"نيويورك تايمز": خامنئي رشح ثلاثة خلفاء له خشية مقتله وضمانًا لبقاء هيكل النظام الإيراني

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، قام من داخل مخبئه بترشيح ثلاثة من كبار رجال الدين لخلافته، وذلك في خطوة غير مسبوقة تعكس مخاوفه من احتمال مقتله، ومساعيه لضمان بقاء بنية النظام الإيراني.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تعرض طهران لأعنف الهجمات العسكرية منذ الحرب الإيرانية- العراقية؛ حيث نقلت الصحيفة الأميركية، يوم السبت 21 يونيو (حزيران)، عن مصادر إيرانية مطلعة، أن خامنئي قدم أسماء ثلاثة مرشحين إلى مجلس خبراء القيادة لاختيار أحدهم فورًا مرشدًا جديدًا حال مقتله.

ووفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الخطط الطارئة الخاصة بالحرب، فإن خامنئي اختار أيضًا بدائل للقادة العسكريين الكبار، حال مقتلهم خلال الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التدابير غير المسبوقة تعكس صورة نادرة لحالة أزمة حادة في قمة النظام الإيراني، وتكشف عن القلق العميق، الذي يعيشه المرشد البالغ من العمر 86 عامًا، من احتمال استهدافه وضرورة ضمان انتقال فوري للسلطة.

وأكدت المصادر أن خامنئي شدد على ضرورة أن يختار مجلس الخبراء، حال مقتله، أحد المرشحين الثلاثة بسرعة ودون تأخير لتأمين استمرارية النظام.

اضطراب في هرم القيادة ومخاوف من الاختراق الأمني

كشفت الصحيفة أن خامنئي يعيش حاليًا في مخبأ تحت الأرض في منطقة لويزان، شمال شرق طهران، وقد أوقف جميع اتصالاته الإلكترونية لمنع رصده.

كما نُقل قادة الحرس الثوري وكبار المسؤولين إلى مواقع محصنة تحت الأرض، بينما أصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية قرارًا بمنع استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الرقمية بين المسؤولين، وهددت بأن أي "تعاون مع العدو بعد انتهاء المهلة المحددة" سيُواجه بحكم الإعدام.

وتابعت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية التي بدأت في 12 يونيو الجاري، أسفرت- بحسب مصادر رسمية إيرانية- عن أضرار في العاصمة تفوق مجمل الأضرار التي لحقت بها خلال الحرب مع العراق، بالإضافة إلى مقتل العشرات من كبار القادة العسكريين.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مستشار بارز لرئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، في تسجيل صوتي، قوله: "إن جميع قادتنا الكبار اُغتيلوا في أقل من ساعة".

وأضاف أن النظام الإيراني فشل في اكتشاف خطط إسرائيلية استمرت لأشهر لنقل صواريخ وطائرات مُسيّرة إلى داخل إيران.

ومع ذلك، ظهر خامنئي في تسجيلين مصورين أكد فيهما أن "الشعب الإيراني سيصمد في وجه هذه الحرب المفروضة ولن يستسلم".

تقارير عن هروب أفراد من الحرس الثوري إلى أفغانستان

وفي تطور آخر، أشارت تقارير إلى احتمال فرار عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى أفغانستان، بينما تبحث حركة "طالبان" حاليًا إمكانية استقبال لاجئين إيرانيين.