عمدة طهران: أميركا صغيرة في نظر خامنئي.. وكل من يفز برئاستها صغير



في تعليقه على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كتب محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، رسالة باللغة الإنجليزية على منصة "إكس"، قال فيها: "إيران، التي أظهرت إرادتها وقدرتها على مواجهة أي اعتداء، لن تتأثر بالتهديدات".
وأضاف ظريف: "دعونا نأمل أن تلتزم الإدارة الجديدة، بقيادة دونالد ترامب وجي دي فانس، بوعدها بالوقوف أمام الحروب".
كما أكد أن الناخبين الأميركيين يريدون "إنهاء الحروب وتجنب الحروب الجديدة"، مشيرًا إلى أن هذا "درس واضح" ينبغي على الإدارة الأميركية المقبلة أن تأخذه بعين الاعتبار.

أثار فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية موجة واسعة من ردود الفعل في إيران، تراوحت بين اللامبالاة والتعليقات الساخرة، وبين القلق من انعكاسات عودته على مستقبل العلاقات الدولية وإدارة الأزمات في المنطقة.
وفي الوقت الذي تجنّب فيه المرشد الإيراني علي خامنئي الحديث عن فوز ترامب في أول خطاب له بعد الانتخابات، أبدى عدد من المسؤولين والصحف والشخصيات السياسية مواقف أكثر وضوحًا، تناولت تأثيرات عودة ترامب من زوايا متعددة.
فمن جهة، شدد بعض المسؤولين على ثبات موقف إيران، معبّرين عن ثقتهم بقدرتها على مواجهة التحديات بغض النظر عن هوية الرئيس الأميركي، ومن جهة أخرى، حذّر بعض الإعلاميين والمحللين من تداعيات محتملة على الاقتصاد والأمن القومي، مؤكدين على ضرورة استيعاب الدروس من التجربة السابقة مع ترامب، وتجنب الأخطاء التي وقعت فيها إيران خلال فترة رئاسته الأولى.
مساء الأربعاء 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بينما كانت النتائج تشير إلى فوز ترامب، التقى بزشكيان بأعضاء من "لجنة الأمل" في إيران، وأكد أنه "لا يهمنا من سيفوز؛ لأن قوة إيران تعتمد على عزّتها وقدرتها الذاتية".
وأضاف بزشكيان: "سنسعى دائمًا لتعزيز علاقاتنا مع الدول الإسلامية والدول المجاورة"، مشيرًا إلى التزام بلاده بتعزيز الوحدة بين الدول الإسلامية.
حتى الآن، لم يصدر عن أي مسؤول إيراني رفيع المستوى أي تعليق على فوز ترامب. إذ اكتفت المتحدثة باسم الحكومة والمتحدث باسم وزارة الخارجية بتصريحات حذرة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إن عودة ترامب "لا تغيّر شيئًا"، بينما أكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن إيران "عانت من تجارب مريرة" مع الحكومات الأميركية السابقة، معتبراً الانتخابات فرصة لواشنطن لإعادة تقييم "السياسات الخاطئة" الماضية.
وفي مجلس الشورى، استخدم أحمد نادري، نائب طهران، وسم "#حاج_قاسم" في إشارة إلى اغتيال قاسم سليماني، معلقاً: "لدينا ثأر مع ترامب".
مواقف الشخصيات السياسية
علي عبد العلي زاده، رئيس الحملة الانتخابية لأحد المرشحين وأحد أصدقاء بزشكيان، صرّح بأن ترامب رجل أعمال، مما قد يتيح لإيران التعامل معه بلغة المصالح، بينما دعا عباس آخوندي، وزير النقل السابق، إلى تعزيز العلاقات مع أوروبا والصين لموازنة تأثير ترامب، مشيراً إلى إمكانية تغيير موقف طهران من الأزمة الأوكرانية.
فيما علق أحمد زيد آبادي، الصحافي الإصلاحي، في قناته على "تلغرام" قائلاً: "ترامب سياسي غير متوقع. وإن تسبّب في الفوضى بمنطقتنا.. كيف سنواجهه؟!"، مؤكداً أن إيران أمام خصم قوي.
