دعوات لتنظيم تحركات احتجاجية ضد النظام الإيراني تزامنا مع الانتخابات الرئاسية
نشرت الشبكة الوطنية لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" دعوة لتنظيم إجراءات احتجاجية منسقة وفعالة ضد النظام تزامنا مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مثل كتابة الشعارات، والاجتماع مع عائلات ضحايا النظام وعائلات السجناء السياسيين، وترديد الهتافات ليلاً.
ونشرت "الشبكة الوطنية لانتفاضة المرأة، الحياة، الحرية"، المكونة من مجموعات ومنظمات ومؤسسات طلابية ومدنية ونسائية وشبابية، دعوتها يوم الأربعاء 26 يونيو (حزيران)، مؤكدة على نضال المجتمع ضد "نظام السجون والتعذيب والإعدام".
ودعا أصحاب هذه الدعوة إلى توسيع الاحتجاجات ضد الحجاب الإجباري. وطلبوا من المواطنين المشاركة بنشاط في الاحتجاج ضد انتخابات النظام لخلافة رئيسي من خلال كتابة شعارات في الأماكن العامة وعلى الجدران، وتدمير الإعلانات واللافتات الانتخابية، وزيارة قبور ضحايا النظام الإيراني، وترديد الشعارات في ليلتي 27 و28 يونيو (حزيران)، واللقاء مع أهالي ضحايا النظام وأقارب السجناء السياسيين.
يشار إلى أن عددا من الناشطين المدنيين وعائلات ضحايا النظام أكدوا، خلال الأيام الماضية، على مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
وذكروا أن "تنور الانتخابات الصورية لا تسخنه الدعاية"، وأنه "لن يكون هناك غد لإيران مع وجود نظام الملالي".
كما طالبت الشبكة الوطنية لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" الإيرانيين في الخارج بتنظيم مسيرات احتجاجية أمام سفارات وقنصليات ومكاتب النظام الإيراني يوم الانتخابات الرئاسية، الجمعة 28 يونيو (حزيران)، تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، والمطالبة بمقاطعة عالمية للنظام الإيراني من قبل الحكومات الغربية.
وقالت هذه المنظمة إن من واجب جميع المؤسسات والمجموعات ونشطاء الحركات الاحتجاجية داخل إيران وأحزاب ومنظمات المعارضة في الخارج "جعل كابوس النظام هذه الأيام أكثر رعباً"، والمضي بانتفاضة المرأة، الحياة، الحرية خطوة إلى الأمام لإسقاط النظام.
وفي وقت سابق، في 24 يونيو الجاري، نشرت مجموعة من الناشطين الجامعيين والشباب الإيرانيين رسالة موجهة إلى الطلاب والخريجين والأساتذة الداعمين للانتخابات الرئاسية، وأعلنوا أن دعمهم هو بمثابة ختم موافقة على نظام الجور والفساد والجهل.
وكتب العديد من الطلاب والتربويين والناشطين السياسيين والمدنيين والسجناء السياسيين في إيران رسائل، ووقعوا على بيانات مختلفة يطلبون فيها من المواطنين تجنب المشاركة في الانتخابات.
وطالب بعض السجناء السياسيين مثل نرجس محمدي، وكلرخ إيرايي، ومحبوبة رضائي، وأحمد رضا حائري، بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، مؤكدين على عدم شرعية نظام الجمهورية الإسلامية.
قال وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، إن الحكومة الكندية رفضت السماح للإيرانيين في كندا بالتصويت في الانتخابات الرئاسية بعد تصنيفها الحرس الثوري "منظمة إرهابية".
وفقاً للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، أعلنت فائزة هاشمي رفسنجاني، السجينة السياسية المسجونة في عنبر النساء بسجن إيفين، أنها لن تشارك في الانتخابات الرئاسية.
طلب ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، من بعض المرشحين الأصوليين، أو ما سماهم "الجبهة الثورية"، الانسحاب من سباق الرئاسة لصالح مرشح واحد، واشار إلى تأكيداتهم في المناظرة بعدم التنحي، قائلاً: وفقاً لتوجهات خميني فإن "الرجل هو الذي يتراجع عن كلمته".
أفاد موقع "أكسيوس" أن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا على عقد اجتماع مشترك بشأن إيران، مرة أخرى، في يوليو المقبل، حسب تصريحات خمسة مسؤولين من البلدين لم يتم ذكر أسمائهم ، وذلك بعد إلغاء البيت الأبيض اجتماعًا بهذا الشأن الأسبوع الماضي عقب توتر العلاقات بين إدارتي نتنياهو وبايدن.
