الحكم على امرأة بهائية بالسجن 25 عامًا واعتقال 3 أخريات في إيران

أفادت معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" بأن محكمة الثورة في مدينة شيراز أصدرت حكمًا بالسجن 25 عامًا بحق رويا ثابت، وهي مواطنة تنتمي إلى الديانة البهائية.

أفادت معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" بأن محكمة الثورة في مدينة شيراز أصدرت حكمًا بالسجن 25 عامًا بحق رويا ثابت، وهي مواطنة تنتمي إلى الديانة البهائية.
وأضافت المصادر أن 3 بهائيات أخريات تم اعتقالهن في العاصمة طهران، وهن: شيدا روحاني وشيده توكلي وشیلا توكلي، على يد عناصر الأمن الإيراني.
وبحسب هذه المعلومات، التي وردت يوم الجمعة 30 مايو (أيار)، فقد شمل الحكم على رویا ثابت، إلى جانب السجن، منعها من مغادرة البلاد لمدة عامين مع إلغاء جواز سفرها، وحرمانها من الحقوق الاجتماعية، ومنعها من النشاط في الفضاء الإلكتروني.
وقد صدر هذا الحكم يوم الأربعاء 28 مايو الجاري، وإذا تم تأييده في محكمة الاستئناف، فسيتم تنفيذ 10 سنوات منه كأقصى عقوبة واجبة النفاذ.
أما التهم الموجهة إلى رویا ثابت، فقد شملت: "التعاون والتواصل مع رعايا ومؤسسات تابعة لإسرائيل"، و"تشكيل وإدارة مجموعة بهدف العمل ضد أمن الدولة"، و"القيام بنشاطات دعائية تتعارض مع الشريعة الإسلامية".
وكانت رویا ثابت، قد عادت إلى إيران في 4 يناير (كانون الثاني) 2024، بعد 23 عامًا من الإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لرعاية والديها المسنين والمرضى في شيراز. وقد تم اعتقالها من قِبل عناصر استخبارات الحرس الثوري بعد عودتها، بتهم تتعلق بـ "الدعاية ضد النظام" و"الإضرار بأمن البلاد".
وأمضت ثابت نحو سبعة أشهر في الحبس الاحتياطي، قبل أن يُفرج عنها في أغسطس (آب) 2024 من سجن عادل آباد في شيراز بكفالة مالية.
اعتقال 3 نساء بهائيات في طهران
وفقًا لما أفادت به مصادر "إيران إنترناشيونال"، فقد تم اعتقال ثلاث نساء بهائيات أخريات، وهن: شیدا روحانی وشیده توكلي وشیلا توكلي، في 26 مايو (أيار) الجاري داخل منزلهن في العاصمة طهران.
وصادرت قوات الأمن جميع الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهن، أثناء عملية الاعتقال، بما في ذلك الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية، كما تم التحفظ على كميات كبيرة من ممتلكاتهن من ذهب ومجوهرات وعملات أجنبية.
ويُذكر أن البهائيين يُعدّون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وقد تعرضوا، منذ الثورة الإيرانية عام 1979، لاضطهاد ممنهج من قِبل نظام طهران.
وقد تصاعدت الضغوط على أتباع هذه الديانة خلال العام الماضي بشكل ملحوظ.
وتشير مصادر غير رسمية إلى أن عدد البهائيين في إيران يتجاوز 300 ألف شخص.
ويُشار إلى أن الدستور الإيراني لا يعترف إلا بالأديان التالية: الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية، بينما يُحرم البهائيون من أبسط حقوقهم الدينية والاجتماعية.

أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن مغني الراب الإيراني، أمير حسين مقصودلو، المعروف بلقب "تتلو"، حاول الانتحار في السجن من خلال تناول الحبوب، وقد نُقل إلى أحد مستشفيات طهران.
وذكرت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، صباح الجمعة 30 مايو (أيار)، أن حالة "تتلو" العامة تحسنت، ومن المتوقع أن يُخرج من المستشفى خلال الساعات القليلة المقبلة.
ولم يُشر التقرير إلى دوافع محاولة الانتحار، غير أن الكثير من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في السنوات الماضية أقدموا على الانتحار أو إيذاء أنفسهم، نتيجة الضغوط النفسية الشديدة الناتجة عن الخوف من تنفيذ الحكم أو سوء ظروف الاحتجاز.
