وفي إشارة إلى أن هذه الدول قد تستغل مثل هذه الأحداث في إثارة المزيد من القلاقل في محيطها الإقليمي أو العالمي، قال لوكورنو: مثل هذا السلام الضعيف قد يؤدي إلى تصور هذه الدول بأن لديها أيضًا القدرة على تنفيذ هجمات عسكرية ضد دول أخرى.
وأكد لوكورنو أن المواقف الأميركية تثير تساؤلات حول مستقبل حلف "الناتو"، خاصة بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأبدت الحكومات الأوروبية قلقها بشأن احتمالية تقديم تنازلات كبيرة لروسيا في أي اتفاق سلام محتمل، مما دفعها إلى تحذير أوكرانيا من هذه التحركات.
من جانبه، رد بيتر هيغينز، وزير الدفاع الأميركي، على هذه الانتقادات قائلاً إن الجهود التي تبذلها واشنطن لإنهاء الحرب الأوكرانية ليست خيانة لكييف.
وأكد أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي دعمت أوكرانيا بشكل غير مسبوق، لكنه أضاف: "كما قال ترامب، هناك رغبة عالمية لإنهاء هذا النزاع".
وبعد محادثة استمرت لمدة 90 دقيقة مع بوتين يوم الأربعاء 12 فبراير (شباط)، أعلن ترامب أن الرئيس الروسي يرغب في إنهاء الحرب مع أوكرانيا، ولا يريد استئناف القتال خلال الأشهر الستة المقبلة. كما أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد هذه المكالمة.
وعبر سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عن استغرابه لتقييم المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب على أنها حدث "استثنائي".
بينما وصف ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، هذه المكالمة بأنها تعكس وجود إرادة سياسية للتوصل إلى حل لإنهاء الحرب الأوكرانية. ومع ذلك، أكد بيسكوف أنه لا يزال مبكرًا الحديث عن موعد لقاء شخصي بين ترامب وبوتين.
من جانب آخر، أكد قادة الدول الأوروبية أن أي مفاوضات مع روسيا يجب أن تكون "أوروبا وأوكرانيا في صلبها"، مشددين على أن "استقلال أوكرانيا وسلامتها الإقليمية ليست موضوعًا للمفاوضات".
وصرح أندريه سيبوها، وزير خارجية أوكرانيا، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية بأن أي نقاش حول السلام لا يمكن أن يتم دون أوكرانيا أو أوروبا.
وأكد أنه لا ينبغي تقديم أي تنازلات بشأن عضوية أوكرانيا في "الناتو" إذا كان ذلك سيؤثر على سلامتها الإقليمية أو سيادتها.
وفي مقابلة مع مجلة "الإيكونوميست" يوم 12 فبراير، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده ستحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة لتقوية جيشها إذا لم يكن انضمامها إلى "الناتو" عمليًا. بينما أشار ترامب بعد محادثته مع بوتين إلى أن عضوية أوكرانيا في "الناتو" ليست واقعية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تم تداول تقارير حول احتمالية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن القلق يسود بين الدول الأوروبية بشأن احتمالية تسليم أجزاء كبيرة من أوكرانيا إلى روسيا بموجب هذا الاتفاق.
وفي الأثنا، كانت كاي كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وبعض المسؤولين الآخرين، كانوا قد حذروا سابقًا من أن الضغط المبكر لتحقيق السلام قد يؤدي إلى "اتفاق سيئ".
وقالت، اليوم الخميس 13 فبراير (شباط): "أي حل سريع للحرب الأوكرانية سيكون (اتفاقًا قذرًا) ولن يوقف المجازر".
وفي مقابلة سابقة مع قناة "فوكس نيوز"، قال ترامب إنه "من الممكن أن تصبح أوكرانيا "روسية" في المستقبل، وأن الولايات المتحدة يجب أن تستعيد ما أنفقته في هذا البلد، وأقترح أن يكون استرداد هذه الاستثمارات على شكل موارد طبيعية أوكرانية، بما في ذلك المعادن النادرة".