الرئيس الإيراني: العلاقة مع روسيا "استراتيجية" ونشكر موسكو لدعمها لنا



نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق 4 متهمين في قضية توزيع مشروبات كحولية مغشوشة بمدينة كرج، غربي طهران، صباح الأربعاء 23 أكتوبر (تشرين الأول)، بتهمة "الإفساد في الأرض" داخل السجن المركزي للمدينة. وتسبب توزيع هذه المشروبات الكحولية المغشوشة في وفاة 17 شخصاً وتسمم 191 آخرين.
وإلى جانب هؤلاء الأربعة، حُكم على 7 متهمين آخرين في القضية بالسجن لمدة 29 عاماً إجمالاً.
وصرح حسين فاضلي هريكندي، رئيس القضاء في محافظة البرز، أن السلطات القضائية، بالتعاون مع الشرطة، تمكنت من القبض على 6 متهمين في بداية التحقيقات التي جرت بعد حوادث التسمم التي وقعت في عام 2023، وفي مرحلة لاحقة تم القبض على 6 متهمين آخرين.
وأوضح فاضلي هريكندي أن هذه الشبكة كانت تتألف من 11 شخصاً، من بينهم 4 ممن يعملون في بيع المنتجات الصحية والمعدات الطبية ومستحضرات التجميل، إضافة إلى 7 آخرين ممن وزعوا المشروبات الكحولية المغشوشة.
وبحسب السلطات القضائية، كان المتهم الرئيس في القضية من منتجي مستحضرات التجميل، وكان هو المصدر الأساسي لتوزيع مادة الميثانول (الكحول الصناعي) بدلاً من الإيثانول (الكحول الطبي).
ولم يُذكر اسم المتهم الرئيس في التقرير القضائي، لكن ذُكر أنه باع الميثانول على أنه كحول طبي باستخدام مستندات تحليل مزورة.
وأضافت السلطات القضائية أن المتهم الثاني، الذي يعمل في مجال إنتاج مستحضرات التجميل، طلب شراء 8000 لتر من الكحول السام، رغم علمه بتزوير المستندات. أما المتهمان الثالث والرابع، فقد شاركا في توزيع الكحول السام.
وأشار رئيس القضاء في البرز إلى أن هؤلاء المتهمين اشتروا الميثانول بسعر يساوي ثُمن سعر الإيثانول الطبي، ثم باعوه في عبوات سعة 20 لتراً بعد وضع ملصقات مزورة تشير إلى أنه "محلول مطهر يحتوي على 96% من الإيثانول".
من جهة أخرى، أوضحت السلطات القضائية أن المتهمين السبعة الآخرين لم يكونوا على علم بسمية الكحول، حيث قاموا بشراء الكحول وخلطه بالماء والروائح وبيعه. وحُكم على هؤلاء السبعة بالسجن لمدة 29 عاماً، وهم حالياً يقضون عقوباتهم في السجن.
وفي 18 يونيو (حزيران) 2023، أعلنت جامعة العلوم الطبية في البرز أن 147 شخصاً تعرضوا للتسمم بسبب استهلاك الكحول المغشوش في كرج.
في ذلك الوقت، صرح فاضلي هريكندي بأن مصنعاً في المدينة الصناعية "إشتهارد" قد حصل على حصص من الكحول لاستخدامها في إنتاج مستحضرات التجميل، لكنه استخدمها في إنتاج مشروبات كحولية مغشوشة.
وتجدر الإشارة إلى أن حوادث التسمم بالكحول المغشوش في إيران ليست محدودة بعام 2023 أو بمحافظة البرز فقط.
ونظراً لحظر شراء وبيع واستهلاك المشروبات الكحولية في إيران، يتم تداولها بشكل غير قانوني، ويعاني الكثير من الإيرانيين سنوياً من التسمم أو العمى الدائم بسبب استهلاك مشروبات مغشوشة، وأحياناً تؤدي هذه الحالات إلى الوفاة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أعلن حسن أرداقيان، المتحدث باسم جامعة العلوم الطبية في قزوين، عن وفاة شخصين وإصابة 17 آخرين بالتسمم الكحولي في المدينة.
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، ظهرت موجة جديدة من حالات التسمم والوفيات نتيجة استهلاك الكحول المغشوش، وانتشرت هذه الحوادث من طهران والبرز إلى محافظات أخرى مثل خوزستان وهرمزغان.
وفي سبتمبر (أيلول) 2024، بدأت موجة جديدة من التسمم في المحافظات الشمالية. وأعلنت العلاقات العامة لهيئة الطب الشرعي في مازندران يوم 15 أكتوبر (تشرن الأول) عن وفاة 25 شخصاً بسبب المشروبات الكحولية المغشوشة في المحافظة. في الوقت نفسه، أكدت جامعة العلوم الطبية في غيلان وفاة 18 شخصاً وإصابة 66 آخرين بالتسمم.
وبالتزامن مع حالات التسمم في غيلان و مازندران، صرح عباس نجفي، المدعي العام في همدان، يوم الأربعاء 2 أكتوبر تشرين الأول) 2024، أن 18 شخصاً أصيبوا بالتسمم الكحولي، توفي منهم 4 في مستشفى سينا.

ذكرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مقال لها، أنه يجب إعداد طلاب المدارس بحيث يكونون مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل البلاد، مشددة على أهمية عدم الاعتراف بوجود حدود بين إيران وسوريا في المناهج الدراسية، للحفاظ على استقرار النظام.

تواجه الحكومة الإيرانية، بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، انتقادات حادة من بعض "الإصلاحيين"، الذين دعموا حملته الانتخابية، متهمين إياه بنكث وعوده، وتعيين خصوم سياسيين في مناصب حكومية بارزة، وطالبوه بالشفافية وإنهاء التمييز.
وتأتي هذه الانتقادات، في وقت يتزايد فيه التوتر، نتيجة تهديدات إسرائيل بالانتقام العسكري؛ ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وفي هذا السياق، ردّ المتحدث باسم "جبهة الإصلاح"، التي تضم أكثر من عشرين مجموعة، جواد إمام، على دفاع مستشار الرئيس الإيراني، علي أصغر شفيعيان، عن التعيينات الحكومية الأخيرة.
وطرح إمام تساؤلاً، عبر حسابه على منصة "إكس"، قائلاً: "لماذا صوّت الناس لصالح بزشكيان؟ هل كان ذلك من أجل عدم التغيير؟ ودعم أجندة حزب المحافظين المتشددين "بيداري"؟ ومواصلة سياسات الحكومة السابقة السياسية والأمنية؟ وإطالة أمد التوترات الإقليمية؟ والاستمرار في تصفية الإنترنت والحفاظ على شرطة الأخلاق؟ والسماح للعسكر بالتحكم في السياسات الداخلية؟ أم لتجاهل مؤيديه وعمال حملته الانتخابية؟".
ومن جهة أخرى، رأى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن الأمور لم تكن لتتغير كثيرًا، لو فاز منافس بزشكيان بالانتخابات.
وسخر البعض من شعارات حملته الانتخابية، وأشاروا إلى أن المتشدد سعيد جليلي كان سيقوم بالتصرفات نفسها، مضيفين بتهكم: "لو كان بزشكيان رئيسًا، لما خيّم شبح الحرب على إيران، ولما وصف الاتحاد الأوروبي الجزر الإيرانية الثلاث بالمحتلة، ولما فرض عقوبات على إيران!"، كما تعكس معظم هذه المنشورات قلقًا متزايدًا بشأن احتمالية اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل.
وفي تطور آخر، دعا الإصلاحي البارز، مصطفى هاشمي طبا، الحكومة إلى التحلي بالشفافية مع الشعب و"إخبارهم بالحقيقة"، كما طالب الرئيس بزشكيان بمكافحة التمييز والحد من الإنفاق الحكومي غير الضروري.
وانتقد هاشمي طبا فكرة المصالحة الوطنية، التي يروج لها بزشكيان، قائلاً: "الرئيس عيّن أشخاصًا من توجهات سياسية مختلفة في مناصب مهمة، لكن يبدو أنهم غير ملتزمين بمهامهم. بهذا الشكل، تبدو الحكومة كأنها شركة مساهمة لا تمتلك سياسة واضحة أو منهجية محددة". وأشار إلى أن اختيار مديري الطبقة الوسطى في الحكومة تم بطريقة سيئة.
وشدد على أهمية الشفافية الحكومية، مؤكدًا أن بزشكيان يمكنه الحفاظ على ثقة الشعب، إذا أوفى بوعده بأن يكون صادقًا معهم. واستشهد بادعاء الحكومة بأن 20 مليون لتر من البنزين تُهرب يوميًا من إيران، متسائلاً عن دور وزارة النفط، التي تسيطر على جميع جوانب صناعة البنزين. وأضاف: "كيف تكتفي وزارة النفط بالمشاهدة بينما يتم استيراد البنزين وتهريبه؟".
ولمح هاشمي طبا إلى احتمال تورط الحكومة في تهريب الوقود، قائلاً: "لا ينبغي على الحكومة الكشف عن 10 بالمائة فقط من الحقيقة والصمت عن الـ 90 بالمائة الباقية". وتابع: "20 مليون لتر من البنزين لا تأتي من مضخات محطات الوقود، هذا رقم كبير، ويجب أن يكون هناك نظام خلفه. لو كانوا صادقين مع الشعب، لما احتاجوا لإصلاحات اقتصادية إضافية"، وأكد أن "إنهاء التمييز والحد من الإسراف يجب أن يكونا في صلب جدول أعمال الحكومة".
وفيما يتعلق بفكرة المصالحة الوطنية، أضاف هاشمي طبا: "ما نشهده ليس مصالحة وطنية حقيقية، والتي لا يمكن تحقيقها في ظل الظروف الحالية". وأشار إلى أن الخصوم السياسيين المعينين في المناصب الحكومية لن يغيروا وجهات نظرهم، قائلاً: "يجب أن تكون هناك سياسة واضحة، ويجب على الأشخاص من خلفيات سياسية مختلفة الالتزام بتلك السياسة".
وفي سياق متصل، كتب الناشط الإصلاحي والمؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، مهدي محموديان، على منصة "إكس"، متهكمًا: "بزشكيان رجل صادق. لقد اعترف بصراحة بأن كل ما فعله خلال الحملة كان لكسب الأصوات، وأنه بعد فوزه سيتبع توجيهات خامنئي". كما اتهم محموديان الرئيس الإيراني بإرضاء 20 بالمائة من الناخبين المؤهلين، الذين دعموا حملته، بينما يتعامل بقسوة مع 60 بالمائة، وهم الذين اختاروا عدم التصويت.

