إغلاق المكاتب الإدارية وتعطيل العمل.. استمرار انقطاع التيار الكهربائي في إيران
أصدر وزير الطاقة في حكومة إبراهيم رئيسي أمرًا بقطع الكهرباء عن "الدوائر ذات الاستهلاك العالي"، في أعقاب استمرار الطقس الحار، وزيادة استهلاك الكهرباء في إيران، وعجز الحكومة عن توفيرها للشعب.
وأعلن مدير عام إدارة الأزمات بمحافظة كرمانشاه قطع التيار الكهربائي عن الدوائر الحكومية وتقليص ساعات العمل وتعطيل الدوام يوم الخميس المقبل، 26 يوليو (تموز) الجاري.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وكالة "تسنيم" للأنباء أيضًا أن وزير الطاقة أصدر أمرًا بقطع الكهرباء عن المكاتب، التي لا تخفض استهلاكها من الكهرباء.
كما حذر الرئيس التنفيذي لشركة إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء (توانير)، مصطفى رجبي مشهدي، من وصول موجة حر جديدة إلى إيران، وأعلن عقد اجتماع طارئ بشأن إمدادات الكهرباء خلال الأسبوعين المقبلين.
وأشار مشهدي، إلى زيادة درجة حرارة الهواء بمقدار 1.5 درجة بعد وصول موجة حر جديدة إلى الشرق الأوسط وإيران، وطالب الأسر بخفض استهلاك الكهرباء.
وأعلن مقر الوقاية في محافظة كرمانشاه، يوم أمس الجمعة، أنه سيتم تخفيض ساعات العمل بمقدار ساعتين الأسبوع المقبل وتعطيل الدوام الرسمي يوم الخميس أيضًا، للمحافظة على استمرار "الكهرباء" في هذه المحافظة.
وانقطعت الكهرباء عن الوحدات الصناعية ومنازل المواطنين في مدن مختلفة عدة مرات، خلال الأسابيع الماضية.
وأعلن نائب رئيس لجنة الصناعة في غرفة التجارة الإيرانية، عباس جبال بارزي، يوم الأربعاء 9 يوليو الجاري، أن انقطاع التيار الكهربائي عن الوحدات الصناعية قد زاد إلى يومين.
ووفقًا للخبراء، فإن سوء الإدارة ونقص الكفاءة والتخطيط هما العاملان الرئيسان وراء تدهور قطاع الطاقة في إيران.
يُذكر أن محطة بوشهر للطاقة النووية، التي استغرق استكمالها أكثر من عقدين من الزمن، توفر 1.3 بالمائة فقط من الكهرباء في البلاد.
وفي أغسطس من العام الماضي، انتقد هاشم أورعي، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة شريف، سوء الإدارة و"سوء التخطيط"، وأشار إلى أن إجمالي محطات الطاقة النووية والمتجددة في إيران، إلى جانب الإمدادات الذاتية والديزل، توفر 5 بالمائة فقط من الكهرباء في البلاد.
ويؤدي انقطاع التيار الكهربائي إلى ارتفاع أسعار بعض المنتجات، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالصناعات والأجهزة المنزلية.
وأعلن مساعد وزير الصناعة والتعدين والتجارة رضا محتشمي بور، في رسالة إلى وزير الصناعة، في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، أن قيود الكهرباء على الصناعات ستزيد في صيف هذا العام، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يواجه قطاع الصناعات، مثل الصلب والأسمنت، اضطرابات كبيرة، مما سيؤدي في النهاية إلى تقليص الإنتاج وزيادة الأسعار.
تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن الوضع الفوضوي والأزمة المستحكمة لسوق الإسكان في إيران، وذكرت أنه حتى مع ادخار الرواتب الحالية لمدة 500 عام، فإنه من المستحيل شراء وحدة سكنية بمساحة 75 مترًا.
وناقش موقع "اقتصاد أونلاين" الإيراني هذه الأزمة، في تقرير له، وكتب: "لقد وصلت فترة الانتظار لامتلاك منزل إلى أكثر من 100 عام، ولا يستطيع أي مواطن من الطبقات المتوسطة والدنيا شراء مسكن بشكل مطلق".