أما صادق زيبا كلام، المحلل السياسي الإصلاحي، فسخر من التفاؤل الذي يبديه بعض المعارضين بعودة ترامب، مشيراً إلى سياساته المعادية تجاه الأقليات والمهاجرين والمسلمين.
دروس اقتصادية ومواقف الصحافة الإيرانية
صحيفة "دنياي اقتصاد"، المقرّبة من الإصلاحيين، حذرت من تكرار التجارب الاقتصادية المريرة لعام 2018، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، داعية الحكومة لتجنب الأخطاء السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الإيراني اليوم في وضع أقوى من السابق، وأن احتياطيات العملة والذهب في وضع جيد.
فيما انتقدت صحيفة "هم ميهن" التصريحات العامة التي أدلت بها المتحدثة باسم الحكومة، معتبرة أن سياسة إيران بحاجة إلى مرونة أكبر لتجنب الفشل.
وحذرت الصحيفة من تضخيم أثر عودة ترامب، مشيرة إلى أن هذا سيزيد من حالة عدم الاستقرار والاعتماد المفرط على التغييرات في السياسة الخارجية للدول الأخرى.
صحيفة "كيهان": ترامب لا يختلف عن الديمقراطيين
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، نشرت مقالة بعنوان: "الشيطان الأكبر هو أميركا، سواء كان رئيسها ترامب أو غيره"، مشيرة إلى أن فترة حكم بايدن لم تختلف كثيراً عن فترة ترامب الأولى.
وأوضحت الصحيفة أن رؤساء الولايات المتحدة -سواء الديمقراطيين أو الجمهوريين- اتخذوا مواقف عدائية تجاه طهران، مذكّرة ببعض الأحداث، مثل العملية العسكرية ضد إيران خلال إدارة الديمقراطيين، وإقرار عقوبات مؤثرة.
ورأت الصحيفة أن بعض الإصلاحيين في إيران ممن يبدون تعاطفاً مع الديمقراطيين الأميركيين، لديهم "نظرة ساذجة"، ووصفت هذا التعاطف بأنه "علاقة حب من طرف واحد"، مؤكدة أن إيران لا فرق لديها في سياستها تجاه الديمقراطيين أو الجمهوريين.
"عودة إلى مسرح الجريمة"
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، وصفت فوز ترامب بـ"العودة إلى مسرح الجريمة"، مشيرة إلى سلسلة الأحداث التي شهدتها المنطقة في فترته الأولى، ومنها اغتيال قاسم سليماني، وخروج الولايات المتحدة من الاتفاقيات الدولية.
وذكرت الصحيفة أن إيران قامت بتقديم شكوى ضد ترامب بسبب هذه التصرفات، ووصفت مواقفه الخارجية بأنها عدائية.
وأشارت الصحيفة إلى العلاقات بين ترامب وقادة أوروبا وآسيا، مع نقل تصريح للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، يقول فيه: "سنحكم على ترامب بناءً على أفعاله".
الحرس والقيادة يخشون ترامب أكثر
من جانبه قال عبد الله ناصري، المدير السابق لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، إن عودة ترامب "ستقلص من نفوذ الحرس الثوري والمرشد في المنطقة".
وأشار إلى أن هناك احتمالية كبيرة لإلغاء العملية العسكرية "الوعد الصادق 3"، مشيراً إلى أن "الحرس الثوري والقيادة الإيرانية يخشون ترامب أكثر".

أفادت بعض وسائل الإعلام أن برايان هوك، المبعوث الأميركي السابق لشؤون إيران في إدارة دونالد ترامب، سيلعب دورًا مهمًا في تشكيل حكومة الرئيس الأميركي المنتخب الجديدة. ويرى بعض المراقبين أن هذا الأمر قد يشير إلى نهج صارم من ترامب تجاه طهران.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن ثلاثة مصادر مطلعة أن هوك من المتوقع أن يقود فريق انتقال السلطة التابع لترامب في وزارة الخارجية الأميركية.
