المتحدث باسم حزب "الاعتماد":التيار الإصلاحي السد الأخير وإذا تم إقصاؤه سيتضرر النظام



أصدرت محكمة الثورة في مدينة رشت، شمالي إيران، حكم الإعدام على الناشطة العمالية، شريفة محمدي، المسجونة في سجن لاكان، بتهمة "البغي". وكتبت حملة الدفاع عن محمدي في بيان لها أن هذا الحكم صدر بحجة عضوية الناشطة في منظمة عمالية مستقلة وقانونية قبل عقد من الزمن.
ووصفت الحملة في بيانها الحكم الصادر بحق هذه الناشطة العمالية بأنه "حكم قَرْوَسْطيّ وإجرامي"، وأكدت على بطلانه.
واستنكر البيان هذا الحكم، ودعا إلى تبرئة محمدي والإفراج غير المشروط عنها، وأكد أنه "لم يصدر هذا الحكم ضد شريفة فحسب، بل هو إعلان حرب وإصدار حكم بالإعدام ضد جميع الناشطين الاجتماعيين والمدنيين".
وعقدت جلسة المحكمة بشأن اتهامات محمدي في 8 يونيو (حزيران) الماضي في الفرع الأول لمحكمة ثورة رشت، وخلال الجلسة واجهت هذه الناشطة العمالية اتهامات مثل "الدعاية ضد النظام" و"البغي".
ولإسناد هذه التهمة إلى محمدي، استشهد القاضي بتقرير وزارة الاستخبارات بأنها كانت عضوة في "اللجنة التنسيقية للمساعدة في إنشاء المنظمات العمالية"، والتي قدمها رجال الأمن على أنها "مجموعة تابعة لحزب كومله".
وفي 2 يوليو (تموز)، أدانت نقابة شركة حافلات طهران وضواحيها توجيه اتهام "البغي" ضد هذه الناشطة العمالية، وقالت: "لا شك أن هذا الاتهام باطل ومخز. لقد وجهوا اتهامات كبيرة لناشطة مدنية وعمالية مستقلة، وهم أنفسهم يعرفون أنها غير صحيحة".
واعتقلت محمدي في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2023 بتهمة "النشاط الدعائي ضد النظام" ثم واجهت تهمة "البغي".
وبعد مرور أكثر من شهر على اعتقالها، أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في 13 يناير (كانون الثاني) 2024 أن محمدي تعرضت للاعتداء من قبل محققي وزارة الاستخبارات من أجل إجبارها على الاعتراف.
يذكر أن النظام الإيراني، ومنذ وصوله إلى السلطة، قام دائمًا باعتقال وتعذيب وسجن النشطاء المدنيين والعماليين والسياسيين الذين ينتقدون النظام.
ومنذ بداية انتفاضة الإيرانيين على مستوى البلاد ضد نظام الجمهورية الإسلامية في سبتمبر (أيلول) 2022، اشتد قمع النظام للنشطاء والمتظاهرين المدنيين والسياسيين، وما زال مستمراً.
وفي يوم الأحد 1 يوليو (تموز)، كتبت "إيران إنترناشيونال" في تقرير لها أن نسيم غلامي سيمياري وحميد رضا سهل آبادي، اللذين اعتقلا في انتفاضة مهسا، واجها اتهامات مثل "العمل المسلح ضد نظام الجمهورية الإسلامية (البغي)"، والتي يمكن أن تؤدي إلى عقوبات مثل الإعدام.
ومن بين السجناء الآخرين الذين واجهوا في الأشهر الماضية اتهامات مثل "البغي": فريشه مرادي، وبخشان عزيزي، وهما سجينتان سياسيتان مسجونتان في سجن إيفين، ووحيد بني عامريان، وبويا قبادي، وبابك علي بور، وأبو الحسن منتظر، وسيد محمد تقوي، وأصغر دانشفر، السجناء السياسيون المسجونون في سجن إيفين.

