رئيس منظمة الباسيج الإيرانية:نشهد مصيرًا مأساويًا للشعب السوري ..والحوثيون تلاميذنا



مع تبقي 15 يومًا على بداية ولاية دونالد ترامب الرئاسية، يبرز السؤال الرئيس في طهران وواشنطن: هل ستتجه العلاقات بين إيران والولايات المتحدة نحو الحرب أم إلى الاتفاق؟
وقد أصبح هذا الموضوع الآن من أكثر القضايا إثارة للجدل في كلا البلدين.
ويبدو أن الحكومة، داخل إيران، منقسمة بشأن وجهتي نظر متعارضتين؛ فهناك المؤيدون والمعارضون للتفاوض.
مؤيدو التفاوض، الذين يشملون شخصيات، مثل مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، وبعض المقربين من حكومة بزشکیان، يعتقدون أن الحوار مع الولايات المتحدة يمكن أن يساهم في تقليل الضغوط الاقتصادية الشديدة الحالية، ومنع العواقب السلبية، التي قد تترتب على المزيد من الضغوط من قِبل ترامب؛ وهي ضغوط قد تؤدي إلى شلّ حكومة بزشکیان تمامًا.
وفي المقابل، تعارض التفاوض مجموعة أخرى تضم بشكل رئيس قادة في الحرس الثوري الإيراني ووسائل الإعلام التابعة له، والذين يُعرفون بـ "تجار العقوبات". هؤلاء يعتقدون أن التفاوض سيكون ضارًا بالنظام، ويستغلون التوترات والعقوبات كفرص لتعزيز قوتهم ونفوذهم، ويعتبرون الصراع أداة للحفاظ على مواقعهم في هيكل السلطة.
ويلعب علي خامنئي، بصفته مرشد النظام الإيراني، الدور الرئيس في اتخاذ القرارات الكبرى، وعلى الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيتجه نحو التفاوض مع الولايات المتحدة أم يختار المواجهة، فإنه من الواضح أنه سمح لكلا التيارين: المؤيد والمعارض للتفاوض، بطرح آرائهم علنًا.
ويبدو أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى منح خامنئي حرية الاختيار بين هذين المسارين.
وكان مدير تحرير صحيفة "كيهان" المتشددة، حسين شريعتمداري، وهو أحد الشخصيات المقربة من خامنئي، قد انتقد بشدة مؤيدي التفاوض مع الولايات المتحدة في مقال افتتاحي بالصحيفة يوم السبت 4 يناير (كانون الثاني). واصفًا إياهم بـ "السكارى والمجانين"، بل واتهمهم بشكل غير مباشر بالتواصل مع العدو.
وتصاعدت هذه الهجمات بعد تصريحات علي عبدالعلي زاده، رئيس الحملة الانتخابية للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الذي أعلن مؤخرًا أن "الوضع الحالي لا يمكن استمراره، وأن الحكومة تتجه نحو التفاوض مع الولايات المتحدة". وفي رد على هذا الادعاء، أكد شريعتمداري أن رأي "النظام" هو الرفض التام للتفاوض.
ومن جهة أخرى، أعلن مساعد بزشکیان للشؤون الاستراتيجية والمفاوض الرئيس في الاتفاق النووي، محمد جواد ظريف، في وقت سابق، استعداد إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة، عبر مقال نشره في مجلة "فارن أفيرز".
وتشير هذه الخطوة من ظريف إلى رغبة بعض قطاعات السلطة بالنظام الإيراني في تقليل الضغوط الدولية. ومع ذلك، يعتقد العديدون أن ظريف وداعمي التفاوض يمثلون الجناح "المرن" في سياسات خامنئي، في حين أن أشخاصًا مثل شريعتمداري وقادة الحرس الثوري يعبرون عن لغة التهديد والمواجهة التي يتبناها خامنئي.
وعلى الصعيد الدولي، أوصى مهندس العقوبات الأميركية ضد إيران، ريتشارد نيفيو، في مقال نشره، بأن على إدارة ترامب اتخاذ خطوات أكثر جدية لمنع طهران من الحصول على قنبلة نووية.
وحذر نيفيو من أن الهجمات الأميركية قد تجذب دعمًا مؤقتًا للنظام داخل إيران، إلا أن الاستياء الداخلي قد يحول هذه الهجمات إلى فرصة لتغيير النظام، مطالبًا بإعطاء فرصة أخرى للدبلوماسية والتفاوض، لكن في الوقت ذاته يجب على الولايات المتحدة زيادة استعدادها للهجوم العسكري على إيران، بل وأن تكون مستعدة لشن هجمات متكررة.
والنقطة الأساسية هي: هل سيتجه خامنئي نحو التفاوض أم سيختار المواجهة؟ وعلى الرغم من وجود بعض المؤشرات التي تدل على استعداد إيران للتفاوض، فإنه من غير الواضح ما القرار الذي سيتخذه خامنئي. هل سيقبل باتفاق أشد من الاتفاق النووي، الذي سيضع قيودًا صارمة على البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، أم أنه لا يزال يعتقد أن التفاوض مع الولايات المتحدة يعني فقدان نقاط قوة النظام؟

قال رئيس معهد العمل والضمان الاجتماعي في إيران، إبراهيم صادقي فر: "إن نحو 27 في المائة من سكان إيران غارقون في الفقر ويواجهون صعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية." وأضاف: "اليوم، الفقر في إيران ليس قضية هامشية، بل أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها تؤثر على جزء كبير من المجتمع."

