مقتل مجيد ديواني قائد بالحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي على دمشق



قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، مساء الأربعاء 2 أكتوبر (تشرين الأول)، إن إسرائيل في حالة حرب، وتقوم بمراجعة خياراتها للرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مؤكدًا أن "الرد الانتقامي لإسرائيل" سيتم قريبًا.
وكانت إيران قد أطلقت، في هجوم صاروخي أول من أمس الثلاثاء على إسرائيل، ما يقرب من 200 صاروخ باليستي، في ثاني وأكبر هجوم مباشر من قبل إيران على إسرائيل.
وقال داني دانون، في حديثه لشبكة "CNN" الإخبارية: "ما حدث كان عملاً غير مسبوق، وكما قلت اليوم في مجلس الأمن، سيكون ردنا قريبًا، قويًا ومؤلمًا للغاية."
وأشار سفير إسرائيل إلى المسؤولين في إيران قائلاً: "أعتقد أنهم يدركون أن لدينا القدرة على الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط، ونحن من يقرر كيف سنقوم بذلك وما الأهداف التي سنضربها."
وأضاف دانون أن إسرائيل لا ترغب في تصعيد التوتر أو الدخول في حرب مع إيران، مؤكدًا: "يجب أن يكون ردنا مدروسًا، لأننا لا نريد حربًا شاملة مع إيران، وصدقوني، هم أيضًا لا يريدون ذلك.
عندما خضنا الحرب ضد (حماس) في غزة، أظهرنا قدراتنا، ونحن نقاتل (حزب الله) في لبنان فعلنا ذلك أيضا. من الأفضل للإيرانيين أن ينظروا إلى ما حدث في بيروت وغزة قبل أن يبدأوا حربًا معنا."
وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن أمس الأربعاء حول الوضع في الشرق الأوسط، وصف دانون نظام إيران بأنه "تجسيد حقيقي للرعب والموت والفوضى"، وقال: "لقد انتهى زمن البيانات الجوفاء لتخفيف التوتر."
وأضاف دانون، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مساء أول من أمس الثلاثاء: "النظام الإيراني يشكل الآن خطرًا حقيقيًا وجديًا على العالم، وإذا لم يتم التصدي له، فإن الموجة القادمة من الصواريخ لن تستهدف إسرائيل فقط."
ووصف هذا الهجوم بـ"الاعتداء على 10 ملايين مدني" وبأنه "عمل عدواني غير مسبوق"، مشددًا على أن "العالم يجب أن يدرك أن إسرائيل ستدافع عن نفسها، وستفعل ذلك بالعدل والقوة، ولن تتوقف حتى يعود جميع الرهائن الذين تم أسرهم من قبل (حماس) وغيرها من الإرهابيين إلى إسرائيل."
في المقابل، وصف ممثل إيران في اجتماع مجلس الأمن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل بأنه "رد ضروري ومتناسب" مع تصرفات إسرائيل في الشهرين الماضيين، مدعيًا أن طهران "تسعى باستمرار لتحقيق السلام والاستقرار"، وأن إسرائيل فهمت "ضبط النفس الإيراني" على أنه نوع من الضعف.

قال عبد الرضا مراد حاجتي، المدير العام لمؤسسة حفظ آثار "الدفاع المقدس"، تعليقا على احتمال هجوم إسرائيل على الأراضي الإيرانية: "سنُشعل المنطقة، والهدف الأول سيكون السفن الحربية الأميركية".
وأضاف: "صواريخ هايبرسونيك من نوع "فتاح" سرعتها تزداد عشرة أضعاف عندما يتبقى 10 كيلومترات فقط على الوصول إلى الهدف".

نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر إيرانية، أن المرشد الإيراني علي خامنئي طلب من حسن نصر الله، زعيم حزب الله، قبل أيام قليلة من وفاته، بضرورة الهروب من لبنان، حيث يشعر الآن بقلق شديد من اختراق إسرائيل للطبقات العليا في الحكومة الإيرانية.
وأضافت "رويترز" أن خامنئي، بعد انفجار الأجهزة الخاصة بحزب الله، أرسل رسالة عبر مبعوث إلى نصر الله يطلب منه السفر إلى إيران.
وتم إرسال هذه الرسالة بناءً على تقارير استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل قد اخترقت حزب الله وتخطط لاغتيال نصر الله.
وقال مسؤول إيراني كبير إن هذه الرسالة وصلت إلى عباس نيلفروشان، نائب قائد الحرس الثوري، الذي كان بجانب نصر الله أثناء القصف الذي استهدف مخبأه، ولقي هو نفسه مصرعه في هذا الهجوم.
وأضاف التقرير أن وفاة نصر الله دفعت المسؤولين في إيران إلى فتح تحقيق جدي حول احتمالية وجود اختراق داخل النظام، بما في ذلك الحرس الثوري وكبار المسؤولين الأمنيين.
وقال مصدر لـ"رويترز" إنهم يركزون بشكل خاص على أولئك الذين يسافرون إلى الخارج أو لديهم عائلات تعيش خارج إيران.
كما أبدت طهران شكوكها حيال بعض أعضاء الحرس الثوري الذين زاروا لبنان.
وأشار أحد المصادر إلى أن أحد هؤلاء الأفراد طرح أسئلة حول مكان إقامة نصر الله، بما في ذلك مدة بقائه في مواقع معينة.
وتم اعتقال هذا الشخص مع آخرين، وفقاً لما ذكره المسؤول الإيراني، كما أُفيد بأن عائلة هذا الشخص قد نُقلت إلى خارج إيران، دون الكشف عن أسمائهم.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ردا على الهجوم الصاروخي الايراني على إسرائيل، إنه لا يؤيد هجوما محتملا على المواقع النووية لإيران. كما ذكر بايدن أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على طهران، وأنه سيتحدث مع بنيامين نتنياهو قريبا.

