عضو غرفة التجارة الإيرانية: عمان رفضت استيراد الدجاج من بلادنا



نال مغني الراب المعارض والمسجون في إيران، توماج صالحي، جائزة "فاسلاف هافل" لحقوق الإنسان، لعام 2024، خلال حفل أُقيم مساء الأربعاء، 25 سبتمبر (أيلول)، في نيويورك، وتسلّم الجائزة نيابةً عن صالحي وعائلته، المحامية الدولية كائولفيون غالاغر.
يشار إلى أن جائزة "فاسلاف هافل" الدولية المرموقة، تمنح سنويًا إلى المبدعين الذين "يكشفون الطغيان بشجاعة وإبداع ويجسّدون مفهوم الحياة الحقيقية"، كما أنها تعد تكريمًا لجهود المجتمع المدني في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي مقابلة خاصة مع قناة "إيران إنترناشيونال"، قالت المحامية الدولية، كائولفيون غالاغر: "إذا رأيت توماج، سأقول له إنك مصدر إلهام لكثير من الناس. كن قويًا، وسنعمل على إطلاق سراحك في أقرب وقت ممكن".
وكانت مؤسسة حقوق الإنسان (HRF)، قد أعلنت في مايو (أيار) الماضي، منح جائزة "فاسلاف هافل" لعام 2024 بشكل مشترك لكل من توماج صالحي، والشاعر والناشط الإيغوري طاهر حاموت إيزغيل، وعازفة البيانو الفنزويلية غابرييلا مونتيرو.
وأشار الإعلان إلى أن صالحي دعَّم حقوق المرأة من خلال أغانيه خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، مضيفًا: "إن صالحي فنان (هيب هوب) إيراني اشتهر بأغانيه التي تنتقد النظام الإيراني وتدافع عن حقوق الإنسان".
الجدير بالذكر أن فاسلاف هافل، كاتب مسرحي تشيكي، اشتُهر بنضاله ضد النظام في تشيكوسلوفاكيا. وانتُخب كأول رئيس لجمهورية التشيك، وظل في السلطة من عام 1993 حتى 2003، وتُوفيّ عام 2011.
وكان توماج صالحي قد أطلق سراحه بكفالة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بعد أكثر من عام من السجن، قضى منها 252 يومًا في الحبس الانفرادي، لكن بعد نحو أسبوعين، أُلقي القبض عليه مرة أخرى في مدينة بابل بمحافظة مازندران، شمال شرقي طهران، بعد تعرضه للضرب والاعتداء من قِبل قوات أمنية.
وقضت محكمة الثورة في أصفهان، في مايو الماضي، بإعدام صالحي بتهمة "الإفساد في الأرض"، وفي 14 أغسطس (آب) الماضي أيضاً، أعلن محاميه، أمير رئيسيان، أن محكمة الثورة برأته من هذه التهمة.
وقد تناولت أعمال توماج صالحي مواضيع مثل الفساد في إيران، والإضرابات العمالية، والإعدامات، وسجن المعارضين.