وأفادت منصة "بوليتيكو" بأن هوك سيتولى الإشراف على "برامج وزارة الخارجية" في الحكومة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب، معتمداً على خبراته السابقة في إدارة ترامب الأولى.
كما ذكرت صحيفة "غارديان" أن مسؤولية الدبلوماسيين الأميركيين في فترة انتقال السلطة قد أُوكلت إلى هوك، الذي اشتهر بتشدده في التعامل مع إيران.
وكان هوك قد حاول، حتى بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، إيجاد حل للبرنامج النووي الإيراني، إلا أنه استقال عام 2020 من منصبه كمبعوث خاص لإيران، في خطوة يمكن اعتبارها فشلًا للجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق مع طهران.
وخلال فترة ترامب السابقة بين عامي 2017 و2021، اتبعت الولايات المتحدة سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران، حيث انسحبت من الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
وكانت هذه السياسة مصحوبة بانخفاض كبير في صادرات النفط الإيرانية، وأثرت على الاقتصاد الإيراني بشكل كبير، إذ سعى ترامب حينها إلى فرض ضغوط على طهران لإجبارها على التنازل، ولعب هوك دورًا محوريًا في فرض العقوبات على إيران، مما جعله في نظر الكثيرين مسؤولًا عن انهيار الاقتصاد الإيراني والأزمة المالية في إيران.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بعد استقالته، قال هوك: "أحيانًا يكون الهدف هو المهم، وأحيانًا تكون الطريقة. فيما يخص استراتيجيتنا تجاه إيران، كلاهما مهم. نحن نسعى لاتفاق جديد مع النظام [الإيراني]، لكن في الوقت ذاته، أدت ضغوطنا إلى انهيار مالي لديهم".
واعتبر هوك أيضًا أن نهج إدارة ترامب تجاه إيران كان "ناجحًا"، وأضاف: "تقريبًا، وفق كل المعايير، فإن النظام والقوى الإرهابية التابعة له أضعف مما كانوا عليه قبل ثلاث سنوات ونصف. باتفاق أو دون اتفاق، نحن [ضد إيران] كنا ناجحين للغاية".
لكن في الوقت الحالي، ومع تزويد الميليشيات المدعومة من طهران في أنحاء المنطقة بتكنولوجيا متقدمة، وتهديدها للقوات الأميركية، وخوضها معارك مع إسرائيل، واستهدافها للملاحة الدولية، لم يعد نجاح هوك واضحًا كما يبدو.
حتى الآن، أبدى كثير ترحيبهم بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، لكن مسؤولي النظام الإيراني اتخذوا موقفًا حذرًا تجاه فوز مرشح الجمهوريين في الانتخابات، مدركين أن قدوم حكومة صارمة إلى واشنطن ستكون له تداعيات كبيرة على طهران.
جوناتان شانزر، نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أكد أن عودة ترامب إلى الساحة السياسية الأميركية تحمل رسالة واضحة لإيران: "الضغط الأقصى".
وبالإضافة إلى فرض العقوبات الشديدة والانسحاب من الاتفاق النووي، اتخذ ترامب خطوة جريئة عندما أمر باستهداف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي كان مسؤولًا عن مقتل عدد من القوات الأميركية، وضلوعه في العديد من الهجمات حول العالم.
وقد قُتل سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020 في غارة أميركية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد، ومنذ ذلك الحين، أعلنت إيران مرارًا عن نيتها استهداف ترامب ومسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية السابقة لضلوعهم في مقتل سليماني.
وفي مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال"، تناول جيسون برودسكي، مدير السياسة في منظمة "اتحاد ضد إيران النووية"، عودة هوك ضمن فريق ترامب الانتقالي، وأشار إلى أهمية "العنصر البشري" في تشكيل سياسات الإدارة الأميركية المقبلة.
وقال برودسكي إن دور هوك الحالي يشير إلى أن "إدارة ترامب القادمة ستراجع السياسة الحالية للولايات المتحدة تجاه إيران، وستعيد إحياء سياسة الضغط الأقصى التي كانت ناجحة للغاية".
