مسؤول إيراني: انقطاع الكهرباء ونقص الغاز دليل على تسارع تطوير البلاد



أكد قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، أن المعارضين السوريين أعادوا مشروع النظام الإيراني في المنطقة 40 عامًا إلى الوراء، بعد ما أسقطوا نظام بشار الأسد.
وقال الشرع، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، نُشرت اليوم الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول): "إن سوريا في عهد الأسد تحولت إلى منصة لإيران للسيطرة على العواصم العربية الرئيسة، وتوسيع الحروب، وزعزعة استقرار الدول الخليجية عبر ترويج المخدرات، مثل الكبتاغون".
وأضاف الشرع: "خدمنا مصالح المنطقة، من خلال إزاحتنا للمقاتلين الإيرانيين وإغلاق طرق نفوذ طهران في سوريا، وما عجزت الدبلوماسية والضغط الخارجي عن تحقيقه، حققناه بأقل الخسائر".
الثورة في سوريا انتهت بسقوط الأسد
وأضاف قائد "جبهة تحرير الشام"، في مقابلته، أن الثورة في سوريا انتهت مع سقوط حكم الأسد، وأن الجهود الآن تتركز على "تشكيل حكومة" جديدة في البلاد.
وقال الشرع: "لن نسمح لهذه (الثورة) بالامتداد إلى مكان آخر. سوريا لن تكون منصة لتهديد أو زعزعة استقرار الدول العربية أو الدول الخليجية".
وأشار إلى أن "سوريا مُنهَكة من الحروب واستخدامها لأهداف الآخرين، نحن نريد استعادة الثقة وإعادة بناء بلدنا كجزء من العالم العربي".
والجدير بالذكر أن المعارضين المسلحين، قد تمكنوا في عملية مفاجئة استمرت 11 يومًا، بدأت من إدلب وحلب، من الوصول إلى العاصمة السورية دمشق، يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مما أنهى حكم أسرة الأسد، الذي استمر خمسين عامًا.
ويرى المراقبون أن التطورات الأخيرة في سوريا تعد ضربة لنفوذ النظام الإيراني في المنطقة، ويعتقدون أن سقوط نظام الأسد سيغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن، يوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أن روسيا سحبت 4000 من القوات الإيرانية من سوريا إثر هذه التطورات.
ومن جانبه، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، في وقت سابق من هذا الشهر، سقوط الأسد بأنه "نتيجة لخطة أميركية- إسرائيلية مشتركة"، مؤكدًا أن سوريا ستُستعاد من المعارضين.
والجدير بالذكر أن الحرب الأهلية السورية، التي بدأت عام 2011 مع مظاهرات سلمية ضد حكومة الأسد، قد أسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد 6 ملايين آخرين.
وقد أسهم دخول تنظيم داعش من جهة، والقوات الداعمة للأسد، مثل الحرس الثوري الإيراني وروسيا وحزب الله من جهة أخرى، في تدمير الاقتصاد السوري وتخريب بنيته التحتية.
الشرع: لا نسعى للهيمنة على لبنان
وفي المقابلة نفسها، أكد قائد "جبهة تحرير الشام" أن هناك الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها في سوريا، وأن المعارضة لا تسعى "لأي نوع من الهيمنة على لبنان".
وأضاف: "نحن نرغب في إقامة علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، دون التدخل في الشؤون الداخلية للبنان".
يشار إلى أنه خلال حكم الأسد، كان النظام الإيراني يستخدم الأراضي السورية لإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى حزب الله اللبناني.
واعترف نعيم قاسم، الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني، يوم 14 ديسمبر الجاري، عبر خطاب تلفزيوني، بأن الحزب فقد "مسار إمداداته العسكرية عبر سوريا"، بعد سقوط بشار الأسد.
كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل لن تسمح لسوريا بالتحول مجددًا إلى مكان لإمداد حزب الله بالأسلحة.
لن أفرض آرائي على الشعب السوري
وفي مقابلته مع صحيفة "الشرق الأوسط"، اعترف الشرع بوجود اختلافات في الرأي حول مستقبل سوريا والدستور القادم للبلاد، لكنه قال إنه لا ينوي فرض آرائه الشخصية على الشعب السوري. وأضاف أن "سوريا دولة متنوعة، ووجود اختلافات في الآراء أمر طبيعي". وقال: "إن الخبراء القانونيين يمكنهم تشكيل العلاقات بين المواطنين بناءً على القانون".
كما أكد الشرع، في المقابلة، ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال حكم الأسد، مؤكدًا أن التركيز يجب أن يكون على تحقيق العدالة، وليس الانتقام. وتذكر الشرع: "لقد قاتلنا ضد مجموعة ارتكبت جرائم مثل الاعتقال، والإخفاء القسري، والقتل، والتشريد، والجوع، والهجمات الكيماوية، والتعذيب".