وأكد التقرير أن تكلفة صيانة المساكن في إيران واجهت أيضًا نموًا متزايدًا، ولم يتمكن أصحاب المنازل من صيانة ممتلكاتهم، ويواجهون تحديًا لتغطية تكاليفها.
وأعلن "اقتصاد أونلاين" أن الأقساط الشهرية لقرض بمبلغ 900 مليون تومان تبلغ 35 مليون تومان، وأشار إلى أن قلة من الناس فقط تستطيع دفع هذا المبلغ من الأقساط.
وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، في تقرير لها، أنه خلافًا للادعاءات والتصورات، لم تتفاعل سوق الإسكان سريعًا مع نتائج الانتخابات الرئاسية لاختيار خليفة الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، واستمر الركود في هذا المجال.
وأضافت الوكالة أن أسعار المساكن ارتفعت 20 مرة منذ عام 2018، كما ارتفع سعر المتر المربع من 4 ملايين تومان للمتر الواحد إلى 86 مليون تومان للمتر الواحد.
وأكدت أنه "لا يمكن فعل أي شيء من خلال تقديم التسهيلات في مجال الإسكان"، ما لم يحصل الناس على دخل كافٍ.
وقد تسببت الزيادة في أسعار السكن أخيرًا في قفزة كبيرة في قيمة الإيجارات، والتي أصبحت التحدي الأكبر للمستأجرين هذه الأيام.
ووفقًا للإحصاءات الرسمية، فقد ارتفع متوسط إيجار المسكن في المناطق الحضرية بإيران بنسبة 49 بالمائة في السنوات الخمس الماضية، وترتبط الحصة الكبرى من ارتفاع قيمة الإيجارات بالسنوات الثلاث الماضية.
وناقشت صحيفة "اطلاعات"، في تقرير لها يوم الخميس 18 يوليو (تموز) الجاري، هذه القضية، وكتبت أن أكثر من 7 ملايين أسرة مستأجرة في جميع أنحاء البلاد تعاني زيادات كبيرة في إيجارات المساكن خلال السنوات الأخيرة.
وجاء في هذا التقرير أن التضخم المتزايد في هذا المجال كل عام يجبر المستأجرين على الانتقال إلى مناطق رخيصة أو إلى ضواحي المدن.
وأشارت التقارير إلى أنه في معظم المدن المأهولة بالسكان في البلاد، لا يقل معدل النمو السنوي لإيجار المساكن عن 35 بالمائة، ويصل هذا الرقم إلى 50 بالمائة في المدن الكبرى.
وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" أيضًا إلى أنه وفقًا للبيانات الرسمية، فإن الفقر السكني أو حرمان الأسر من الحصول على السكن كان دائمًا في ارتفاع خلال العقدين الماضيين.
وأكد تقرير هذه الصحيفة، أن أكثر من نصف الأسر لا يستطيع الحصول على سكن بأسعار معقولة، في المناطق الحضرية.
ويعد انخفاض القوة الشرائية للإيرانيين العامل الأهم في عدم قدرة المتقدمين على الحصول على السكن.
وفي هذا الصدد، أكد مركز أبحاث البرلمان الإيراني في أغسطس (آب) من العام الماضي، في تقرير، أنه حتى بداية 2011، كانت الفئات الأكثر فقرًا، وهي الفئات الطبقية من الأولى حتى الثالثة، عاجزة عمليًا عن الحصول على السكن المناسب، بسبب عدم قدرتها على سداد الأقساط المصرفية؛ وفي الوقت الراهن، فإن الفئات المتوسطة أيضًا، والتي تشمل الفئتين الرابعة والخامسة، وحتى جزءًا من الفئة السادسة أيضًا غير قادرة "نسبيًا" على توفير السكن اللازم.
