القوات المسلحة الإيرانية: مستعدون للرد القوي على أي تهديد



نفى مهدي محمد صادقي، وهو مهندس إيراني-أميركي متهم من قبل وزارة العدل الأميركية بتوفير تكنولوجيا الطائرات المسيّرة لإيران، نفى التهم الموجهة إليه، يوم الجمعة 27 ديسمبر (كانون الأول)، أمام محكمة فيدرالية في بوسطن.
وقد اتهمت وزارة العدل الأميركية محمد صادقي ومواطنا إيرانيا آخر يدعى محمد عابديني نجف آبادي بتزويد شركة إيرانية، تلعب دورا رئيسيا في تصنيع طائرات مسيّرة، بتكنولوجيا بشكل غير قانوني. ويُعتقد أن إحدى هذه الطائرات استخدمت في هجوم نفذته ميليشيات مدعومة من إيران على قاعدة أميركية في الأردن خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 40 آخرين.
وقد تم اعتقال محمد صادقي في الولايات المتحدة يوم 16 ديسمبر، فيما أفادت وسائل الإعلام الإيطالية باعتقال محمد عابديني في اليوم نفسه بمطار ميلانو، حيث كان قد وصل من إسطنبول.
وبعد أيام قليلة من اعتقال عابديني في إيطاليا، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية يوم الجمعة 27 ديسمبر أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا في طهران يوم 19 ديسمبر.
ولم تصدر السلطات الإيرانية حتى الآن بيانا رسميا حول اعتقال سالا أو أسبابه.
وتزامن اعتقال سيسيليا سالا مع محاولات مكثفة من قبل إيران لإطلاق سراح مهدي محمد صادقي ومحمد عابديني من الاحتجاز في الولايات المتحدة وإيطاليا.
إدانات دولية ومطالب بالإفراج الفوري
أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" والاتحاد الدولي للصحافيين بيانات منفصلة وصفت اعتقال سالا بأنه "عمل تعسفي" يهدف إلى "الابتزاز"، داعية إلى الإفراج عنها فوراً ودون شروط.
وعلّقت كايلي مور-غيلبرت، الباحثة الأسترالية-البريطانية السابقة التي احتجزت في إيران، على الحادثة قائلة: "تتزايد جرأة إيران في أخذ الأجانب كرهائن، بينما تظل الدول الغربية عاجزة عن تشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذه الممارسات".
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزارة الخارجية استدعت يوم 21 ديسمبر سفير سويسرا في طهران، الذي يمثل المصالح الأميركية لدى إيران، وكذلك القائم بالأعمال الإيطالي، للاحتجاج على اعتقال عابديني وصادقي.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن السفيرة الإيطالية في طهران، باولا آمادي، التقت يوم 27 ديسمبر بالصحافية سيسيليا سالا في مكان احتجازها.
اتهامات مرتبطة بالطائرات المسيّرة والهجوم على قاعدة أميركية
جدير بالذكر أن محمد عابديني يرأس شركة "صنعت دانش رهبويان أفلاك"، التي تطور أنظمة ملاحة تُستخدم في الطائرات المسيّرة. وبحسب المدعين الفيدراليين، فإن الحرس الثوري الإيراني هو العميل الرئيسي للشركة.
ويقول المدعون إن أحد هذه الأنظمة استُخدم في طائرة مسيّرة أصابت موقعا أميركيا في الأردن يُعرف باسم "برج 22"، على الحدود مع سوريا.
وقد اتهم البيت الأبيض ميليشيات شيعية عراقية مدعومة من إيران بتنفيذ الهجوم، فيما تنفي طهران أي دور لها.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية اعتقال صادقي وعابديني واعتبرت ذلك انتهاكا للقوانين الدولية.

قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن "المقاومة ضد إسرائيل لم تضعف، والجميع اليوم يشهد كيف يبرز اليمنيون في الدفاع عن فلسطين، ويتجمعون كل يوم جمعة دعماً لغزة".

أفادت تقارير صحافية ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من إيران بأن عدد من شاركوا في المسيرة التي دعت إليها مجموعة "أمة حزب الله" ضد رفع الحجب عن تطبيق "واتساب" ومتجر "غوغل بلاي"، لم يتجاوزوا 10 أشخاص، رغم الدعاية الواسعة لهذه الفعالية.
وأفاد موقع "انتخاب" يوم الجمعة، 27 ديسمبر (كانون الأول)، بأن الداعين إلى المسيرة نظموا تجمعًا ومسيرة بالدراجات النارية، عقب صلاة الجمعة في طهران، لكن الإقبال على هذه الدعوة كان محدودًا جدًا.
وبحسب الإعلان الصادر عن المجموعة، فإن سبب المسيرة هو الاعتراض على قرار رفع الحجب عن "واتساب" و"غوغل بلاي".
وأضاف موقع "انتخاب" أن مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أن عدد المشاركين في المسيرة "لم يتجاوز 10 أشخاص".
وكان مجلس الفضاء السيبراني قد قرر في اجتماعه، يوم 25 ديسمبر الجاري، رفع الحجب عن "واتساب" و"غوغل بلاي"، بينما لم تُرفع القيود عن "تلغرام"، و"إنستغرام"، و"يوتيوب"، و"إكس" (تويتر سابقًا).
وقد قوبل قرار رفع الحجب بمعارضة بعض الشخصيات المؤيدة للنظام. من بينهم السفير السابق لإيران في أستراليا، محمد حسن قديري أبيانه، الذي قال إنه يجب الالتزام بقانون "العفاف والحجاب"، مضيفًا أن البعض لن يتوقف حتى يجعل إيران شبيهة بتايلاند.
وأشار موقع "انتخاب" إلى أن مقاطع الفيديو أظهرت شخصًا يقف على سيارة نقل صغيرة وهو يهتف بشعارات مثل: "رفع الحجب فتنة المرجفين" و"الإعلام المعادي يخل بالأمن".
وأضاف التقرير أن هذه المجموعة نظمت في السابق تجمعات صغيرة ضد رفع الحجب أمام المركز الوطني للفضاء السيبراني.
يُذكر أن مجلس الفضاء السيبراني تأسس عام 2011 بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي، ويعد من أبرز المؤسسات المسؤولة عن فرض الحجب في إيران. وفي عام 2017، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على هذا المجلس بسبب دوره في القمع، والرقابة، وتقييد حرية التعبير والإنترنت.

نشرت الناشطة السياسية مسيح علي نجاد، صوراً للشابة أرزو بدري، التي تعرضت لإطلاق نار من قبل عناصر الأمن الإيراني بسبب الحجاب الإجباري. وكتبت في حسابها على منصة "إكس" أن أرزو قد لا تتمكن من المشي مرة أخرى.
وأضافت مسيح علي نجاد أن أرزو بدري لا تزال ترقد في المستشفى، وأن عائلتها تتعرض لضغوط من قبل قوات النظام لإجبارهم على الصمت.

طالبت النائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي، هاناه نيومان، بالإفراج الفوري عن سيسيليا سالا، الصحافية الإيطالية المعتقلة في إيران. وكتبت على حسابها في "إنستغرام" أن الحكومة الإيرانية أسكتت صوتها، مؤكدة أن حرية الصحافة ليست جريمة.
وردا على أولئك الذين يقولون إنه يجب أن نحكم على النظام الإيراني بناءً على أفعاله، قالت نيومان: "هذه هي أفعالهم".
وشددت نيومان على ضرورة ممارسة الضغوط على الحكومة الإيرانية من أجل الإفراج عن سيسيليا سالا وجميع الرهائن الذين تحتجزهم.