دعا السجين السياسي، محمد نوري زاد، الشعب الإيراني إلى "ترك وحش الجمهورية الإسلامية لحالة" ومقاطعة "الانتخابات"، و"ضرب صناديق الاقتراع على رأس هذا الوحش الشيطاني والسرطاني".

ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن القسم القانوني للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي قبل طلب ألمانيا تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، مما يعني أن الإجراءات الرسمية لإدراج اسم الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية بدأت في الاتحاد.
وبحسب هذا التقرير، فإن وزارة الخارجية الألمانية، وبدعم من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي، تقدمت بطلب في بروكسل لإدراج اسم الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
وفي أوائل يونيو (حزيران)، ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، ترغب في تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بناءً على قرار المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف.
وخلافًا لما كان عليه الحال من قبل، يعتبر محامو الاتحاد الأوروبي الآن "طلب ألمانيا بمثابة الأساس الذي يلبي المتطلبات القانونية لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية".
ومنذ أن أعلن جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن هناك حاجة إلى قرار من المحكمة لإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، بدأت الحكومة الألمانية هذا الإجراء بناءً على قرار المحكمة العليا في دوسلدورف.
وبموجب هذا الحكم، حُكم على إيراني يُدعى بابك جلالي بالسجن لمدة 33 شهرًا بتهمة محاولة تنفيذ هجوم إرهابي على كنيس يهودي.
وكان جلالي ينوي استهداف الكنيس، لكن انتهى به الأمر إلى إلقاء عبوة حارقة على مبنى مدرسة مجاورة، دون أن يصب أحد بأذى.
وبحسب حكم المحكمة، فإن وكالة حكومية إيرانية كانت وراء هذا الهجوم. وفي الوقت نفسه، استدعت وزارة الخارجية الألمانية القائم بأعمال إيران في برلين.
وفي تقرير وثائقي، ذكرت قناة تلفزيونية ألمانية نقلا عن أجهزة أمنية، أن الحرس الثوري الإيراني نظم هذا الهجوم من خلال شخص يدعى رامين يكتابرست، وهو زعيم عصابة إجرامية.
وقبل تنفيذ خطة مهاجمة كنيس بوخوم، كتب يكتابرست إلى بابك جلالي: "أخي! إذا كنت لا ترغب في القيام بهذه المهمة، فأخبرني حتى لا أحرج نفسي هنا".
وتم القبض على جلالي بعد أن أبلغ أحد معارفه الشرطة عن أنشطته غير القانونية. وقد قُتل رامين يكتابرست في إيران منذ وقت ليس ببعيد.
وويأتي قبول طلب ألمانيا إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، بعد أيام قليلة من إدراج الحكومة الكندية هذه المنظمة العسكرية في قائمتها للجماعات الإرهابية.
وأعلن وزير الأمن العام الكندي دومينيك ليبلانك يوم الأربعاء 19 يونيو (حزيران) في مؤتمر صحافي أن "هذا الإجراء يحمل رسالة قوية مفادها أن كندا ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لها لمحاربة الطبيعة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني".
واتهم النظام الإيراني بانتهاك حقوق الإنسان بشكل متكرر داخل وخارج إيران، فضلا عن تعطيل القانون والنظام الدوليين، وأكد أن كندا تحاول التأكد من أن النظام الإيراني لا يتمتع بالحصانة من "أعماله غير القانونية ودعمه للإرهاب".
وفي شهر مايو (أيار) من هذا العام، وافق البرلمان الأوروبي بأغلبية أعضائه على قرار - ردًا على هجمات إيران على إسرائيل- يطلب من الاتحاد الأوروبي مراجعة استراتيجيته تجاه طهران وتوسيع العقوبات على النظام وتصنيف الحرس الثوري الإيراني مجموعة إرهابية.
