الهجوم على وكالة الطاقة الذرية.. وملفات إسرائيل السرية.. وصمت المتشددين عن الفساد

تبادلت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 11 يونيو (حزيران) التلاسن على خلفية اعتقال نجل إمام جمعة طهران، فيما هاجمت الصحف على اختلاف توجهاتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما لم تتوقف عن الاحتفاء بحصول إيران على ملفات سرية إسرائيلية.
ولا يزال خبر اعتقال ابن كاظم صديقي، إمام جمعة طهران المؤقت، يحظى باهتمام الصحف الإيرانية؛ واتهمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، "الأوساط السياسية مدعية الإصلاح والاعتدال، بركوب الموجة وتصفية الحسابات بأساليب غير نزيهة؛ بينما كانت تدعم الفسدة خلال حكومات خاتمي وروحاني، وقادت حملات مسيسة ممزوجة بالتهديدات ضد الجهاز القضائي!"
في المقابل كتبت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية: "العدالة بالنسبة لهم [الأصوليين] مجرد أداة.
كلما اتُهم أحد معارضيهم بفساد حتى لو كان صغيرًا، يهاجمونه من جميع الجهات، وحتى في حالة تبرئته، فإنهم يستمرون في تكرار ادعاءاتهم".
فيما يخص الملف النووي، اتهمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، رفائيل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بـ"العمالة للكيان الإسرائيلي"، بحسب الوثائق النووية التي نجحت إيران في الحصول عليها من داخل إسرائيل، على حد زعم الصحيفة.
وتكشف الوثائق، وفق صحيفة "توسعه إيراني" الإصلاحية، عن تحيز الوكالة، وتنقل عن إبراهيم متقي، محلل الشؤون الدولية، قوله: "مجلس المحافظين هو هيئة سياسية وأمنية تستخدمها القوى الكبرى للضغط على إيران وتحجيم قوتها الاستراتيجية والاقتصادية".
كما شككت صحيفة "خراسان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، في نزاهة وشرعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت إن "الوثائق التي حصلت عليها إيران من إسرائيل كشفت أن الوكالة تحولت إلى قناة لنقل المعلومات الحساسة حول البرنامج النووي الإيراني إلى تل أبيب".
وفيما يتعلق بالجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، فقد أكد المحلل السياسي علي رضا تقوي نيا لصحيفة "قدس" الأصولية، أن بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حول هذه العملية الاستخباراتية، يعكس وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، واستعداد طهران للرد على أي حماقة إسرائيلية.
ونقلت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية، عن عبد الرضا فرجي راد أستاذ العلوم الجيوسياسية، قوله: "لا شيء مؤكد، وأعتقد أن هناك أيضًا جهودا على مستوى عالٍ تُبذل للتوصل إلى حل. والأهم أن كلا الجانبين لديه الإرادة لحل هذه القضية عبر الدبلوماسية".
اقتصاديًا، شددت صحيفة "توسعه إيراني" الإصلاحية، على ضرورة إصلاح الأجور على أساس تضخم أسعار المواد الغذائية، والذي تسبب في اختفاء حتى البيض والبقوليات تدريجيًا عن موائد العمال.
ونقلت صحيفة "مواجهه اقتصادي" الاقتصادية، عن مجيد رحمتي عضو مجلس إدارة تنسيقية مجالس العمل الإسلامية بمحافظة طهران، قوله: "العمال هم الأكثر تضررًا لأنهم لا يحصلون إلا على زيادة سنوية واحدة في الأجور، ولا يتم احتساب أجورهم على أساس تضخم المواد الغذائية".
وتوقعت صحيفة "همشهري" المقربة من بلدية طهران، زيادة في أسعار السلع الأساسية، وبخاصة الزيت الخام، بعد رفض البرلمان مقترح الحكومة بشأن خفض ضريبة القيمة المضافة.
كما وافقت اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، على البرامج الاقتصادية المقدمة من الوزير المقترح على مدني زاده، رغم تشكيك المعارضة في مؤهلاته وولاءاته الأيديولوجية. وأكد عدد من النواب في حديث لـصحيفة "إيران" الرسمية، أنه لا ينبغي حرمان البلاد من خدمات النخب بحجة قانون شغل المناصب الحساسة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"هم ميهن": صمت المتطرفين عن الفساد
ناقشت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، موقف الصحف الأصولية من اعتقال نجل كاظم صديقي إمام جمعة طهران المؤقت، وكتبت: "مكافحة الفساد هي أداة سياسية للمتطرفين... ويتجلى تناقضهم بوضوح عندما يُتَّهم أحد منهم، عندها يلتزمون صمتًا مطبقًا وكأنهم يعيشون في مقبرة منتصف الليل".
