سجينة سياسية: النظام الإيراني ينتهك حقوق المواطنين داخل السجون وخارجها



قال نجل القيادي في الحرس الثوري، محمد رضا زاهدي، الذي قُتِلَ في القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق، إنه سيسمع ويطيع ما يقرره خامنئي، حول ما إذا كان هناك انتقام لمقتل أبيه أم لا. وأضاف، حول مقتل أبيه، أن "الله كفيل بمعاقبتهم".

قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير، إن النظام الإيراني، استخدم مجموعات محترفة في ارتكاب الجرائم المنظمة؛ لتنفيذ هجماته في أوروبا، واستهداف قناة "إيران إنترناشيونال" والعاملين فيها.
ووصفت الصحيفة، في التقرير، الذي نُشر أمس السبت 6 أبريل (نيسان)، أعمال إيران التخريبية في بريطانيا بـ "الحقيقة المروعة"، وقالت إن طهران تلجأ بشكل مستمر إلى أساليب الجماعات الإجرامية في شوارع بريطانيا، وحتى الآن لم تجد السلطات في لندن طريقة فاعلة لمواجهة هذه الأعمال والجرائم.
ويرى الخبراء، أن المؤسسات الأمنية الإيرانية ترى أن ستخدام الجناة والمحترفين في تنفيذ الجرائم المنظمة وسيلة أقل تكلفة لمهاجمة أهدافها، وأن إيران بهذه الطريقة يمكنها إنكار دورها في هذه الأحداث، بسهولة.
ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى ملف المواطن النمساوي محمد حسين دوتايف، المتهم بالتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية ضد مقر قناة "إيران إنترناشيونال" والذي تم اعتقاله في 11 فبراير من عام 2023 عندما كان يقوم بتصوير مقر القناة في لندن بهدف جمع المعلومات لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأضافت، أن دوتايف قدم تبريرات وأسبابًا متناقضة للسفر إلى لندن والتصوير من مقر "إيران إنترناشيونال" لقوات الأمن والشرطة والمحكمة.
وقال دوتايف، المتهم بالتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية ضد مقر قناة "إيران إنترناشيونال"، في البداية، إنه جاء إلى لندن لزيارة شقيقه وكان يقيم مع صديقه، مدعيًا أن الغرض من التجول بالقرب من موقع قناة "إيران إنترناشيونال" كان تصوير بحيرة في المنطقة لعرض الصور على أطفاله، كما أفاد بأنه "مفتون بهندسة بناء هذه القناة".
وأفادت صحيفة ديلي ميل، بأنه ليس لدى دوتايف أي أشقاء في المملكة المتحدة، وقد تم شراء تذكرة طيرانه من العاصمة النمساوية، فيينا، إلى لندن من قبل طرف ثالث في أذربيجان، واستخدم هذا الشخص الثالث، الذي لم يتم الكشف عن هويته، بريدًا إلكترونيًا روسيًا لحجز تذكرة دوتايف له قبل 24 ساعة فقط من الرحلة.
وأكدت صحيفة ديلي ميل أنه من شبه المؤكد أن المتهم دوتايف كان يعمل لدى الأجهزة الأمنية الإيرانية، وتم إرساله إلى بريطانيا للحصول على مزيد من المعلومات من أجل التخطيط لعمليات إرهابية ضد "إيران إنترناشيونال".
وأدانت المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا، دوتايف في ديسمبر 2023 وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر.
ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية فإن التهديدات الموجهة ضد قناة "إيران إنترناشيونال" وموظفيها لا تقتصر على هذه الحالة وحدها، وبدأت بعد فترة من إنشاء هذه القناة عام 2017 واستمرت حتى الآن.
وقال مصدر في قناة "إيران إنترناشيونال" لصحيفة "ديلي ميل"، إن النظام الإيراني لا يتحمل أي نوع من الانتقادات الإعلامية، ويعتبره "عملاً عدائيًا".
وأضاف المصدر أن أكثر ما يزعج إيران هو التغطية الإعلامية للأزمة الاقتصادية، ومشاكل نظام الرعاية الصحية، وغيرها من القضايا الداخلية.
وذكرت "ديلي ميل" أن الضغوط على قناة "إيران إنترناشيونال" تضاعفت بعد تغطية احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
واستدعت السلطات الإيرانية، منذ ذلك الحين، عائلات ما لا يقل عن 15 موظفًا في قناة "إيران إنترناشيونال"، إلى المؤسسات الأمنية التابعة للنظام، وتم تحذيرهم من أن استمرار نشاط ذويهم في القناة قد يؤدي إلى "عواقب قضائية" على أقاربهم في إيران، ووصلت تهديدات إيران ضد القناة إلى ذروتها في أعقاب الاحتجاجات الشعبية عام 2022 وتغطيتها بشكل مكثف من قبل القناة.
