مركز حقوقي: إيران من أخطر الدول على الصحافيين المستقلين

قال مركز حقوق الإنسان في إيران إن نظام طهران جعل من إيران واحدة من "أخطر الدول لعمل الصحافيين المستقلين".

قال مركز حقوق الإنسان في إيران إن نظام طهران جعل من إيران واحدة من "أخطر الدول لعمل الصحافيين المستقلين".
وأشار مركز حقوق الإنسان في إيران، في بيانه الصادر يوم الأربعاء 3 سبتمبر (أيلول)، إلى الضغوط الممارسة على وسائل الإعلام، خاصة بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، موضحًا أن الصحافيين الذين يبتعدون عن الخط الرسمي للنظام يواجهون التهديدات، والتنصت، وإغلاق المكاتب، والاعتقالات التعسفية، والملاحقات القضائية.
ووصف هادي قائمي، مدير المركز، سجن الصحافيين المستقلين بأنه "جزء أساسي من استراتيجية النظام لقمع الاحتجاجات والحفاظ على السلطة".
وأكد قائمي أن على المجتمع الدولي دعم الصحافيين الذين يخاطرون بحياتهم وسبل عيشهم في إيران من أجل الحقيقة والحرية والعدالة.
كما نشر مركز حقوق الإنسان في إيران قائمة شاملة بالاعتقالات والاستدعاءات والإجراءات القضائية التي طالت الصحافيين خلال العام الجاري.
ومن بين هؤلاء الصحافيين والناشطين الإعلاميين: سعيدة شفيعي، وأميد فراغت، وسلطان علي وفرشيد عابدي - وهما صحافيان من محافظة بلوشستان - ومنصور إيرانبور، ناشط إعلامي في كرمان، وميثم رشيدي، صحافي مقيم في أردبيل، وإيراج باشابور، وأجدر بيري، وباحث كردي، ومحمد بارسي، رئيس تحرير مجلة "كندو".
كما حُكم على ماندانا صادقي، وكوروش كرمبور، وفرزانة يحيى آبادي في أواخر مارس (آذار) الماضي من قبل الفرع الأول لمحكمة الثورة في عبادان بأحكام بالسجن بلغت مجتمعة حوالي 11 عامًا.
ووفقًا لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"، يوجد حاليًا ما لا يقل عن 21 صحافيا رهن الاعتقال في إيران.
وتحتل إيران المرتبة 176 من بين 180 دولة في تصنيف حرية الصحافة، مما يجعلها واحدة من أسوأ الدول في العالم في هذا المجال.
وتتيح قوانين الإعلام في إيران ملاحقة الصحافيين بتهم مثل "نشر الأكاذيب"، و"إهانة المرشد"، و"الدعاية ضد النظام".
وأشار المركز في بيانه إلى اعتقال العشرات من المواطنين بتهمة التواصل مع وسائل إعلام ناطقة بالفارسية في الخارج وإرسال صور وفيديوهات لها خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
كما ذكر المركز إخلاء مبنى نقابة الصحافيين في طهران من قبل بلدية طهران في أواخر أغسطس (آب) كجزء من الضغوط المتزايدة على الصحافيين.
وقبل أسبوعين من قرار الإخلاء، أشار أكبر منتجبي، رئيس نقابة الصحافيين في طهران، إلى أنه بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، تم طرد 150 صحافيا من عملهم في البلاد، ولم تتخذ الحكومة أي إجراء.
ودعا مركز حقوق الإنسان في إيران الصحافيين الدوليين، والمنظمات الحقوقية، والأمم المتحدة، والحكومات العالمية إلى المطالبة بالإفراج عن الصحافيين المسجونين في إيران واحترام حرية الصحافة.

نشرت شبكة "إيه بي سي نيوز" أستراليا تقريراً حول أوضاع صحافيي قناة "إيران إنترناشيونال" والتهديدات المتزايدة التي يواجهونها من قبل النظام الإيراني، مشيرة إلى وجود تهديدات خطيرة بحقهم.
