بايدن: لا أؤيد هجوما على المواقع النووية الإيرانية



كشف توماس فريدمان، كاتب الشؤون الخارجية في صحيفة "نيويورك تايمز"، في بودكاست "Opinions" عن تفاصيل الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته إيران على إسرائيل وتأثيراته المحتملة، وأضاف: "يبدو أن الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، علم بالهجوم قبل ساعة فقط من وقوعه".
وأشار فريدمان في تقريره إلى أن هذا الهجوم جاء ردًا على عمليتين سابقتين نفذتهما إسرائيل، وهما اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والقائد الميداني لقوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في لبنان.
وأكد أن هذا الهجوم يعكس عمق التورط والتعاون بين إيران وحزب الله اللبناني.
وأضاف أن معظم الصواريخ التي أطلقتها إيران تم اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم وقوع أضرار وإصابات محتملة.
كما ذكر أن "هذا الهجوم خلق تعقيدًا كبيرًا في المنطقة، حيث يبحث مجلس الوزراء الإسرائيلي خيارات متعددة للرد، تراوح بين رد فعل رمزي، كما حدث بعد هجوم إيران في 13 أبريل (نيسان)، وصولاً إلى ردود أكثر حدة". ولم يستبعد فريدمان احتمال قيام هجوم مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه شدد على أن هذا مجرد احتمال ولا ينصح به.
وذكر فريدمان أن مصادر إسرائيلية أطلعته على الهجوم قبيل حدوثه، ويُعتقد أن الهدف من ذلك كان نشر الخبر في "نيويورك تايمز" لمحاولة ردع إيران عن تنفيذ الهجوم.
وأضاف: "يبدو أن مسعود بزشکیان علم بالهجوم قبل ساعة واحدة فقط من تنفيذه بواسطة الحرس الثوري الإيراني، وليس الجيش النظامي، مما يشير إلى وجود انقسامات داخلية في هياكل السلطة الإيرانية".
وذكر فريدمان أن "نفوذ إسرائيل داخل هياكل النظام الإيراني وحلفائه مثل حزب الله أدى إلى خلق حالة من عدم الثقة بين المسؤولين الإيرانيين، إذ أصبحوا يشككون في ولاء بعضهم البعض، ولا يعرفون من قد يعمل لصالح إسرائيل".
ووصف الوضع الحالي بأنه "اللحظة الأكثر خطورة في الشرق الأوسط الحديث"، محذرًا من إمكانية نشوب حرب صاروخية بين قوتين كبيرتين، حيث تمتلك إحداهما (إسرائيل) أسلحة نووية، فيما تقترب الأخرى (إيران) من الحصول عليها.
وأشار إلى أن هذا التصعيد يمثل فرصة للدبلوماسية، مشبهًا الوضع الحالي بالفترة التي أعقبت حرب الخليج في عام 1991، والتي أدت إلى اتفاقيات أوسلو.
وتحدث فريدمان عن رد إسرائيل المحتمل، معربًا عن شكوكه بشأن قدرة إسرائيل على شن عملية كبرى دون دعم من الولايات المتحدة. وأوصى بأن يترافق أي دعم أميركي لإسرائيل مع الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأعرب عن مخاوفه من أن حصول إيران على سلاح نووي سيزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى التهديدات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا.
وحذر من أن "حصول إيران على سلاح نووي سيؤدي إلى تعقيد المشهد بشكل كبير".
وحذر فريدمان من أن أي حرب واسعة النطاق مع إيران قد تحمل عواقب غير متوقعة، مشيرًا إلى احتمال تدخل قوى أخرى مثل روسيا في هذا الصراع.
وفي ختام تحليله، أشار فريدمان إلى التوجه المقلق المتمثل في تجاوز الأطراف المختلفة للخطوط الحمراء. فقد تجاوز المستوطنون الإسرائيليون الخطوط الحمراء في الضفة الغربية، بينما قامت حماس بتجاوز خطوط حمراء خطيرة.
ووصف فريدمان هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بـ"الوحشي"، مشيرًا إلى عمليات قتل الأطفال أمام والديهم، وقتل الوالدين أمام أبنائهم، والاعتداء الجنسي على النساء، والهجمات على المدنيين. كما ذكر أن إسرائيل قتلت حوالي 40 ألف فلسطيني، بمن فيهم مدنيون وعسكريون، ووصف هذا العدد بأنه "صادم".
فريدمان أشار إلى أن تدمير حوالي 70% من المباني السكنية في غزة هو أمر غير مسبوق، قائلاً: "بعد هذه الأحداث، شهدنا هجوم إسرائيل على حزب الله واغتيال زعيم هذا التنظيم".
وأضاف فريدمان أن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر بقتل زعيم حزب الله، قائلاً: "لم أكن أتوقع أن تتجاوز إسرائيل هذا الخط الأحمر. في الوقت نفسه، دخل حزب الله الحرب إلى جانب حماس، مما أدى إلى إخلاء شمال إسرائيل من السكان، حيث اضطر 60 إلى 70 ألف إسرائيلي إلى مغادرة منازلهم لمدة عام".
وحذّر الكاتب الأميركي من أن التعود على تجاوز الخطوط الحمراء قد يؤدي إلى وضع خطير وغير قابل للتحكم. ورغم جدية خطر تصاعد الصراع، أشار إلى وجود فرص للدبلوماسية وحل النزاعات بطرق سلمية.
وفي النهاية، شدد فريدمان على أن مستقبل المنطقة يعتمد على قرارات القادة والدول المعنية والمجتمع الدولي في الأسابيع والأيام المقبلة.

ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة، في رده على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، قال: "العواقب التي ستواجهها إيران بسبب ما قامت به ستكون أكبر بكثير مما تتخيله".

مع تزايد التوقعات برد إسرائيلي على الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران على إسرائيل، استمر الاضطراب في سوق العملات والذهب في إيران، وأفادت وسائل الإعلام المحلية بزيادة أسعار السيارات، والأرز، وبعض السلع الأخرى.
وبعد أن كانت أسعار العملات في إيران تتراوح عند متوسط 59 ألف تومان مقابل الدولار في الأشهر الأخيرة، ارتفع سعر الصرف، بعد تصاعد التوترات الإقليمية منذ مساء الجمعة، 27 سبتمبر (أيلول)، ليصل اليوم الأربعاء 2 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 61 ألفا و500 تومان.
وفي هذا السياق، صرّح عضو غرفة تجارة طهران، آرمان خالقي، اليوم الأربعاء، لوكالة "مهر"، بأن ارتفاع أسعار العملات، مثل الدولار، مرتبط بشكل أساسي بـ"هجوم إيران على إسرائيل".
وتوقع خالقي أن تتراجع الأسعار خلال الساعات المقبلة كما حدث في مرات سابقة، رغم الزيادة الحالية التي تقدر بألف تومان.
في الوقت ذاته، شهدت أسعار بعض السلع في الأيام الماضية، حتى قبل هذا الهجوم، زيادات ملحوظة.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا"، يوم الثلاثاء 1 أكتوبر (تشرين الأول)، بارتفاع أسعار الذهب والعملات الذهبية، حيث ارتفع سعر عملة الذهب الجديدة بـ559 ألف تومان مقارنة باليوم السابق، لتصل إلى 47 مليونا و59 ألف تومان.
كما أعلنت "إيرنا" أن سعر نصف العملة الذهبية ارتفع بـ379 ألف تومان، ليبلغ 25 مليونا و800 ألف تومان.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار السيارات المنتجة في إيران، يوم الاثنين 30 سبتمبر (أيلول)، حيث أفاد موقع "اقتصاد أونلاين" بأن سعر سيارة "بيجو 206" الجديدة بلغ 635 مليون تومان، بينما وصلت سيارة "دنا بلاس" أوتوماتيك في السوق الحرة إلى 940 مليون تومان.
وتشير الجداول المنشورة إلى أن باقي السيارات المصنعة محلياً شهدت أيضاً ارتفاعاً في الأسعار.

أعلنت السفارة الألمانية في طهران أنه بسبب احتمال وقوع هجوم إسرائيلي، سيتم إغلاق السفارة ومدرسة السفارة يوم غد الخميس. وطلبت وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، من مواطنيها مغادرة إيران، لأن الوضع غير مستقر ويمكن أن يتغير في أي لحظة.

أربعة من أبناء المرشد الإيراني علي خامنئي يحضرون إلى مكتب حزب الله في طهران، ويقدمون العزاء في مقتل أمين عام الحزب حسن نصر الله.