ممثل خامنئي: أي تقاعس في الرد على إسرائيل يعني الدعوة لعدوان أوسع ضد إيران



قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف: "رغم أن الهجوم العسكري الإسرائيلي جاء بدافع الضعف، وانتهى بفشل آخر لهم، فإن إيران ترى نفسها، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مخولة بالدفاع عن نفسها. والرد على هذا العدوان حتمي مع مراعاة الظروف الملائمة".

أفاد مصدر إسرائيلي مطلع، لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن طائرات "إف-35" الإسرائيلية اخترقت الأجواء الإيرانية في الهجوم الأخير على أهداف عسكرية إيرانية، وذلك لأول مرة.
وبحسب المصدر، فقد توغلت هذه الطائرات في سماء طهران وقصفت أهدافًا، كما أفاد بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي بسماع أصوات طائرات حربية في العاصمة الإيرانية، خلال الهجوم.
كما أفادت القناة 11 الإسرائيلية بأن أنواعًا مختلفة من الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك إف-35، وإف-16، وإف-15، شاركت في هذه العملية. وبحسب التقرير، فقد حملت بعض الطائرات قنابل، بينما حملت أخرى صواريخ اعتراضية لحماية الطائرات وإمكانية الاشتباك الجوي.
وفي وقت مبكر من صباح أمس السبت، 26 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، شنت طائرات الجيش الإسرائيلي هجومًا انتقاميًا على عشرات الأهداف العسكرية في إيران.
وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية قد أعلنت، في بيان سابق، أن إسرائيل نفذت الهجوم "من مسافة بعيدة" باستخدام المجال الجوي الخاضع للجيش الأميركي في العراق على بُعد 100 كيلو متر من الحدود الإيرانية.
وأوضح البيان أن طائرات الجيش الإسرائيلي أطلقت "من مسافة بعيدة عدة صواريخ جوية بعيدة المدى ذات رؤوس حربية خفيفة جدًا تعادل خُمس رأس صاروخ باليستي إيراني"، استهدفت بعض الرادارات الحدودية في محافظات إيلام وخوزستان ومحيط محافظة طهران.
وأضافت هيئة الأركان العامة الإيرانية أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا "محدودة وطفيفة" بفضل "أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب"؛ حيث تضررت بعض الأنظمة الرادارية، وتم إصلاح بعضها على الفور، بينما لا تزال أخرى قيد الإصلاح.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، أن أربعة من أفراد الجيش الإيراني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، وهم كل من: سجاد منصوري، ومهدي نقوي، وحمزة جهاندیده، ومحمد مهدي شاهرخي فر.
وأفاد مراسل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن أحد الأهداف الرئيسة لإسرائيل في الهجوم على إيران كان 12 "خلاطًا كوكبيًا" تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وتُعد من المكونات الحيوية لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن هذه الخلاطات تتكون من قطع متقدمة جدًا لا تستطيع إيران تصنيعها محليًا، ويتم استيرادها من الصين، وقد يستغرق إنتاجها من جديد على الأقل عامًا واحدًا.
وبحسب التقرير، فقد تم استهداف أربعة أنظمة دفاع جوي من طراز "إس-300" كانت منتشرة في مواقع استراتيجية لحماية طهران والمنشآت النووية ومواقع الطاقة الإيرانية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدرين في إيران، أحدهما عضو في الحرس الثوري، أن ثلاث قواعد صاروخية للحرس الثوري في محافظة طهران استُهدفت في الهجوم الإسرائيلي، وأضاف المصدران أن الطائرات المُسيّرة الإسرائيلية هاجمت أيضًا منطقة بارشين العسكرية قرب طهران؛ حيث أصابت إحدى الطائرات المُسيّرة هدفها.
ووصف النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، الهجوم الإسرائيلي الأخير بأنه "عدوان"، وقال إن "على المعتدي أن ينتظر الرد". وهدد قائلاً: "سنرد بما يتناسب مع حجم عدوان المعتدي، وفي الوقت والظروف المناسبة، وقد جرى هذا العمل رغم كل الشعارات التي أطلقوها وتحديدهم لمهل".
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي، سعى مسؤولو النظام الإيراني إلى التقليل من أهمية الحدث، وهو ما اعتبره المراقبون محاولة للتهرب من المساءلة.
وقال الصحافي والمحلل السياسي، جمشيد برزگر، في تصريح لـ "إيران إنترناشيونال": "إن طهران تسعى إلى التقليل من شدة الهجمات الإسرائيلية… ولم يعد خطاب الانتقام أساسًا ضمن المفردات السياسية لقادة النظام الإيراني، وهم غير معنيين بإظهار رد فعل".
الجدير بالذكر أن إيران قد استهدفت الأراضي الإسرائيلية بنحو 200 صاروخ باليستي، مساء الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، في ثاني هجوم مباشر للحرس الثوري الإيراني على إسرائيل.
ونقلت وكالة بلومبرغ الأميركية، يوم 13 أكتوبر، بناءً على بيانات صادرة عن مصلحة الضرائب الإسرائيلية، أن الهجوم الإيراني الأخير ألحق أضرارًا بالأملاك الخاصة للمواطنين الإسرائيليين تقدر بما بين 150 و200 مليار شيكل (ما يعادل 40 إلى 53 مليون دولار).

