قائد الحرس الثوري الإيراني: غزة أسقطت الديمقراطيين في انتخابات أميركا



عبّرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، ماي ساتو، عن قلقها الشديد إزاء تشديد القيود على الحقوق المدنية وانتهاكات حرية التعبير وزيادة حالات الإعدام في البلاد.
جاء ذلك في مقابلة لها مع قسم الفيديو التابع للأمم المتحدة، نُشرت يوم الخميس 7 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث أكدت ساتو أن عدة جوانب تمثل مصدر قلق حقيقي لها، من بينها القيود المفروضة على حرية التعبير والتجمع، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الإعدامات.
وأوضحت ساتو، استنادًا إلى التقارير الواردة من المجتمع المدني الإيراني، أن الحقوق المدنية تتعرض لتضييق متزايد، مشيرة إلى عدة حالات تشمل "فرض قيود على المدافعين عن حقوق الإنسان، وترهيب واستهداف الصحافيين، واعتقال بعضهم بتهم مبهمة، مثل العمل ضد الأمن القومي، إضافة إلى حرمان البعض منهم من الحصول على الرعاية الطبية عقب سجنهم".
وفي حديثها الأخير، أكدت ساتو أن تزايد الإعدامات في إيران يعد أيضًا مصدرًا رئيسًا للقلق، وأشارت إلى أن عدد الإعدامات "ارتفع بشكل واضح خلال الأشهر الأخيرة"؛ حيث شهدت البلاد زيادة في تنفيذ أحكام الإعدام بحق سجناء متهمين بجرائم تتعلق بالمخدرات، فضلاً عن ازدياد إصدار أحكام إعدام بحق السجناء السياسيين في الآونة الأخيرة.
وذكّرت ساتو بأن دولاً، مثل إيران، تستند إلى المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لتبرير تنفيذ الإعدامات. ورغم أن هذه المادة تنص على قصر عقوبة الإعدام على "أخطر الجرائم"، فإن التفسير القانوني للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة يقصر هذه الجرائم على "القتل العمد".
وقد تم تعيين ماي ساتو، وهي قانونية يابانية، في يوليو (تموز) الماضي من قِبل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة كمقررة خاصة لحقوق الإنسان في إيران. وفي أول تقرير لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذّرت من تدهور وضع النساء والفتيات في إيران.
وإلى جانب ساتو، كانت هناك عدة شخصيات ومنظمات حقوقية قد نبهت سابقًا إلى تزايد القمع والضغوط الحكومية على المدافعين عن حقوق الإنسان، والنشطاء المدنيين، والمعارضين للحجاب الإجباري، والأقليات الدينية والإثنية في إيران.
وبحسب مصادر حقوقية، فقد تم إعدام ما لا يقل عن 811 شخصًا في إيران خلال عام واحد فقط (من 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 8 أكتوبر 2024)، من بينهم أربعة قُصّر كانوا متهمين بجرائم يُعاقب عليها بالإعدام.

في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، تحدث برايان هوك، المبعوث الأميركي السابق لشؤون إيران والمسؤول عن فريق انتقال السلطة في وزارة الخارجية الأميركية في إدارة ترامب، تحدث عن سياسة الحكومة الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ودور النظام الإيراني في الأزمات الإقليمية.
وقال هوك: "ترامب يدرك أن النظام الإيراني هو العامل الرئيس لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط اليوم. وفي رأيي، تعدّ المنطقة الخليجية أكثر المناطق حيوية من الناحية الاقتصادية والثقافية في العالم اليوم. هذه الأيديولوجيا الثورية والتطرف الذي يصدره النظام الإيراني يمثلان أحد العوائق أمام التقدم في هذا الطريق المثمر".
وأضاف: "عندما تقرر الولايات المتحدة السعي للتوصل إلى اتفاق مع إيران، فإن ذلك يفتح المجال للدول الأخرى لتبني خطوات مماثلة. ولكن من خلال تجربتي الشخصية، أعلم أنه عندما نعمل على ردع النظام الإيراني، فإن الدول التي تقف في الخطوط الأمامية ضد إيران ستبذل قصارى جهدها لردعها".
وأكد هوك: "الرئيس ترامب لا يهتم بتغيير النظام في إيران. مستقبل إيران يجب أن يقرره شعب إيران. لقد قلنا ذلك مرارًا خلال أربع سنوات".
وأشار أيضًا إلى ما قاله ترامب في الرياض: "سنعمل على عزل النظام الإيراني دبلوماسيًا وإضعافه اقتصاديًا بحيث لا يتمكن من تمويل جميع الأنشطة العنيفة التي تقوم بها جماعات مثل الحوثيين في اليمن، وحماس، وحزب الله، والقوات الموالية له في العراق وسوريا".
وحذر هوك من أن الجماعات الموالية للنظام الإيراني تسهم في زعزعة استقرار إسرائيل وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة.

قال برايان هوك، الممثل الأميركي لشؤون إيران في إدارة دونالد ترامب السابقة، إن ترامب يعلم أن السبب الرئيس لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط اليوم هو النظام الإيراني. وأضاف: "الرئيس ترامب ليس لديه مصلحة في تغيير نظام طهران. مستقبل إيران سيحدده الشعب الإيراني".

تعليقا على فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قال علي رضا زاكاني، عمدة طهران: "أميركا أدنى شأنا في نظر خامنئي.. وكل من يأتي للعمل في أميركا أدنى وأصغر".

في تعليقه على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كتب محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، رسالة باللغة الإنجليزية على منصة "إكس"، قال فيها: "إيران، التي أظهرت إرادتها وقدرتها على مواجهة أي اعتداء، لن تتأثر بالتهديدات".
وأضاف ظريف: "دعونا نأمل أن تلتزم الإدارة الجديدة، بقيادة دونالد ترامب وجي دي فانس، بوعدها بالوقوف أمام الحروب".
كما أكد أن الناخبين الأميركيين يريدون "إنهاء الحروب وتجنب الحروب الجديدة"، مشيرًا إلى أن هذا "درس واضح" ينبغي على الإدارة الأميركية المقبلة أن تأخذه بعين الاعتبار.