الخارجية الإيرانية: انسحابنا من دمشق إجراء مسؤول أخذ بعين الاعتبار ظروف سوريا والمنطقة



ذكرت مجلة "فوربس" في تقرير لها عن السوق غير الرسمية المتنامية لمحطات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" في إيران، أن حوالي 20 ألف شخص في البلاد لديهم حاليا وصول إلى الإنترنت عالي السرعة، وأن الحكومة الإيرانية لا تستطيع فرض الرقابة في هذا المجال.
وفي تقريرها بعنوان "السوق السوداء المزدهرة لستارلينك داخل إيران"، تناولت المجلة أمثلة على كيفية شراء هذه المعدات التي توفر وصولاً إلى الإنترنت غير المقيد للمواطنين الإيرانيين. على سبيل المثال، أشارت "فوربس" إلى محمد، البالغ من العمر 38 عاما في جنوب إيران، الذي اشترى جهاز "ستارلينك" من خلال بائع على "تليغرام" بسعر 700 دولار.
وأكدت المجلة أن "ستارلينك"، هي خدمة إنترنت عبر الأقمار الصناعية طورتها شركة "سبيس إكس"، وهي محظورة في إيران التي تمتلك أحد أكثر شبكات الإنترنت تقييدا في العالم.
وأضافت "فوربس" أن متاجر تطبيقات "آبل" و"غوغل" وتطبيقات مثل "إنستغرام" كلها محجوبة من قبل الحكومة، وأن أولئك الذين يعبرون عن آرائهم المعارضة للحكومة في الفضاء الإلكتروني يواجهون خطر الاعتقال.
ووفقا للتقرير، ارتفع استخدام "ستارلينك" في إيران خلال العامين الماضيين، منذ أن فعّل إيلون ماسك، مؤسس شركة "سبيس إكس"، هذه الخدمة، ما شجع المهربين على إدخال محطات "ستارلينك" إلى إيران بشكل غير قانوني.
وكتبت "فوربس" أن التهديدات بالعقوبات والسجن لم توقف النشاط في السوق السوداء الذي خلقه الحراك الشعبي المتزايد من أجل الوصول إلى الإنترنت.
وأشارت "فوربس" إلى أن حوالي 20 ألف شخص في إيران لديهم وصول إلى الإنترنت عالي السرعة غير المقيد، ورغم أن هذا الرقم ضئيل مقارنة مع عدد سكان إيران، فإن الأسعار المرتفعة لهذه المحطات تجعلها غير متاحة إلا لفئة معينة من الأفراد.
وأوضحت "فوربس" أنه في حين أن سعر جهاز "ستارلينك" في الولايات المتحدة هو 250 دولارا، فإنه يباع في السوق السوداء بإيران ما بين 700 إلى 2000 دولار. (متوسط الراتب الشهري في إيران حوالي 250 دولارا).
كما أن خدمة "ستارلينك" تتطلب رسوما شهرية قدرها 70 دولارا، والتي بسبب العقوبات الأميركية على البنوك الإيرانية، يتطلب دفع هذه الرسوم مجموعة من الإجراءات المعقدة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المستخدمين دفع 200 دولار لتفعيل حسابهم في بلد يختلف عن البلد الذي تم شراء الخدمة فيه.
وفي بداية ديسمبر (كانون الأول) 2024، أعلن إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، أن النظام الجديد للإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" سيمكن الهواتف المحمولة من الاتصال بالإنترنت دون الحاجة إلى معدات إضافية أو تطبيقات خاصة، وأنه "يعمل ببساطة".
وقد أطلقت "سبيس إكس" مؤخرا عشرات الصواريخ إلى الفضاء، وهي الآن تمتلك العدد الكافي من الأقمار الصناعية في مدار الأرض، أي 320 قمرا صناعيا، ولكن قبل ذلك، يجب الحصول على موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية.

قال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، علي رضا سليمي: "أولئك الذين شككوا في فائدة وجودنا بسوريا يجب أن يعرفوا أن هذا الأمر قد أمّن البلاد". وأضاف: "قريباً ستنقلب الأوضاع في سوريا، لذا من الأفضل للأصدقاء أن لا يتخذوا مواقف قد يندمون عليها."

