أبناء خامنئي يزورون جرحى حزب الله في انفجار أجهزة "البيجر" بمستشفيات طهران



قال إسماعيل كوثرى، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: "إعلان استعداد القوات المتطوعة للتوجه إلى لبنان أمر جيد جدًا ورائع للغاية، ونحن نرحب به. ولكن، بفضل الله، حزب الله قادر على مواجهة إسرائيل بنفسه".

أعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، اليوم الخميس 3 أكتوبر (تشرين الأول) في اجتماع قمة "مجموعة حوار التعاون الآسيوي" بالدوحة، أن "يد العدالة" ستنال قريباً من "المعتدين والمجرمين القتلة"، في إشارة إلى إسرائيل.
وقد جاء هذا التصريح في سياق تصعيد الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني والفصائل المدعومة من إيران.
وفي خطابه، جدد بزشکیان التأكيد على دعم إيران لما سماه "جبهة المقاومة لتحرير فلسطين"، مؤكداً أن إيران تعتبر دعم القضية الفلسطينية مسؤولية حتمية، وستواصل هذا الدعم بكل قوة. وأضاف: "على منتهكي حقوق الإنسان أن يدركوا أن المقاومة لن تنتهي."
وأشار بزشکیان إلى مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أثناء زيارته إلى طهران، حيث تم استهدافه وقتله من قبل إسرائيل، واصفاً الحادث بأنه "عملية اغتيال" تستوجب الرد، وأن "إسرائيل يجب أن تتحمل عواقب هذا العمل".
مقتل هنية في طهران
يشار إلى أن إسماعيل هنية قتل في 31 يوليو (تموز) الماضي، برفقة أحد حراسه الشخصيين، إثر استهدافه في مقر إقامته بطهران. وفي أعقاب الحادث، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن إسرائيل بقتلها هنية "مهّدت لعقاب شديد ضدها".
وبينما كانت الأنظار تتوجه إلى رد إيران على هذا الهجوم، استمرت إسرائيل في ضرباتها، مستهدفة حزب الله اللبناني، أحد الحلفاء الرئيسيين لطهران، مما أدى إلى مقتل حسن نصرالله، الأمين العام للحزب.
وفي 2 أكتوبر، وصف خامنئي مقتل نصرالله بأنه "حادثة مؤلمة"، مشيراً إلى أنه كان "فاجعة" بالنسبة له. وذلك بعد سلسلة من الأحداث المشابهة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث أدى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
إيران تتعهد بالرد
وخلال حديثه في القمة، شدد بزشکیان على أن إيران لا تسعى لتصعيد التوترات أو نقل الحرب إلى مناطق أخرى، لكنه أكد أن "أي تجاوز عسكري أو هجمات إرهابية أو خرق للخطوط الحمراء لطهران، سيقابل برد قاطع من القوات المسلحة الإيرانية." واقترح تشكيل اجتماع طارئ لقادة "منظمة التعاون الإسلامي" بمشاركة دول أخرى، لبحث القضية الفلسطينية بشكل عاجل.
لقاءات دبلوماسية
وعلى هامش القمة، اجتمع بزشکیان مع أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، كما التقى رئيس وزراء تايلاند، باوونغتورن شيناواترا، حيث شدد على ضرورة تعاون الدول الآسيوية لمواجهة "التصعيد الإسرائيلي ومنع التدخلات الخارجية" في المنطقة.
كما أفادت تقارير إعلامية بتحذير بزشکیان الجاد للمسؤولين الأميركيين خلال لقائه مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، دون الكشف عن تفاصيل هذا التحذير.
وفي لقاء آخر، اجتمع بزشکیان مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، حيث أكد الطرفان على أهمية تجاوز الخلافات وتعزيز التعاون بين البلدين. وفي اللقاء، قال بزشکیان إن الهجمات العسكرية الأخيرة التي شنتها إيران على إسرائيل جاءت كرد مشروع على استمرار "الجرائم الإسرائيلية" بعد فشل وعود وقف إطلاق النار في غزة.
وفي السياق نفسه، ذكر توماس فريدمان، كاتب العمود لشؤون الخارجية في صحيفة "نيويورك تايمز"، في بودكاست "Opinions" يوم الأربعاء، تفاصيل حول الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته إيران على إسرائيل والتبعات المحتملة له، مشيراً إلى أن مسعود بزشکیان كان على ما يبدو قد علم عن هذا الهجوم قبل ساعة واحدة فقط من وقوعه.