كان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، قد أعلن، يوم الخميس 15 مايو الجاري، أن حكم الإعدام بحق "تتلو" قد أُيد، وأصبح قابلاً للتنفيذ، إلا أن الطلبات القانونية لإلغائه لا تزال قيد النظر.
وأشار جهانغير إلى أن الحكم بالإعدام على تتلو بتهمة "سبّ النبي" (الإساءة للنبي محمد) قد صُدّق عليه من قِبل المحكمة العليا، رغم تقديم استئناف من قِبل محاميه.
كما صدر حكم بالسجن لمدة 10 سنوات على "تتلو" بتهمة "التحريض على الفساد والفحشاء".
وأشار المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية إلى أن تتلو حُكم عليه في البداية بالسجن خمس سنوات من قِبل الفرع التاسع لمحكمة الجنايات بطهران بتهمة "الإساءة للمقدسات"، غير أن هذا الحكم واجه اعتراضًا من النيابة العامة، وبعد نقضه من المحكمة العليا، أُعيد الملف إلى الفرع السادس كفرع مماثل.
وفي النهاية، أصدر هذا الفرع حكمًا بالإعدام ضده بتهمة "سبّ النبي"، وقد تم تأييد الحكم مؤخرًا من قِبل المحكمة العليا وأُرسل إلى المحكمة لتنفيذه.
وكان قد أُعلن يوم الجمعة 26 أبريل (نيسان) الماضي أن تتلو صدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات، في ملف آخر، من قِبل رئيس الفرع 26 من محكمة الثورة، إيمان أفشاري، وهو الآن يقضي عقوبته في سجن طهران الكبرى.
وأكدت المحاميتان نقشي رحيمي فر والهام رحيمي فر، في رسالة إلى عدد من مراجع التقليد، يوم الخميس 29 فبراير (شباط) الماضي، أن موكلهما بُرئ من هذه التهمة في المرحلة الابتدائية، وأن حكم الإعدام صدر لاحقًا نتيجة ما وصفاه بـ "تشددات خارجة عن القانون".
اعتقال "تتلو"
ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية في ديسمبر (كانون الأول) 2023 أن "تتلو"، الذي كان معتقلاً في تركيا بسبب شكاوى خاصة متعددة، تم تسليمه إلى السلطات الإيرانية عبر معبر بازرغان الحدودي.
وكان قد اعتُقل قبل أربع سنوات أيضًا في تركيا، بناءً على طلب من الشرطة الإيرانية؛ حيث قالت السلطات حينها إنه جارٍ اتخاذ الإجراءات لتسليمه، لكن أُطلق سراحه بعد أسبوع.
وفي فبراير 2020، صرّح المتحدث السابق باسم الشرطة، أحمد نوريان، لوكالة "باشگاه خبرنگاران جوان" بأن "تتلو تم توقيفه في تركيا بسبب نشرة حمراء من "الإنتربول" بناءً على ملف قضائي مفتوح ضده في إيران".
وقد أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية حينها أن الاتهام الموجه إليه كان "الإساءة لشخصيات دينية شيعية" خلال إحدى حفلاته.
ووُلِد "تتلو" عام 1987 في طهران، وبدأ مسيرته الفنية عام 2004 عبر نشر أعماله على مدونة شخصية.

وجّه "اتحاد عمال إيران – خارج البلاد" رسالة مفتوحة بمناسبة الاجتماع السنوي لمنظمة العمل الدولية، أشار فيها إلى القمع المنهجي للعمال، وغياب النقابات المستقلة، وسوء أوضاع الفئات الضعيفة.
وطالب "اتحاد عمال إيران – خارج البلاد"، بطرد ممثلي النظام الإيراني، والنظر في انتهاك الاتفاقيات الدولية، والإفراج الفوري عن النشطاء العماليين.
وأشار الاتحاد في رسالته إلى اليوم الثامن من إضراب سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران، وكتب: "بدأ إضراب سائقي الشاحنات احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود وعدم توفر التأمين، وهو مثال على الاستياء الواسع الذي يُقابل دائمًا بالإنكار والقمع".
وأكدت الرسالة على دور الأجهزة الأمنية في قمع العمال، وعلى غياب النقابات المستقلة، والاستغلال الواسع في المناطق الحرة والصناعات الأساسية مثل النفط والغاز.