قال عضو هيئة التدريس بجامعة علوم ومعارف القرآن في إيران، محمد مهدي كريمي نيا: "بعض الشباب يقدمون طلبات لتغيير الجنس للهروب من الخدمة العسكرية، فيما يقدم آخرون هذه الطلبات بسبب قضايا عاطفية وعشقية."

شهدت إيران احتجاجات عديدة، شملت تجمعات لمتقاعدي صناعات الصلب والتعدين في مدن مختلفة، بالإضافة إلى إضراب لعمال قطاع النفط والغاز، بسبب الأزمات المعيشية، ورفع المحتجون شعارات عدة، ومنها: "كفى حروبًا.. موائدنا فارغة"، معبرين عن رفضهم لسياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية.
ووفقًا لتقارير وصلت إلى إذاعة "صوت أميركا"، ونُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الأحد 5 يناير (كانون الثاني)، فقد تجمع متقاعدو صناعات وهيئات مختلفة في عدد من المدن، بما في ذلك أصفهان ورشت وكرمانشاه والأهواز وشوش وبوشهر.
وفي رشت، تظاهر متقاعدو منظمة الضمان الاجتماعي؛ احتجاجًا على عدم احترام حقوقهم النقابية وتجاهل مطالبهم، رافعين شعارات ومنها: "صراخ صراخ، من كل هذا الظلم". وفي كرمانشاه، احتج المتقاعدون على وعود مسؤولي النظام الإيراني الكاذبة بشعار: "نهبوا جيوب الشعب بشعار العدالة".
كما رفع المحتجون شعار: "كفى حروبًا.. موائدنا فارغة"، معبرين عن رفضهم لسياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية، وما تسببه من توترات ونزاعات في المنطقة.
وفي محافظة خوزستان، نظم متقاعدو صناعات الصلب "مسيرة صامتة"؛ احتجاجًا على عدم تنفيذ قانون معادلة الرواتب، وأكد أحد المتقاعدين، خلال التجمع، أن هذا الاحتجاج ليس لاستقبال المسؤولين، بل "للتعبير عن الغضب".
وفي الأهواز، تظاهرت مجموعة من المتقاعدين بشعار "اتركوا الحجاب، كافحوا التضخم"، معترضين على تركيز الحكومة على قضايا مثل الحجاب، بدلاً من معالجة الأزمات المعيشية. وفي مقاطعة شوش، رفع المتقاعدون شعار "معاش المتقاعد يكفي أسبوعًا واحدًا"، في إشارة إلى تدهور قيمة العُملة الإيرانية وارتفاع التضخم.
وفي أصفهان، نظم متقاعدو صناعات الصلب مسيرة احتجاجية، حاملين لافتات تطالب بتحقيق حقوقهم النقابية. وفي بوشهر، تجمع عدد من المعلمين المتقاعدين أمام مكتب المحافظ احتجاجًا على عدم صرف مكافأة نهاية الخدمة.
وبالتزامن مع هذه الاحتجاجات، تجمع عمال شركة "هفت تبه" للسكر أمام مكتب محافظة خوزستان، رافعين شعار: "العامل يموت ولا يقبل الذل". كما أعلنت قنوات إعلامية تنظيم تجمع لعمال شركة "إيران أفق" في حقل "ياد آوران" النفطي؛ احتجاجًا على عدم تلبية مطالبهم النقابية.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام حكومية أن الحد الأدنى للأجور الشهرية في إيران، والذي كان يعادل نحو 113 دولارًا أميركيًا في بداية العام الإيراني 1403 (20 مارس/ آذار 2024)، انخفض إلى نحو 88 دولارًا مع نهاية العام، بسبب الصدمات المتكررة في سعر الصرف.
وتعكس هذه الاحتجاجات تزايد الأزمات المعيشية في إيران وإهمال الحكومة لمطالب الفئات المختلفة، بمن في ذلك المتقاعدون والعمال والمعلمون وضحايا الاحتيال المالي والعاملون في القطاع الصحي.
وردًا على ذلك، كثفت الحكومة الإيرانية من إجراءاتها الأمنية والقضائية ضد النشطاء والنقابات المستقلة، حيث يقبع عدد من النشطاء حاليًا في السجن بتهم أمنية.

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لملصقات تحمل صور خامنئي، وبوتين، وكيم جونغ أون، إلى جانب شعار "لا تنسوا فرز النفايات"، تم وضعها على حافلات مدينة بيزييه الفرنسية.
يأتي هذا الملصق كجزء من حملة أطلقها روبرت مينار، عمدة المدينة، المعروف بموقفه المعارض للنظام الإيراني وروسيا وكوريا الشمالي