ممثل المرشد الإيراني: حل المشاكل الاقتصادية يكمن في مراوغة العدو وليس مصافحته



أعلن مساعد التنسيق والمتابعة في مكتب الرئيس الإيراني، مجيد فراهاني، أن الحجب الحالي للإنترنت سيُزال تدريجيًا على ثلاث مراحل بحلول نهاية عام 2025 ميلادي.
وجاء هذا الإعلان في سياق وعود انتخابية كان قد أطلقها الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لكن بعد الفوز في الانتخابات دعا المسؤولون الحكوميون المواطنين إلى التحلي بالصبر لتحقيق هذا الوعد.
وفي الكلمة، التي ألقاها خلال المؤتمر الثامن لحزب "نداء الإيرانيين"، الذي يترأس مجلسه المركزي، أشار فراهاني إلى أن حكومة بزشكيان نجحت في إزالة "شبح الحرب" عن البلاد منذ توليها السلطة.
وأكد أن حزب "نداء الإيرانيين" واجه بشجاعة زيادة الحجب، وقمع الأساتذة الجامعيين، والممارسات الأمنية غير اللائقة ضد المواطنين.
وكان رفع الحجب من الوعود الرئيسة، التي قدمها بزشكيان في حملته الانتخابية للرئاسة عام 2024؛ حيث صرّح آنذاك: "سأضع عنقي على المحك لحل مشكلة الحجب". لكن بعد نحو خمسة أشهر من فوزه، أرجع مسؤولو حكومته عدم رفع الحجب إلى معارضة أطراف خارج الحكومة.
وكان عضو البرلمان الإيراني، جواد نيكبين، قد صرّح في 15 أغسطس (آب) 2024، بأن بزشكيان بصفته رئيس مجلس الفضاء السيبراني يمتلك السلطة القانونية لرفع الحجب، مشيرًا إلى أن القرار النهائي بشأن هذا الأمر يقع على عاتق الحكومة.
ومع ذلك، وخلال أول حضور له في اجتماع المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، لم يُعطِ بزشكيان أولوية لرفع الحجب، بل شدّد على تنفيذ السياسات، التي أقرها المرشد الإيراني، علي خامنئي، في مجال الفضاء السيبراني، وأمر بالتصدي بجدية لانتشار برامج كسر الحجب.
وفي 14 أكتوبر 2024، أوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في إجابة عن سؤال حول رفع الحجب: "لا يمكننا إجراء تغييرات فجائية. عملية مراجعة الحجب قيد المتابعة، نرجو منكم الصبر".
وفي تقرير لصحيفة "فرهيختكان"، الصادرة عن الجامعة الحرة الإسلامية والتي تُعتبر قريبة من التيار المحافظ، نُشر في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، كشفت الصحيفة عن وجود "اتفاق في وجهات النظر" بين رؤساء السلطات الثلاث بشأن تغيير سياسة الحجب الحالية، مع اقتراح استبدال الحجب بـ"التقييد الذكي" كحل بديل.

قال ممثل خامنئي في محافظة البرز، شمالي إيران، محمد مهدي حسيني همداني: "النظام الإيراني هو النظام الديمقراطي الوحيد في العالم". وأضاف: "حتى أميركا وفرنسا لم يُكتب دستورهما بواسطة ممثلين منتخبين مباشرة من الشعب، ولم يطرحوا هذه الدساتير للاستفتاء الشعبي بعد ذلك."

صرّح عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني، محمد رضا صباغيان: "اليوم، الحل الأفضل هو نقل العاصمة من طهران". وأوضح: "لقد أصبحت طهران مدينة تعاني من التلوث والازدحام المروري والمشاكل الاجتماعية، وكان يجب نقل العاصمة منذ سنوات."

قال المرجع الشيعي البارز، عبد الله جوادي آملي، خلال لقائه مع وزير الخارجية عباس عراقجي: "إذا جلتَ في أنحاء أميركا فلن تجد أثراً تاريخياً واحداً، بينما في أي مكان تخطو فيه في #إيران تجد آثاراً فنية وتاريخية". وأضاف: "لا ينبغي التعامل مع إيران بطريقة مسيئة".

أصدر مجلس تنسيق نقابات المعلمين في إيران بيانًا، حول تزايد حالات الانتحار بين الطلاب، مشيرًا إلى أنها نتيجة مباشرة لـ"السياسات الفاشلة، والضغوط الناتجة عن النظام التعليمي، والأزمات الاقتصادية، والضغوط الأيديولوجية، وغياب الدعم والرعاية، والضغط النفسي المفروض على الطلاب".
وأشار المجلس، في البيان الذي صدر اليوم الجمعة 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى حادثة انتحار الطالبة سوغند زمانبور، البالغة من العمر 16 عامًا في مسجد سليمان، معتبرًا أن هذه الواقعة ليست حادثة فردية، بل هي جزء من "سلسلة مروعة" تركت جرحًا عميقًا في النظام التعليمي.
وأكد المجلس أن النظام التعليمي الإيراني لا يهتم بالاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلاب، موضحًا أن المدارس أصبحت أدوات لنقل أيديولوجيات مفروضة تُجرد الطلاب من هويتهم وحياتهم.
وأشار البيان أيضًا إلى أن الضغوط الناجمة عن التعليم غير العادل، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، والبيئة القمعية، حولت المدارس إلى أماكن تعزز الأذى النفسي، مؤكدًا أن فرض القيم والأيديولوجيات الخاصة يزيد من حدة هذه الأزمة.
وأوضح المجلس أن المسؤولين بدلاً من إصلاح البنية التحتية وخلق بيئة آمنة للنمو الفكري والنفسي للمراهقين، يفرضون تعليمات غير ضرورية ومعتقدات قسرية، مما يدفعهم نحو طريق مسدود نفسيًا واجتماعيًا.
ودعا المجلس، في ختام البيان، المؤسسات التعليمية إلى تحمل مسؤولياتها عن هذه الأزمات، وسأل: "هل أنتم مستعدون لتحمل مسؤولية كل روح فُقدت في المدارس، وهم كانوا مستقبل هذا الوطن؟".
وأُبلغ عن العديد من حالات انتحار الطلاب؛ بسبب سوء معاملة مديري المدارس، خلال الأسابيع الماضية. ففي 23 نوفمبر الجاري قالت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، زهرا بهروز آذر: "إن انتحار طالبتين مؤخرًا أمر مقلق جدًا"، وأضافت: "إن حالتين فقط بالنسبة لنا عدد كبير وغير مقبول".
وفي وقت سابق من هذا العام، أكد وزير التعليم الإيراني، علي رضا كاظمي، أن أولويات الوزارة تركز على إقامة الصلاة والأنشطة الدينية، كما أعلن نائب الوزير للشؤون التربوية والثقافية، محمد حسين بورثاني، في مايو (أيار) الماضي، أن 16 مشروعًا لتعزيز "العفاف والحجاب" قيد التنفيذ في المدارس.
وقد انتشرت مقاطع فيديو تظهر طالبات في مدرسة كمال دهقان بمدينة "كرج"، وهن يحتججن ضد مديرة المدرسة؛ بسبب إلزامهن بالحجاب الإجباري، وخلعن غطاء الرأس أثناء تجمعهن في فناء المدرسة، وذلك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.