كشف توماس فريدمان، كاتب الشؤون الخارجية في صحيفة "نيويورك تايمز"، في بودكاست "Opinions" عن تفاصيل الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته إيران على إسرائيل وتأثيراته المحتملة، وأضاف: "يبدو أن الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، علم بالهجوم قبل ساعة فقط من وقوعه".
وأشار فريدمان في تقريره إلى أن هذا الهجوم جاء ردًا على عمليتين سابقتين نفذتهما إسرائيل، وهما اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والقائد الميداني لقوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في لبنان.
وأكد أن هذا الهجوم يعكس عمق التورط والتعاون بين إيران وحزب الله اللبناني.
وأضاف أن معظم الصواريخ التي أطلقتها إيران تم اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم وقوع أضرار وإصابات محتملة.
كما ذكر أن "هذا الهجوم خلق تعقيدًا كبيرًا في المنطقة، حيث يبحث مجلس الوزراء الإسرائيلي خيارات متعددة للرد، تراوح بين رد فعل رمزي، كما حدث بعد هجوم إيران في 13 أبريل (نيسان)، وصولاً إلى ردود أكثر حدة". ولم يستبعد فريدمان احتمال قيام هجوم مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه شدد على أن هذا مجرد احتمال ولا ينصح به.
وذكر فريدمان أن مصادر إسرائيلية أطلعته على الهجوم قبيل حدوثه، ويُعتقد أن الهدف من ذلك كان نشر الخبر في "نيويورك تايمز" لمحاولة ردع إيران عن تنفيذ الهجوم.
وأضاف: "يبدو أن مسعود بزشکیان علم بالهجوم قبل ساعة واحدة فقط من تنفيذه بواسطة الحرس الثوري الإيراني، وليس الجيش النظامي، مما يشير إلى وجود انقسامات داخلية في هياكل السلطة الإيرانية".
وذكر فريدمان أن "نفوذ إسرائيل داخل هياكل النظام الإيراني وحلفائه مثل حزب الله أدى إلى خلق حالة من عدم الثقة بين المسؤولين الإيرانيين، إذ أصبحوا يشككون في ولاء بعضهم البعض، ولا يعرفون من قد يعمل لصالح إسرائيل".
ووصف الوضع الحالي بأنه "اللحظة الأكثر خطورة في الشرق الأوسط الحديث"، محذرًا من إمكانية نشوب حرب صاروخية بين قوتين كبيرتين، حيث تمتلك إحداهما (إسرائيل) أسلحة نووية، فيما تقترب الأخرى (إيران) من الحصول عليها.
وأشار إلى أن هذا التصعيد يمثل فرصة للدبلوماسية، مشبهًا الوضع الحالي بالفترة التي أعقبت حرب الخليج في عام 1991، والتي أدت إلى اتفاقيات أوسلو.
وتحدث فريدمان عن رد إسرائيل المحتمل، معربًا عن شكوكه بشأن قدرة إسرائيل على شن عملية كبرى دون دعم من الولايات المتحدة. وأوصى بأن يترافق أي دعم أميركي لإسرائيل مع الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأعرب عن مخاوفه من أن حصول إيران على سلاح نووي سيزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى التهديدات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا.
وحذر من أن "حصول إيران على سلاح نووي سيؤدي إلى تعقيد المشهد بشكل كبير".
وحذر فريدمان من أن أي حرب واسعة النطاق مع إيران قد تحمل عواقب غير متوقعة، مشيرًا إلى احتمال تدخل قوى أخرى مثل روسيا في هذا الصراع.
وفي ختام تحليله، أشار فريدمان إلى التوجه المقلق المتمثل في تجاوز الأطراف المختلفة للخطوط الحمراء. فقد تجاوز المستوطنون الإسرائيليون الخطوط الحمراء في الضفة الغربية، بينما قامت حماس بتجاوز خطوط حمراء خطيرة.
ووصف فريدمان هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بـ"الوحشي"، مشيرًا إلى عمليات قتل الأطفال أمام والديهم، وقتل الوالدين أمام أبنائهم، والاعتداء الجنسي على النساء، والهجمات على المدنيين. كما ذكر أن إسرائيل قتلت حوالي 40 ألف فلسطيني، بمن فيهم مدنيون وعسكريون، ووصف هذا العدد بأنه "صادم".
فريدمان أشار إلى أن تدمير حوالي 70% من المباني السكنية في غزة هو أمر غير مسبوق، قائلاً: "بعد هذه الأحداث، شهدنا هجوم إسرائيل على حزب الله واغتيال زعيم هذا التنظيم".
وأضاف فريدمان أن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر بقتل زعيم حزب الله، قائلاً: "لم أكن أتوقع أن تتجاوز إسرائيل هذا الخط الأحمر. في الوقت نفسه، دخل حزب الله الحرب إلى جانب حماس، مما أدى إلى إخلاء شمال إسرائيل من السكان، حيث اضطر 60 إلى 70 ألف إسرائيلي إلى مغادرة منازلهم لمدة عام".
وحذّر الكاتب الأميركي من أن التعود على تجاوز الخطوط الحمراء قد يؤدي إلى وضع خطير وغير قابل للتحكم. ورغم جدية خطر تصاعد الصراع، أشار إلى وجود فرص للدبلوماسية وحل النزاعات بطرق سلمية.
وفي النهاية، شدد فريدمان على أن مستقبل المنطقة يعتمد على قرارات القادة والدول المعنية والمجتمع الدولي في الأسابيع والأيام المقبلة.