جدل حول تلوث إشعاعي في إيران بعد الهجمات الإسرائيلية



صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، آفي دوفرين، بأن سلاح الجو الإسرائيلي يواصل قصف مواقع في إيران. وفيما يتعلق باحتمال إطلاق صواريخ باليستية من إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، قال إن "العملية قد بدأت للتو" وإن الجيش "يستعد لرد إيراني".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن مصادر إسرائيلية، أن العملية قد تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الهجوم على إيران نُفِّذ بعد جمع معلومات استخباراتية عن مواقع نووية ومسؤولين عسكريين وأفراد متورطين في البرنامج النووي. وأضافت أن الهجوم على إيران كان مُخططًا له منذ سنوات.

في حين هددت جامعة بهشتي في طهران "بالانتقام" من الهجوم الإسرائيلي على إيران، أعلنت في بيان: "سنظهر قريبا القوة النووية الإيرانية".
وجاء في البيان "بقلب ملتهب، وحقد في حناجرنا، وعزيمة راسخة، نتعهد بمواصلة مسيرة هؤلاء الشهداء الأبرار بشجاعة وكرامة وإيمان؛ لن تبقى أقلامهم على الأرض، ولن تُسكت أفكارهم، وستبقى أسماؤهم خالدة في التاريخ".

في أعقاب مقتل أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في الهجمات الإسرائيلية، كتب حامد إسماعيليون، أحد أفراد عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية، على منصة "إكس": كراهية ملايين البشر هي الشيء الوحيد الذي ستأخذه معك للقبر".
وأضاف: "لقد مُتَّ، لكن كراهيتنا لك حياً وميتاً ستبقى في التاريخ."

صرح مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، لقناة "إيران إنترناشيونال"، بأن على طهران أن تختار بين توقيع الاتفاق النووي، أو مواجهة المزيد من الهجمات التي قد تؤدي إلى انهيار نظامها الحاكم.
وأشار هذا المسؤول، الذي لم يُفصح عن هويته، بعد الضربات التي شنّتها إسرائيل على أهداف ومواقع داخل إيران، يوم الجمعة 13 يونيو (حزيران)، إلى أن طهران لو كانت صادقة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، لكان بالإمكان تجنّب هذه الهجمات الإسرائيلية.
وحذر قائلاً: "يجب على إيران أن توقّع على الاتفاق النووي، أو أنها ستواجه هجمات مستمرة تهدّد استقرار النظام الحاكم".
وكانت وسائل إعلام مختلفة، من بينها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد أفادت سابقًا باستعداد إسرائيل لشنّ هجوم ضد إيران، لكنها رجّحت أن ذلك قد يحدث بعد الجولة السادسة من المفاوضات بين طهران وواشنطن، والمقرر عقدها يوم الأحد 15 يونيو (حزيران) الجاري في سلطنة عُمان.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي قائلاً: "إيران خدعت الولايات المتحدة خلال المفاوضات، وحاولت كسب الوقت لمواصلة تخصيب اليورانيوم. لو دخلت إيران المفاوضات بنيّة صادقة، لما حصل الهجوم الإسرائيلي".
وتُظهر هذه التصريحات تشدداً غير مسبوق في موقف إسرائيل تجاه إيران، خاصة أن التركيز الإسرائيلي في السابق كان ينصبّ على مواجهة أذرع إيران في المنطقة، دون الانخراط بشكل مباشر في صراع عسكري مع طهران.
وأضاف المصدر أن "الاستراتيجية المتبعة ضد إيران ستكون شبيهة بتلك التي طُبقت في لبنان؛ يجب ألا نسمح بأن يتحول التهديد إلى واقع".
كما أشار إلى أن الهجمات الأخيرة تسببت باضطراب كبير داخل البنية العسكرية الإيرانية، وقال: "إن الإيرانيين حاليًا في حالة صدمة، وقيادتهم العسكرية عملياً لم تعد موجودة".
وختم المسؤول قائلاً: "لا تزال هناك مفاجآت أخرى قادمة".
وعلى الرغم من حدة التصعيد، فإنه شدّد على أن عمليات إسرائيل تستهدف بنية النظام، وليس الشعب الإيراني، مضيفًا: "إسرائيل لا تستهدف شعب إيران، بل نظامها. هذا الشعب، صاحب التاريخ العريق، يستحق قيادة توفّر له الكهرباء والماء، لا نظامًا ينفق ميزانية البلاد على الإرهاب العالمي".
ترامب مخاطبًا إيران: تخلّوا عن حلم امتلاك السلاح النووي
من جهته، وقبل ساعات من الهجمات الإسرائيلية، شدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على التزام إدارته بالحلّ الدبلوماسي للأزمة النووية مع إيران، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، الذي أفاد أيضًا بأن ترامب أبلغ إسرائيل أنه لن يشارك بشكل مباشر في الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.