وأشار قائد "جبهة تحرير الشام" إلى أن هوية الجناة في حكومة الأسد معروفة وستتم ملاحقتهم قضائيًا. كما أعلن استحداث وزارة جديدة ستتولى مهمة مساعدة عائلات المفقودين في سوريا لمعرفة مصير أحبائهم.
تجدر الإشارة إلى أن مئات المواطنين السوريين خرجوا في مظاهرة وسط دمشق، صباح اليوم الجمعة 20 ديسمبر، مطالبين بإقامة الديمقراطية وضمان حقوق النساء في البلاد. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات مثل "نريد ديمقراطية، لا حكومة دينية"، و"سوريا
حرة ومدنية"، و"شعب سوريا واحد".
وكان الأسد خلال حكمه لسوريا متهمًا بانتهاك حقوق الإنسان، وقمع المتظاهرين، والتعذيب، والإخفاء القسري. وبعد سقوط نظامه، فُتح باب السجن العسكري سيئ السمعة في صيدنايا قرب دمشق، حيث هرع آلاف الأسر للبحث عن ذويهم.
كما يطالب الناجون من الهجوم الكيماوي على دوما في ضواحي دمشق، بعد ست سنوات من الصمت، بتحقيق العدالة.

انتقد المحافظون في إيران بشدة، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان؛ بسبب وقوفه أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واضعًا يده على صدره، في حين اعتبر مؤيدوه أن زيارته إلى مصر كانت مؤشرًا على فتح جديد في السياسة الخارجية، وطالبوا باتخاذ إجراءات ضد منتقدي تصرفات بزشكيان.
وكتب عضو البرلمان الإيراني عن طهران، حميد رسائي، أن بزشكيان رحب بأردوغان، مبتسمًا وواضعًا يده على صدره، بينما بدا الرئيس التركي عابسًا وجادًا. وأشار إلى بعض الكتابات في وسائل الإعلام التركية التي تقول إن "بزشكيان فهم من هو الزعيم الحقيقي للعالم الإسلامي"، وأضاف: "سلوك بزشكيان غير المدروس له ثمن كبير".
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة مسعود بزشكيان، وهو يحيي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة "دي-8" بالقاهرة، واضعًا يده على صدره. وذكرت وسائل الإعلام المقربة من المحافظين أن الرئيس التركي عبر في وقت سابق أمام بزشكيان، خلال قمة "بريكس" بروسيا، حيث صافح رؤساء دول آخرين، لكنه تجنب مصافحة الرئيس الإيراني.
وأشار رسائي أيضًا إلى افتتاح تركيا شبكة إخبارية باللغة الفارسية ودعمها لمعارضي بشار الأسد، قائلاً: "ألا يفهم الرئيس الإيراني هذه الأمور عندما يقف هكذا؟"؛ فبعد سقوط الأسد، هاجمت وسائل الإعلام وبعض المسؤولين الإيرانيين تركيا بشدة، ووصفت أردوغان بأنه "شريك لإسرائيل".
وقد وعد المرشد الإيراني، علي خامنئي، في وقت سابق من هذا الشهر، بعودة سوريا إلى سيطرة النظام الإيراني، وأشار بشكل غير مباشر إلى دور تركيا في سقوط الأسد، قائلاً: "إن دولة مجاورة لسوريا تلعب دورًا بارزًا في هذا الصدد".
وردًا على هذه التصريحات وغيرها من حديث خامنئي بشأن عدم هزيمة "محور المقاومة"، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: "إن وجود إيران في سوريا لم يتمكن من منع إبادة جماعية كبيرة في غزة".
وقال بزشكيان، في اللقاء الذي عقده مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، في القاهرة: "إن التطورات في سوريا يجب أن تكون مصحوبة بالحفاظ على وحدة أراضيها، وأي مساس بوحدة أراضي سوريا غير مقبول على الإطلاق".
توقعات بمظاهرة ضد بزشكيان
وقد ردت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة على الانتقادات الموجهة إلى تصرف بزشكيان أمام أردوغان في القاهرة؛ حيث توقع موقع "عصر إيران" أن هناك احتمالاً بحدوث مظاهرة ضد هذه الزيارة.
وأوضح الموقع الإيراني، في تعليقه على هذه الانتقادات قائلاً: "هل يتوقعون أن يتخلى رجل في السبعين من عمره عن عاداته وتقاليده الحياتية المتواضعة؛ لأنه أصبح رئيسًا للجمهورية منذ بضعة أشهر؟".
كما تحدث مؤيدو الحكومة عن نجاحات زيارة بزشكيان إلى مصر، ونقلت صحيفة "شرق"، في تقرير لها على صفحتها الأولى بعنوان: "من الخليج إلى النيل"، عن المحللين: "إن تعزيز العلاقات مع مصر يصب في مصلحة المنطقة".
