رغم مطالبات صحيفة المرشد.. وزير الخارجية الإيراني ينفي التهديد بإغلاق هرمز



عقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اجتماعًا مع نظيره الأرميني، آرارات ميرزويان، على هامش انعقاد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة 3+3؛ بهدف مناقشة قضايا تتعلق بإحلال السلام والاستقرار المستدام، بالإضافة إلى التنمية الإقليمية في منطقة جنوب القوقاز.
وشهد الاجتماع، الذي أعلنت وزارة الخارجية التركية، انعقاده يوم الجمعة 18 أكتوبر (تشرين الأول)، للمرة الثانية في إطار آلية التعاون الإقليمي الخاصة بالقوقاز، والمعروفة باسم "3+3"، غياب جورجيا، فيما أصدر وزراء خارجية إيران، وأذربيجان، وأرمينيا، وتركيا، وروسيا إعلانًا مشتركًا أكدوا فيه أهمية التعاون الاقتصادي الإقليمي لتعزيز الثقة بين الدول، وتحقيق الرفاهية والاستقرار في المنطقة.
كما اتفقت الدول المشاركة على دراسة فرص التعاون في مجالات النقل، والاتصالات، والتجارة، والطاقة، والاستثمار.
وبحسب بيان وزارة الخارجية التركية، التقى وزراء خارجية الدول المشاركة بعد انتهاء الاجتماع مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وعلى هامش هذا الاجتماع، عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اجتماعًا مع نظيره الأرميني، آرارات ميرزويان.
هذا وقد امتنعت جورجيا، بسبب خلافاتها مع روسيا، عن المشاركة في الجلسة الثانية لآلية 3+3، كما فعلت في الجلسة الأولى.
آلية 3+3
آلية 3+3 هي إطار دبلوماسي يهدف إلى مناقشة القضايا المتعلقة بمنطقة جنوب القوقاز وتعزيز التعاون الإقليمي، بالإضافة إلى إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، وتتكون هذه الآلية من ثلاث دول في جنوب القوقاز (أذربيجان، أرمينيا، جورجيا) وثلاث دول مجاورة (روسيا، تركيا، إيران).
تشكل هذا الإطار بعد حرب 2020 في ناغورنو كراباخ؛ بهدف تعزيز الحوار متعدد الأطراف لحل النزاعات والتحديات الإقليمية.
تصاعد الضغوط على إيران
وفي سياق منفصل، فرض الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع بريطانيا وأستراليا، عقوبات جديدة على عدد من الأفراد والشركات المرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني. شملت هذه العقوبات منع شركات الطيران الإيرانية، مثل "إيران إير"، و"ساها"، و"ماهان"، من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي.
كما شهد الأسبوع الماضي لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وتمخض عن هذه الاجتماعات بيان مشترك دعا إيران إلى إنهاء "احتلالها" للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى). واعتبر البيان أن هذا "الاحتلال" يمثل انتهاكًا لسيادة الإمارات ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
تحركات دبلوماسية إيرانية
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد قام بجولة إقليمية شملت لقاءات مع قادة دول في الشرق الأوسط، في إطار محاولاته لخفض التوتر، ومنع رد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني.
والتقى عراقجي عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني في عمان، في 16 أكتوبر الجاري، ودعا إلى تحرك جماعي من دول المنطقة لإيقاف إسرائيل ومنع توسع نطاق الحرب، كما أجرى اتصالاً مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وأكد استعداد إيران للرد "بشكل حاسم ومؤلم" على أي تصعيد، محمّلاً إسرائيل وأميركا مسؤولية التوترات في المنطقة.
وعقب ذلك، توجه عراقجي إلى مصر، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة آخر التطورات الإقليمية، وأكد بيان صادر عن الرئاسة المصرية ضرورة وقف التصعيد لمنع اندلاع حرب إقليمية.
وفي وقت سابق، أكد عراقجي خلال مؤتمر صحافي في العراق، أن إيران لا تسعى للتصعيد، لكنها مستعدة لأي طارئ، ولم ينفِ بشكل قاطع إرسال صواريخ قصيرة المدى إلى روسيا، لكنه أكد أن طهران لم تقدم "صواريخ باليستية" لموسكو.

أعلن حاكم مدينة سملقان في محافظة خراسان الشمالية، شمال شرقي إيران، عن تسمم 31 طالباً في إحدى مدارس المدينة نتيجة استنشاق غاز "المركابتان"، وأفاد بأنهم نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

أمين عام حزب "مؤتلفة الإسلامي" في إيران، أسد الله بادامجيان، قال في تصريحات صحافية: "موسوي وكروبي لا يعتبران تحت الإقامة الجبرية.. تتم زيارتهم ويقومون بكل شيء". وأضاف: "أحد أسباب وضعهما تحت الإقامة الجبرية هو احتمال قتلهما واتهام النظام".

نائب وزير الاتصالات الإيراني، بهزاد أكبرى، قال: "فى الأسبوع الماضى، تم شن هجمات سيبرانية على البنية التحتية للاتصالات في البلاد من 174 دولة حول العالم."