واعتبر الاتحاد أوضاع ناقلي البضائع عبر الحدود، وباعة الوقود، والنساء، وأطفال الشوارع، والعمال المهاجرين من أفغانستان، أمثلة واضحة على انتهاك الاتفاقيات الأساسية لمنظمة العمل الدولية.
وكان إضراب سائقي الشاحنات في إيران قد دخل يومه الثامن، الخميس 29 مايو (أيار)، في عدد من المدن الإيرانية رغم الضغوط الحكومية.
وقامت السلطات خلال الأيام الماضية باعتقال عدد من السائقين في محاولة للضغط عليهم لفك الإضراب.
وأكدت نقابة سائقي الشاحنات في بيان أن اعتقال السائقين لن يؤثر على إرادتهم، بل سيجعلهم أكثر تصميمًا على مواصلة الإضراب.
وطالبت النقابة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السائقين المعتقلين، وحذرت قائلة: "القمع والاعتقالات والتهديدات ليست ردًا على المطالب المشروعة، بل هي دليل على عجز الحكومة أمام موجة العدالة المتدفقة التي نطالب بها".
وقد بدأت جولة جديدة من احتجاجات السائقين وسائقي الشاحنات في 19 مايو في بندر عباس، بناءً على دعوة من نقابة اتحادات سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران، واستمرت بشكل منسق في عشرات المدن الإيرانية منذ 22 مايو.
وقال السائقون المحتجون إنهم يضربون لمدة أسبوع احتجاجًا على تقليص حصة الديزل، وارتفاع أسعار التأمين، وانخفاض أجور نقل البضائع، ومطالب نقابية أخرى لم تتحقق.

قال محسن جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني في مدينة فومن بمحافظة غيلان، شمالي إيران، إن مشروع "محاكاة الجحيم" الذي نفّذه الحرس في هذه المدينة، يتضمن أيضًا ما وصفه بـ"الفضاء الواسع للجنة"، مؤكدًا أن الحرس الثوري "بنى الجنة أيضًا، وليس الجحيم فقط".
وأضاف جعفري، يوم الأربعاء 28 مايو (أيار): "جنتنا أوسع من جهنمنا بسبع أو ثماني مرات، وتتميز بعظمتها وجمالها، وبوجود طيور جميلة مثل الطاووس والحجل".
وكان جعفري قد صرّح سابقًا أن الحرس الثوري أقام مشروعًا باسم "الساعة على توقيت الجنة"، يتم فيه محاكاة القبر، ومواجهة الملكَين نكير ومنكر، والعبور على الصراط، باستخدام نيران حقيقية في مكان شُيّد ليحاكي الجحيم.
وقد تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر هذا الموقع.
ووفقًا لجعفري، يمرّ الزوار في أجنحة "الجحيم" حيث توجد نيران مشتعلة حقيقية في الأسفل "يمكن الإحساس بها فعليًا"، على حد قوله.
وأضاف أن عددًا من مراجع التقليد في "قم" قد صادقوا على هذا المشروع.
كما ذكرت قناة "تلغرام" الخاصة بالمشروع أنه تم إعداد "معرض جذاب" يضم معدات عسكرية ضخمة، لتمكين الزوار من مشاهدة بعض تجهيزات الحرس الثوري العسكرية عن قرب.
انتقادات واسعة على وسائل التواصل
وقد أثار هذا المشروع موجة انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب بعض المستخدمين أن الحرس الثوري بدلًا من بناء الجسور والطرق، يقوم ببناء جحيم آخر.
وكتب أحد المستخدمين لموقع "إيران إنترناشيونال": "العالم يسعى من أجل رفاهية شعبه وإسعاده، في حين أن مسؤولينا غير الأكفاء والمجانين يصنعون جهنمًا! ألا يوجد أحد ليقول لهؤلاء: يا إخوتي، لقد احترقنا بما فيه الكفاية في الجحيم الذي خلقتْه ثورتكم منذ سنوات؟".
وعلق مستخدم آخر: "لقد أمضيتم الـ46 عامًا الماضية تفعلون هذا بالضبط، فلا تتعبوا أنفسكم أكثر. نحن نعيش في الجحيم بالفعل".
وأشار بعض المستخدمين إلى أن المشروع يتلقى تمويلًا حكوميًا، ويُستخدم كوسيلة لتحقيق أرباح مالية للحرس الثوري عبر الحصول على ميزانيات ضخمة من الدولة.