في خضم الجدل المستمر حول تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، انتشرت أنباء مثيرة عن لقائه مواطنًا إسرائيليًا يُدعى ليفور ستيرنفيلد. مما أثار نقاشًا واسعًا في وسائل الإعلام الحكومية، واحتل مكانة بارزة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتزايدت حدة الانتقادات بسبب هذا اللقاء العلني وغير المسبوق لرئيس إيراني مع مواطن إسرائيلي، خاصة في ذروة الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، وفي ظل احتمالات اندلاع حرب شاملة بين طهران وتل أبيب.
بعثة إيران: لم نكن نعلم أنه إسرائيلي
في هذا السياق أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانًا أعلنت فيه أن ليفور ستيرنفيلد له " نشاط مناهض للصهيونية"، وأن البعثة الإيرانية لم تكن على علم بأنه مواطن إسرائيلي.
وجاء في هذا البيان: "إن ليفور ستيرنفيلد دُعي بصفته أستاذًا جامعيًا ويهوديًا أميركيًا إلى اجتماع بعنوان (دور الأديان السماوية في إحلال السلام العالمي). وضم هذا الاجتماع مجموعة من العلماء والأساتذة الجامعيين، وتمت دعوة السيد ستيرنفيلد بُناءً على سجله الطويل في البحث في مواضيع اليهودية والإسلام وإيران، وهو معروف بنشاطه المناهض للصهيونية".
وأضاف البيان أن "السيد ستيرنفيلد دُعي بصفته يهوديًا أميركيًا، ولم تكن هناك أي معلومات حول امتلاكه جنسية مزدوجة. هذه الحملة الدعائية المشبوهة ناجمة عن غضب النظام الصهيوني من عقد مثل هذا الاجتماع".
ستيرنفيلد: أخبرتهم بوضوح مسبقًا أنني إسرائيلي
وفي المقابل، أكد ليفور ستيرنفيلد الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه أخبر المسؤولين الإيرانيين منذ البداية بأنه مواطن إسرائيلي؛ لتجنب أي "سوء فهم".
وقال ستيرنفيلد لـ "هاآرتس": "عندما تلقيت دعوة لحضور هذا الاجتماع قبل أسبوعين، كنت متفاجئًا".
وأشار إلى أنه في البداية لم يكن متأكدًا مما إذا كانت الدعوة حقيقية، ولكن بعد بعض البحث، اكتشف أنها ليست مزيفة.
وأضاف ستيرنفيلد: "لمنع أي سوء فهم، أخبرتهم أنني في الحقيقة مواطن إسرائيلي، وقد طمأنوني بأنه لا توجد أي مشكلة في ذلك".
وأوضح ستيرنفيلد لـ"هآرتس": "تشاورت مع المسؤولين الإسرائيليين حول هذا الموضوع، وتوصلت إلى أنه لا يوجد مانع من حضوري هذا الاجتماع".
وأكد أنه "لم يكن قرارًا سهلًا أبدًا. كنت أعتقد أن الأمر مجرد خدعة. ولكن حضور اجتماع مع الرئيس الإيراني والتحدث والاستماع إليه كان فرصة لا يمكنني تفويتها".
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد كان هناك عدد من الشخصيات اليهودية- الأميركية الأخرى في الاجتماع، بالإضافة إلى ليفور ستيرنفيلد، بمن في ذلك آبي ستاين، الناشط المتحول جنسيًا والمؤيد لفلسطين، وكذلك ممثلون عن "ناتوري كارتا"، وهي جماعة يهودية أرثوذكسية معادية للصهيونية وتؤيد الفلسطينيين.
محادثة مباشرة مع بزشكیان
وفي السياق، قال ستيرنفيلد إنه كان الإسرائيلي الوحيد الحاضر في هذا الاجتماع، وتمكن من التحدث خلاله، كما أجرى حديثًا مباشرًا مع الرئيس الإيراني بعد الجلسة.
وأضاف: "في نهاية الجلسة، التقيت السيد بزشكیان وقدمت له كتابي أولًا. ثم قلت له إنني أعتقد أنه في موقف فريد يمكنه من توجيه إيران نحو دور بنّاء في الشرق الأوسط".
وأضاف: "رد مسعود بزشكیان بأنه عندما يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق، فإن طهران لن ترفع بعد ذلك راية النضال من أجل فلسطين. فقلت له إن قوله هذا بشكل مباشر للجمهور الغربي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير".
وقال ستيرنفيلد: "أثرت موضوعًا كان قد تحدث عنه وزير الخارجية الإيراني السابق، العام الماضي، حول قضية الرهائن في غزة، حيث وصفها بأنها مسألة إنسانية وعرض تقديم المساعدة لحلها، لكن السيد بزشكيان لم يُعجب بهذا الأمر، وقال إن إيران فعلت ما عليها بتوقيع الاتفاق النووي، والآن على الغرب اتخاذ خطوة تجاه الحوار مع إيران".
يشار إلى أن ليفور ستيرنفيلد يعمل أستاذًا في التاريخ والدراسات اليهودية، ويجري أبحاثًا حول تاريخ اليهود في إيران، ونشر كتابًا بعنوان "بين إيران والصهيونية: تاريخ اليهود في إيران في القرن العشرين".
جدل حول اللباقة
لم تكن هذه هي المرة الأولى، التي يحاول فيها الوفد المرافق للرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، خلال زيارته إلى نيويورك، التخفيف من حدة الجدل، الذي أثارته تصريحاته بتقديم تفسيرات غير واقعية وكاذبة.

بعث حسن عاملي، ممثل خامنئي في أردبيل، برسالة إلى حسن نصر الله، جاء فيها أن شباباً من مدن مختلفة في إيران أخبروه بأنهم "يرغبون في الذهاب للقتال في حال شنّت إسرائيل هجوما بريا على لبنان".

