نتنياهو: إيران لا تزال تشكل تهديدا خطيرا لإسرائيل



أعلن وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر البوسعيدي، أن الجولة الخامسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران ستُعقد يوم الجمعة، 23 مايو، في العاصمة الإيطالية روما. ولم تُصدر بعدُ أي جهة رسمية من إيران أو الولايات المتحدة تعليقاً على هذا الإعلان.
وكان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قد صرّح اليوم الأربعاء، بعد يوم واحد من خطاب علي خامنئي حول احتمال فشل المفاوضات مع أميركا، قائلاً: "نحن ندرس المشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات من عدمها."
وأضاف: "نحن نواجه الطمع والمبالغات على طاولة التفاوض، لكننا لم نغادر المسار الدبلوماسي أبداً."

ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة في طهران لـ"إيران إنترناشيونال"، أنه "عقب تأكيد ستيف ويتكوف على (تصفير تخصيب اليورانيوم) في المفاوضات مع إيران، طلب مسؤولون في الحكومة الإيرانية من الوسطاء العمانيين إقناع واشنطن بتخفيف هذا المطلب".
وقالت المصادر نفسها: "نظراً لاعتماد الأسواق المالية الإيرانية على سير المفاوضات، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في رسالة إلى عُمان أنه إذا قامت الولايات المتحدة بتعديل مواقفها، فبالإمكان التوصل إلى حل وسط عبر الدبلوماسية".
وأضافت المصادر: "في حال فشل المفاوضات، لا يوجد بديل عن (الخطة ب) للسيطرة على الأزمة وإدارة شؤون البلاد. ويسعى المسؤولون الإيرانيون إلى الحفاظ على أجواء التفاوض قائمة".

قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري: "لقد أبلغت فريق التفاوض منذ البداية أن هذه المفاوضات لن تصل إلى نتيجة أبدًا". وأضاف البرلماني الإيراني أن "الفجوة بين ما تريده أميركا منا والخطوط الحمراء التي رسمتها القيادة بشكل صحيح لهذه المفاوضات كبيرة جداً".
وأكد كوثري: "علماؤنا وصلوا إلى مستوى من المعرفة والقدرة بحيث لو أردنا إنتاج قنبلة ذرية لكان الأمر سهلا بالنسبة لنا، لكننا لا نتجه نحو الأسلحة النووية لأن القيادة حظرتها".

كتب مهدي سنائي، مساعد الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على شبكة "إكس" أن بزشكيان سيتوجّه إلى مسقط يومي 26 و27 مايو/أيار، وذلك بدعوة من سلطان عمان.
وأوضح مساعد بزشكيان أن هدف الزيارة هو "عقد لقاءات رسمية، وتوقيع اتفاقية التجارة التفضيلية، والتعاون الجمركي والاستثماري، وتنظيم ملتقى تجاري".
وقد لعبت سلطنة عمان دور المضيف والوسيط في المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن تصريحات علي خامنئي الأخيرة بشأن عدم جدوى هذه المفاوضات وتشديد طهران على مواصلة التخصيب، أثارت الغموض حول مستقبل هذه المحادثات.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول إيراني رفيع أن المفاوضين الإيرانيين يعيدون النظر في المشاركة بجلسة مقررة نهاية هذا الأسبوع في روما.
وقال هذا المسؤول: "لا نرغب في الدخول بجولة جديدة من المفاوضات قد تبوء بالفشل. نحن بالتأكيد نرغب في استمرار الدبلوماسية".
وكان مسؤول إيراني قد صرّح لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، يوم الاثنين، أن طهران رفضت دعوة عمان لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات، التي كان من المقرر أن تُعقد يوم الجمعة المقبل في روما، بسبب تصريحات ستيف ويتكوف بشأن التخصيب.
وفي السياق نفسه، قال عباس عراقجي اليوم الأربعاء: "لا زلنا ندرس ما إذا كان من الممكن إجراء مفاوضات مثمرة في ذلك الزمان والمكان، وما إذا كنا سنشارك في الجولة القادمة أم لا".

أشارت وكالة "تسنيم" للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى تقرير لشبكة "سي إن إن" حول استعداد إسرائيل لمهاجمة إيران بعد تصريحات خامنئي بأن المحادثات من المرجح أن تكون بلا جدوى. وكتبت أن "التهديد بالهجوم العسكري" هو بالضبط رد فعل متوقع من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأفادت وكالة "تسنيم" بأنه بعد الجولات الثلاث الأولى من المفاوضات، "واجهت الولايات المتحدة الآن جدارا صلبا يتمثل في الخط الأحمر الإيراني في تفكيك منشآت التخصيب النووي؛ فلجأوا إلى التهديدات العسكرية".
وأضافت وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني: "الولايات المتحدة وإسرائيل تعلمان جيداً أن الحرب مع إيران لا يوجد فيها طرف واحد يمكنه الفوز والخسارة، وأنهما لن تتلقيا ضربة أقوى فحسب، بل إن طهران هي التي ستحدد نتيجة ونهاية الحرب".