وبحسب التقرير، فإن صحافيي "إيران إنترناشيونال" في أستراليا هم من بين عشرات الصحافيين الذين تلقوا تهديدات بالقتل من قبل النظام الإيراني، ويخشون على حياتهم وحياة أسرهم.
وحذّر خبراء قانونيون وحقوقيون من أنه إذا لم تتعاون الحكومات لمواجهة هذه التصرفات من قبل إيران، فقد "يُقتل صحافي فقط لأنه يؤدي عمله".
وقال الصحافي في قناة "إيران إنترناشيونال" بمدينة ملبورن، علي رضا محبي، في مقابلة مع "إيه بي سي نيوز": "إيران تواصلت مع عائلتي وهددتهم بأنه إذا واصلت العمل مع (إيران إنترناشيونال)، ستكون هناك عواقب بانتظارهم".
وأضاف محبي أنه يخشى أن تتصاعد هذه التهديدات بعد طرد السفير الإيراني من أستراليا على خلفية اتهامات تتعلق بتوجيه هجمات حرق معادية لليهود في سيدني وملبورن.
وقال محبي، الذي هاجر من إيران إلى أستراليا عام 2010 لمتابعة مهنته الصحافية، قال لـ"إيه بي سي نيوز": "أنا ملتزم بالعمل الذي أقوم به. هذه التهديدات لن توقفني".
إغلاق السفارة وتصاعد التهديدات بعد الحرب مع إسرائيل
أشار التقرير إلى أن أستراليا أغلقت سفارتها في طهران وطردت السفير الإيراني عقب هجومين معاديين لليهود.
وجاء في التقرير أن قناة "إيران إنترناشيونال" تحدّثت عن "زيادة مقلقة" في التهديدات ضد صحافييها خلال الأسابيع الأخيرة وبعد الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
وذكرت القناة الأسترالية أن 45 صحافياً من "إيران إنترناشيونال" في ثماني دول، وأكثر من300 فرد من عائلاتهم، كانوا هدفاً للتهديدات. بعض أفراد عائلات الصحافيين استُدعوا للاستجواب، فيما اعتُقل آخرون داخل إيران.
وقال علي أصغر رمضان بور، رئيس التحرير التنفيذي في "إيران إنترناشيونال"، لـ"إيه بي سي نيوز" إن مستوى التهديدات ضد صحافيي القناة ارتفع بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف أنه من الواضح أن هذه الاستفزازات مرتبطة بتغطية القناة للأحداث في إيران: "النظام يخشى من تغطيتنا الإخبارية غير الخاضعة للرقابة".
تحذيرات من احتمال اغتيال صحافيين
ونقلت "إيه بي سي نيوز" عن كيولن غالاكر، المستشارة القانونية للقناة، قولها إن النظام الإيراني يتهم صحافيي "إيران إنترناشيونال" بـ"التجسس لصالح إسرائيل" من دون أي دليل.
وحذرت غالاكر: "لسوء الحظ، إذا لم تتحرك عدة دول حول العالم لمحاسبة إيران، فقد نشهد مقتل صحافي في شوارع لندن أو واشنطن أو ملبورن لمجرد أنه يؤدي عمله".
وأشار التقرير إلى حادثة تعرض بوريا زراعتی، مقدم برامج في "إيران إنترناشيونال"، لهجوم بسكين من قبل مهاجمَين أمام منزله في لندن العام الماضي.
إدانة من خبراء الأمم المتحدة
في21 أغسطس (آب) 2025، أصدر 11 خبيراً من الأمم المتحدة بياناً أدانوا فيه التهديدات المتزايدة ضد صحافيي "إيران إنترناشيونال" في مختلف أنحاء العالم، وكذلك تصاعد الترهيب الذي يتعرض له أفراد عائلاتهم من قبل إيران.
كما أقرّ البرلمان الإيراني مؤخراً مشروع قانون يوسّع تعريف جريمة التجسس ليشمل "النشاط أو الاتصال مع وسائل الإعلام الأجنبية".
