برلماني إيراني: علينا أن نزيل قيود التخصيب في أسرع وقت ممكن



صرح وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني، حسين سيمائي صرّاف، بأن هناك أخطاء كثيرة في ملفات الطلاب الموقوفين، وأنّ 25 % من أساتذة الجامعات في البلاد قد هاجروا، بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية، واصفًا هذا المستوى من هجرة الأكاديميين بأنه "مثير للقلق".
وخلال اجتماع مع مسؤولي "الباسيج الطلابي" (يستهدف نشر مبادئ الثورة الإيرانية والدفاع عنها في المؤسسات التعليمية)، أشار سيمائي صرّاف إلى إعادة النظر في ملفات الطلاب الموقوفين على خلفية الاحتجاجات وحراك "المرأة، الحياة، الحرية"، واعترف بوجود أخطاء كبيرة في الملفات المتعلّقة بهؤلاء الطلاب.
وأكد أن الخبراء القانونيين الذين راجعوا ملفات الطلاب هم الخبراء أنفسهم الذين كانوا في الحكومة السابقة ولم يتم تغييرهم، مشيرًا إلى أن "150 طالبًا موقوفًا شملتهم إعادة المراجعة". وأضاف: "إذا كان هناك خطأ، يجب أن نصحّحه".
وكان الوزير قد صرّح سابقًا، في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأنه لا توجد أي قضية قانونية ضد الطلاب تتعلق بحراك عام 2022، وأعلن عودة جميع الطلاب إلى صفوفهم الدراسية، وإلغاء جميع الأحكام التأديبية الصادرة في هذا السياق. إلا أن صحيفة "هم ميهن" نفت كلامه، وأكدت أن الطلاب الموقوفين لم يعودوا إلى جامعاتهم.
هجرة واسعة بين الأكاديميين
وتحدث سيمائي صرّاف إلى وكالة "مهر" الإيرانية عن استمرار هجرة الأكاديميين، وأعرب عن قلقه من أنّ من يحلّ مكانهم قد يكونون أقل كفاءة علميًا. وعزا سبب الهجرة المرتفعة بين الأساتذة الجامعيين إلى "الوضع الاقتصادي"، مشيرًا إلى أن رواتب الأساتذة خارج البلاد تتراوح بين أربعة وسبعة آلاف دولار، بينما في إيران بالكاد تصل إلى ألف دولار.
وفي سياق متصل، قال رئيس قسم علم الاجتماع السياسي في جمعية علماء الاجتماع الإيرانيين، أحمد بخارائي، في 21 سبتمبر (أيلول) 2023: "لا أريد استخدام كلمة هجرة، بل الأفضل أن نقول فرار". وأضاف: "ما يهمّ هنا ليس جاذبية المهجر، بل النفور من البلد".

أشار مولوي عبدالحميد، إلى تصريحات أحد رؤساء إيران السابقين بشأن التعامل بالقنابل والصواريخ مع "مثيري الفوضى في الإقليم"، وأضاف عبدالحميد أن "الأمن في الإقليم تدهور بعد زيارته". وأكد عبدالحميد أن "لا شيء يحقق الأمن مثل تطبيق العدالة والإنصاف".

أشار الرئيس الإيراني مسعود پزشکیان إلى ظاهرة هجرة العقول الإيرانية إلى الخارج، وحاجة البلاد إليهم، قائلا: "علينا العمل على تخريج طلاب لا يكونون مستعدين لترك وطنهم والهجرة إلى الخارج حتى لو تعرضوا للضرب".

تسبب تعنت التيار المتشدد في إيران، الذي يملك نفوذًا كبيرًا في قرارات رفع القيود عن الإنترنت، في حالة من عدم اليقين لدى المواطنين بشأن موعد انتهاء الحاجة لاستخدام برامج تجاوز الحجب، والذين اتهموا الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بـ"العجز أمام المتشددين".
وعلى الرغم من مرور ما يقارب أربعة أشهر على تولي الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، منصبه، وتعهداته برفع القيود، فإنه لم يتم الإعلان عن أي قرارات في هذا الصدد حتى الآن، رغم المفاوضات المستمرة بين السياسيين والجهات الحكومية خلف الأبواب المغلقة.
وذكر موقع "خبر أونلاين"، المقرب من السياسي المعتدل علي لاريجاني، أن الرئيس بزشكيان لم يتمكن حتى الآن من تجاوز مقاومة المتشددين، ولا تزال المواجهة محتدمة داخل المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني بين المؤيدين والمعارضين لرفع الحجب.
واتهم الموقع المتحدث باسم المجلس، المتشدد حسين دليريان، بلعب دور رئيس في التعتيم على المناقشات والإجراءات داخل المجلس. كما أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن دليريان، الذي عُيّن في عهد الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، يرفض التعليق على تفاصيل الاجتماعات أو القرارات المتخذة.
وأفاد الموقع بأن مصادر حكومية أكدت تجاهل أعضاء المجلس، الذين يصرون على استمرار الحجب، أمر الرئيس بزشكيان بتشكيل لجنة لدراسة القضية.
وسيمثل رفع الحجب انفراجة كبيرة للعديد من الإيرانيين، الذين يعانون القيود المفروضة على مواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ويستخدم أكثر من 80 في المائة من الإيرانيين برامج تجاوز الحجب؛ للوصول إلى هذه المنصات.
وقد يسهم هذا القرار في تعزيز ثقة بزشكيان بنفسه وإظهار حكومته بمظهر القادرة على تلبية تطلعات المواطنين، في ظل تزايد الاستياء الشعبي واعتباره عاجزًا أمام المتشددين، خصوصًا مع الأزمات الاقتصادية والأمنية التي تعصف بالبلاد.
وأشار السياسي والصحافي المحافظ، محمد مهاجري، إلى أن حجب الإنترنت والحجاب الإلزامي هما أبرز قضيتين ينتظر الناخبون حلهما. ودعا بزشكيان هذا الأسبوع إلى إصدار تعليماته لوزير الاتصالات لإنهاء الحجب، محذرًا من تعميق الإحباط الشعبي.
وأكد مهاجري أن "هذا ليس تضخمًا أو أزمة سيولة أو عقوبات حتى يكون الحل صعبًا".
لكن القرار النهائي بشأن الحجب بيد مجلس الفضاء الإلكتروني، الذي يترأسه بزشكيان، ويضم وزراء الاتصالات والمخابرات والثقافة والتكنولوجيا والدفاع، إلى جانب شخصيات مؤثرة أخرى.
ورغم إعلان بزشكيان الاتفاق مع رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجه إي، بشأن رفع القيود، فلم تقدم أي تفاصيل إضافية.

صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في كلمة له بموقع دفن "الخميني"، قائلاً: " نواجه نقصًا في الكهرباء والمياه والغاز والبيئة والأموال، وبعض هذه الموارد تقف على حافة الهاوية". وأضاف: "علينا أن نتمكن من حل مشكلات الشعب، وليس أمامنا خيار سوى العمل بطريقة الباسيج".