قالت أسرة نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية الحقوقية الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمعتقلة في سجن إيفين، إن السلطات منعت نقل محمدي إلى المستشفى لإجراء عملية القسطرة القلبية 3 مرات منذ 10 سبتمبر (أيلول) الماضي، مؤكدة أن هذه العرقلة المتكررة لعلاجها تمثل استهدافًا واضحًا لصحتها.
وفي بيان أصدرته عائلة نرجس محمدي، الخميس 3 أكتوبر (تشرين الأول)، تم الكشف عن أن الأجهزة الأمنية والقضائية في إيران منعت نقل محمدي إلى المستشفى في 10 و17 سبتمبر (أيلول) و1 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، رغم الحاجة الضرورية للعملية الطبية.
وأشار البيان إلى أن بعض زميلات محمدي في السجن أعربن عن قلقهن إزاء حالتها الصحية، وقمن بالتوجه إلى المسؤولين، الذين أفادوا بأن الموافقة على نقلها قد صدرت، لكن تم إيقافها بأمر صادر من خارج السجن.
وأكدت أسرة محمدي أن هذه العرقلة المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية دون توفير إجابات حول العلاج المناسب يشكل تهديدًا واضحًا لصحتها، مطالبة المنظمات الحقوقية بالتدخل والمتابعة.
يُذكر أن وسائل الإعلام كشفت في 17 سبتمبر أن إدارة سجن إيفين منعت نقل محمدي إلى المستشفى لإجراء القسطرة واستبدال دعامة القلب.
كما أعرب "ائتلاف الحرية لنرجس" الدولي في أغسطس (آب) الماضي عن قلقه العميق بشأن تدهور حالتها الصحية، داعيًا إلى الإفراج الفوري عنها وتوفير الرعاية الطبية اللازمة.
وأوضح بيان الائتلاف أن محمدي خضعت في فبراير (شباط) 2022 لعملية قسطرة طارئة نتيجة انسداد 75 في المائة من أحد الشرايين الرئيسية في قلبها، وتم تركيب دعامة في ذلك الشريان.
وأشار البيان إلى أن الفحوصات الطبية الأخيرة أظهرت الحاجة إلى استبدال الدعامة، إضافة إلى احتمال تدخل طبي مماثل في شرايين أخرى.
وأضافت الأسرة في بيانها الصادر، اليوم الخميس، أن جهود المحامين مصطفى نيلي وشادي حليمي، ورسائل محمدي من داخل السجن للمطالبة بإجراء العملية، لم تحقق أي نتائج.
يذكر أنه في 6 أكتوبر 2023، فازت نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام لعام 2023، وهي محتجزة حاليًا منذ اعتقالها في أكتوبر 2021، حيث حكم عليها بالسجن لمدة 13 عامًا وثلاثة أشهر في عدة قضايا.
وإلى جانب السجن، شملت العقوبات المفروضة عليها 154 جلدة، وأربعة أشهر من العمل في تنظيف الشوارع، والمنع من السفر لعامين، والمنع استخدام الهواتف الذكية عامين آخرين، وغرامتين ماليّتين، بالإضافة إلى حرمانها من بعض الحقوق الاجتماعية والسياسية.
يشار إلى أنه في السنوات الماضية، تكررت التقارير عن عدم توفير الرعاية الطبية للسجناء السياسيين في إيران، مما أسفر عن وفيات مثل ساسان نيكنفس، وبهنام محجوبی، وبكتاش آبتین، وجواد روحي.
ورغم ذلك، لم تتحمل السلطات الإيرانية أي مسؤولية عن هذه الوفيات الناتجة عن التعذيب والحرمان من الرعاية الطبية.

عضو البرلمان الإيراني، أحمد راستينه، وصف الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل بأنه "عرض لقوة إيران". وعلق على احتمال الرد الانتقامي من قبل إسرائيل قائلا: "من الأفضل لإسرائيل أن لا ترتكب خطأ يثير غضب طهران، حيث إن صواريخ إيران ستوجه ردودًا مؤلمة إلى الكيان الإسرائيلي."