يُذكر أن الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، وعد خلال الحملة الانتخابية وبعد ترشحه لمنصب الرئاسة، ببناء مليون وحدة سكنية سنويًا، لكن بعد أكثر من 3 سنوات من تولي حكومته، وحتى بعد وفاته، لم يحدث أي تطور في هذا الصدد، وهناك مخاوف متزايدة من استمرار هذا الاتجاه الحالي في حكومة مسعود بزشكيان.
أشارت بعض التقارير إلى وقوع هجمات على منازل العديد من المهاجرين الأفغان في مدينة خور بمحافظة فارس، جنوبي إيران، ويبدو أن هذا الهجوم جاء بزعم الانتقام لمقتل مواطن إيراني على يد فتى أفغاني.
وقال مهاجر أفغاني يعيش في خور لإذاعة أوروبا الحرة، يوم أمس الجمعة 19 يوليو (تموز)، إنه نقل عائلته من هذه المدينة إلى شيراز؛ بسبب مخاوف بشأن سلامتهم.
وعزا المهاجرون، الذين تحدثوا لإذاعة أوروبا الحرة، غضب أهالي المنطقة إلى مقتل صاحب مطعم يبلغ من العمر 62 عامًا، والذي أُعلن مقتله في الأول من الشهر الجاري في مدينة خنج على يد عامله، البالغ من العمر 17 عامًا.
ونقلت وكالة أنباء "إيرنا" عن قائد شرطة خنج، محمد بردبار، قوله "إن عامل المطعم قتل صاحب العمل، بعد أن سدد له ضربات متعددة بأسلحة بيضاء؛ بسبب خلافات شخصية"، ثم قدم نفسه إلى مركز الشرطة.
ولم تحدد الشرطة والمسؤولون القضائيون هوية المتهم، لكن بعض المهاجرين الأفغان، الذين يعيشون في مدينة خور قالوا لإذاعة أوروبا الحرة إن المشتبه به مواطن أفغاني.
يُذكر أن مدينة خور التابعة لقضاء مدينة لارستان، ومدينة خنج تقعان في جنوب محافظة فارس.
وكما أفادت إذاعة أوروبا الحرة، نقلاً عن بعض المهاجرين الأفغان في هذه المنطقة، فإن سكان المنطقة يتجنبون بيع السلع والخدمات للمواطنين الأفغان بعد هذا الحادث و"اضُطر الكثير منهم إلى الفرار من خور إلى شيراز".
ووفقاً لقول أحد المهاجرين الأفغان، فإن "سكان المنطقة غاضبون للغاية وأشعلوا النار في العديد من منازل الأفغان". لكن بعض المصادر الأخرى اكتفت بالحديث عن "هجمات ومحاولات لإضرام النار في المنازل".
ولم تنشر وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية وسلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية في إيران حتى الآن أي تقرير حول هذا الموضوع.
وتزايدت المشاعر المعادية للأفغان، خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، والتدفق الهائل للمهاجرين من أفغانستان إلى إيران.
وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، منذ وقت ليس ببعيد، تتهم المهاجرين الأفغان بالتسبب في زيادة حالات الجذام في إيران؛ في حين أنه وفقًا للإحصاءات والتقارير الرسمية، فإن معدل الإصابات بهذا المرض في إيران قد انخفض على مدى السنوات العشرين الماضية و"وصل من 72 حالة جديدة في عام 2006 إلى 9 حالات في عام 2023".
وقد أطلقت إيران، خلال العامين الماضيين، حملة لترحيل مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان في البلاد، وأعلن وزير الداخلية، أحمد وحيدي، في مايو (أيار) الماضي، ترحيل مليون و300 ألف أجنبي من البلاد في العام المنقضي.
دخل 7 معتقلين سياسيين في سجن "شيبان" بالأهواز، جنوب غربي إيران، في إضراب عن الطعام؛ نتيجة إهمال السلطات الإيرانية لملفاتهم، وتركهم دون محاكمة، منذ اعتقالهم على خلفية احتجاجات مهسا أميني عام 2022.