وكان النشطاء المدنيون والمعارضون للنظام الإيراني، خاصة بعد انتفاضة مهسا، قد أشاروا إلى دور الحرس الثوري في قمع المتظاهرين داخل إيران، و"تورط هذه المؤسسة في تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية في العديد من دول العالم"، وطالبوا بإدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية.
وانتقدت الصحافية والناشطة السياسية، مسيح علي نجاد، في فبراير (شباط) 2023، في مؤتمر ميونيخ الأمني، "استرضاء الدول الأوروبية للنظام الإيراني"، وتساءلت عن كيفية تحقيق السلام والأمن في العالم دون تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

ذكر أحمد علم الهدى، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في خراسان إيران، أن "حكومة رئيسي قدمت خدمات خلال ثلاث سنوات أكثر من أي حكومة سابقة"، وقال: "إن وجود مثل هذه الحكومة وإظهار مثل هذا النموذج من الحكم هو الأساس لظهور الإمام المهدي".

عشية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة غدا الجمعة، شدد عدد من الشخصيات المدنية وعائلات الضحايا والسجناء السياسيين الحاليين والسابقين على ضرورة مقاطعة هذه "الانتخابات الصورية".
وبحسب الإحصائيات التي أعلنها النظام، فقد أجريت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المبكرة في 28 يونيو (حزيران)، ولم يشارك 60% من الإيرانيين الذين يحق لهم التصويت في هذه الجولة، فيما دخل المرشحان مسعود بزشكيان وسعيد جليلي إلى الجولة الثانية.
رسائل من السجن حول الجولة الثانية
في رسالة من السجن، وصف أمير سالار داوودي، المحامي المسجون في سجن إيفين، الخميس 4 يوليو (تموز)، الانتخابات بـ"التعيينات"، وقال إنه "لم ولن يشارك فيها".
وشدد في رسالته على أن "نظام الجمهورية الإسلامية أظهر أنه لا يتبع إلا خط الكذب والخداع".
وقال داودي: "سأمضي في الطريق الذي حُكم عليّ بسببه وسُجنت من أجله، وهو تغيير نظام الحكم برمته بالاعتماد على قوة الشعب".
ويقضي هذا المحامي المسجون حاليا السنة الخامسة من عقوبته البالغة 10 سنوات في سجن إيفين.
ووصفت سبيده قليان، وهي سجينة سياسية أخرى، في رسالة من سجن إيفين "عدم التصويت" في الوضع الحالي، بأنه "نوع من المقاومة المدنية" التي تحتج على غياب الآليات الديمقراطية.
واعتبرت المشاركة في "الانتخابات الصورية" فرصة للنظام لعرض صور المشاركة على أنها "تعكس شرعيته المزيفة"، خاصة في المحافل الدولية.
وأكدت هذه السجينة السياسية أن النظام الإيراني يسعى للحصول على الشرعية الدولية بعد عمليات القمع الشديدة والدموية، مثل ما حدث في احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، ولهذا فإن رسالة مقاطعي الانتخابات للمجتمع الدولي حول الوضع السياسي والاجتماعي المؤسف في إيران لها أهمية خاصة.
وأنهت قليان رسالتها بالأمل في "إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية".
احتجاج شخصيات مدنية وناشطين سياسيين
وكتب جعفر بناهي، المخرج الإيراني والسجين السياسي السابق، على صفحته على "إنستغرام"، الخميس 4 يوليو (تموز) أن مقاطعة 60% من المواطنين للانتخابات هي "فشل تاريخي".
وقال بناهي إن هذا الحادث جعل النظام يواجه "رعب اللاشرعية".
وأشار إلى جهود النظام لزيادة نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات، وقال إنه في مثل هذا الوضع، سيحصل النظام على فرصة لتجديد قواه وتعزيز هياكله القمعية، ويزيد من قوته من خلال الضغط على المواطنين عبر فرض أنماط الحياة و"تقوية الأفكار المتحجرة" في نسيج المجتمع .