وسافر بزشكيان إلى القاهرة، أول من أمس، للمشاركة في القمة الحادية عشرة لرؤساء دول منظمة التعاون الاقتصادي للدول الثماني الإسلامية النامية، التي شارك فيها ممثلون من إيران، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وباكستان، وتركيا، وماليزيا، ومصر ونيجيريا.
وقبل 12 عامًا، كان الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، أول مسؤول إيراني رفيع المستوى يزور القاهرة للمشاركة في قمة "منظمة التعاون الإسلامي"، بعد 34 عامًا من قطع العلاقات بين طهران والقاهرة.

أعلن المتحدث باسم لجنة العمران في البرلمان الإيراني، عبد الجلال إيري، عن بدء التحقيق في تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، باختفاء 20 مليون لتر من البنزين يوميًا. وأضاف:
"يجب التحقيق بدقة في هذه الكمية الكبيرة التي يتم تهريبها من الوقود، والتي تعتبر مثالًا واضحًا على نهب المال العام."

أعلن رئيس مركز الشباب وسلامة الأسرة في وزارة الصحة الإيرانية، صابر جباري، ارتفاع معدلات الإجهاض في البلاد، وأشار إلى أن "95 في المائة من هذه الحالات غير قانونية"، وأوضح أن جزءًا كبيرًا من الإجهاضات في إيران يتم بواسطة أفراد غير مختصين في قطاعات غير طبية.
وفي تصريحاته خلال جلسة، يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، قال جباري: "إن هناك ثلاثة أنواع من الإجهاض في إيران، وهي الإجهاض التلقائي والإجهاض الطبي والإجهاض العمدي". وأوضح أن الإجهاضات القانونية والتلقائية تشكل أقل من 5 في المائة، بينما يتم 95 في المائة من الإجهاضات بشكل عمدي وغير قانوني.
وأوضح أن "41 في المائة من الإجهاضات تحدث بسبب رفض إنجاب أطفال أكثر، و21 في المائة بسبب المشاكل الاقتصادية، و20 في المائة بسبب توقيت الحمل غير المناسب". وأشار إلى أن "نحو 60 في المائة من حالات الإجهاض تحدث في المنازل باستخدام الأدوية، بينما تحدث 30 في المائة في العيادات و10 في المائة في محلات العطارة باستخدام الأدوية العشبية".
وتابع جباري قائلاً: "إن وزارة الصحة تعمل على تعزيز ثقافة الوقاية في المجتمع وتعليم الأفراد بشأن سياسات تعزيز النمو السكاني في إطار قانون الشباب، الذي تم اعتماده في عام 2021". كما أشار إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمكافحة الإجهاض غير القانوني، بما في ذلك تعديل المناهج الدراسية في بعض التخصصات الصحية.
وأشار جباري إلى أن "المادة 59 من قانون الشباب تفرض على وزارة الصحة تحديد الأدوية المرتبطة بالإجهاض، وأن وزارة المعلومات وقوات الأمن الداخلي تتعاون مع وزارة الصحة في مكافحة الإجهاض". كما شدد على أن "وزارة الصحة ليست جهة قضائية، ولكنها تتعاون مع الجهات المختصة في هذا المجال".
ومن ناحية أخرى، أشار تقرير صادر عن منظمة "هرانا" لحقوق الإنسان، في مايو (أيار) 2024 إلى أن سياسات النظام الإيراني لزيادة معدل الإنجاب أدت إلى تقليص حقوق النساء في الإنجاب وتقليل وصولهن إلى خدمات الوقاية والإجهاض الآمن.
وفي 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن رئيس لجنة الشباب، أمير حسين بانكيبور، أن "الإجهاض يصل إلى 500 ألف حالة سنويًا، أي أكثر 20 مرة من عدد الوفيات، بسبب حوادث الطرق بين الأطفال والشباب".
وعلى الرغم من جهود النظام الإيراني في السنوات الأخيرة لتشجيع زيادة المواليد والإنجاب، تظهر الإحصائيات الصادرة عن منظمة السجلات المدنية الإيرانية أن سياسات النظام في مجال النمو السكاني قد فشلت،؛ حيث أظهرت البيانات أن عدد المواليد في عام 2024 كان أقل من العام السابق بنحو 17,000 طفل.
وأظهرت دراسة أجرتها "إيران إنترناشيونال"، في عام 2021، أن الرغبة في إنجاب الأطفال في إيران تتراجع بشكل مستمر، وأن 70 في المائة من الناس يعارضون السياسات السكانية للنظام.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: "قرارنا بسحب القوات الاستشارية من سوريا كان إجراءً مسؤولاً، وأُخذ بعين الاعتبار الظروف السائدة في هذا البلد وأوضاع المنطقة".