وذكرت تقارير إعلامية، في هذا السياق، أن السجين السياسي، عبدالأمير زرغاني، يعاني إهمالاً في السجن، على الرغم من إصابته بمرض إعتام عدسة العين، وأنه على وشك فقدان بصره.
وقال فؤاد جوبين، الذي قُتل أحد أقاربه في الاحتجاجات الأخيرة، إن 7 سجناء وهم: روح الله خسروی، ورامین محمدی، واشکان محمدی، وفرشید کاظمی، ومازیار نکویی، ورضا کریم نجاد وهومان الماسی، أعلنوا إضرابهم عن الطعام؛ احتجاجًا على إهمال السلطات لملفاتهم.
وذكر جوبين، في منشور له على منصة "إكس"، أن حالة هؤلاء السجناء المضربين عن الطعام "مقلقة" للغاية، وهناك مخاوف على وضعهم الصحي.
وفي هذا السياق كتبت منظمة كارون لحقوق الإنسان، في تقرير لها، أن عبدالأمير زرغاني، السجين السياسي في سجن شيبان الأهواز، يعاني مرض إعتام عدسة العين الحاد، ومعرض لخطر فقدان بصره.
وذكر هذا التقرير أن زرغاني يحتاج إلى علاج عاجل من طبيب مختص لمنع المزيد من تدهور حالته الصحية، وأكد أن مسؤولي سجن شيبان منعوا دخول الدواء لهذا السجين المريض الذي يعاني أيضًا مرض السرطان.
وطالبت هذه المنظمة الحقوقية السلطات القضائية وسلطات السجن بتقديم الرعاية الطبية والصحية اللازمة إلى "زرغاني" داخل وخارج السجن بشكل فوري.
وكانت السلطات الإيرانية، قد اعتقلت عبدالأمير زرغاني، وأصدرت عليه محكمة الثورة حكمًا بالسجن لمدة عامين، بعد أن وجهت له تهمة "الدعاية ضد النظام".
وأشار موقع "هرانا" المعني بحقوق الإنسان في إيران، في الأسبوع الماضي، إلى أن جابر صخراوي، السجين السياسي المعتقل في سجن شيبان بالأهواز، حُرم من العلاج الطبي المناسب واللازم في مراكز طبية خارج السجن، رغم حالته الصحية السيئة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت منظمة كارون لحقوق الإنسان بوفاة أربعة سجناء في الجناح الثالث بسجن شيبان لأسباب مجهولة ونقل 15 سجينًا إلى المستشفى، وذكرت أن السجناء ربما تم إعطاؤهم أدوية خاطئة.
ويلجأ العديد من السجناء في إيران، إلى الإضراب عن الطعام كملاذ أخير؛ لتحقيق مطالبهم والمخاطرة بحياتهم، وكثيراً ما يضربون عن الطعام احتجاجاً على عدم معالجة قضاياهم، وعدم احترام حقوقهم كسجناء أو معتقلين، والبقاء في السجن لفترات طويلة دون حسم ملفاتهم من قِبل المسؤولين.
انتقد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قرار دونالد ترامب بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلاً: "إن إيران، بإمكانها إنتاج المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، ربما يستغرق الأمر أسبوعًا أو اثنين، بدلاً من أن تكون على بُعد عام على الأقل؛ بسبب التخلي عن الاتفاق النووي".
أبدى خبراء ومراقبون إيرانيون، الحيطة والحذر، تجاه مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية، خلال الفترة المقبلة، بعد فوز المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، بانتخابات الرئاسة في إيران، واحتمالية مجيء الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، مرة أخرى.
وكان الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، قد رحّب، في تصريحاته الأخيرة، بالمفاوضات مع أوروبا، لكنه لم يعرب عن أي اهتمام بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
وصرح الدبلوماسي الإيراني السابق، فريدون مجلسي، بأنه لا يهم إيران من يقود الإدارة الأميركية المقبلة، وذلك بعد يوم واحد فقط من ترشيح دونالد ترامب كمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري.
وأضاف مجلسي، في مقابلة مع موقع "خبر أون لاين" الإيراني: "لقد كان لدينا ما يكفي من الخلافات والتوتر، وحان الوقت الآن للسلام".
