بسبب عدم تحويل عائدات النفط في إيران.. تأخر الإعانة النقدية لشهر نوفمبر



تسبب عدم توفر الموارد المالية اللازمة في تأخر صرف إعانات شهر نوفمبر (تشرين الثاني) لما يقرب من 51 مليون شخص في إيران، وفقاً لما أكدته منظمة إدارة الإعانات التابعة لمنظمة التخطيط والموازنة.
وأوضحت المنظمة، في بيان صدر صباح اليوم الخميس 21 نوفمبر، أن الإعانات لم تُصرف للفئات المستهدفة (الفئات من الرابع إلى التاسع) في موعدها المعتاد (30 من كل شهر)، بسبب عدم توفر التمويل اللازم. وأكدت المنظمة أنه "لم يتم حذف إعانة أي شخص"، وأنها ستُعلن موعد الدفع لاحقاً.
وذكرت وكالة "تسنيم" أن السبب يعود إلى أن الإيرادات النفطية وعائدات التكرير لم تُحول بعد إلى الخزانة الحكومية. ويأتي هذا في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعانيها إيران نتيجة العقوبات الدولية وعدم قدرتها على بيع النفط بشكل طبيعي، ما أدى إلى عجز مالي كبير يصفه النظام بـ"عدم التوازن".
وتُقدر الإعانات المقررة للفئات من الرابع إلى التاسع بـ300 ألف تومان للفرد، مما يتطلب ميزانية شهرية تبلغ 16 ألف مليار تومان. أما الفئات الثلاث الأولى (الأشد فقراً)، والتي تشمل نحو 28 مليون شخص، فتحصل على إعانة شهرية بقيمة 400 ألف تومان.
ويمثل العجز في تمويل الإعانات النقدية أحد التحديات الرئيسة، التي واجهتها الحكومة الإيرانية خلال العامين الماضيين. وقد ألزمت موازنة عام 1403 الإيراني (2024-2025) منظمة إدارة الإعانات بالتعاون مع وزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي بحذف إعانات الأسر "غير المؤهلة"، مثل الأسر ذات الدخل المرتفع، أو المقيمين خارج البلاد، أو الذين يسافرون للخارج خمس مرات سنوياً.
ومن جانبه، صرح وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي، أحمد ميدري، يوم أمس الأربعاء، بأن حذف الأغنياء من قوائم الإعانات سيتم "تدريجياً وبناءً على الظروف الاجتماعية"، لكنه أشار إلى أنه لا توجد خطط حالياً لزيادة مبالغ الإعانات للفئات الأكثر احتياجاً.

أميرحسين مرادي، وعلي يونسي، وهما طالبان من النخبة مسجونان في إيران، دعوا زملاءهما الطلاب للانضمام إلى حملة "لا للإعدام" في البلاد. وكان الطالبان قد أعلنا في وقت سابق دخولهما في إضراب عن الطعام احتجاجاً على موجة الإعدامات المتزايدة.

قال وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي،: "في غضون 10 إلى 15 يومًا، أجرينا أكثر من 1500 عملية جراحية لـ 500 مصاب من أعضاء حزب الله اللبناني جراء انفجار أجهزة البيجر". وأضاف: "بعض المصابين احتاجوا لإجراء عمليتين أو ثلاث لعيونهم، بينما احتاج آخرون لعمليات لكل من عيونهم وأيديهم".