وبحسب "إيه بي سي نيوز"، فإن ذلك يعني أن "صحافيي (إيران إنترناشيونال) يُعتبرون في إيران إرهابيين، ويمكن اعتقال أفراد عائلاتهم بتهمة الاتصال مع إرهابي".

قيّم "مركز مانوهار بارّيكار للدراسات الدفاعية" في تقرير له وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد حرب الـ12 يوماً بأنه "هشّ وفي طور الانهيار"، مشيراً إلى تفعيل آلية الزناد بطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومعتبراً أن المخاوف من جولة جديدة من الأعمال العدائية قد ازدادت.
وأشار مركز مانوهار بارّيكار للأبحاث والذي يركز على السياسات في مجالات الدفاع والأمن والعلاقات الدولية، أشار إلى تكثيف محاولات إسرائيل لـ"شلّ المنظومة العسكرية الإيرانية بالكامل في المنطقة"، واستنتج أن إسرائيل تسعى من خلال تحييد القوات الوكيلة التابعة للنظام الإيراني إلى تهيئة الأرضية لشنّ هجوم شامل على إيران.
وخلص عادل رشيد، الباحث في "مركز مكافحة الإرهاب" بعد تحليل تصريحات شخصيات مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويحيى رحيم صفوي المستشار العسكري لمرشد النظام الإيراني، وجاك نيريا الضابط السابق في استخبارات الجيش الإسرائيلي، وتريتا بارسي أحد مؤسسي "ناياك"، ويوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، ومحمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني، إلى أن اندلاع الحرب مجدداً أمر وشيك.
وأشار المقال، مستشهداً برأي المحلل الجيوسياسي محمد الدُح حول وضعية النظام الإيراني وإسرائيل، إلى ما يلي: "على الرغم من خطة احتلال غزة بالكامل، يؤكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي على ضرورة إراحة القوات. هذا، إلى جانب مؤشرات أخرى، يعزز احتمال إعادة بناء القدرات. كما أن هذه المؤشرات تتماشى مع عقيدة تدوير الوحدات، واستكمال التدريب لعمليات جوية سريعة ودقيقة بعيدة المدى".
وبناء على ذلك، خلص الدُح إلى أن هجوماً إسرائيلياً على إيران بات وشيكاً.
وجاء في المقال: "بصرف النظر عن طبيعة التكهنات بشأن قرب اندلاع حرب، لا شك أن الحرب التي استمرت 12 يوماً لم تحل جذور الصراع بين الطرفين. ولهذا، فإن الحرب مجمّدة مؤقتاً، واندلاعها مجدداً أمر محتمل للغاية".
كما قدّر المقال أن تداعيات استئناف التوترات بين إسرائيل والنظام الإيراني ستكون "أوسع"، لأن مثل هذه الحرب، إذا وقعت، "ستعرّض المصالح الحيوية الأمنية والاقتصادية والتجارية والطاقة للخطر".
ولفت المقال إلى أن الحرب التي استمرت 12 يوماً اندلعت قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق جولة جديدة من المحادثات النووية بين النظام الإيراني وأميركا في مسقط، محذراً نقلاً عن الدُح: "تشير المؤشرات الآن إلى أن حرباً أخرى في طور التشكل، ومن المرجح أن تشن إسرائيل هجوماً أوسع بين سبتمبر والسابع من أكتوبر".
يُذكر أن "مركز الدراسات والتحليلات الدفاعية" في الهند تأسس عام 1965 من قبل وزارة الدفاع في نيودلهي، وتمت إعادة تسميته في عام 2020 تكريماً لوزير الدفاع الهندي الراحل مانوهار بارّيكار، ليصبح "معهد مانوهار بارّيكار للدراسات والتحليلات الدفاعية".

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن مفتشين اثنين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اللذين سافرا إلى إيران للإشراف على عملية تبديل الوقود في محطة بوشهر النووية، غادرا البلاد بعد استكمال مهمتهما.
