعايير الإنسانية".
وأضاف: "من المخجل أن يستخدم البعض خطابًا عنصريًا ضد جيراننا التاريخيين في كل مرة تواجه البلاد أزمة".
وذكرت وكالة "طلوع نيوز" الأفغانية، يوم السبت 28 يونيو، أن ما يقرب من 100 ألف أفغاني اجتازوا الحدود من إيران إلى أفغانستان، عبر معبر "إسلام قلعة"، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وفي سياق متصل، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم أمس السبت، أن ما لا يقل عن 1.2 مليون أفغاني أُجبروا على العودة من إيران وباكستان إلى بلادهم هذا العام، محذرة من أن العودة الجماعية للاجئين قد تؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في أفغانستان الهشة أصلاً.
ووفقًا للمفوضية، فإن أكثر من نصف هؤلاء تم ترحيلهم قسرًا من إيران بعد انتهاء المهلة، التي منحها النظام الإيراني في 20 مارس (آذار) الماضي، لمغادرة طوعية أو مواجهة الترحيل الإجباري.
كما أشارت المنظمة إلى أن إيران قامت بترحيل أكثر من 366 ألف أفغاني هذا العام، بمن في ذلك لاجئون وأشخاص في وضع مشابه.
وقد أدت الحرب بين إيران وإسرائيل إلى زيادة عمليات الترحيل؛ حيث سجلت أعلى معدل في 26 يونيو الجاري، عندما عبر 36 ألفًا و100 أفغاني الحدود، في يوم واحد.