وتابعت الصحيفة: "تعرض شعار العدل في إيران، على مدى العشرين عامًا الماضية، للتشويه والابتذال بأبشع صورة. تحول عند المتطرفين إلى دكّان رخيص للبحث عن الريع، وتشتيت انتباه المجتمع عن القضايا الجوهرية... ويمكن رؤية انعكاس هذا التناقض واضحًا في إعلامهم، والتجاهل المتعمد لاعتقال نجل وزير العدل السابق وزوجته".
وأضافت الصحيفة: "قضية المتطرفين ليست العدل، ولا التنمية، ولا راحة الناس والمجتمع. هم يعانون فقط من عطش مزمن للسلطة لقد أهانوا كل شيء: الإسلام، وصلاة الجمعة، والأخلاق، ورجال الدين، والثورة... ولكن ظلمهم الأكبر هو تشويه مفهوم العدل بسلوكهم الظالم والمفسد".
"دنياى اقتصاد": الفقراء يتحملون فاتورة إصلاح أسعار الطاقة
في صحيفة "دنياي اقتصاد" المتخصصة في الشأن الاقتصادي، تساءل محمد مهدي بهكیش، الخبير الاقتصادي، عن الفئات التي سوف تتحمل فاتورة إصلاح أسعار الطاقة، وكتب: "تحميل الشعب الفاتورة، واستمرار الحكومة في سياساتها القديمة، دون إجراء تغييرات جذرية في الساحة الاقتصادية وسياسة البلاد الدولية، سوف يجعل كل شيء يتوقف؛ لأن المواطن لا يستطيع تحمل هذه التكلفة الباهظة".
وأضاف: "من الطبيعي في هذه الظروف أن يعاني الاقتصاد من أزمات حادة، مثل الفساد من ناحية، واختلال الأسعار في الأسواق المختلفة من ناحية أخرى... كما أن الاعتماد على بيع النفط خلال الـ40 عامًا الماضية، والتركيز على الاكتفاء الذاتي جعل الصناعات غير تنافسية وفرض تكاليف باهظة على الناس، مما دفع أكثر من 30% من السكان تحت خط الفقر، وأضعف الصناعة والزراعة بحيث أصبحت تكاليف الإنتاج أعلى بكثير من مثيلاتها في الدول المجاورة، مما أجبر الناس على تحمل أسعار أعلى للسلع والخدمات".
"اعتماد": "الوثائق الإسرائيلية" ورقة إيران الرابحة
أجرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، حوارًا مع عدد من الخبراء حول تأثير حصول إيران على ملفات سرية إسرائيلية على المفاوضات النووية الإيرانية- الأميركية.
وقال إسماعيل كرامي مقدم، الناشط الإصلاحي: "من الطبيعي أن تفكر إيران في خطة بديلة للمفاوضات، وأعتقد أن الإنجازات الأخيرة في الحصول على معلومات استراتيجية عن إسرائيل، تشكل نوعًا خاصًا من الردع لإيران التي تمتلك الآن إمكانية الوصول إلى معلومات عن المراكز النووية والعسكرية الإسرائيلية والأميركية. حتى عناوين ومسارات تنقل كبار المسؤولين العسكريين في هذا الكيان. هذه المعلومات تساعد إيران على تنفيذ خطتها البديلة".
فيما قال حسين كنعاني مقدم، الناشط الأصولي: "أهمية هذه الإنجازات في مفاوضات الملف النووي أنها حاسمة للغاية. فقد كانت الولايات المتحدة تأمل أن تتمكن إسرائيل عبر تهديداتها من تغيير موازين المفاوضات لصالح أميركا وإيقاف البرنامج النووي الإيراني. لكن مع التفوق المعلوماتي والأمني الذي حققته إيران، ارتفعت درجة هشاشة إسرائيل. هذه حقيقة أدركتها الولايات المتحدة ولذلك عدلت في بعض مطالبها".
عباس سليمي نمين، المحلل السياسي قال: "أعتقد أن أهمية هذه الإنجازات الاستخباراتية والأمنية تتجاوز مسألة المفاوضات، وما حققته إيران له تأثير مباشر على المشهد ككل. أعتقد أن الأمر يتجاوز المفاوضات بكثير. كما أنه يعزز موقف إيران في المفاوضات ويمنحها المبادرة".