وقال إسلامي، في حوار مع التلفزيون الإيراني يوم الأحد 31 أغسطس (آب): "كانت دعوة الوكالة للإشراف على عملية تبديل الوقود في محطة بوشهر النووية مدرجة على جدول الأعمال، وقد تمت العملية بموافقة أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي. وحضر مفتشان أشرفا على العملية، ثم غادرا".
وأضاف: "عُقدت جلسات بين وزارة الخارجية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن المقرر عقد الجلسة الثالثة قريبًا".
وجاءت زيارة المفتشيَن في ظل قيام الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بإعلان نيتها تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على النظام الإيراني.
وطالبت هذه الدول إيران، خلال المهلة البالغة ثلاثون يومًا، بالعودة إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأجيل تطبيق العقوبات.
لكن إسلامي علق قائلاً: "آلية الزناد ليست مسألة جديدة، وقد توقعناها من قبل".
وأوضح أسباب محدودية تعاون إيران مع الوكالة قائلاً: "مشكلتنا الأساسية تكمن في أن إدارة الوكالة وتسييرها يخضعان لتأثير النظام العالمي المهيمن. المشكلة الجوهرية تتمثل في شخص مديرها العام نفسه".
وبعد الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وجهت السلطات الإيرانية انتقادات حادة لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وطالبت بعض وسائل الإعلام الحكومية باعتقاله.
وفي 29 أغسطس الماضي، قال غروسي، مشيرًا إلى لقائه وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في واشنطن، إن "المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وأوروبا لن تكون جادة دون وصول مفتشي الوكالة إلى المنشآت النووية".
وقال إسلامي: "لوائح الوكالة موثقة وتخضع لقوانين الأمم المتحدة التي يجب احترامها. لكن تصرفاتهم المتسمة بالمعايير المزدوجة والانتقائية تعكس مشكلة إدارية في الوكالة، وهي القضية الأساسية التي نواجهها معهم. هذه المسألة قيد المتابعة، وقد اتخذت إيران إجراءاتها القانونية والسياسية بهذا الشأن".
وأكدت دول "الترويكا" الأوروبية الثلاث ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن تفعيل "آلية الزناد"، التي تقضي بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران لا يعني نهاية الدبلوماسية، لكنهم شددوا على أن "الكرة الآن في ملعب طهران".
ومن جانبها، تعهدت السلطات الإيرانية بأن طهران سترد "ردًا مناسبًا" على خطوة الدول الأوروبية الثلاث حال تفعيل "آلية الزناد".

حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات، اليوم الجمعة، بأن استخبارات الحرس الثوري اتخذ إجراءات ضد معدّي تقرير صدر عن غرفة التجارة الإيرانية، يحتوي تقييمًا لتبعات تفعيل "آلية الزناد" يتوقع حدوث تضخم بنسبة 90 في المائة ووصول سعر الدولار إلى 165 ألف تومان.
وقامت غرفة التجارة، تحت ضغط من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، بنفي التقرير المنشور، كما قيّدت تصريحات أعضائها بشأن تبعات تفعيل "آلية الزناد".
كما انتشرت تقارير تفيد بأن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران أصدرت تعميمًا سريًا موجهًا إلى مديري ورؤساء تحرير وسائل الإعلام، تطالب فيه بفرض قيود صارمة على طريقة تغطية موضوع تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الأممية.
وقد جاء ذلك بعد إرسال دول "الترويكا" الأوروبية الثلاث رسالةً إلى مجلس الأمن بشأن بدء هذه العملية.
تشير هذه الأخبار إلى ما دأب عليه النظام الإيراني، منذ تأسيسه، من منع التداول الحر للمعلومات وقمع التعبير عن الرأي واعتقال الصحافيين والكُتّاب، والنشطاء المدنيين والسياسيين المعارضين، وما زال القمع مستمرًا بوتيرة متصاعدة.
وعلى الرغم من الادعاءات المتكررة للنظام الإيراني بشأن "حرية التعبير في إيران"، فإن المؤسسات الرسمية تسلب عمليًا استقلالية وسائل الإعلام من خلال أدوات مختلفة مثل التحذيرات، قرارات الإيقاف، والحجب، وفرض خطوط حمراء رسمية وغير رسمية.
