ووصف التقرير العملية بأنها "غير مسبوقة" جرت في عمق الأراضي الإيرانية، واستمرت رغم حملات التطهير الأمني الواسعة التي تلت "حرب الـ12 يومًا".
وأشار التقرير إلى أن الموساد لم يقتصر دوره على الاغتيالات، بل شارك أيضًا في رصد واستهداف منشآت صاروخية ونووية إيرانية، رغم أن العمليات الهجومية نُفذت فعليًا من قِبل سلاح الجو الإسرائيلي. وفي رسالة مصوّرة لرجال الموساد، قال رئيس الجهاز ديفيد بارنياع: "ما زلنا هناك، كما كنا دائمًا"، وهي رسالة فُسّرت من قبل المراقبين على أنها تهديد مباشر لطهران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن الموساد استخدم عملاء متسللين، وأدوات سيبرانية متقدمة، بل وتقنيات الذكاء الاصطناعي للإيقاع ببعض قادة الحرس الثوري. فعلى سبيل المثال، تشير التقارير إلى أن أميرعلي حاجي زاده، قائد قوة الجو-فضاء في الحرس، تم استدراجه باتصال مزيف إلى اجتماع أسفر عن مقتله ومقتل مساعديه.
كما أُفيد بأن برمجية خبيثة زُرعت في أنظمة كاميرات المراقبة بطهران، ساعدت في تحديد مكان اختباء علي شادماني، قائد مقر خاتم، الذي قُتل لاحقًا في هجوم بطائرة مسيّرة. وأوضح التقرير أن الموساد حدّد هويته أولًا عبر الحمض النووي، ثم باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف على الوجوه لتحديد موقعه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموساد استخدم خلال الحرب الأخيرة، إلى جانب الجواسيس الميدانيين، أسلحة عن بُعد، وطائرات مسيّرة قاتلة، وسيارات مزوّدة بأسلحة.
وخلص التقرير إلى أن النقطة الأساسية هي أنه رغم القبض أو القضاء على بعض عملاء الموساد، فإن إسرائيل قادرة على تجنيد عناصر جدد من بين ملايين المعارضين للنظام داخل إيران. حتى لو نجح النظام الإيراني في حملات القمع، فإن سد جميع الثغرات الأمنية والتقنية التي يمكن للموساد استغلالها يبدو شبه مستحيل.