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن مسؤولاً كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني وثلاثة أشخاص آخرين مرتبطين بالحكومة الإيرانية، متهمون بالتورط في مؤامرة فاشلة لاغتيال الصحافية والناشطة السياسية الإيرانية- الأميركية، مسيح علي نجاد.
وبحسب التقرير، فقد أصدر المدعون الفيدراليون في مانهاتن بنيويورك لائحة اتهام جديدة ضد هؤلاء الأشخاص، متهمين إياهم بمحاولة اغتيال مسيح علي نجاد في بروكلين عام 2022.
ووفقًا لـ "نيويورك تايمز"، فقد أحبطت الحكومة الأميركية هذه المؤامرة. وكانت المحكمة الفيدرالية قد سبق ووجهت اتهامات لأعضاء من منظمة إجرامية في أوروبا الشرقية مرتبطة بالحكومة الإيرانية؛ بسبب محاولتهم اغتيال مسيح علي نجاد.
لكن لائحة الاتهام الجديدة تتهم للمرة الأولى مسؤولاً رفيع المستوى في الحرس الثوري بالتورط في هذه المؤامرة، وورد في لائحة الاتهام اسم هذا المسؤول، وهو روح الله بازقندي، الذي يشغل رتبة عميد في الحرس الثوري الإيراني، وقد سبق أن وصفته وزارة الخزانة الأميركية بأنه مسؤول في مكافحة التجسس وفرضت عليه عقوبات.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد أفادت، عبر تقرير حصري في 19 أغسطس (آب) 2022، بأن نائب رئيس مكافحة التجسس، روح الله بازقندي، واثنين من معاونيه السابقين والحاليين في العمليات الخاصة للمخابرات التابعة للحرس الثوري، تورطوا في عمليات فاشلة ضد أهداف إسرائيلية.
وفي السياق نفسه، قال عضو كبير سابق في الحرس الثوري لـ "إيران إنترناشيونال": "إن نائب رئيس مكافحة التجسس في الوحدة 1500 التابعة للحرس الثوري، روح الله بازقندي، كان مسؤولًا عن العمليات الفاشلة للنظام الإيراني في إسطنبول لاغتيال القنصل الإسرائيلي السابق لدى تركيا، يوسف ليفي سفاري، وثلاث سائحات إسرائيليات".
يُذكر أن روح الله بازقندي مدرج أيضًا في قائمة العقوبات الأميركية؛ حيث أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في 8 مايو (أيار) 2023، أن بازقندي، الذي يُعد من كبار المسؤولين في مجال مكافحة التجسس، شارك في اعتقال مواطنين أجانب، ولعب دورًا في عمليات جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، وكذلك في المؤامرات، التي استهدفت الصحافيين والمواطنين الإسرائيليين، وغيرهم من معارضي النظام.
وكانت مسيح علي نجاد تقيم في بروكلين، ولكن بعد إحباط محاولة اغتيالها، انتقلت إلى مكان آخر في نيويورك.
وقالت، في تصريح لـ "نيويورك تايمز" يوم الثلاثاء 22 أكتوبر ( تشرين الأول)، تعقيبًا على ذلك: "إن نظام طهران دائمًا ما يلجأ إلى العصابات الإجرامية لتنفيذ أعماله القذرة خارج حدود إيران للهروب من المحاسبة".
وأضافت علي نجاد أن الاتهامات الجديدة تُظهر تورطًا مباشرًا للحرس الثوري الإيراني في مثل هذه المؤامرات، وقالت: "من المهم للغاية أن لدينا الآن أدلة تُظهر أن كبار قادة الحرس الثوري والنظام الإيراني يجلسون ويصدرون أوامر لرجل في نيويورك لقتل مواطن أميركي".
وختمت علي نجاد بقولها: "أنا الآن أكثر عزمًا على إيصال صوت الشعب الإيراني، خاصة النساء، اللاتي يواجهن في الواقع القتلة أنفسهم في بلادهن"..

أشارت 11 منظمة إعلامية، في بيان، إلى خطر تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة سجناء سياسيين من عرب إيران وهم: علي مجدم، ومعين خنفري، ومحمدرضا مقدم، وعدنان غبیشاوي، في سجن سبيدار في الأهواز. ودعت إلى الإلغاء الفوري لأحكام الإعدام الصادرة ضدهم، وإتاحة الوصول إلى محامين ومقابلة عائلاتهم.