وهذا التعميم الجديد لا يقتصر على تقييد حرية الإعلام في تغطية أحد أهم التطورات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، بل يكشف أيضًا عن عجز السلطة في التعامل مع الأزمات الدولية، مفضلةً قمع المعلومات بدلًا من الشفافية وإقناع الرأي العام.
وفي هذا السياق، كشف رئيس تحرير صحيفة "سازندكی"، رئيس نقابة الصحافيين في طهران، أكبر منتجبی، عن طرد 150 صحافيًا في إيران من عملهم بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، في ظل استمرار الضغوط الممارسة على الإعلاميين، دون أن تتخذ الحكومة أي إجراء لدعمهم.
ومن جهته، أشار الرسام الصحافي، هادي حیدري، الذي وُجهت إليه تهم قضائية، يوم 29 يوليو (تموز) بعد نشره كاريكاتيرًا يظهر فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان راكبًا على حمار كُتب عليه "وفاق"، أشار إلى حالات قطع الإنترنت واعتقال الصحافيين المتكررة في إيران.
أما الصحافية غزل حضرتی من صحيفة "اعتماد"، فقد وصفت النظرة الأمنية تجاه الإعلام بأنها "مضرة"، قائلة: "خلال أحداث الحرب، تم التأكيد مرارًا على أن الإذاعة والتلفزيون الرسمية تملك حق التغطية، وهذا الاحتكار عمليًا يمنع باقي وسائل الإعلام من العمل بحرية".
وفي تقرير نشرته صحيفة "سازندكی" بتاريخ 2 أغسطس الجاري تحت عنوان "وسائل الإعلام على وشك الإغلاق"، حذّرت الصحيفة من أن الضغوط الاقتصادية على وسائل الإعلام في فترة ما بعد الحرب بلغت مستويات غير مسبوقة، مشيرة إلى أن أزمة الورق دفعت الصحف المطبوعة إلى حافة الإغلاق، إذ تضاعف سعر الورق بعد الحرب، في حين لم تتخذ حكومة بزشكیان أي خطوة عملية في ما يخص استيراد الورق أو تخصيص الدعم المالي اللازم.
وأضاف التقرير أن "نادي الصحافيين الإيرانيين" ونقابة الصحافيين في طهران أكدا طرد ما لا يقل عن 150 صحافيًا خلال فترة قصيرة بعد الحرب، محذرَين من أن الرقم مرشّح للارتفاع إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
النظام الإيراني.. سجل حافل من القمع للصحافيين
يُذكر أن النظام الإيراني، منذ نشأته، دأب على قمع الصحافيين والكتّاب والنشطاء المدنيين والسياسيين المعارضين من خلال الاعتقال والتعذيب والسجن.
وأكّدت "إيران إنترناشيونال"، مؤخرًا أن الهجمات السيبرانية التي أدت إلى اختراق بعض حسابات "تلغرام" الخاصة بموظفي القناة تعود إلى هجمتين منفصلتين، الأولى في صيف 2024، والثانية في يناير (كانون الثاني) 2025.
وتُعتبر هذه الهجمات جزءًا من حملة أوسع من التهديدات، والترهيب، وعمليات الاغتيال التي تستهدف شبكة "إيران إنترناشيونال"، والتي تُعد وسيلة إعلامية مستقلة باتت في السنوات الأخيرة هدفًا متكررًا لتهديدات النظام الإيراني بسبب تغطيتها المهنية والمحايدة للأحداث.
وسبق أن أكدت "إيران إنترناشيونال"، في بيان صدر عام 2022، أن النظام الإيراني حاول تنفيذ عملية اغتيال ضد بعض صحافييها في لندن.
وفي 9 يوليو (تموز) الماضي، أعلنت منظمة "الدفاع عن حرية تداول المعلومات" في تقرير لها حول قمع حرية التعبير في إيران أن السلطات فتحت 46 قضية جديدة ضد صحافيين ووسائل إعلام خلال النصف الأول من عام 2025.