وفي تعليق سياسي لافت، قال محسن سازكارا، المعارض الإيراني وعضو مجلس إدارة الانتقال الديمقراطي، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "أن يقوم الحرس الثوري ببناء جهنم، أمر رمزي جدير بالتأمل، خاصة وأن إبليس يُقدَّم في كثير من التعاليم الدينية على أنه رئيس جهنم، والقائد العام للحرس الثوري هو علي خامنئي".

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن بعض الجهات حاولت إثبات أن الفساد في إيران "ممنهج"، واصفًا هذا الادعاء بأنه "كذب"، مؤكدًا أن الجهاز الإداري في البلاد سليم. داعيا في الوقت ذاته المحافظين إلى الامتناع عن ممارسة التجارة الشخصية خلال فترة تولّيهم المناصب الحكومية.
وفي لقاء جمعه يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) بوزير الداخلية والمحافظين، قال خامنئي: "توجد خيوط قوية أو ضعيفة من الفساد في بعض القطاعات، ويجب محاربة هذه الحالات بشكل حاسم".
وأضاف: "الفساد يشبه التنين ذا الرؤوس السبعة، ولا يمكن القضاء عليه بسهولة، ويجب مواصلة مكافحته. والشرط الأول والأساسي في محاربة الفساد هو ابتعاد المسؤولين وأسرهم عن العوامل المسببة له".
الحديث عن "فساد ممنهج"
تأتي تصريحات خامنئي هذه في وقت تزايدت فيه التقارير خلال السنوات الأخيرة حول وجود فساد ممنهج في أجهزة الدولة الإيرانية.
وتُعد قضايا مثل شاي دباش، وفساد قطاع الأدوية، وبنك التأمين الإيراني، وصندوق الادخار الثقافي، وفضائح عائلة كاظم صديقي، وقطاع البتروكيماويات، وملف أبراج النفط، والاختلاس بقيمة ثلاثة آلاف مليار تومان، وشهرام جزائري، ومرتضى رفيق دوست، وفاضل خداداد، وهيكتور ابن علي شمخاني، وقضية بابك زنجاني، من أبرز الأمثلة على فضائح الفساد الواسعة التي وُصفت بأنها "ممنهجة" داخل النظام.
وأكد عدد من نواب البرلمان، وخبراء الاقتصاد، وعلماء الاجتماع، والصحفيين، مرارًا خلال العقدين الماضيين أن الفساد في إيران "ممنهج"، مشيرين إلى أن مؤشرات الفساد الممنهج تتطابق مع بنية النظام الإداري في إيران.
ومن جهة أخرى، كانت أحد المطالب الرئيسية لسائقي الشاحنات الثقيلة الذين نفذوا إضرابًا منسقًا في أكثر من 135 مدينة خلال الأسبوع الماضي، هو إنهاء الفساد والتمييز في آلية توزيع الشحنات.
وقد تصاعدت وتيرة الحديث عن الفساد وسرقة المسؤولين في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد أن قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال زيارته إلى الرياض يوم 12 مايو (أيار)، إن قادة إيران يركّزون على نهب ثروات شعبهم لتمويل الإرهاب وسفك الدماء في الخارج.
وقد رد خامنئي حينها قائلاً إن كلام ترامب لا يستحق الرد، وأضاف: "رغم أنف الأعداء، فإن إيران تتقدم وستستمر في التقدم".
مكافحة الفساد واجب
وفي جزء آخر من حديثه اليوم، قال خامنئي إن مكافحة الفساد من الواجبات الحتمية للمسؤولين الكبار في النظام، وأعاد التأكيد على أن "الشرط الأساسي لمكافحة الفساد هو أن يبتعد المسؤولون وعائلاتهم عن مواطن الفساد".
كما شدد على ضرورة الحفاظ على نقاء الدولة، ودعا المحافظين إلى الامتناع عن أي أنشطة تمثل تضارب مصالح، مثل العمل التجاري الشخصي خلال فترة الخدمة في الدولة.
وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها خامنئي إنكار وجود فساد منهجي وبنيوي داخل النظام.
ففي يونيو (تموز) 2017، قال: "هناك حالات فساد في البلاد. وهي حالات سيئة، لكنها فردية وليست ممنهجة، ومع ذلك يجب مواجهتها".
