بعد رفض خامنئي وقف التخصيب.. وزير الخارجية الأميركي: مستعدون لفشل المحادثات مع إيران

أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أمله في استمرار المحادثات النووية مع إيران، مؤكدا أن البديل لفشل المحادثات سيكون "أسوأ بكثير"، رغم أن الولايات المتحدة مستعدة لذلك إذا لزم الأمر.
وأكد روبيو، في جلسة أمام مجلس الشيوخ الأميركي اليوم الثلاثاء 20 مايو (أيار)، أن هدف واشنطن هو التوصل إلى اتفاق مع طهران يقود إيران إلى مسار مختلف عن العقدين الماضيين؛ وقال إن هذا المسار سيكون "مسار السلام والازدهار، مع اقتصاد نام وبرنامج مدني للطاقة النووية، لكن من دون تخصيب".
وأضاف: "لقد أوضح الرئيس [ترامب] بجلاء أن إيران يجب أن لا تحصل أبدًا على سلاح نووي؛ وهذا لن يحدث". وفي إشارة إلى صعوبات هذا المسار، قال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في هذه العملية الدبلوماسية.
وتابع روبيو: "إذا كانت إيران تريد برنامجًا نوويًا مدنيًا، فهناك نموذجٌ لذلك تتبعه بالفعل العديد من دول العالم. في هذا النموذج، يمكن للدول بناء مفاعلات، ثم استيراد المواد المخصبة واستخدامها لتوليد الكهرباء. هذا نموذجٌ قد يكون متاحًا لطهران إذا رغبت في ذلك".
واختتم روبيو حديثه بالتأكيد على أن "تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلا، ولكن هذه هي العملية التي نشارك فيها".
جاءت تصريحات الوزير الأميركي بعد ساعات من تصريحات المرشد الإيراني، حيث قال علي خامنئي: "بما أن المفاوضات مطروحة، أريد أن أوجه تحذيرًا للطرف الآخر. الجانب الأميركي، الذي يشارك في هذه المفاوضات غير المباشرة ويجري مناقشات، يجب أن لا يتحدث بكلام فارغ. قولهم "لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم" هو خطأ فادح؛ إيران لا تنتظر إذن هذا الشخص أو ذاك".
وأوضح المرشد الإيراني أنه سيوضح "في وقت لاحق" لماذا يعتبر التخصيب محورًا رئيسيًا في المفاوضات، تاركًا المسألة مفتوحة.
إيران تسعى للسلاح النووي
وقال وزير الخارجية الإيرانية ماركو روبيو: "من وجهة نظرنا، الإيرانيون يسعون لامتلاك التخصيب النووي ليصبحوا دولة نووية على عتبة التسلح، وبالتالي تصبح بعيدة المنال، وهذا هو جوهر التحدي الذي نواجهه الآن".
وأضاف روبيو: "موقف إيران ليس أنها تسعى فقط للحصول على الطاقة، بل هم يدّعون أن التخصيب مسألة كرامة وطنية واعتزاز قومي"، مشيرا إلى أن المحادثات في الأسابيع القليلة الماضية بين ستيف ويتكوف والجانب الإيراني ركزت بشكل رئيسي على هذه القضية.
في وقت سابق من اليوم وقبل خطاب خامنئي، قال مساعد وزير الخارجية كاظم غريب آبادي إن إيران تلقت اقتراحًا للجولة التالية من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال غريب آبادي لوسائل الإعلام الحكومية: "تلقينا اقتراحًا بشأن الجولة التالية من المفاوضات مع الولايات المتحدة، وهو قيد المراجعة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ويوم الاثنين، نقلت صحيفة "ذا ناشيونال"، ومقرها الإمارات، عن مسؤول إيراني قوله إن إيران لم تقبل دعوة عُمان لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات مع الولايات المتحدة التي كان من المقرر أن تعقد في روما.
وفي المؤتمر الصحافي الأسبوعي، الاثنين 19 مايو (أيار)، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن الموقف الأميركي بشأن التخصيب "يشبه لعبة الحية والسلم؛ فكلما نقترب من نتائج إيجابية، تتبنى واشنطن مواقف جديدة". مشددا على أن "مسألة التخصيب غير قابلة للتفاوض على الإطلاق".
طهران والجماعات الوكيلة
وردا على سؤال حول إمكانية الحصول على ضمانات من إيران لوقف دعم الجماعات التابعة لها، قال وزير الخارجية الأميركي: "نحن على دراية كاملة بدعم طهران للإرهاب في المنطقة، لكن التركيز الرئيسي في هذه المرحلة من المفاوضات كان على قضية التخصيب وإصرار إيران على الاحتفاظ بهذه القدرة".
وأضاف أن العقوبات المتعلقة بالإرهاب والأسلحة والصواريخ بعيدة المدى ضد إيران ستبقى قائمة إذا لم يتم تضمينها في الاتفاق، والأمر الواضح للإيرانيين أننا سنواصل فرض العقوبات حتى التوصل إلى اتفاق.
وتابع: التقيت الأسبوع الماضي في تركيا بممثلي ثلاث دول أوروبية؛ وهم يتابعون عملية مستقلة عن الولايات المتحدة قد تؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على إيران من الصيف إلى الخريف.
كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قد حذر أمس من أن "تفعيل الأوروبيين لآلية الزناد سيقابل بخطوات إيرانية مضادة"، مؤكدًا أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أعيد فرض العقوبات من قبل الشركاء الأوروبيين.
كما حذرت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، اليوم الثلاثاء، من أن طهران سترد بإجراءات "مكلفة ومؤذية" على أي محاولة من أوروبا لتفعيل آلية الزناد (snapback) وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.