ووصف بناهي عدم المشاركة في الانتخابات بأنه "أبسط وأقل تكلفة" من أشكال المعارضة المدنية الأخرى لسياسات النظام، ووسيلة "لتحقيق المثل الديمقراطية".
ونشر الناشط المدني والسجين السياسي السابق فرهاد ميثمي، منشوراً على موقع "إنستغرام"، مساء الأربعاء 3 يوليو (تموز)، وصف فيه خبر مشاركته في الانتخابات بـ"الكاذب تماماً".
وكتب: "أنا شخصياً على قيد الحياة وقادر على التعبير عن رأيي وموقفي، ولا أحتاج إلى محامٍ أو وصي في مثل هذه المسألة الخطيرة".
ويأتي موقف ميثمي هذا رداً على نشر أنباء عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية من قبل عدد من الناشطين السياسيين الإصلاحيين مثل محمد رضا جلايي بور.
وأعرب هذا الناشط المدني عن أسفه لهذا الموضوع، وطالب ناشري هذا "الخبر الكاذب جملة وتفصيلا" بالتحرك الفوري لنفيه وتصحيحه.
في الوقت نفسه، نشر أبو الفضل قدياني، وهو سجين سياسي سابق، رسالة قال فيها: "أنا مصر على مقاطعة الجولة الثانية من هذا العرض الانتخابي".
وأكد أن "حل هذه المشكلة هو تغيير نظام الاستبداد الديني الحاكم في إيران إلى نظام جمهورية علمانية ديمقراطية من خلال المقاومة المدنية والسياسية".
كما أكدت مطهره غونه إي، الطالبة المنفية وإحدى معتقلي الاحتجاجات على مستوى البلاد، أنها لن تصوت، وكتبت في "إكس": "لأن خطي الأحمر من أجل غد أفضل هو كرامة الإنسان والدفاع عن حقوق المواطن، وليس المرشد وسياسات الجمهورية الإسلامية".
وقالت لمسعود بزشكيان ممثل الإصلاحيين: "ليت خطكم الأحمر هو الكرامة الإنسانية، وليس السياسات الاستبدادية للنظام والمرشد".
وشددت على أن "الغد المشرق" سيصنعه الشعب الذي لم يعد "يثق في هذا النظام".
وأعلنت السكرتيرة السياسية السابقة للرابطة الإسلامية بجامعة طهران، يوم الأربعاء 3 يوليو، قبل ساعات من نشر هذه الرسالة المفتوحة، أنها حكم عليها بالسجن لمدة عام بتهمة "النشاط الدعائي ضد النظام لصالح وسائل الإعلام المعادية للثورة".
وقالت غونه إي إن سبب اتهامها هو "اعتراضها على حكم إعدام توماج صالحي" وكتاباتها الأخرى.
احتجاج العائلات المطالبة بتحقيق العدالة
وأكد عدد من عائلات الضحايا المطالبة بتحقيق العدالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، كما تم في الجولة الأولى.
وكتب أمجد أميني، والد مهسا جينا أميني، على "إنستغرام" أنه وعائلته ليسوا مؤيدين لأي مرشح معين، وليس لديهم أمل كبير في "تحقيق العدالة في المستقبل".
وكتبت هنغامه جوبين، والدة المراهق المقتول أرتين رحماني، على "إكس": "هذه الفجوة العميقة التي نشأت بين الشعب والنظام لا يمكن سدها بهذه السجالات السخيفة والشعارات المزيفة للمرشحين".
كان أرتين رحماني مراهقًا يبلغ من العمر 17 عامًا قُتل بنيران مباشرة من قوات الأمن في إيذه، جنوب غربي إيران، خلال الانتفاضة الشعبية.
وفي الأسابيع الماضية، وصف العشرات من عائلات المواطنين الذين قتلهم النظام في العقود الأربعة الماضية، الانتخابات الرئاسية بأنها "سيرك" و"مسرحية"، وقالوا إنهم لن يشاركوا فيها.