كاميار بهرنك
"إيران إنترناشيونال"

"إيران إنترناشيونال"

في الوقت الذي يستعد فيه العراق لإجراء الانتخابات البرلمانية، تشهد الساحة السياسية في البلاد تحولًا جذريًا. فقد بدأ الابتعاد عن نفوذ إيران والتحول نحو سياسةٍ وطنيةٍ برغماتية يصبح السمة الأبرز للمشهد السياسي الراهن.

في شرق أوسط تمزّقه الحروب والعقوبات ويعاني الانهيار الاقتصادي، تراجعت سلطة الدول، وصعدت شبكات ظل مالية ولوجستية تحولت إلى قوى فعلية على الأرض. وفي مقدمة هذه الشبكات تبرز أسماء النظام الإيراني والحوثيين وحزب الله ونظام بشار الأسد المتورطين في شبكات تهريب المخدرات والأسلحة.

بعد الحرب، التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، قام النظام الإيراني بما يقوم به أي نظام ديكتاتوري مهزوم في التاريخ: بيع الهزيمة على أنها نصر؛ ليس لأنه يصدق ذلك، بل لأنه يعلم أن كشف الحقيقة سيؤدي إلى انهيار مشروعيته داخليًا وبين مؤيديه القليلين المتبقين.

في عالمٍ باتت فيه مشاهد العنف والموت أمرًا روتينيًا لا يهزّ القلوب كما في السابق، تندفع أحيانًا صورة واحدة لكسر هذا الجمود بين المشاهدة السلبية والانخراط العاطفي العميق. وهذا تمامًا ما فعله فيديو الانفجار في ميدان تجريش.

في وقتٍ تجد فيه إيران نفسها مجددًا وسط توترات عسكرية وأزمات أمنية متصاعدة، يعاني شعبها أكثر من أي وقت مضى عواقب لم يكن لهم دور في صنعها، ولا يملكون لأنفسهم منها نفعًا.