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أن إيران كانت تمتلك قبل الهجوم الإسرائيلي أربعة أنظمة دفاع جوي من طراز إس-300، والتي كانت تُعتبر أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورًا لديها، لكن جميع هذه الأنظمة دُمّرت في الهجوم الإسرائيلي.

أفاد مصدر إسرائيلي مطّلع لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن مقاتلات "إف-35" الإسرائيلية دخلت المجال الجوي الإيراني لأول مرة خلال الهجوم الذي وقع فجر السبت على أهداف عسكرية إيرانية. وأضاف المصدر أن هذه المقاتلات حلّقت فوق سماء طهران وقصفت أهدافًا في تلك المنطقة.

أفادت تقارير واردة من داخل إيران بأن منطقة شمس آباد الصناعية في طهران كانت من بين المواقع، التي استهدفتها الهجمات الإسرائيلية، فجر اليوم السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول). وقد نشر مواطنون إيرانيون مقاطع فيديو توثّق الدمار الذي لحق بإحدى المنشآت في تلك المنطقة الصناعية.
ويُعتقد أن هذه المنشأة تابعة لشركة "تايكو"، التي تُعتبر جزءًا من الشركات التابعة لـ "مؤسسة جهاد الأبحاث".
وبحسب الفيديوهات، التي انتشرت من "شمس آباد"، تشير الدلائل إلى أن مصنع شركة "تايكو" كان أحد المنشآت التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية. وتُعرف "تايكو" بأنها من الشركات التابعة لمجموعة "تلاشكران اقتصاد بایدار"، وهي مجموعة أُسست لدعم سياسات "الاقتصاد المقاوم"، التي يتبناها المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وتأسست "تايكو" عام 1991، ورغم أنه قد ذُكر أن الشركة متورطة في إنتاج الطائرات المُسيّرة، بعد الهجوم الإسرائيلي، فإنها تُعرف رسميًا بأنشطتها في مجالات متعددة تشمل صناعات النفط، والغاز، والبتروكيماويات، والسيارات، والتعدين، والصلب، والمواد الغذائية، والمعدات الزراعية والبناء.
وتنوع هذه الأنشطة يعزز فرضية ارتباطها بجهات خاصة في إيران؛ حيث ترتبط بعض الشخصيات في مجلس إدارة "تايكو" بمؤسسات مثل "جهاد الأبحاث"، و"جهاد النصر"، و"جهاد الاستقلال".
ويرأس عباس علي جرجی مجلس إدارة "تايكو" منذ عام 2015، وقد شغل سابقًا عضوية مجلس إدارة "جهاد الأبحاث" ممثلاً عن مؤسسة "جهاد النصر". وعمل كذلك عضوًا في مجلس إدارة شركة "أوج"، الشركة الخاصة الوحيدة، التي تُعنى بتزويد الطائرات بالوقود في إيران.
يُذكر أيضًا أن رحيم إحساني وبهمن عباسيان فرد، وهما عضوان آخران في مجلس إدارة "تايكو"، يشغلان أيضًا مناصب في مجالس إدارات الشركات التابعة لمؤسسة "جهاد الأبحاث"، مما يُشير إلى ارتباط وثيق بين "تايكو" وهذه المؤسسات شبه الحكومية، التي تدعم مختلف الأنشطة الاقتصادية والصناعية في إيران.
وتعد "تايكو" شريكًا رئيسًا لكبرى الشركات الاقتصادية في إيران، ومنها الشركة الوطنية للحفر، وشركة الحفر الشمالية، وقطاعات بتروكيماوية مثل خارك وأروند. كما شاركت الشركة في مشاريع دولية، من أبرزها بناء مصنع إسمنت في فنزويلا، بجانب مشاريع محلية أخرى في قطاعات البتروكيماويات والنفط.
ورغم عدم وجود معلومات مؤكدة حول نشاطاتها العسكرية أو التسليحية، فإن هيكل مجلس الإدارة والشراكات والمشاريع المختلفة تضع شركة "تايكو" تحت دائرة الضوء بوصفها كيانًا صناعيًا له أهمية خاصة وقدرات بارزة في إيران.