ذكرت وكالة "رويترز"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يضع إيران هدفه المقبل، بعد التغلب على حماس وحزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا. وأشارت الوكالة إلى احتمال شن هجوم أميركي- إسرائيلي مشترك، إذا لم تتراجع إيران عن برنامجها النووي.
وأكد التقرير، الذي نُشر اليوم الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول)، أن نتنياهو مستعد "للقضاء على الطموحات النووية والبرنامج الصاروخي لإيران"، من أجل تحييد التهديدات التي تواجه إسرائيل.
وأضافت "رويترز"، نقلاً عن خبراء، أن النظام الإيراني يواجه خيارًا صعبًا: إما مواصلة تخصيب اليورانيوم والتقدم في برنامجه النووي، وإما تقليص نشاطاته النووية والموافقة على الدخول في مفاوضات.
وصرّح المحلل الفلسطيني، غسان الخطيب، لوكالة "رويترز"، بأن إسرائيل والولايات المتحدة، في عهد دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، قد تهاجمان إيران، إذا استمرت في برنامجها النووي، مضيفًا: "لا شيء يمنعهما الآن".
وأشار الخطيب إلى أن النظام الإيراني، بناءً على تجاربه السابقة، قد يكون مستعدًا لتقديم تنازلات لتجنب مواجهة عسكرية.
ومن جانبه، قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان: "إيران تُعدّ عرضة بشكل كبير لهجمات إسرائيلية، خاصةً ضد برنامجها النووي".
وأكد رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في رسالة مصورة، يوم الأحد 15 ديسمبر، ضرورة "تغيير وجه الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن الأحداث التي وقعت خلال العام الماضي أظهرت قوة إسرائيل أمام النظام الإيراني ووكلائه الإقليميين.
وفي غضون ذلك، أفادت تقارير إعلامية، خلال الأسابيع الماضية، بأن فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يدرس بجدية خيارات لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، بما في ذلك "شن ضربات جوية استباقية"، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ومن جانبه، لم يستبعد الرئيس الأميركي المنتخب، الذي اختارته مجلة "تاين" كشخصية العام، احتمال القيام بعمل عسكري ضد إيران في حديثه مع المجلة.
كما تناول تقرير "رويترز" الجديد سيناريوهات محتملة تتعلق بغزة، في سياق التوترات الإقليمية المستمرة.
تحولات سوريا ومستقبلها بعد سقوط الأسد
وذكرت وكالة "رويترز" أن سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، تمر بمرحلة حساسة، حيث يبرز القلق الأكبر بين السوريين والمراقبين بشأن مستقبل "هيئة تحرير الشام". وتساءلت الوكالة عما إذا كانت هذه الجماعة، التي كانت مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة، ستواصل التحول إلى قوة وطنية سورية أم ستعود إلى تبني أيديولوجيا إسلامية متشددة؟
وفي سياق التحركات السياسية، وصل ثلاثة دبلوماسيين أميركيين، صباح اليوم الجمعة (بالتوقيت المحلي) إلى دمشق لإجراء محادثات مع قادة "هيئة تحرير الشام".
ومن جهة أخرى، أثارت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على أهداف عسكرية في سوريا موجة واسعة من ردود الفعل. فقد تقدمت الحكومة السورية المؤقتة، يوم 15 ديسمبر، برسالة إلى مجلس الأمن الدولي تشكو فيها من الهجمات الإسرائيلية المتكررة بعد سقوط الأسد.
وفي تعليق على هذه التطورات، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل "لا تسعى إلى صراع مع سوريا"، مؤكدًا أن سياساتها تجاه هذا البلد تستند إلى "الحقائق الميدانية".

قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، لموقع مكتب علي خامنئي: "إن إيران لم تكن موجودة في سوريا في بداية الأزمة"، مضيفًا: “لو صمد الشعب والجيش السوريان، لكنا صمدنا معهما، علمًا بأن الحكومة السورية لم تطلب منا أي تدخل حتى الأيام الأخيرة".
وأضاف أحمديان: "لم نكن في سوريا أصلاً حتى ننسحب منها".

يحل مساء اليوم الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول) 2024، مناسبة "ليلة منتصف الشتاء"، حيث ستقوم الأسر الإيرانية بالاحتفال، في وقت تعاني فيه مناطق إيرانية كثيرة من انقطاع الكهرباء، كما أن بعض المناطق على وشك قطع الغاز مع اقتراب فصل الشتاء.
ومن جهة أخرى، هناك عبء تحضير مائدة متواضعة لهذه الليلة.
ومع زيادة الأسعار، كم ستكلف مائدة "ليلة منتصف الشتاء" المواطنين؟
هندوانة بوزن 5-6 كيلوغرامات، سلة من الرمان، كيلوغرامين من البرتقال واليوسفي، كيلوغرام واحد من المكسرات، وكيلوغرام واحد من بذور دوار الشمس. هذه هي قائمة الحد الأدنى للشراء لمجموعة من 5-6 أشخاص.
ووفقًا لما ذكرته اتحادية تجار المكسرات والمجففات، يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من مكسرات ليلة منتصف الشتاء في أسواق الفواكه والخضراوات التي عادة ما تكون ذات جودة منخفضة حوالي 700 ألف تومان. ومع ذلك، في المتاجر الإلكترونية، لا تجد مكسرات فاخرة بسعر يقل عن مليون تومان.
في العام الماضي، كان سعر المكسرات المشابهة التي تباع هذا العام تحت اسم "4 مكسرات مملحة" في المتاجر الإلكترونية 630 ألف تومان، بينما سعرها الآن حوالي مليون و360 ألف تومان لكل كيلوغرام.
الهندوانة التي تزن 5-6 كيلوغرامات تكلف على الأقل 140 ألف تومان، بينما يبلغ سعر الرمان من النوع المتوسط حوالي 100 ألف تومان للكيلو، ما يعني أن سلة من 3 كيلوغرامات تكلف 300 ألف تومان. كما أن سعر الكيلوغرامين من البرتقال واليوسفي لا يقل عن 100 ألف تومان، في حين أن سعر الكيلوغرام من بذور دوار الشمس يبلغ حوالي 250 ألف تومان.
إجمالي هذه المشتريات مع المكسرات التي تبلغ 700 ألف تومان يصل إلى حوالي 1.5 مليون تومان، ومع المكسرات الأكثر تكلفة، يصل إلى حوالي مليوني تومان، وهذا بخلاف تكلفة تقديم العشاء والحلويات.
ويشرب العديد من الأسر المشروبات الكحولية في هذه الليلة، ما يضيف إلى القائمة تكلفة زجاجة مشروب كحولي على الأقل.
يذكر أن العديد من المتقاعدين يتقاضون معاشات شهرية تتراوح بين 8 إلى 11 مليون تومان، ويجب عليهم دفع تكاليفهم الشهرية مثل الإسكان، والطعام، والملابس، والطاقة، والنقل، وغيرها من النفقات.
ومما لا شك فيه أن دفع 1.5 إلى مليوني تومان من أجل حفل "ليلة منتصف الشتاء" الذي يعادل حوالي 20 في المائة من معاشهم الشهري يعد مبلغًا كبيرًا.