عقب تصريحات خامنئي.. "CNN": إسرائيل تستعدّ لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية

نقلت شبكة "CNN" عن عدد من المسؤولين الأميركيين، لم تذكر أسماءهم، أن معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعدّ لشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وقال المسؤولون الأميركيون للشبكة إن بحوزتهم معلومات حديثة تفيد بأن إسرائيل تقوم بالتحضير لعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية؛ وهو إجراء يرى بعض المحللين أنه لن يؤدي فقط إلى شرخ علني في العلاقة مع إدارة ترامب، بل قد يشعل مواجهة أوسع في المنطقة.

وقد جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من خطاب ألقاه المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوم الثلاثاء 20 مايو (أيار)، عبّر فيه عن تشاؤمه حيال نتائج المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة، واصفاً طلب واشنطن بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم بأنه "هراء وتطاول سافر".

وأكد مجددًا تمسّك إيران بحقها في التخصيب بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT).

وبحسب تقرير "CNN"، لم يُحسم بعد ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية قد اتخذت القرار النهائي بشأن تنفيذ الهجوم، لكن احتمال وقوع مثل هذا الهجوم قد "ازداد بشكل ملحوظ" في الأشهر الأخيرة، خاصة إذا ما انتهت المفاوضات بين إيران وأميركا إلى اتفاق تعتبره إسرائيل "ضعيفًا" أو "غير مقبول".

وأضاف التقرير أن هذه المخاوف لا تستند فقط إلى التصريحات العلنية من المسؤولين الإسرائيليين، بل تعززت أيضًا من خلال التنصّت على اتصالات داخلية في إسرائيل، ومراقبة التحركات العسكرية كتحريك الذخائر الجوية وإجراء تدريبات مكثفة في سلاح الجو الإسرائيلي.

وأكد مسؤولون إسرائيليون مرارًا أنهم مستعدّون للتحرك العسكري بمفردهم إذا تم التوصل إلى اتفاق لا يضمن أمن إسرائيل.

ونقلت الشبكة عن مصدر إسرائيلي قوله: "إذا وقّعت أميركا اتفاقًا سيئًا مع إيران، فإسرائيل جاهزة للتحرك بمفردها".

في المقابل، تشير تقييمات استخباراتية أميركية إلى أن إسرائيل لا تستطيع تدمير كامل البرنامج النووي الإيراني من دون دعم عسكري ولوجستي من الولايات المتحدة، خصوصًا في مجالات مثل التزود بالوقود جوًا والقنابل الخارقة للتحصينات.

ومع ذلك، يحذر محللون من أن أي هجوم إسرائيلي، حتى لو نُفّذ، قد يؤدي فقط إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا دون أن يقضي عليه بشكل نهائي.

وفي الوقت نفسه، ما زالت إدارة ترامب تُظهر التزامًا ظاهريًا بالمسار الدبلوماسي.

لكن بحسب مصادر مطلعة، كان الرئيس ترامب قد وجّه رسالة إلى المرشد الإيراني في أواخر مارس (آذار) الماضي، حدّد فيها مهلة 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق، وهي مهلة انتهت الآن من دون أي مؤشرات على التوصل إلى تفاهم.

وقال ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، يوم الثلاثاء 20 مايو، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن إدارة ترامب تسعى للتوصل إلى اتفاق يسمح لإيران باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية فقط، من دون السماح لها بتخصيب اليورانيوم.

وأضاف روبيو أن الوصول إلى اتفاق مع إيران لن يكون سهلًا، لكن الإدارة الأميركية لا تزال تفضّل التفاوض.

وأكد أن هدف واشنطن هو تقديم "مسار خروج" لإيران لتتخلى عن التصعيد وتسلك طريق السلام والازدهار.

وتابع: "إذا كانت إيران تسعى فقط إلى استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، فهناك نماذج دولية لذلك؛ حيث تبني الدول مفاعلاتها وتستورد الوقود النووي من الخارج".

من جانبه، صرّح ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لإدارة ترامب في المفاوضات، لشبكة "ABC" بأن الولايات المتحدة "لن تقبل حتى بنسبة 1٪ من قدرة التخصيب" ضمن الاتفاق.

وأوضح أن واشنطن قدّمت عرضًا لإيران "يحفظ كرامتها ويعالج في الوقت نفسه مخاوفنا الأمنية".

ورغم مرور أكثر من شهر على بدء المفاوضات بوساطة سلطنة عمان، لم تُعتمد بعد أي صيغة نهائية من قبل الرئيس ترامب.

في السياق ذاته، تحدث محللون عن الوضع المعقّد الذي يواجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يجد نفسه تحت ضغط داخلي متزايد لمنع اتفاق محتمل بين طهران وواشنطن، بينما يسعى في الوقت نفسه إلى تجنّب انهيار العلاقات مع إدارة ترامب التي قد تختلف معه في بعض الملفات الأمنية.

ومع تصاعد التوتر، رفعت الولايات المتحدة من وتيرة جمع المعلومات الاستخباراتية العسكرية تحسّبًا لأي طارئ، ولضمان القدرة على الردّ والتعامل مع التبعات في حال وقوع هجوم.

ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن واشنطن لا تنوي حاليًا المشاركة المباشرة في أي عملية عسكرية ضد إيران، إلا إذا أقدمت طهران على استفزاز كبير.

يأتي تقرير "CNN" في وقت لا تزال فيه المنطقة متأثرة بتبعات حرب غزة، ويحذّر كثير من المحللين من أن أي تحرك عسكري جديد قد يشعل الأزمات الإقليمية بشكل أوسع.