كما سبق وأعرب الاتحاد الدولي للصحافيين عن قلقه إزاء تزايد حالات الاستدعاء والاعتقال التي تطال الصحافيين في إيران منذ اندلاع الحرب بين النظام الإيراني وإسرائيل، وطالب بوقف الضغوط الممارسة عليهم.
وبحسب التقرير، فإن الشهور الستة الأولى من العام الجاري شهدت تصعيدًا في قمع حرية الإعلام، وهو قمع اتخذ أبعادًا جديدة ومعقّدة منذ انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا لإيران.
كما سجّلت مؤشرات حرية التعبير في البلاد تراجعًا غير مسبوق.
وخلال هذه الفترة، تعرض ما لا يقل عن 95 صحافيًا ومؤسسة إعلامية لـ 110 حالات من المضايقات القضائية والأمنية، فيما تم تسجيل صدور أحكام بالسجن أو فتح ملفات أو استدعاءات أمنية ضد 19 صحافية على الأقل.
وخلال الأشهر الستة الماضية، عُقدت محاكمات لـ 10 صحافيين، أُدينوا بإجمالي أحكام وصل إلى 22 عامًا و3 أشهر من السجن.
قضايا جديدة ضد الصحافيين
خلال النصف الأول من العام الجاري، قامت السلطة القضائية في النظام الإيراني بتحريك ما لا يقل عن 46 قضية جديدة ضد صحافيين ووسائل إعلام.
وكانت تهمة "نشر الأكاذيب بهدف تضليل الرأي العام" هي الأكثر تكرارًا؛ حيث وردت في 47 حالة.
ومن بين التهم الأخرى المسجّلة: التشهير والافتراء، والدعاية ضد النظام، والاجتماع والتآمر للإضرار بالأمن القومي، وخلع الحجاب، وإفشاء وثائق سرية.
ووفقًا لمنظمة الدفاع عن تدفق المعلومات، فقد انتهكت الأجهزة القضائية والأمنية حقوق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في 112 حالة على الأقل.
ومن بين الانتهاكات: الاعتقالات التعسفية، والحرمان من التمثيل القانوني بواسطة محامٍ مختار، ومنع الاتصال أو الزيارات العائلية، ومصادرة الممتلكات أو المعدات دون أوامر قضائية، واستخدام التعذيب النفسي، والضرب والإيذاء الجسدي من قِبل العناصر الأمنية.
وفي أعقاب التهديدات السابقة، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" (RSF) الحكومة البريطانية إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الصحافيين الإيرانيين.
وفي بيانها، حذّرت المنظمة من أن تهديدات النظام الإيراني ضد وسائل الإعلام تُشكّل ناقوس خطر حقيقي للديمقراطيات حول العالم.
إيران.. عدو الإنترنت
وفقًا لتقرير مراسلون بلا حدود لعام 2024، فإن إيران تحتل المرتبة 177 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، ما يجعلها واحدة من أقل الدول احترامًا لحرية الإعلام على مستوى العالم. وتُصنَّف إيران ضمن الدول "العدوّ للإنترنت"، حيث تُفرض قيود صارمة على الوصول إلى المعلومات المستقلة.
ويعكس هذا الوضع صعوبة وصول الصحافيين والمواطنين إلى الأخبار والمصادر خارج نطاق الرقابة الرسمية، فيما يحد من إمكانية النقاش المنفتح حول القضايا الوطنية والدولية.
وتخضع الصحافة في إيران لرقابة مشددة من قبل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، وتُعتبر بعض المواضيع “محظورة” بشكل كامل، مثل انتقاد المرشد علي خامنئي، أو تناول حقوق المرأة، أو كشف ملفات الفساد المتعلقة بالحرس الثوري. الصحافيون الذين يحاولون تغطية هذه المواضيع معرضون للاعتقال والمحاكمة، وغالبًا ما يُتهمون بـ "التعاون مع قوى معادية" فقط بسبب نقلهم للحقائق أو انتقادهم لسياسات الدولة.