ويعود تاريخ هوك في السياسة الخارجية الأميركية ليدفع العديد من المحللين المهتمين بالشأن الإيراني، مثل برودسكي، لتقييم عودته إلى الساحة السياسية بشكل إيجابي، وذلك بينما لا تزال وزارة الخارجية الأميركية تحاول احتواء الأزمة الناتجة عن إقالة روبرت مالي، المبعوث الأميركي لشؤون إيران في إدارة بايدن.
وكان تصريح مالي الأمني قد تم تعليقه في أبريل (نيسان) 2023، وتم وضعه في إجازة دون راتب.
وسبق أن أفادت منصة "بوليتيكو" في 10 مايو (أيار) أن محققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يبحثون فيما إذا كان مالي قد ارتكب أي خروقات تتعلق بالمعلومات السرية التي كانت بحوزته.
وفي المقابلة ذاتها، قال برودسكي: "برايان هوك عندما كان مبعوثًا خاصًا لإيران، قاد فريقًا قويًا ومبدعًا، وأنا سعيد لرؤية أنه سيلعب دورًا في انتقال السلطة [في أميركا]".
وذكرت "بوليتيكو" أن هوك لن يكون وحيدًا، إذ سينضم إليه شخصيات أخرى "متشددة" بجانب ترامب، من بينهم مارك بوليتا الذي سيتولى قيادة البرامج الانتقالية في وزارة العدل، وروبرت لايتيزر الذي تم ترشيحه لقيادة الفريق الاقتصادي لترامب.

بعد أشهر قليلة من انقطاعات الكهرباء الواسعة في الصيف بإيران، وجد المسؤولون أنفسهم، مع حلول فصل الخريف، في موقف يضع المواطنين أمام خيارين: "تلوث الهواء أو انقطاع الكهرباء".
ويقول المسؤولون إن سبب ذلك هو نقص إمدادات الغاز؛ حيث يتوجب عليهم إما استخدام المازوت في محطات الطاقة، ما يؤدي إلى تلوث الهواء، أو عدم استخدامه وبالتالي فرض انقطاعات كهرباء واسعة على الناس.
وأعلن الإعلام الرسمي أن رئيس الجمهورية أصدر أوامر بإيقاف استخدام المازوت في محطات الطاقة في مدن أراك، وكرج، وأصفهان.
كما كُلفت وزارة الطاقة بتعويض النقص عبر تنظيم جدول زمني لانقطاعات الكهرباء وإعلام المواطنين مسبقاً بها.
ونشرت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم حكومة مسعود بزشکیان، منشوراً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أشارت فيه إلى أن الحل الأمثل هو تبني "انقطاعات كهربائية منتظمة" بديلاً عن "إنتاج السموم" التي قد تضر بصحة المواطنين.
أما علي ربيعي، مساعد رئيس الجمهورية، فقد أشاد بقرار رئيس الجمهورية ووصفه بأنه "شجاع".
أسباب انقطاع الكهرباء
خلال الصيف، عزت السلطات الإيرانية سبب انقطاعات الكهرباء إلى زيادة استهلاك المواطنين، لكن السؤال المطروح الآن هو: لماذا تستمر هذه الانقطاعات مع حلول الشتاء؟
إن 80 في المائة من إنتاج الكهرباء في إيران يعتمد على محطات الطاقة الحرارية التي تعتمد بدورها بشكل رئيسي على الغاز.
وقد تكرر حدوث انقطاعات واسعة في شتاء عام 2022 بسبب عجز شبكة الإنتاج والنقل عن تأمين الغاز لمحطات الطاقة.
وتحدث نرسي قربان، خبير في مجال الطاقة، في 26 أغسطس (آب) 2024 لوكالة "إيسنا" عن هذه المشكلة، مؤكداً أن حل أزمة الغاز يتطلب تطوير التعاون الدولي.
وقال إن حل الأزمة يحتاج إلى استثمارات في قطاع النفط والغاز بقيمة 250 مليار دولار، وقد أُشير إلى هذا الأمر في الحكومة السابقة، لكن لم يتحقق حتى الآن.