وفي تصريح آخر، أكد الدبلوماسي الإيراني السابق أن الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة لا تحدد مسار السياسة الخارجية الأميركية، في إشارة إلى أن موقف واشنطن بشأن إيران يتجاوز الإدارات الجمهورية أو الديمقراطية.
وشدد على أن إيران تخلفت في مجال التنمية لمدة 45 عامًا، وذكر أن إيران بحاجة إلى تقليل التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وإظهار حسن النية للتوصل إلى حل وسط وتطبيع العلاقات، بالإضافة إلى ذلك، يجب على إيران قبول البروتوكولات المصرفية الدولية وإجراء المعاملات باستخدام الدولار الأميركي لتسهيل التجارة الدولية.
وكان مجلسي أكثر جرأة في الحديث حول أخطاء السياسة الخارجية الإيرانية؛ حيث أكد أن طهران تهدر مواردها حتى الآن في حروب ضد دول إقليمية وإسلامية أخرى.
ومن الواضح أن مثل هذه الإجراءات، التي يطالب بها المسؤول الإيراني السابق، تتطلب تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية وقرارات كبرى لا يأذن بها سوى المرشد، علي خامنئي.
وأشار الموقع الإيراني إلى أن الولايات المتحدة لا تبدي حاليًا اهتمامًا يُذكر بالتغييرات السياسية في إيران أو المفاوضات النووية مع طهران.
بدوره قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، رضا نصري، في مقابلة مع وكالة إيلنا الإيرانية، إنه إذا كانت إدارة بزشكيان تسعى إلى التنمية الاقتصادية، فعليها أولاً العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف نصري أن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، يعتقد أن دول المنطقة يجب ألا تهدر مواردها المالية على صراعات وحروب استنزاف.
وأوضح نصري أن سياسة بزشكيان الخارجية المعلنة تقوم على الركائز الثلاث المتمثلة في العلاقات المتوازنة مع دول المنطقة، والتفاعل البناء لتسهيل التنمية، وتبني سياسات لا تؤدي إلى مزيد من معاناة الشعب وتضرره.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه يتعين على طهران والولايات المتحدة إجراء مفاوضات في مرحلة ما؛ حيث إن كليهما لاعب رئيس في المنطقة، ولا يمكنهما تجاهل بعضهما البعض.
ولتحقيق هذه الغاية، قال نصري إنه يتعين على الرئيس الإيراني الجديد أن يشكل فريقًا ماهرًا للسياسة الخارجية من المسؤولين الواقعيين، الذين يدركون أن تطورات مفاجئة قد تحدث في الأشهر الستة المقبلة.. مضيفًا أن فريق السياسة الخارجية الإيرانية الجديد يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة أي سيناريو.
وفي غضون ذلك، قال السفير الإيراني السابق لدى المملكة المتحدة، محمد حسين عادلي، إن "إيران تمارس لعبة على حافة الهاوية"، وأضاف أن "أولئك الذين مازالوا يتحدثون عن الالتفاف على العقوبات يفكرون في استمرارها واقعيًا"، وهم الذين يُعتقد بأنهم مستفيدون من هذه العقوبات المفروضة على إيران؛ حيث توفر لهم غطاء للقيام بأعمالهم الاقتصادية بشكل سري وبعيد عن المحاسبة والمساءلة.
وحذر عادلي من أن "أدنى خطأ في السياسة الخارجية يمكن أن يجر إيران إلى حالة من عدم الاستقرار قد تؤثر على البلاد بأكملها". وحث الرئيس الجديد على تبني نهج واقعي وتقييم الوضع الإقليمي والدولي بعناية.
وحذر عادلي كذلك من أن التطورات الإقليمية يمكن أن تقود إيران إلى حرب تعود بالنفع على إسرائيل والولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة قيام "بزشكيان" بتشكيل فريق للسياسة الخارجية قادر على الحركة، وتجنب مثل هذه السيناريوهات الخطيرة.