وأشارت إلى أن هذا السلوك أثار تساؤلات جديدة حول قدرات طهران الاستخباراتية وفعالية شبكاتها داخل الولايات المتحدة.
ووفقًا للتقرير، حذر مسؤولون استخباراتيون أميركيون مرارًا من خطر ما يُعرف بـ"الخلايا النائمة" التابعة لإيران داخل الأراضي الأميركية، خاصة بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية.
لكن الوثائق القضائية والأدلة الجديدة تشير إلى أن طهران لم تعتمد على فرق مدربة أو محترفة، بل استعانت بعناصر غير متمرسة، ما يثير شكوكًا حول جدية التهديد أو قدرة النظام على تنفيذ عمليات متقنة.
خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2024، كلّف ضابط عسكري إيراني شخصًا يُدعى فرهاد شاكرى، وهو مواطن أفغاني يقيم في طهران، بمهمة اغتيال دونالد ترامب.
فرهاد شاكرى بدوره استقطب اثنين من معارفه السابقين من داخل السجون الأميركية للمشاركة في التنفيذ، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي تمكن من توقيفهم قبل أن يُنفذوا العملية.
وفي قضية مشابهة، حاول أحد عناصر الحرس الثوري استهداف جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، بالتعاون مع "عناصر إجرامية".
"نيويورك تايمز" أوضحت أن هذه ليست المرة الأولى، فقد نفذت إيران عدة خطط مشابهة عبر وسطاء مجرمين خلال السنوات الماضية، منها:
•توظيف قتلة من المافيا الروسية لمحاولة اغتيال الصحفية المعارضة مسيح علي نجاد.
•مخطط لتفجير مطعم فاخر في واشنطن لاغتيال السفير السعودي عام 2011.
•محاولة استخدام أحد أفراد عصابة الدراجات النارية "هيلز إنجلز" لقتل معارض إيراني في ولاية ماريلاند.
بروس هوفمان، خبير الإرهاب في جامعة جورج تاون، صرّح للصحيفة قائلاً: "لا يمكن التقليل من خطر خلايا إيران النائمة، ولكن ما نراه في العمليات الأخيرة أقرب إلى فرق هاوية منه إلى فرق محترفة. هذا أشبه بعمل "الفريق C"، لا "الفريق A".
اعتقالات ومخاوف أمنية
من عام 2021 إلى 2024، تم توقيف حوالي 1700 إيراني على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، بحسب مسؤولين أمنيين أميركيين. ولكن لم يتم تحديد ما إذا كانوا مهاجرين عاديين أو تابعين للحكومة الإيرانية.
وبعد الهجمات الأميركية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، اعتُقل ما يقرب من عشرة إيرانيين آخرين لدخولهم الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، أحدهم كان على قائمة المشتبه بهم في الإرهاب.
نشطاء حقوقيون حذروا من أن إدارة ترامب قد تستخدم هذه القضايا كذريعة لشن حملة أوسع ضد المهاجرين الإيرانيين.
فايزا باتيل من مركز "برينان" للعدالة قالت: "اتهام الأفراد بالإرهاب دون أدلة دامغة يكرر الأنماط القديمة من التمييز والملاحقة".
ونبهت الصحيفة إلى أنه رغم اعتماد طهران على مجرمين هواة، فإنها لا تزال تسعى للثأر. ووفقًا لهوفمان: "إيران ترى أن الانتقام طبق يُقدَّم بارداً. وربما ليس الآن، ولكنهم سيحاولون مجددًا، عاجلاً أم آجلاً".