مسؤول إيراني: تقارير تتحدث عن احتمال وجود أسباب غير الطقس وراء سقوط مروحية الرئيس



تظهر الصور التي نشرتها وسائل الإعلام، مشاركة الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، في حفل افتتاح الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة بقميص أبيض. وفي الوقت نفسه، ومع وفاة "رئيسي" وشغور مكانه في هذا الحفل، يرتدي المسؤولون المشاركون اللون الأسود.

كتبت "رويترز" نقلا عن مصدرين مطلعين أنه قبل ستة أشهر، قام مجلس الخبراء بإزالة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من قائمة الخلفاء المحتملين لعلي خامنئي بسبب تراجع شعبيته.
وقال مصدر إقليمي مطلع على آراء النظام الإيراني إن معارضة خامنئي للحكم الوراثي تقضي على إمكانية خلافة مجتبى خامنئي وعلي خميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، والمقيم في النجف بالعراق.
وأكد مسؤول سابق في إيران لـ "رويترز" أيضا أنه من المتوقع الآن أن تكثف الجهات الفاعلة القوية، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني ورجال الدين المؤثرين في "قم"، جهودها لتشكيل عملية اختيار المرشد المقبل.
وقال إن "وفاة "رئيسي" تمثل ضربة للمؤسسة التي ليس لديها الآن مرشح آخر [للقيادة]"، وأضاف: "بينما يعتقد البعض أن رئيسي كان مستعدًا لخلافة خامنئي، لم يكن أحد يعرف على وجه اليقين ما هي نوايا المرشد".

بعد انتشار مقاطع تظهر احتفالات في شوارع إيران عقب الإعلان عن موت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث سقوط مروحيته، هدد المسؤولون في جهاز القضاء والشرطة في إيران رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحافيين من نشر أي مواد تسبب "الإضرار بالأمن النفسي في المجتمع".
وهدد المدعي العام محمد موحدي آزاد، اليوم الثلاثاء 21 مايو (أيار)، مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بـ"الرد السريع والحاسم" في حال قاموا بـ"الإضرار بالأمن النفسي في المجتمع".
وخاطب موحدي آزاد رؤساء النيابة العامة في جميع أنحاء البلاد، وقال إنه يتعين عليهم التعامل بشدة مع الأشخاص الذين "يسيئون" أو "يخلون بالأمن النفسي للمجتمع ويزعجون الرأي العام" من خلال نشر معلومات عن وفاة رئيسي.
في السياق نفسه قال رئيس الشرطة السيبرانية وحيد مجيد: "إننا نراقب بعناية الفضاء الإلكتروني".
وهددت الشرطة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ودعتهم إلى الامتناع عن نشر "أي محتوى يحرض ويزعج المشاعر العامة بأي شكل من الأشكال".
وفي بيان، هدد جهاز الاستخبارات التابع لقيادة الشرطة في إيران مستخدمي وسائل التواصل والصحافيين، وقال: "جميع حسابات نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي تخضع لمراقبة الشرطة".
وجاء في هذا البيان: "سنواجه الأشخاص الذين يحاولون التشويش على الرأي العام من خلال نشر الشائعات".
ويحاول النظام، باستخدام أساليب مختلفة، خنق أصوات المعارضين لسياسته، ومنع نشر مواقف الناس في وسائل الإعلام المحلية.
وبعد وفاة رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ابتهج العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لدور هذين المسؤولين في القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
كما أعلن أهالي ضحايا النظام الإيراني عبر رسائلهم ومنشوراتهم عن ابتهاجهم بخبر وفاة رئيسي في تحطم مروحيته بمحافظة آذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.
وكتب الناشط السياسي حسين رونقي، في إشارة إلى تهديد السلطات لمستخدمي وسائل التواصل بعد وفاة رئيسي: "لا تهددوا الناس، فإن رد الفعل الطبيعي جدا لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون هو أن يفرحوا بحزنكم".
وأضاف رونقي: "كان الأولى بكم أن تفكروا قبل ذلك بكثير في مثل هذه الأيام".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الصحافيون ومستخدمو العالم الافتراضي في إيران للتهديد من قبل الحكومة في بعض المناسبات.
ففي أبريل (نيسان) الماضي وفي استمرار للإجراءات ضد وسائل الإعلام والمواطنين، أعلن الادعاء العام تجريم الناشطين عباس عبدي وحسين دهشباشي بسبب تعليقهما على الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ الذي شنته إيران على إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تم استدعاء الناشط ياشار سلطاني إلى النيابة العامة، كما تم اعتقال مواطن في أردبيل.
ووصف الباحث الحقوقي محسن برهاني تجريم صحافيين معروفين أمثال عباس عبدي أو صحف ذات سمعة ومكانة في إيران كصحيفة "جهان صنعت" و"اعتماد" بـ"الأمر المستغرب" بعد أن وجه لهم القضاء تهمة "الإخلال بالأمن النفسي للمجتمع" و"تعكير الوضع الاقتصادي".
وقبل ذلك، وبعد نشر ردود الفعل الساخرة من الهجوم على إسرائيل، أصدر جهاز استخبارات الحرس الثوري إخطارا يطالب المواطنين، في حالة رؤيتهم لأي أنشطة في الفضاء الإلكتروني لدعم إسرائيل، بإرسال المعلومات والتفاصيل الخاصة بالصفحات والقائمين عليها باعتبارهم "مجرمين".
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، وبعد الهجمات الانتحارية في كرمان خلال مراسم ذكرى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، بلغت التهديدات والمواجهات الأمنية مع المواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى درجة أن مكتب المدعي العام في طهران رفع دعوى ضد عدد من الأشخاص، بما في ذلك 7 "شخصيات معروفة".
وكتب الصحافي نيك آهنك كوثر في مقال له بقناة "إيران إنترناشيونال" حول ابتهاج الإيرانيين بوفاة رئيسي: "النكت والسخرية الحادة تجاه النظام ورئيسي ومرافقيه ستستمر لفترة قادمة".
وأضاف: "أظهر الساخرون من النظام أنهم يريدون بقوة دفع حدود التنكيت والسخرية إلى أبواب بيت المرشد خامنئي. ربما لن يكون ذلك اليوم بعيدًا".
وقال الأستاذ الجامعي والخبير الاجتماعي، مهرداد درويش بور، لقناة "إيران إنترناشيونال" إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كان يلعب دورا محوريا في قمع معارضي النظام، وصناعة الموت، وبث الرعب في البلاد، لهذا تشعر السلطة أن هذه الحادثة، مهما كانت خلفياتها، وجّهت لها ضربة كبيرة.
ولفت درويش بور في حديثه للقناة إلى الاحتفالات الشعبية في إيران بعد سماع موت رئيسي، قائلا: "الأكثرية الساحقة من الشعب الإيراني فرحت بهذا الحدث لا لأنهم يحبون الموت، بل بالعكس من ذلك، إذ إن الإيرانيين يشعرون أن أحد رموز الموت والقتل قد مات".
واعتبر الخبير الاجتماعي أن هذا الابتهاج الشعبي هو مصداق واضح لمدى "نفور الناس وبغضهم للنظام".
وأضاف: "عندما يفرح الناس بهذا الشكل لموت رئيسي، الذي يعد أداة بيد المرشد خامنئي، فإن موت خامنئي بكل تأكيد سيخلق فرحة أكبر بين الإيرانيين، وهي فرحة مبررة وقابلة للفهم".
وكتبت الصحافية المعارضة مسيح علي نجاد على "X" بعد مقتل إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث تحطم المروحية، مخاطبة الشعب الإيراني: "من حقكم أن تفرحوا لمقتل إبراهيم رئيسي وقتلة أبنائكم".
وأضافت: "أنا سعيدة بسعادتكم.. لا تحزنوا أبدا على هؤلاء القتلة".