وأثار نشر مقطع فيديو لبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الأسبوع الماضي، غضب البيت الأبيض، ورغم أن مسؤولين إسرائيليين توجهوا إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع مشترك لتبادل المعلومات وتقييم أنشطة النظام الإيراني، ألغى كبار المسؤولين في إدارة جو بايدن الاجتماع. وكانت هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إلغاء مثل هذا الاجتماع.
وفي هذا الفيديو، اتهم نتنياهو إدارة بايدن بمنع شحن الأسلحة إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة. واعتبر المسؤولون في البيت الأبيض هذه التصريحات جحوداً من نتنياهو، وقالوا إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي غير صحيحة، حيث قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحفي يوم الخميس "كان فيديو نتنياهو مخيباً للآمال ومربكاً ومثيراً للقلق للغاية. وقد أعربنا عن قلقنا على مستويات مختلفة للحكومة الإسرائيلية".
ومن جانبه، دافع نتنياهو مرة أخرى عن نشر هذا الفيديو والكلمات التي قالها في تصريحاته العلنية.
والآن أفاد موقع "أكسيوس" أن الجانبين اتفقا مرة أخرى على عقد الاجتماع الشهر المقبل في واشنطن.
ولم يذكر تقرير "أكسيوس" التوقيت الدقيق للاجتماع الإسرائيلي الأميركي المشترك بشأن إيران، لكن نقلاً عن مسؤولين في البلدين، فمن المرجح أن يعقد هذا الاجتماع قبل خطاب نتنياهو في الجلسة المشتركة للكونغرس في 24 يوليو (تموز).
ونقل هذا الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن القادة الإسرائيليين أصبحوا يشعرون بقلق متزايد بشأن التطورات في البرنامج النووي الإيراني.
وتعد المجموعة الاستشارية الأميركية الإسرائيلية، التي تأسست عام 2009 في عهد إدارة باراك أوباما، منتدى رئيسياً للمحادثات الأميركية الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ويقود المجموعة مستشارو الأمن القومي للولايات المتحدة وإسرائيل، وتضم ممثلين عن مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ووكالات المخابرات في كلا البلدين.
ولم تعقد هذه المجموعة اجتماعاً منذ مارس (آذار) من العام الماضي. ووفقا لموقع "أكسيوس"، يقول المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إنه منذ ذلك الحين، توسع البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير.
وعلى الرغم من توتر العلاقات بين إدارتي نتنياهو وبايدن، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي زار واشنطن، عن مخاوف إسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني مع مسؤولي البيت الأبيض.
وفي لقاء مع غالانت في البنتاغون يوم الثلاثاء 25 يونيو (حزيران)، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تتفق مع إسرائيل على التأكد من أن إيران لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تمتلك أسلحة نووية.
ورداً على وزير الدفاع الأميركي، قال غالانت: "إيران هي أكبر تهديد لمستقبل العالم ومستقبل منطقتنا، والوقت ينفد. لقد حان الوقت للوفاء بالالتزام الذي تعهدت به الحكومات الأميركية المختلفة خلال السنوات الماضية بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".
تبادل مرشحو الرئاسة في إيران، خلال مناظرتهم الخامسة والأخيرة التي جرت الثلاثاء 25 يونيو (حزيران)، الاتهام حول دور كل منهم في التعامل مع الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال السنوات الماضية، وقطع الإنترنت، والتسبب في وقوع مئات الضحايا خلال قمع الاحتجاجات.
وجرت المناظرة الانتخابية الأخيرة، ظهر اليوم الثلاثاء، لمرشحي الرئاسة مسعود بزشكيان ومصطفي بور محمدي وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي ومحمد باقر قاليباف، بعنوان "كفاءة الحكومة".
وقبل ساعة من المناظرة جدد المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب ألقاه قُبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، معارضته للولايات المتحدة الأميركية، وقال إن "المرشح الأنسب" هو الذي سيساعد في دفع هذه السياسة. مشددا على ضرورة "المشاركة العالية" في الانتخابات.
دور حكومة روحاني في قمع احتجاجات 2017
وفي الجزء الأول من المناظرة، ذكر أمير حسين قاضي زاده هاشمي أحداث نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 الدامية، والاحتجاجات التي جرت في جميع أنحاء إيران بعد ارتفاع أسعار البنزين.
وأكد "أننا لن نسمح بتكرار هذه الأحداث مرة أخرى"، معتبراً أن حملة مسعود بزشكيان أصبحت تقاد على أيدي المسؤولين الحكوميين الذين "تسببوا بأحداث نوفمبر/ تشرين الثاني، ورفع أسعار البنزين".
وفي أبريل (نيسان) من العام الجاري، تنصل الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني من مسؤولية مقتل عدد كبير من المواطنين على يد قوات النظام، دون أن يذكر انقطاع الإنترنت لمدة أسبوع تقريبا، وقال: "الأمر برمته لم يستغرق أكثر من 48 ساعة".