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى الهجوم الأخير على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، وذكرت أن النظام الإيراني يواصل أفعاله مع "إفلات رهيب من العقاب".
وكان بوريا زراعتي، قد تعرض لهجوم بالسكاكين من قِبل عدة أشخاص مجهولين أثناء مغادرته منزله في لندن، بعد ظهر يوم الجمعة 29 مارس (آذار) الماضي، وأصيب في ساقه.
وقال زميل زراعتي للصحيفة: "إن حدوث شيء كهذا في وضح النهار في أحد الشوارع البريطانية أمر مروع. لكن هذا تهديد مستمر نتعايش معه منذ سنوات".
وأكدت الصحيفة، أن التهديدات الموجهة ضد "إيران إنترناشيونال" ليست سوى جزء من الشبكة الإرهابية لإيران، وهي منتشرة في أوروبا.
وكانت قناة "آي تي في"البريطانية ذكرت أن جواسيس الحرس الثوري الإيراني عرضوا على أحد المتاجرين بالبشر في أكتوبر 2022 قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة لهذه القناة، سيما ثابت، مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف المؤامرة، حيث كان جاسوسًا مزدوجًا.
واضطرت قناة "إيران إنترناشيونال" إلى نقل بثها التليفزيوني مؤقتًا من لندن إلى واشنطن، في 18 فبراير من عام 2023، بعد تلك التهديدات الإرهابية، واستأنفت هذه القناة بث برامجها من الاستديو الجديد الخاص بها في لندن يوم 25 سبتمبر من العام نفسه.

أشار رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان الإيراني، موسوي غضنفر أبادي، إلى سحب المواطنين أموالهم من البنوك، تجنبًا لخصم ثلاثة ملايين تومان غرامة؛ لعدم الالتزام بالحجاب، وقال:"إذا كان هناك من يريد إفراغ حسابه من أجل ثلاثة ملايين تومان، فالأفضل له اتباع القانون والالتزام بالحجاب".

صرح مسؤولان إيرانيان سابقان، لوسائل الإعلام، بأن "العديد من الدول الإقليمية ترغب في رؤية إيران متورطة بشكل مباشر في حرب مع إسرائيل؛ لأنها ستلحق أضرارًا كبيرة بالبلاد"، حسب تعبيرهما.
وامتلأت وسائل إعلام مقربة من النظام في طهران بالتصريحات المتوعدة بالانتقام، في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني بمبنى قنصلية طهران في دمشق، في الأول من أبريل (نيسان) الجاري.
وتواجه قيادة الجمهورية الإسلامية، خاصة المرشد الأعلى، علي خامنئي، معضلة سياسية صعبة بين شن هجوم انتقامي قوي على إسرائيل والمخاطرة بحرب أوسع نطاقًا، أو ممارسة ضبط النفس والبحث عن بدائل أقل خطورة للنظام.
ومع ذلك، فإن وكلاء طهران في المنطقة، ومؤيديها في الداخل، وحتى الإيرانيين العاديين المعارضين للنظام، يرون أن أي تردد في الرد والانتقام سيُفسر بأنه علامة ضعف للنظام.
وقال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، اليوم، الأحد، إن "مصالح جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة اليوم تكمن في جر إيران إلى الحرب".
واتهم فلاحت بيشه روسيا بالسعي لتحقيق الهدف نفسه.. مؤكدًا أن الحرب في الشرق الأوسط تصب في مصلحة موسكو، بينما ترفض روسيا تسليم طائرات سوخوي 35 الحربية إلى إيران، ولم تتصدَ دفاعاتها الجوية للطائرات الإسرائيلية فوق سوريا.
وحذر النائب السابق من أي تصعيد من جانب إيران، قائلًا: "إنه لا ينبغي للبلاد أن ترتكب خطأً استراتيجيًا أثناء عزلتها الحالية، ولا ينبغي أن تقع في الفخ والفتنة التي خلقها (بنيامين) نتنياهو"، حسب تعبيره.
وأكد المحلل السياسي الإيراني، رحمن قهرمانبور، أن إيران باتت أكثر عزلة في المنطقة، وأن الغارة الجوية الإسرائيلية في دمشق كانت استفزازًا فريدًا لجر طهران إلى حرب أوسع. كما اتفق مع فلاحت بيشه على أن الدول الأخرى في المنطقة ترغب في رؤية إيران متورطة في حرب ستدمر قوتها العسكرية وتضعفها.
ولم يذكر صراحة أي الدول ستستفيد من الحرب المحتملة، لكنه أشار إلى دول عربية في المنطقة عانت منذ فترة طويلة من نفوذ إيران المتزايد ووكلائها المسلحين مثل الحوثيين وحزب الله في المنطقة.