أما محمد جعفر منتظري، الرئيس الحالي للمحكمة العليا، فقد صرّح في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، عندما كان يشغل منصب المدعي العام، بأن: "الفساد في النظام لم يكن يومًا واسع النطاق أو ممنهجًا. الفساد موجود في كل مكان في العالم، ويتعلق بمديرين فاسدين وخونة. جزء من الإدارة قد فسد، ويجب علينا تطهير هذا الجزء".

تزامنًا مع اليوم السابع لإضراب سائقي الشاحنات، اعتقلت القوات الأمنية في إيران عددا من سائقي المركبات الثقيلة في محافظة كرمانشاه. وفي محاولة للسيطرة على الإضراب وعدت الحكومة الإيرانية بمنح وقود تحفيزي للمركبات التي قامت بنقل البضائع خلال الأيام الماضية.
وأعلن مسؤولو محافظة هرمزجان، يوم الأربعاء 28 مايو (أيار)، بالتزامن مع استمرار وتوسع إضراب سائقي الشاحنات، أنه سيتم منح 300 لتر من الوقود التحفيزي في محطات بندر عباس للشاحنات التي تحمل وثائق نقل بضائع.
في الوقت نفسه، قامت السلطات الأمنية باعتقال وتلفيق ملفات قضائية ضد السائقين الذين انضموا إلى الإضراب.
وأفادت نقابة اتحادات سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران يوم 27 مايو (أيار) أن 11 سائقًا لمركبات ثقيلة في محافظة كرمانشاه تم اعتقالهم من قبل القوات الأمنية.
وتشير التقارير إلى أن شهاب دارابي، سائق شاحنة ومدوّن من إسلام آباد غرب، تم اعتقاله يوم 27 مايو بسب دعمه لإضرابات سائقي الشاحنات وتم نقله إلى مكان مجهول.
وأكدت نقابة سائقي الشاحنات هذا الخبر في بيان، مشيرة إلى أن عناصر وزارة الاستخبارات اقتحموا منزل دارابي واعتقلوه بعنف وضرب أمام عائلته.
وقبل اعتقاله، أعلن دارابي في مقطع فيديو أن صفحتيه على وسائل التواصل الاجتماعي تم تعطيلهما بسبب دعمه لإضراب سائقي المركبات الثقيلة.
اليوم السابع للإضراب
واستمر سائقو الشاحنات والمركبات الثقيلة في إضرابهم يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) لليوم السابع على التوالي في عدد من المدن الإيرانية رغم الضغوط الحكومية.
وأرسل أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو يوم 28 مايو من طريق داراب- فسا، مشيرًا إلى عدم وجود أي مركبة ثقيلة تتحرك على هذا الطريق.
وأكدت نقابة سائقي الشاحنات في بيان أن اعتقال السائقين لن يؤثر على إرادتهم، بل سيجعلهم أكثر تصميمًا على مواصلة الإضراب.
وطالبت النقابة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السائقين المعتقلين، وحذرت قائلة: "القمع والاعتقالات والتهديدات ليست ردًا على المطالب المشروعة، بل هي دليل على عجز الحكومة أمام موجة العدالة المتدفقة التي نطالب بها”>
دعم الشخصيات والنقابات المختلفة
وأعلنت فاطمة ومحمد حسين سبهري، سجينان سياسيان ومن الموقعين على رسالة استقالة خامنئي، الأربعاء 28 مايو (أيار)، دعمهما للإضراب الوطني لسائقي الشاحنات.
وكتبا في بيان أن هذا الإضراب ليس مجرد "صرخة نقابة"، بل هو صدى معاناة شعب عانى لعقود من الظلم والفساد والتضخم والتمييز والقمع.
وأضاف الأخوان السجينان: "نعتقد أن الوقت قد حان لتتجاوز الإضرابات الإطار النقابي وتصبح حركة شعبية وطنية".
وبالتزامن مع اليوم السابع لاحتجاجات سائقي الشاحنات المنسقة في إيران، دعم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذه النقابة واحتجاجاتها باستخدام هاشتاغ "الإضراب".
ووصف المخرج السينمائي المعارض جعفر بناهي، الحائز مؤخرًا على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، إضراب سائقي الشاحنات بأنه "صرخة عالية موجهة إلى الحكومة".
