نائب قائد الحرس الثوري: على المواطنين انتظار الرد الإيراني على إسرائيل



تصاعدت احتجاجات الممرضين بمختلف المدن الإيرانية مع اقتراب "يوم الممرض" في إيران الموافق السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث نظّم ممرضو مختبرات العلوم الطبية والأشعة في جامعة العلوم الطبية في شيراز تجمعًا احتجاجيًا، فيما دخل إضراب واعتصام الممرضين بمحافظة يزد يومه الرابع.
وواصل الممرضون في "يزد" احتجاجاتهم وإضرابهم لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بإصلاح نظام حساب الرواتب والحوافز، وإجراء تغييرات جذرية في نظام التسعير، وتخفيف التمييز في وزارة الصحة.
وتشير بعض التقارير المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تصاعد الاحتجاجات وتأثيرها على أوضاع المستشفيات، حيث ترد أنباء عن اقتراب بعضها من الإغلاق في "يزد"، مع اقتصار الخدمات على العمليات الطارئة وعلاج الحالات العاجلة فقط.
وأطلق الممرضون في هذه الاحتجاجات شعارات مثل: "كفى وعودًا.. موائدنا خاوية" و"أين ذهبت رسومنا وفي جيوب من اختفت؟" و"كلما غاب شخص.. قام ألف آخر"؛ للتعبير عن سخطهم تجاه الوضع الراهن في المستشفيات واعتقال زملائهم.
من جهته، أعلن "مجلس تنسيق احتجاجات الممرضين" يوم الاثنين 4 نوفمبر (تشرين الثاني) عن اعتقال محرم علي رمضاني، ممثل الممرضين في زنجان.
وفي سياق متصل، تُظهر الصور المنشورة مقاطعة الممرضين لاحتفالات "يوم الممرض" التي نظمتها جامعة العلوم الطبية في إيلام، حيث شهدت غيابًا واضحًا للممرضين عن الحضور.
واستمرت احتجاجات الممرضين في الأيام الماضية في مدن متعددة مثل يزد، زنجان وبوشهر، حيث نفذوا إضرابات ونظّموا تجمعات احتجاجية.
وتُظهر مقاطع الفيديو المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة مجموعة من الممرضين وأفراد الكادر الطبي في زنجان، حيث نظّموا تجمعًا احتجاجيًا يوم الاثنين، وأطلقوا شعارات مناهضة لـ"الوعود الفارغة وسوء أوضاعهم المعيشية".
وفي بوشهر، نظّم الممرضون وموظفو الأقسام المخبرية والأشعة احتجاجًا يوم الاثنين 4 نوفمبر للتعبير عن استيائهم من ظروفهم المعيشية المتردية، وتجاهل حقوقهم، وارتفاع الضغوطات العملية عليهم.
كما شهد يوم 3 نوفمبر احتجاجات للممرضين في مستشفى "نظام مافي" بمدينة شوش بمحافظة خوزستان، حيث نظّموا تجمعًا وإضرابًا للتنديد بظروف العمل الصعبة وأوضاعهم الاقتصادية المتدهورة.
وفي 2 نوفمبر، شهدت مدن فسا، ومشهد ويزد تجمعات احتجاجية نظمها أعضاء الكادر الطبي، فيما أطلق عدد من الممرضين حملة "الشريط الأسود"، مرتدين أساور وشارات سوداء للمطالبة بتحقيق مطالبهم المهنية والمعيشية.
وكان "مجلس تنسيق احتجاجات الممرضين" قد حذّر السلطات الإيرانية يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول) من أن تجاهل مطالبهم سيؤدي إلى رد فعل حاسم ومنسق، معتبرًا أن تقليل هذه المطالب إلى مجرد مبالغ مالية زهيدة من شأنه تأجيج الاحتجاجات وزيادة اشتعالها.
جدير بالذكر أن الممرضين وأعضاء الكادر الطبي في إيران نظموا خلال السنوات الماضية العديد من الإضرابات والتجمعات الاحتجاجية بسبب عدم تلبية مطالبهم ومراعاة أوضاعهم الاقتصادية الصعبة.

أعلن سجناء 24 سجنا في إيران مشاركتهم في حملة "أيام الثلاثاء.. لا للإعدام" للأسبوع الواحد والأربعين على التوالي، وقالوا إنهم دخلوا في إضراب عن الطعام اليوم الثلاثاء، مؤكدين في بيان لهم أن آلة الإعدام في إيران تسير بشكل متزايد يوميا.
وذكر بيان السجناء أن الشهر الماضي وحده شهد إعدام 166 سجينا في مختلف السجون الإيرانية.

القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي: "خطة إسرائيل هي التحرك نحو إيران بعد غزة ولبنان، ولو لم نرد على أي من اعتداءاتهم لاستمروا في أعمالهم".