وبدأت احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 في إيران ردا على الارتفاع المفاجئ والشديد في أسعار الوقود، لكنها سرعان ما اتخذت طابعا مناهضا للنظام، وامتدت إلى 29 محافظة ومئات المدن في غضون أسبوع.
وشدة قمع الاحتجاجات جعلت هذه الأحداث تُعرف باسم "نوفمبر 2017 الدامي". وقتل خلال هذه الاحتجاجات 1500 شخص على يد قوات النظام.
قطع الإنترنت في احتجاجات 2017 و2022
في جانب آخر من المناظرة اتهم قاضي زاده هاشمي، وزير الاتصالات السابق محمد جواد آذري جهرمي، الذي يعتبر الآن مسؤولا عن الحملة الانتخابية لمسعود بزشكيان، بأنها "العامل الرئيس في حجب الإنترنت" أثناء الاحتجاجات في عام 2017.
وقال هذا المرشح الرئاسي: "تم تسجيل أكبر جريمة في ما يتعلق بقطع الإنترنت في عهد حكومة روحاني".
وردا على هذه القضية، قال بزشكيان إن آذري جهرمي اتصل به، وقال له إنه عندما كان وزيرا للاتصالات، "كان قاليباف وجليلي أيضا في المجلس الأعلى للأمن القومي، وجاء أمر قطع الإنترنت من هناك".
وقبل أيام خلال المناظرة التي ركزت على الملف الثقافي، دافع المرشحون للانتخابات الرئاسية عن قطع الإنترنت وإنشاء شبكة المعلومات الوطنية الداخلية.
وفي تلك المناظرة، دعم سعيد جليلي برامج الإنترنت الداخلية و"شبكة المعلومات الوطنية" أو شبكة الإنترنت الوطنية، التي تقيد الوصول إلى المواقع الأجنبية.
كما استخدم بزشكيان مصطلح "تدخل" الحكومة في منع وصول الناس إلى الإنترنت، مدافعا عن قطع الإنترنت خلال الأزمات والاحتجاجات.
ملف تزوير الانتخابات والاحتجاجات الشعبية عام 2009
من الملفات الأخرى التي تمت الإشارة إليها في هذه المناظرة أيضا هي قضية الاحتجاجات الشعبية التي أعقبت انتخابات عام 2009، بعد اتهام النظام بتزويرها لصالح محمود أحمدي نجاد.
وحذر قاضي زاده من أن حملة بزشكيان قد تكرر نفس تجربة عام 2009، عندما دعا مير حسين موسوي أنصاره للنزول إلى الشوارع بعد الإعلان عن النتائج وعدم فوزه بالانتخابات.
وقال قاضي زاده: "أنا قلق من أنه إذا لم يفز بزشكيان ، فإن أنصاره سوف يدّعون تزوير الانتخابات مرة أخرى ويدعون الناس إلى الشوارع".
جمعة زاهدان الدامية
وفي جزء من كلمته في المناظرة، ذكر مسعود بزشكيان جمعة زاهدان الدامية، وخاطب قاضي زاده هاشمي رئيس مؤسسة الشهيد، بالقول: لماذا لم يتم إدراج القتلى في قائمة "الشهداء"؟
يذكر أنه في يوم 30 سبتمبر (أيلول) من عام 2022، المعروف باسم الجمعة الدامية لزاهدان، تشكلت مسيرة من قبل المصلين في مسجد مكي احتجاجا على اغتصاب قائد شرطة لفتاة بلوشية تبلغ من العمر 15 عاما.
وردا على ذلك، استهدفت قوات النظام الإيراني المتظاهرين ومواطنين آخرين داخل مسجد مكي بالذخيرة الحية.
ووفقا لموقع "حال وش"، المعني بحقوق البلوش في إيران، قُتل خلال الهجوم الوحشي لقوات النظام الإيراني، ما لا يقل عن 105 من المواطنين، بينهم 17 طفلا ومراهقا، وأصيب العشرات بجروح في النخاع الشوكي، والعمى، والإصابات، وبتر الأطراف.
وستنعقد الانتخابات الرئاسية المبكرة الجمعة المقبلة لاختيار خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي لقى مصرعه بتحطم مروحيته في مايو (أيار) الماضي، فيما دعا المئات من المواطنين والناشطين السياسيين والمدنيين والأهالي إلى مقاطعتها وعدم المشاركة فيها.
وتظهر نتائج استطلاع حديث أجرته مجموعة أبحاث الرأي الإيرانية (كمان) أن أكثر من 65% من الشعب الإيراني لن يشارك في هذه الانتخابات.