بات العالم الآن في انتظار الرد الإسرائيلي، بعد هجوم إيران الصاروخي، مساء الثلاثاء، ولم تُعرف بعد ما هي أبعاد هذا الهجوم ونطاقه ولا تداعياته المستقبلية.
الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الخميس 3 أكتوبر (تشرين الأول)، تناولت هذا الموضوع من أبعاد مختلفة، وحاولت الإجابة عن تساؤلات بخصوص نهاية هذه الردود والردود المقابلة، وما إذا كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى حرب واسعة بين الجانبين.
صحيفة "كيهان" الأصولية توقعت "حربًا شاملة" بين إيران وإسرائيل مستقبلاً، مؤكدة أن جميع التوقعات تشير إلى أن إسرائيل سوف ترد على هجوم إيران، وقالت إن الحرب القادمة ستحدد مصير المنطقة بأكملها، داعية وسائل الإعلام والإعلاميين إلى الاصطفاف بجانب النظام، ورفع المعنويات مقابل ضغوط الأعداء.
ولفتت صحف أخرى إلى تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس حول هذه الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث أكد خامنئي أن الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحروب هو أن تغادر الولايات المتحدة الأميركية المنطقة، وإلا فإن دوامة الصراعات والحروب سوف تستمر وتتصاعد.
صحيفة "جوان" أيضًا اقترحت أن تسلك إيران مسار الحصول على الأسلحة النووية، لخلق قوة ردع أمام الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وحلفائهما الأوروبيين، مشددة على ضرورة الاستمرار بالإعلان عن عدم الرغبة في صنع السلاح النووي، لكن في السر والخفاء، يجب أن تكون إيران قد سلكت جميع مراحل صناعة الأسلحة النووية وتصبح قادرة على حيازتها في اللحظة التي تريد ذلك.
ونشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالاً للمحلل السياسي، مهدي مطهر نيار، أشار فيه إلى الرد الإيراني على إسرائيل، وقال إن ما تعرضت له إيران ومحور المقاومة من ضربات من قِبل إسرائيل جعل مفهوم الصبر الاستراتيجي يفقد أي معنى له، كما أن امتناع إيران عن الرد سبب تآكل شعبيتها في الداخل وبين مؤيدي محور المقاومة في الخارج؛ ما جعل مثل هذا الرد يكون ضروريًا وحاجة أساسية.
وفي شأن آخر علقت الصحيفة على زيارة الرئيس الإيراني الحالية إلى قطر واعتبرتها زيارة مهمة، جاءت في وقت حساس، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "أهداف مهمة في زيارة الرئيس إلى قطر"، لافتة إلى أن الزيارة تهدف إلى إيجاد حلول مشتركة للمشاكل في المنطقة، بما فيها ما يجري في غزة ولبنان.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية بعض الصحف:
"كيهان": استمرار الوضع الراهن يجعل الحرب الشاملة ضد إسرائيل حتمية
أكدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن الظروف التي باتت تسود المنطقة غير مسبوقة، وأن المواجهة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى أصبحت "علنية"، وبدأ الطرفان يتركان التصريحات الدبلوماسية و"الحروب غير المباشرة" والدخول في نوع جديد من المواجهة والصدام بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن اغتيال حسن نصرالله بشكل معلن من قِبل إسرائيل وهجوم إيران الصاروخي على المدن الإسرائيلية، هما مظهران من مظاهر هذا التغير في المواجهة، وتساءلت بالقول: ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على هجوم إيران، وكيف ترد إيران على الرد الإسرائيلي؟ وهل ستقود هذه الردود والردود المضادة إلى حرب شاملة بين الجانبين؟
الصحيفة رأت أن الحرب الواسعة حتمية بين الطرفين إذا استمرت إسرائيل بهذا النهج، مشيرة إلى أن هناك حاجة لحرب شاملة ستحدد كل شيء في المنطقة، وكتبت: "يجب انتظار الحرب المصيرية والنهائية.. الحرب التي ستحدد مصير الشرق الأوسط بأكمله".
كما توقعت الصحيفة أن تقوم إسرائيل بالرد على إيران بعد هجوم الثلاثاء، وادعت أن إيران هي الأخرى سترد مباشرة على الهجوم الإسرائيلي المرتقب، لكن هذه المرة سيكون الرد الإيراني أكبر من ردها الأخير، حسبما ورد في الصحيفة المقربة من الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في إيران.
"جوان": إيران عليها امتلاك السلاح النووي متى أرادت
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، دعت النظام إلى التفكير جديًا في صنع القنبلة الذرية، وقالت إنه على إيران، التي تعلن دائمًا أنها لا تنوي امتلاك الأسلحة النووية، أن تسير في معرفة كل الطرق العلمية والتقنية لصناعة السلاح النووي، حتى لو كانت لا تريد امتلاك هذا السلاح، فمعرفة طريقة صنع القنبلة الذرية يجب أن لا تتوقف لدى إيران.
وذكرت الصحيفة أن إيران يجب أن تصل إلى مرحلة "إمكانية صنع السلاح النووي فور إرادتها" بمعنى أنها تصبح قادرة على امتلاك هذا السلاح بمجرد أن تقرر ذلك، وفي اللحظة التي تريد، ما يعني من الناحية العملية أن تصبح مالكة لهذا السلاح دون أن تتحمل أعباء امتلاكه الآن.
وأكدت الصحيفة أن وصول إيران إلى هذه المرحلة من الحصول على الأسلحة النووية يخلق لها قوة ردع شديدة في ظرف حساس نعيشه جميعًا.
"شرق": "بزشكيان يسير على خُطى "رئيسي"
قال الناشط السياسي والمرشح السابق للرئاسة الإيرانية، مصطفى هاشمي طبا، في مقال له بصحيفة "شرق" إن حكومة بزشكيان باتت تعتمد مبدأ "لا تلمسه فيكون أسوأ"؛ حيث لا تقوم بإجراء سياسات جديدة لمعالجة المشاكل، وإنما تعتمد على نهج وأساليب الحكومة السابقة، اعتقادًا منها أنه "لا يمكن إصلاح شيء" في الوضع الراهن.
وذكر الكاتب أن هذه الحكومة سوف تقوم ببعض التغييرات الشكلية في لوائح ميزانية العام المقبل، وتقدم للبرلمان الخطة نفسها، التي اعتمدتها حكومة رئيسي السابقة، وهي حكومة ثبت للجميع فشلها، وتعثر سياساتها في مجال الميزانية.
وأكد الكاتب أن حكومة بزشكيان، وعلى الرغم من مزاعم مسؤوليها وادعاءاتهم، تسير على الطريق نفسه الذي سارت عليه الحكومة السابقة، رغم الثغرات والمشاكل التي تعانيها هذه الأساليب السابقة.