بعد أن أثار خبر إعلان إعدامه الشهر الماضي انتقادات دولية حادة، وقامت ألمانيا باتخاذ إجراءات مشددة ضد طهران، أعلنت السلطات القضائية في إيران أن جمشيد شارمهد، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، لم يُعدم بل "توفي" قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وفي تصريح يوم الثلاثاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وصف المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانكير، جمشيد شارمهد، المواطن الإيراني- الألماني الذي كان يقيم في الولايات المتحدة، بـ"الإرهابي".
وأكد أن السلطات الإيرانية حاكمته بصفته مواطناً إيرانياً نظراً لقيامه بـ"أعمال إرهابية"، وحكمت عليه بالإعدام.
كانت السلطة القضائية الإيرانية قد ذكرت في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن شارمهد "نال جزاء أعماله"، دون الإشارة إلى لفظ "إعدام"، وهو ما فُسر على أنه تم إعدامه بعد صدور الحكم النهائي بحقه.
وقد جاء نفي خبر الإعدام اليوم، رغم أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أدان بشدة رد فعل ألمانيا العنيف على هذا الخبر.
وفُهم من تعليقات الرئيس الإيراني بأنها تأكيد على تنفيذ الإعدام بحق شارمهد، حيث قال: "من غير المعقول أنه عندما نقوم بإعدام شخص في بلادنا، يتهموننا بعدم احترام حقوق الإنسان، بينما أولئك الذين يقتلون النساء والأطفال ويقطعون طرق الغذاء والماء، يُعتبرون بشراً؟"
وقد أثار خبر الإعدام ردود فعل غاضبة من ألمانيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة. حيث استدعت ألمانيا سفيرها من طهران بعد يوم واحد من الإعلان، وأعلنت عن إغلاق القنصليات الإيرانية لديها.
كما صرحت وزارة الخارجية الألمانية في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) يوم 29 أكتوبر قائلة: "أعلنا أشد اعتراضاتنا على إجراءات النظام الإيراني، ونحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الإجراءات".
كما وصف أبرام بيلي، نائب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، "إعدام" شارمهد بأنه "أحدث عمل شنيع في التاريخ الطويل للقمع العابر للحدود من قبل النظام الإيراني".
وأضاف بيلي على "إكس"، أن "شارمهد لم يكن يجب أن يُسجن من الأساس، وإن اختطافه ونقله إلى إيران ومحاكمته الصورية والتقارير حول تعرضه للتعذيب كانت شنيعة".
كما أدان جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، "إعدام" جمشيد شارمهد بشدة، وأعلن في 29 أكتوبر (تشرين الأول) أن "الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات رداً على هذا الفعل".
وفي المقابل، طالبت غزالة شارمهد، بتأكيد وفاة والدها، ووصفت من قاموا "بإعدامه" بأنهم "جهاديون جبناء تابعون لحكومة احتلال"، وطالبت بمعاقبتهم.
وقدمت عائلة جمشيد شارمهد مجموعة من الأسئلة في سياق مطالبتهم بتقديم أدلة تثبت صحة خبر إعدامه، حيث أعلنت الأسرة أنها "لا تريد أي بيان تعزية أو تعليقات لا تتضمن عودة والدهم فوراً (حيّاً أو ميتاً) والعقاب الشديد لقتلة النظام الإيراني".
يُذكر أن جمشيد شارمهد اختطف من قبل عناصر أمن إيرانية أثناء إقامته في فندق بدبي خلال رحلة عمل اضطرارية في فترة تفشي جائحة "كوفيد-19"، وتم نقله إلى إيران.

أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانغير عن صدور حكم الإعدام من محكمة ابتدائية بحق 3 أشخاص وُصفوا بأنهم "عناصر قاموا بتوفير المعدات" اللازمة لاغتيال العالم محسن فخري زاده، المعروف بلقب "أبو البرنامج النووي الإيراني".
وخلال مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، أوضح جهانغير أن المتهمين الثلاثة هم "جواسيس لإسرائيل" تم اعتقالهم في محافظة أذربيجان الغربية.
وأشار إلى أنهم استغلوا "غطاء تهريب المشروبات الكحولية" لنقل المعدات التي استُخدمت في عملية اغتيال فخري زاده.
وأضاف المتحدث باسم القضاء أن قضية هؤلاء الثلاثة، الذين يُعدّون جزءاً من مجموعة من 8 أشخاص تم اعتقالهم في أذربيجان الغربية، لا تزال أمامها مرحلة الاستئناف، مشيرا إلى أن "التحقيقات مستمرة مع بقية المتهمين".
ويأتي الإعلان عن هذه الأحكام وسط تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين إيران وإسرائيل، وذلك بعد 4 سنوات من اغتيال محسن فخري زاده.
كان محسن فخري زاده، رئيس منظمة الأبحاث والابتكار التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، قد تم اغتياله في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 في منطقة آبسرد بمدينة دماوند، حيث قُتل في الهجوم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جويش كرونيكل" حينها، فقد قُتل فخري زاده بـ13 طلقة بينما كان يتنقل برفقة زوجته و12 من أفراد حراسته الشخصية.
وبعد حوالي عشرة أشهر من عملية اغتيال فخري زاده، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل عن العملية، وأشارت إلى أن رئيس جهاز الموساد السابق ألمح إلى دور إسرائيل فيها.
وكشفت الصحيفة الأميركية عن استخدام سلاح رشاش ذكي يتم التحكم فيه عن بُعد من "مركز عمليات" يبعد آلاف الكيلومترات عن موقع الهجوم، موضحةً أن أجزاء هذا السلاح جرى تجميعها داخل الأراضي الإيرانية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشار، قبل عملية اغتيال فخري زاده بنحو عامين ونصف، إلى اسمه باعتباره "أبو القنبلة النووية الإيرانية"، داعياً الجميع إلى "تذكر هذا الاسم".
ورغم أن إيران اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف سلسلة اغتيالات استهدفت علماء ومسؤولين إيرانيين على مدار أكثر من عقد، إلا أن محسن فخري زاده يُعدّ أرفع شخصية نووية إيرانية تُغتال في عملية نُسبت إلى الموساد الإسرائيلي حتى الآن.