قال نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس إن العالم بات أكثر أمنا بموت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وأضاف أن رئيسي"مسؤول عن قتل آلاف السجناء السياسيين ومقتل 1500 متظاهر عام 2019، وسنوات من الأعمال الإرهابية التي مارسها النظام الإيراني في المنطقة وأدت إلى مقتل أميركيين".

تركت حادثة مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته صدى واسعا بين الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم.
وأصدرت وزارتا الخارجية السويسرية والفرنسية بيانين، أعربتا عن تعازيهما لإيران في وفاة إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما.
كما أعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا عن تعازيه في وفاة هذين المسؤولين الإيرانيين رفيعي المستوى ووفدهما المرافق.
ووقف أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دقيقة صمت حدادا على رئيسي ومرافقيه في بداية اجتماعهم اليوم الاثنين 20 مايو (أيار).
ونقل المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفن دوجاريك، عن أنطونيو غوتيرش تعازيه لإيران حكومة وشعبا على وفاة رئيسي.
وكتب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، في رسالة على حسابه على "X: "يعرب الاتحاد الأوروبي عن تعازيه في وفاة إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان وأعضاء آخرين من الفريق المرافق وطاقم المروحية".
لكن زعيم اليمين الهولندي خيرت فيلدرز قال إن رسالة التعزية التي أرسلها ميشيل بشأن وفاة رئيسي لا تمثله.
وبعد احتجاج خيرت فيلدرز على رسالة تعزية رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، انتشر هاشتاغ "ليس باسمي" (not in my name).
واستخدم هذا الهاشتاغ ممثلون في البرلمان الأوروبي ودول أوروبية، مثل: تشارلي فايمرز وبنجامين حداد وديفيد ليجا وناتالي جوليت وثيو فرانكن.
وخاطبت عضو برلمان الاتحاد الأوروبي وأحد منتقدي إيران هانا نيومن، الشعب الإيراني في رسالة على "X"، وقالت إن ميشيل أصدر رسالة تعزية بصفته الشخصية، وليس نيابة عن أوروبا.
واحتج نائب وزير الأمن في المملكة المتحدة وعضو برلمان البريطاني توم توغنهوت، على إرسال الاتحاد الأوروبي رسالة تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي.
وكتب على "X": "لقد قتل النظام آلاف الأشخاص في إيران، واستهدف أشخاصًا في بريطانيا، وفي جميع أنحاء أوروبا. لن أحزن عليه".
كما قال بنيامين حداد، عضو البرلمان الفرنسي: "تعازينا للنظام الديني الإيراني الذي يشنق شبابه المحبين للحرية، ويهاجم جيرانه، وتقتل طائراته المسيرة المدنيين الأوكرانيين، ألا يعتبر دعما للإرهاب؟"
وقال مسؤول كبير في إدارة جو بايدن لشبكة "إن بي سي نيوز" إنه "لم يكن هناك أي تدخل أجنبي" في تحطم مروحية إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له.
وأشار إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، بشأن دور العقوبات الأميركية في العطل الفني وتحطم مروحية رئيسي، ووصف هذا الادعاء بأنه "مضحك".