وعلى الصعيد الرقمي، تُحجب معظم المواقع الإخبارية الأجنبية، ويضطر العديد من الإيرانيين لاستخدام شبكات VPN للوصول إلى مصادر الأخبار العالمية. وتعكس هذه القيود محدودية حرية الإعلام الرقمي، وتشير إلى مدى تحكم الدولة في المعلومات المتداولة داخل البلاد.
وفي 9 يوليو الماضي، نشرت منظمة "الدفاع عن حرية تداول المعلومات" تقريرًا صادمًا حول واقع حرية التعبير في إيران، مشيرة إلى أن حملة قمع الصحافة تسارعت بعد الحرب.
وعبّر الاتحاد الدولي للصحافيين عن قلقه من الاعتقالات المتزايدة والاستدعاءات المتكررة بحق الإعلاميين الإيرانيين، مطالبًا بوقف الضغوط فورًا.
لكن هذه النداءات لا تجد آذانًا مصغية، في حين يواجه الإعلاميون الإيرانيون واقعًا قاسيًا، بلا حماية قانونية، ولا ضمان اجتماعي، ولا حتى حقهم في التعبير بحرية.
إغلاق وتعليق صحف
وتطرّق تقرير للاتحاد الدولي للصحافيين إلى قرارات توقيف أو تعليق أو تعطيل عدد من الصحف والمواقع، منها: صحيفة اعتماد (حرمان من الإعلانات الحكومية)، صحيفة سازندكی (توقيف مؤقت)، صحيفة جهان صنعت (توقيف مرتين)، توقف صحيفتي شهروند امروز وصبح اقتصاد، توقيف موقع فرداي اقتصاد واعتقال عدد من صحافييه.
كما وثّق التقرير حالات طرد من العمل لعدد من الصحافيين بسبب آرائهم أو انتقاداتهم، مثل: مريم ورشويي (همشهري)، محسن آجرلو، آزاده بيراكوه، حامد طالبي (إيران)، آريا جعفري (إيسنا)، حنا خلج (إيرنا).
وأكد الاتحاد الدولي للصحافيين أن هذه الأرقام تمثل فقط الحالات التي نُشرت تفاصيلها في وسائل الإعلام، بينما قد يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
وأضاف أن إيران لا تزال من بين أكثر الدول قمعًا لحرية الصحافة إلى جانب الصين وروسيا وبيلاروسيا.
وكانت منظمة الدفاع عن حرية تداول المعلومات، قد أفادت في تقريرها الأخير، حول قمع وسائل الإعلام والصحافيين في إيران، بأن المائة يوم الأولى من رئاسة مسعود بزشکیان شهدت زيادة في قمع حرية التعبير؛ حيث تعرضت 78 وسيلة إعلامية وصحافيًا لإجراءات قضائية وأمنية من قِبل النظام الإيراني.
وأظهرت الملفات الموثقة لدى منظمة الدفاع عن حرية تداول المعلومات، أنه خلال المائة يوم الأولى من فترة رئاسة بزشکیان، أصدرت المحاكم السياسية والصحافية والقضاة قرارات في 32 قضية منفصلة بالإدانة أو أحكامًا بالسجن بحق الصحافيين ووسائل الإعلام.
وسجّلت السلطات الأمنية والقضائية في إيران، خلال هذه الفترة، ما لا يقل عن 74 حالة انتهاك للحقوق القانونية للصحافيين الذين تمت ملاحقتهم.
وقد وصفت المنظمة، في تقريرها، انعقاد المحاكمات الصحافية بشكل سري أو دون حضور هيئة محلفين في 46 قضية بأنها من أكثر الانتهاكات المتكررة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام في هذه الفترة.
ووفقًا للتقرير، تضمنت الانتهاكات المتكررة ضد الصحافيين تقييد الأنشطة المهنية في 9 قضايا، واعتقالًا تعسفيـا لأربعة صحافيين، ومنع أربعة آخرين من الوصول إلى محامين بعد اعتقالهم، وأربع حالات مصادرة غير قانونية للمعدات الشخصية والمهنية للصحافيين دون إبراز أوامر قضائية، إضافة إلى حالتي اعتداء جسدي على صحافيين.

عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صباح اليوم الجمعة 29 أغسطس (آب)، اجتماعًا تشاوريًا مغلقًا حول إيران وتفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث، بعد أن أُدرج مشروع البيان الروسي ـ الصيني بشأن تمديد صلاحية القرار 2231 على جدول أعمال المجلس.
وهذا الاجتماع، الذي بدأ الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك، جاء بناءً على طلب فرنسا وبريطانيا، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الدول الأوروبية الثلاث أنها، بسبب عدم التزام إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي، ستقوم بتفعيل آلية الزناد لإعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة.
كما عُقد هذا الاجتماع بعد الانتهاء من إعداد النص النهائي لمشروع القرار الصيني ـ الروسي، حيث طُبع على الورق الأزرق الرسمي ووزِّع على جميع أعضاء مجلس الأمن تمهيدًا للتصويت، رغم أن الموعد الدقيق للتصويت قد يُحدد فورًا أو خلال أيام لاحقة.
وينص مشروع القرار على تمديد فترة سريان الاتفاق النووي والقرار 2231 لمدة ستة أشهر إضافية، حتى 18 أبريل (نيسان) 2026، ويدعو جميع الأطراف إلى استئناف المفاوضات فورًا.
الاتفاق النووي كان قد وُقّع عام 2015، وصادق عليه مجلس الأمن بقراره 2231. وبموجب هذا الاتفاق، رُفعت القيود تدريجيًا عن البرنامج النووي الإيراني وعلّقت عقوبات مجلس الأمن. كما نص الاتفاق على آلية تُعرف بـ"الزناد" تنص على أنه في حال وقوع خرق جوهري للتعهدات، فإن العقوبات تعود تلقائيًا خلال 30 يومًا من دون الحاجة إلى تصويت جديد.
وتقول الدول الأوروبية إن إيران، عبر امتلاكها مخزونات كبيرة من اليورانيوم المخصب (أكثر من 8,400 كغم، من بينها مئات الكيلوغرامات بنسبة تخصيب 60 في المائة)، ونصب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وتقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد انتهكت التزاماتها وأخرجت المواقع الحساسة من الرقابة الدولية.
وبدورها صرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن إيران لم تلتزم ببنود الاتفاق النووي، معتبرة أن هناك فرصة الآن للتوصل إلى تفاهم.
لكن إيران وصفت هذا الإجراء بأنه غير قانوني، مؤكدة أن الأوروبيين بفشلهم في الوفاء بالتزاماتهم الاقتصادية فقدوا صفة "الطرف حسن النية". كما منعت وسائل الإعلام المحلية من نشر أي تقارير عن المخاوف من عودة العقوبات.
اصطفاف داخل مجلس الأمن
وتؤكد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أن تفعيل آلية الزناد لا يعني نهاية الدبلوماسية، بل يرون في مهلة الثلاثين يومًا فرصة للضغط على إيران وفي الوقت ذاته لمتابعة المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الخميس إن واشنطن ترحب بخطوة الدول الأوروبية الثلاث لبدء مسار إعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، لكنها لا تزال مستعدة للحوار المباشر مع طهران.
وفي المقابل، وصفت الصين وروسيا الخطوة الأوروبية بأنها "تفتقر للشرعية القانونية" و"إجراء تصعيدي"، وتسعيان عبر مشروع قرارهما المقترح إلى خلق مساحة دبلوماسية أكبر.
غير أن منتقدين غربيين يرون في النص "منحًا أحاديًا لإيران" لأنه لا يفرض أي التزامات واضحة على طهران مقابل التمديد.
وفي حال فشل المبادرة الروسية ـ الصينية وعدم تبني قرار جديد خلال مهلة الثلاثين يومًا، ستعود العقوبات السابقة لمجلس الأمن ضد إيران بشكل تلقائي.