وقال موقع "انتخاب" الإخباري المستقل نسبيًا، إن لدى طهران أربعة بدائل للاختيار حول كيفية الرد على إسرائيل، وهي:
أولاً: تستهدف إيران، التي تعتمد على قدراتها الصاروخية والطائرات المسيرة، أهدافًا عسكرية أو أهدافًا تتعلق بالبنية التحتية في إسرائيل في هجمات انتقامية، ومن خلال معاقبة إسرائيل، فإنها ستثبت قوتها الصاروخية وقدرتها على الردع على المستويين الإقليمي والدولي.
ثانيًا: تستهدف إيران بعثة دبلوماسية إسرائيلية في إحدى دول المنطقة، الأمر الذي سيظهر ردًا مناسبًا مع قصف قنصلية طهران في دمشق.
ثالثًا: تقوم إيران، بالاعتماد على قدرات مجموعاتها الإقليمية الوكيلة، بتنفيذ هجمات هادفة ومؤثرة على القواعد العسكرية الإسرائيلية والمراكز الحيوية.
رابعًا: لتجنب التصعيد الإقليمي، تمتنع إيران عن أي رد فوري، وتتبنى بدلًا من ذلك الصبر الاستراتيجي، وتنخرط في حرب استنزاف نفسي ضد إسرائيل، مع الحفاظ على قوتها العسكرية.
وخلص الموقع إلى أنه بالنظر إلى العديد من التصريحات الصادرة عن مسؤولين وشخصيات مؤثرة في النظام الإيراني، فمن المحتمل أن طهران قد تبنت هذا الخيار الأخير.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن بلاده استعدت بشكل كامل لأي سيناريو محتمل ضد النظام الإيراني.
وشدد غالانت، اليوم الأحد، 7 أبريل (نيسان)، على أن جهاز الدفاع الإسرائيلي أنهى تقييمه للوضع الحالي، وهو مستعد للرد على أي سيناريو ضد إيران.
وجاءت تصريحات غالانت، بعد اجتماعه مع عوديد باسيوك، قائد دائرة العمليات، وأهارون خليفة، قائد دائرة المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن محور هذا الاجتماع هو "تقييم الظروف العملياتية".
واستهدفت إسرائيل مبنى قنصلية إيران في العاصمة السورية، دمشق، وقُتل سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني، في الهجوم الذي وقع يوم الإثنين، 1 أبريل (نيسان) الجاري.
وكان من بين القتلى محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، ومحمد هادي حاجي رحيمي، نائبه.
وأكد عدد من المسؤولين الإيرانيين، ومن بينهم المرشد علي خامنئي، أن إيران ستنتقم بشدة من إسرائيل.
وأعلن خامنئي، في رسالة، يوم الثلاثاء، 2 أبريل (نيسان): "سوف تُعاقب إسرائيل على أيدي رجالنا الشجعان؛ وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وأمثالها".
وقال محمد حسين باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في مراسم جنازة زاهدي، يوم أمس، إن الانتقام من إسرائيل أمر مؤكد، وسيتم "بأقصى قدر من الضرر للعدو".
من ناحية أخرى، دعا عدد من المسؤولين الآخرين في إيران، إلى الصبر الاستراتيجي ضد إسرائيل مستخدمين لهجة محافظة.
قال حسن همتي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، اليوم الأحد، ردًا على سؤال حول رد فعل إيران على الهجوم الأخير، إن إسرائيل تلقت من قبل جزءًا من الرد الإيراني خلال عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حماس.
وأضاف: "جزء من الرد يكمن في رد فعل إيران، بأن تنفذ السلطات المعنية قرارها في الوقت المناسب وتعطي ردًا حاسمًا على هذا الهجوم".
وأكد عضو البرلمان الإيراني أن عدد الهجمات الإسرائيلية على قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا لم يتزايد، وأن "الحالات القليلة جدًا" التي حدثت كانت بسبب "انعدام الحماية".
وأعلن حسين جلالي، وهو عضو آخر في البرلمان الإيراني وأحد الشخصيات المتشددة في جبهة "الصمود"، في وقت سابق يوم أمس، السبت: "لا نرى أنه من المناسب لإيران أن تدخل الحرب علنًا".
واتهم إسرائيل بمحاولة جر إيران إلى حرب "مفتوحة ومباشرة"، وأضاف: "سنرد على إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال مجموعاتنا".
وتأتي هذه التصريحات في حين نفت السلطات الإيرانية، مراراً، دعمها المباشر للجماعات المسلحة في المنطقة، مثل حماس وحزب الله والحوثيين اليمنيين والحشد الشعبي، قائلة إن هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل ولا تتلقى الأوامر من طهران.
وأعلن حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إيران، في نوفمبر من العام الماضي، أن طهران ليس لديها أي جماعة أو حرب بالوكالة في المنطقة.