أكد دبلوماسيان بارزان من إسرائيل والولايات المتحدة في الأمم المتحدة، في حديث مع مراسلة "إيران إنترناشيونال" في نيويورك، مريم رحمتي، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % و60 % يشكل مصدر قلق كبيراً.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، يوم الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن زيادة مخزون إيران من اليورانيوم: "أعتقد أن المجتمع الدولي بأسره يجب أن يشعر بقلق بالغ إزاء هذه النتائج. إنها تعكس مساعي النظام الإيراني للوصول إلى قدرات نووية، ويجب على العالم أن يتحرك لمنع ذلك".
وأضاف: "مسؤولية منع إيران من الحصول على سلاح نووي لا تقع على عاتق إسرائيل وحدها، بل إن جميع الديمقراطيات الغربية تتحمل مسؤولية منع طهران من تحقيق قدرات نووية. لقد شهدنا رغبتهم في تدمير إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ، ويمكنهم فعل الشيء نفسه مع دول أخرى أيضاً".
كما توقع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة أن تُمارس إدارة ترامب الجديدة مزيداً من الضغط على برنامج إيران النووي، قائلاً: "نتوقع أن تزداد هذه الضغوط، ليس فقط من الولايات المتحدة، ولكن أيضاً من الدول الأوروبية".
وشددت الولايات المتحدة مراراً على أنها لن تسمح للنظام الإيراني بالوصول إلى سلاح نووي. وفي السياق ذاته، قدمت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدين أنشطة إيران النووية ويدعو المدير العام للوكالة إلى تقديم تقرير شامل بهذا الشأن.
وقد يمثل هذا الإجراء خطوة مهمة نحو إعادة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي، مما يمهد الطريق أمام الدول الغربية لتفعيل آلية الزناد، وإذا حدث ذلك، فستُعاد فرض جميع العقوبات الأممية المعلقة حالياً.
ويُذكر أن الدول الغربية لديها مهلة حتى أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل لتفعيل آلية الزناد.
من جانبه، أعرب نائب السفير الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، عن قلقه إزاء التقارير الأخيرة بشأن زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، قائلاً لـ "إيران إنترناشيونال": "لطالما كانت لدينا مخاوف بشأن تخصيب إيران لليورانيوم حتى مستوى 60 %. نحن قلقون للغاية حيال هذا الأمر".
ولم يوضح وود ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم مشروع القرار، الذي قدمته ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، لكنه قال: "أعلم أن مجلس محافظي الوكالة سيتناول هذه القضية، ونحن نراجع تقرير المدير العام للوكالة. وكما قلنا على مدى سنوات، تظل هذه القضية إحدى مخاوفنا الرئيسة".
وأشار تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى مقترح قدمته إيران لوقف صدور القرار. ووفقاً للتقرير، فقد اقترحت طهران عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والإبقاء عليه عند مستواه الحالي.
وأفاد التقرير بأن إيران تمتلك حالياً 182.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 %، وهو ما يُعد، وفقاً لمعايير الوكالة، كافياً نظرياً لتصنيع أربع قنابل نووية.
ورغم ذلك، يبدو أن هذا المقترح الإيراني لن يمنع اعتماد مشروع القرار الأوروبي.
ومن جهة أخرى، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، في مقابلة خاصة مع مراسل "إيران إنترناشيونال" في برلين، أحمد صمدي، قائلاً: "زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران لم تغيّر تقييماتنا".
وصرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي التقى رافائيل غروسي في طهران، الأسبوع الماضي، أمس الأربعاء 20 نوفمبر، قائلاً: "إن إصدار قرار في مجلس محافظي الوكالة سيعرقل التعاون بين إيران والوكالة".
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، في اليوم ذاته: "لقد أعلنا سابقاً بشكل واضح أنه في حال اعتماد قرار ضدنا، سيكون ردنا حاسماً وفورياً، والوكالة الإيرانية للطاقة الذرية مستعدة لتنفيذ القرار المتخذ في نفس لحظة اعتماده".
وأضاف: "السياسة المفضلة لإيران هي التعاون مع الوكالة. زيارة السيد غروسي تمت في أجواء إيجابية وبنّاءة، ولم يعد إلى فيينا خالي الوفاض".
وانتقد غريب آبادي الدول الأوروبية الثلاث قائلاً: "رغم تأكيد المدير العام للوكالة ضرورة عدم تقويض هذا التعاون، ومحاولاته المتكررة لإقناع الدول الثلاث بالعدول عن المواجهة، فإن هذه الدول اختارت مساراً آخر، متجاهلة دور الأمانة العامة للوكالة، متقمصة دور المدعي".

قال علي محموديان، رئيس اتحاد الوقود البديل، إن 10 ملايين لتر من البنزين تُهرب يوميًا من إيران، مشيرا إلى وجود فجوة تبلغ 25 مليون لتر بين إنتاج واستهلاك البنزين.
وأوضح محموديان، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن الاستهلاك اليومي للبنزين في إيران يبلغ حاليًا 135 مليون لتر، بينما الإنتاج يصل إلى 110 ملايين لتر. وأشار إلى أن استهلاك البنزين شهد زيادة سنوية بنسبة 8 في المائة على مدار الخمسين عامًا الماضية.
وأضاف: "إذا استمر هذا الاتجاه، سيصل الاستهلاك اليومي بحلول عام 2028 إلى 250 مليون لتر".
وجاءت تصريحات محموديان بعد أن أشار ناصر عاشوري، الأمين العام لجمعية أصحاب العمل في صناعة التكرير، يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إلى أن متوسط استهلاك البنزين اليومي يبلغ 112 مليون لتر، في حين أن الإنتاج يتراوح بين 98 و104 ملايين لتر، ما يعني وجود نقص يتراوح بين 8 إلى 14 مليون لتر يوميًا.
وخلال المؤتمر نفسه، قال محموديان إن 10 ملايين لتر من البنزين و8 ملايين لتر من الديزل تُهرب يوميًا.
والرقم الذي أعلنه محموديان يعادل نصف أقل تقديرات سابقة. وكان موسى غني نژاد، الخبير الاقتصادي، قد قدر سابقًا كميات التهريب اليومية بين 20 إلى 50 مليون لتر.
وعلى مدار السنوات الماضية، كان الرقم السائد بشأن تهريب البنزين في إيران هو 20 مليون لتر يوميًا. ومع ذلك، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال موسى غني نژاد إن الكمية المهربة تتراوح بين 20 و50 مليون لتر يوميًا. وفقًا لتقديراته، من أصل 120 مليون لتر تُوزع يوميًا في البلاد، يتم استهلاك 70 مليون لتر فقط، بينما يُهرب الباقي.
وأدى تضارب الأرقام والتصريحات المتباينة حول استهلاك وتهريب الوقود إلى تكهنات بزيادة وشيكة في أسعار البنزين، خاصة مع اقتراب موعد تقديم ميزانية 2025.
في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، نفى نواب البرلمان ومسؤولون مقربون من حكومة مسعود پزشکیان وجود خطط لزيادة أسعار البنزين. لكن علي ربيعي، المستشار الاجتماعي للحكومة، صرح يوم 14 نوفمبر، بأن "اتخاذ قرار بشأن مسألة البنزين أمر لا مفر منه".
وأضاف: "عندما لا يتم التعامل مع قضية البنزين بشكل صحيح، تتحول إلى أزمة اجتماعية كبرى". كما قالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إن "المناقشات الفنية حول أسعار الطاقة جارية، وإن الحكومة تسعى لتهيئة الرأي العام لاتخاذ قرارات محتملة بشأن أسعار البنزين".