تضرر القطاع الصناعي في الصيف والشتاء
في الصيف، اضطرت إيران إلى قطع التيار الكهربائي عن المنشآت الصناعية لضمان توفره للمنازل، ما أدى إلى أضرار كبيرة للصناعات.
وفي أغسطس (آب) 2024، صرّح منصور عليمرداني، ممثل مدينة أبهر، بأن "الانقطاعات المتكررة للكهرباء ألحقت بالصناعيين خسائر فادحة".
كما قال سامان فيروزي، المدير التنفيذي لشركة "كرمان موتور"، إن "الانقطاعات المستمرة أثرت سلباً على خطوط إنتاج السيارات، ما تسبب في تعطل العملية الإنتاجية".
وفي سبتمبر (أيلول) 2024، صرّح صابر برنيان، المدير العام للصناعة والتجارة في أذربيجان الغربية، بأن الانقطاعات المتكررة للكهرباء أدت إلى زيادة أسعار المنتجات الصناعية.
وأضاف أن "سعر كيس الإسمنت ارتفع من 80 ألف تومان إلى 120 ألف تومان، وفي السوق وصل إلى 170 ألف تومان".
ومع حلول الشتاء، تحتاج محطات الطاقة إلى الغاز لتشغيلها، لكن ليس فقط محطات الطاقة من تستهلك الغاز، بل تعتمد العديد من الصناعات على الغاز لمواصلة عملها.
ومع عجز الحكومة الإيرانية عن توفير الغاز الكافي لمحطات الطاقة، تواجه الصناعات هي الأخرى نقصاً في الغاز.
وفي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، قبل إصدار قرار رئيس الجمهورية بوقف استخدام المازوت في المحطات، قال أمين جمعية صناعة الإسمنت إن قطاع الصناعة كان يحاول العودة إلى قدرته الإنتاجية بعد انقطاع الكهرباء في الصيف، لكنه تعرض منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى قيود على الغاز أبكر من المعتاد في السنوات السابقة.
كما تحدث عن تقييد توفير المازوت، وأشار إلى أن هناك تحديات في توفير الوقود بانتظام.
رفض تركمانستان تصدير الغاز
مع بداية فصل الشتاء وعدم قدرة الحكومة على توفير الغاز لمحطات الطاقة، أشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن رئيس الجمهورية مسعود بزشکیان قال إن "تركمانستان ترفض توقيع عقود تصدير غاز جديدة مع طهران بحجة عدم تسديد الأخيرة للمدفوعات".
وتعتمد إيران على الغاز المستورد من تركمانستان، خصوصاً في فصل الشتاء لتلبية احتياجات المناطق الشمالية والشمالية الشرقية.
وأضاف رئيس الحكومة قائلاً: "نحن كمسؤولين حكوميين نفترض أن الدول الأجنبية تتصرف مثلنا، كأن نتعاقد مع مقاول ونؤجل دفع مستحقاته لمدة عامين".
وفي عهد الرئيس حسن روحاني، تكررت حالات قطع الغاز من تركمانستان، مما أدى إلى مشكلات في مناطق عدة في فصول الشتاء الباردة.
وفي خريف 2024، تواجه إيران أزمة في البنية التحتية المتهالكة لإنتاج ونقل الطاقة من كهرباء وغاز، وتفتقر إلى الموارد المالية اللازمة لاستيراد الغاز.
وبينما تتعاظم هذه التحديات، يصف ممثلو الحكومة مثل مهاجراني وعلي ربيعي قرار بزشکیان بشأن اعتماد خطة انقطاع الكهرباء كوسيلة للحد من تلوث الهواء بأنه "شجاع".
كما تشيد وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة بشفافية الإعلان عن الجدول الزمني لانقطاعات الكهرباء المخطط لها.

قال مستشار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الفتاح أهوازيان، إن "بركة دماء هنية كانت مفيدة لنا وأخذت العالم الإسلامي في اتجاه آخر، وفي فيتنام وبعض الدول الأخرى أعلنت مجموعات عن وجودها لدعم جبهة المقاومة".