وكتب على "إنستغرام": "يقول سائقو الشاحنات، من خلال إضرابهم، للنظام الإيراني: كفى. أوقفوا هذا الظلم والنهب، قبل أن يُفقد كل شيء ولا يبقى شيء لهذا الشعب".
وأصدرت جمعية المعلمين في هرسين بيانًا وصفت فيه انتشار الظلم المنهجي على حياة مختلف شرائح الشعب بأنه واقع مروع، وإنكاره يؤدي إلى ظلم مضاعف وإعادة إنتاجه من قبل "أسياد السلطة والثروة".
وكتبت الجمعية: "نعترف بمطالب سائقي الشاحنات وإضرابهم واحتجاجاتهم من أجل استرداد حقوقهم، ونعتبر دعم الشعب لمطالبهم فعلًا عقلانيًا وإنسانيًا، وندين استخدام أدوات العنف من قبل الحكام ضد هذه الشريحة المظلومة".
انضمام سائقي "النيسان" وتطبيق "سناب" للإضراب
وأفادت نقابة سائقي الشاحنات، مشيرة إلى الإضراب المنسق في 135 مدينة خلال الأسبوع الماضي، أن سائقي "النيسان" وأشخاص من نقابات أخرى انضموا إلى الاحتجاج في الأيام الأخيرة، مما أجبر المسؤولين على الرد.
وأعلن مواطن يعمل سائقًا في تطبيق "سناب"، في مقطع فيديو أرسله إلى "إيران إنترناشيونال"، أنه انضم إلى إضراب السائقين.
وذكر أسباب الإضراب وهي: تقاضي عمولة بنسبة 22%، غياب التأمين، انعدام الأمان الوظيفي، والمشكلات الاقتصادية.
وحث هذا السائق زملاءه في جميع أنحاء إيران على الانضمام إلى الإضراب والاستمرار فيه بقوة لتحقيق المطالب النقابية.
وبدأت جولة جديدة من احتجاجات السائقين وسائقي الشاحنات في 19 مايو في بندر عباس، بناءً على دعوة من نقابة اتحادات سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران، واستمرت بشكل منسق في عشرات المدن الإيرانية منذ 22 مايو.
وقال السائقون المحتجون إنهم يضربون لمدة أسبوع احتجاجًا على تقليص حصة الديزل، ارتفاع أسعار التأمين، انخفاض أجور نقل البضائع، ومطالب نقابية أخرى لم تتحقق.
وأظهر مقطع فيديو أرسله أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" من تبريز خلو طريق كسائي السريع، أحد الطرق الرئيسية في محافظة أذربيجان الشرقية، تمامًا من الشاحنات في الساعة الثانية صباحًا يوم 28 مايو (أيار).
وأرسل متابع آخر مقطع فيديو يوم 28 مايو من طريق ساوه السريع، مشيرًا إلى أن هذا الطريق خالٍ تمامًا من حركة الشاحنات.
تأجيل نظام الديزل ثلاثي الأسعار
أعلن رضا أكبري، رئيس هيئة النقل البري، يوم 28 مايو أن موعد تطبيق نظام الديزل ثلاثي الأسعار لم يُحدد بعد، وأن كبار المسؤولين في الحكومة لم يتخذوا قرارًا بهذا الشأن.
وقال إن بعض السائقين في المسارات الطويلة والمزدحمة يضطرون لاستهلاك وقود أكثر، لكن الوقود المخصص لهم غير كافٍ، مما يجبرهم على شرائه من السوق الحرة بأسعار أعلى.
وأضاف أكبري أنه لهذا السبب، تم اتخاذ قرار بمراجعة وتعديل جداول وقواعد تخصيص الوقود لمنح السائقين كميات إضافية.
ووعد قائلاً: "حتى نضمن تخصيص كمية كافية من الوقود بالسعر المعتمد للسائقين الذين يعملون بشكل شريف ومنتظم، لن يتم تطبيق نظام الأسعار الثلاثية".
وأعلنت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) أنه إذا تحركت الشاحنات وفقًا للوثيقة الإلكترونية الصادرة، فلن تكون هناك أي تغييرات في الأسعار بالنسبة لهم، ويمكنهم التزود بالوقود في المحطات بالسعر السابق.
وأضافت أن التغيير في الأسعار ينطبق فقط عندما ينحرفون عن المسار المحدد.