أبرز مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وردود فعل إيران ووكلائها تجاه هذا الحدث نقطتين رئيسيتين، وهما: ضعف وتراجع الثقة بالنفس لدى النظام الإيراني في الداخل، وفقدان الثقة من قِبل وكلائه في الخارج، في ظل الضربات، التي لا يمكن تعويضها.
وعندما نتأمل الصمت الطويل للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ثم التصريحات القليلة التي أدلى بها بعض مسؤولي النظام، مثل قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، ورئيس الحكومة، مسعود بزشكيان، حول مقتل يحيى السنوار، يمكننا ملاحظة كيف أن قادة النظام قد تخلوا عن عادة التهديدات والاستفزازات القديمة، خلال أقل من ثلاثة أشهر، وأصبحوا يسعون لكسب الوقت والفرصة لإعادة تنظيم أنفسهم ووكلائهم. وصاروا- فجأةً- يتبنون شعار السلام في منطقة أشعلوا فيها نيران الحرب والإرهاب على مدى نصف قرن.
الخوف والمكر
التهديدات والإهانات، التي أطلقها علي خامنئي بالأمس، وصمته اليوم، مقارنة بتصريحات حسين سلامي ومسعود بزشكيان، قبل وبعد مقتل إسماعيل هنية، وحسن نصرالله، وردود أفعالهم تجاه مقتل هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحًا لخلافة نصرالله في قيادة حزب الله اللبناني، تظهر بوضوح كيف أن قادة إيران قد غيروا مواقفهم بشكل مفاجئ وغير فعال في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الوشيك، وذلك باستخدام ما يعتبرونه خدعة أو "تقية".
وكان بزشكيان، قد كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل هنية في طهران: "الشهادة هي فن رجال الله. التحالف بين إيران وفلسطين أقوى من السابق، والمقاومة ستواصل طريقها بقوة أكثر من أي وقت مضى". لكنه في بيانه الأخير، بعد مقتل يحيى السنوار، لم يكن هناك أي ذكر لمعاقبة "الجبناء" أو "الدفاع عن شرف النظام الإيراني".
كما أرسل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إسماعيل قاآني، الذي ظهر منذ أيام قليلة، بعد أسبوعين من الغموض حول مصيره، رسالة بعد مقتل هنية مفادها: "نحن ملتزمون بالانتقام لدمه، وسنحقق العدالة ضد الكيان الصهيوني (إسرائيل)". لكن بعد مقتل السنوار، لم يكن هناك أي رد فعل أو رسالة مشابهة.
وهذا التحول الواضح في اللهجة لم يكن استثناءً، بل شمل جميع قادة الحرس الثوري، وكبار المسؤولين في إيران، وعلى رأسهم علي خامنئي.
وعلى الرغم من أن تراجع طهران عن "الوعود الصادقة" قد لا يغيّر شيئًا من موقف إسرائيل تجاه مهاجمة إيران، فإن هذا التحول لن يخفى عن أعين الشعب الإيراني أو حلفاء النظام ووكلائه في الخارج؛ حيث إن قادة إيران، الذين يشعرون بعمق الضربات الإسرائيلية الأخيرة، فقدوا ثقتهم بأنفسهم، إلى درجة أنهم لم يعودوا قادرين حتى على التهديد بالانتقام.
الوكلاء يفقدون الثقة
سيشكل مقتل السنوار وحسن نصرالله وإسماعيل هنية، نقطة تحول في العلاقة بين النظام الإيراني ووكلائه الخارجيين؛ حيث من المرجح أن تبتعد حماس عن طهران، بعد موت السنوار، كما أن القوى الإقليمية مثل تركيا وقطر، وربما مصر والسعودية، ستسعى للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
وبعد مقتل السنوار، اجتمع رئيس مكتب "حماس" السياسي، محمد درويش، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ومن المتوقع أن يتم اختيار خليفة للسنوار قريبًا، ويبدو أن خالد مشعل، الذي له تاريخ من الابتعاد عن إيران، والتقرب من تركيا وقطر، هو الأكثر حظًا من بين المرشحين لخلافة السنوار.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت حماس وحزب الله أسوأ فترات تاريخهما؛ حيث تُركتا بمفردهما من قِبل قادة إيران، على الرغم من كل الوعود السابقة، كما أن الأخبار التي تفيد بأن معلومات إسرائيلية داخل الحرس الثوري الإيراني كانت السبب في مقتل حسن نصرالله زادت من انعدام الثقة تجاه إيران.
حماس، التي تحتاج إلى المال والدعم، ستتقرب من تركيا وقطر، وربما تسعى لتحسين علاقاتها مع الأردن ومصر والسعودية. أما حزب الله، فهو أمام خيارين؛ إما الخضوع الكامل لسيطرة الحرس الثوري، أو محاولة تقديم نفسه كقوة لبنانية محلية.
وأظهر رد فعل رئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي، والاعتراضات، التي أبداها القادة السياسيون في بيروت، تجاه تدخل إيران، أن نفوذ حزب الله قد تقلص في الداخل اللبناني.