يواجه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أزمة سياسية، وصلت إلى حد المطالبة بعزله، بعد تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما أشاد بعض مساعديه ومؤيديه بكل شيء، حتى الهبوط السلس لطائرته.
وربط مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيون بين دعوة بزشكيان لنزع السلاح المتبادل بين إيران وإسرائيل، وزعيم الاتحاد السوفياتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، مشيرين إلى أن بزشكيان يحاول التسبب في انهيار النظام الإيراني، كما فعل غورباتشوف مع الاتحاد السوفياتي.
ومن جهة أخرى، دعا المتشددون الموالون في إيران إلى عزله من منصبه، وطالبوا بإقالته، فور عودته إلى طهران، وانتشر وسم "#إقالة_بزشكيان" باللغة الفارسية على نطاق واسع، يوم الأربعاء، بين الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين.
واستخدمت صحيفة "كيهان" المتشددة، المقربة من مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، كلمات قوية في إدانتها لـ"بزشكيان" ووزير الخارجية، عباس عراقجي، بسبب تصريحاتهما في نيويورك.
في تعليق تحت عنوان "تصريحات بزشكيان غير المحسوبة، من يقدم المشورة للرئيس؟" ذكرت "كيهان" أن تصريحات بزشكيان كانت مفاجئة، واستغلتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.
وكان بزشكيان قد عقد اجتماعًا مغلقًا مع صحافيين وكتّاب أميركيين، بعد وصوله إلى نيويورك، وبعد هذا الاجتماع، ظهرت تقارير تشير إلى أنه اقترح نزع السلاح المتبادل، إذا وافقت إسرائيل على الخطوة نفسها، بينما سارع وزير خارجيته إلى نفي هذه الادعاءات، حسب قوله.
وحصلت قناة “إيران إنترناشيونال” على تسجيل صوتي للاجتماع يؤكد أن الرئيس الإيراني أدلى بالفعل بهذه التصريحات.
وقال بزشكيان: "نحن مستعدون للتخلي عن جميع أسلحتنا بشرط أن تقوم إسرائيل بالشيء نفسه، وأن تتدخل منظمة دولية لضمان الأمن في المنطقة. لسنا بحاجة لهذه الأسلحة، ونعرف كيف نحمي أنفسنا".
وانتقدت صحيفة "كيهان" تصريحات بزشكيان، ووصفتها بأنها "زلة لسان"، واعتبرتها دليلاً على عجزه عن إلقاء خطب فعالة، مشيرة إلى أن هذه التصريحات يمكن أن تُفسر على أنها اعتراف ضمني بإسرائيل، وهو ما يتعارض مع مبادئ مؤسس نظام "الجمهورية الإسلامية"، روح الله الخميني، والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي الوقت نفسه، انتقدت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مسعود بزشكيان، ووصفته بأنه "متحدث سيئ"، وكررت اتهامات "كيهان" بشأن مستشاريه.
وقالت الصحيفة: "إن أولئك الذين توسطوا في الاتفاق النووي يقولون إنهم سيبقون في نيويورك لبضعة أيام، بعد مغادرة بزشكيان الأربعاء، ويحاولون إظهار أنفسهم كأنهم يحققون بعض الإنجازات خلال تلك الأيام القليلة".
ومن ناحية أخرى، أشادت صحيفة "همشهري" اليومية المتشددة، التي تنشرها بلدية طهران، بـ"بزشكيان"، واعتبرته 'صوت الفلسطينيين المظلومين"، وأثنت على جهود الوفد الإيراني في بناء توافق ضد إسرائيل في نيويورك.
ومن المفارقات أن صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، التي يديرها إلياس حضرتي، والذي يشغل منصب رئيس دائرة نشر الأخبار الحكومية، كانت قد نفت تصريحات بزشكيان يوم الثلاثاء، لكنها نشرت تعليقًا تحت عنوان "نحن مستعدون للتفاوض"، وهو ما يتناقض مع موقف "حضرتي" الرسمي.
ولم يعلق المرشد الإيراني، علي خامنئي، حتى الآن على زيارة بزشكيان إلى نيويورك، مما يشير إلى أنه ربما يمنحه بعض الحرية في محاولة تصوير نظام طهران كقوة إقليمية عقلانية.

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، خلال مأدبة عشاء مع عدد من الإيرانيين في نيويورك: "إن بعض الأشخاص والجهات في الخارج جعلوا من قضية الحجاب ذريعة وأداة للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية". وأضاف: "خطتهم هي تقسيم إيران وتمزيقها، وهو أمر لا يصب في مصلحة أي مواطن إيراني".