وبحسب السكان المتضررين، فإن تقييم بلدية طهران لتعويض الخسائر غير واقعي، رغم الوعود الحكومية بتقديم المساعدة.
وفي تقرير نُشر الأربعاء 23 يوليو (تموز)، ذكر موقع "ركنا" أن مجمع كوهسار، الواقع بجوار جدار سجن إيفين، تعرّض لأضرار بالغة خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في الحرب التي استمرت 12 يومًا.
السكان في هذا المجمع المكوّن من 9 طوابق ويضم 26 وحدة سكنية، تحدّثوا عن تدمير المبنى، وأضرار جسيمة لحقت بممتلكاتهم، وعدم وضوح آلية تعويضهم حتى الآن.
وبحسب شهاداتهم، فإن المنازل التي تضررت بفعل الحرب أصبحت هدفًا للسارقين، خاصة في الظلام الناتج عن انقطاع الكهرباء وتعطّل كاميرات المراقبة.
إحدى الساكنات في الطابق الرابع، والتي تعيش مع والدها المسنّ وشقيقها المصاب بالتوحّد، قالت إنه فور وقوع الانفجار حضرت القوات الأمنية إلى المكان، فطوّقت المنطقة وفرضت عليها حجرًا أمنيًا كاملاً، ولم يُسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم.
واعتبرت أن ما حدث ليس إدارة أزمة بل "صناعة أزمة"، وقالت: "انقطع الاتصال، لم يكن من الممكن إجراء مكالمات، وكان الخوف والارتباك يسودان الأجواء. وفي هذه الأثناء، دخلت العناصر الأمنية المنازل وأبلغونا بوجوب الإخلاء الفوري".
وأضافت أن السكان ظلوا لساعات واقفين في الشارع المجاور: "قلت للأمن بيأس: منازلنا، حياتنا، وثائقنا، مدخراتنا وأموالنا كلها هناك، لكن لم نتلقَّ أي رد واضح، فقط قالوا إن المنطقة ستبقى تحت السيطرة المسلحة حتى صباح اليوم التالي".
وبحسب هذه الساكنة، فإنه عند عودتهم في اليوم التالي لم يكن هناك أي أثر لقوات الأمن، ولم يُشاهد أي جندي في المنطقة.
ومع ذلك، كان بعض سكان الأحياء العليا يصوّرون أوضاع المنازل المدمّرة بحرية تامة دون أن يمنعهم أحد.
وقالت: "ما حدث لعائلتي كان فعلاً نهبًا. مدخراتنا المالية، والذهب، والدولارات، ومجوهرات أمي- التي كانت تذكارها الوحيد- سُرقت بالكامل. بعض الجيران الذين عادوا إلى منازلهم، كانوا يصرخون من شدة الغضب، ويشتمون من النوافذ، لأن ممتلكاتهم سُرقت أيضًا".
وقالت إن قضية السرقات أصبحت الآن قيد التحقيق في قسم التحريات بمنطقة "الحي الأول".
أحد التحديات التي يواجهها السكان في متابعة الشكاوى هو أن انقطاع كابل الكهرباء الرئيسي في شارع الانفجار أدى إلى تعطيل الكهرباء وتعطيل نظام الكاميرات، وبسبب عدم وجود نظام بطارية احتياطية، لم تُسجّل أية لقطات لدخول اللصوص إلى المنازل المدمّرة بسبب الحرب.
تقييم بلدية طهران للخسائر "غير واقعي"
قال سكان المجمع لموقع "ركنا" إنه عندما توجّهوا إلى البلدية لتقييم حجم الخسائر، قدّرها الخبراء بـحوالي 412 مليون تومان فقط.
بينما يقدّر السكان تكلفة إعادة الإعمار وحدها بـما بين 700 إلى 900 مليون تومان، دون احتساب خسائر الأجهزة والأثاث.
وتُظهر الفحوصات الفنية أن الهيكل الإنشائي للمبنى لا يزال صالحًا للترميم، لكن البنية التحتية والمرافق المشتركة تحتاج إلى إعادة إعمار شاملة.
وأضاف السكان أنهم لم يتلقوا حتى الآن أي تعويض عن الممتلكات والأجهزة المتضررة.
وقالت إحدى الساكنات: "منزلنا كان من أقرب الوحدات إلى موقع الانفجار. لم تبقَ أي قطعة سليمة من التلفاز، أو الثلاجة، أو الغاز، أو الغسالة، أو غيرها من الأجهزة والأثاث".
وأكدوا أن تقييم البلدية للخسائر "غير واقعي للغاية".
كما أشاروا إلى أن الجهة المسؤولة عن دفع التعويضات وإعادة الإعمار لا تزال غير معلومة.