وذكرت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية التابعة للنظام الإيراني، وإن كانت قد أضعفت هذا البرنامج بشكل غير مسبوق، فإن الدول الخليجية باتت ترى نفسها الآن في مواجهة تهديد لم يعد من الممكن احتواؤه بالاتفاقات السابقة. وهو تهديد، كما يفيد التحليل، من شأنه أن يُعرّض الاستقرار والأمن في المنطقة وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية للخطر على مدى عقود.
وأضافت "فايننشيال تايمز" أن الرد الصاروخي للنظام الإيراني على قاعدة أميركية في قطر، وما تبع ذلك من مشاهد لهروب الناس من الشوارع، شكّل صدمة كبيرة للدول، التي حاولت تقديم نفسها كمراكز آمنة للتجارة والسياحة.
وقد حذر محللون من أنه بغض النظر عن حجم الأضرار الفعلي، فإن هناك الآن خطرًا حقيقيًا من أن تنسحب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أو أن تستأنف برنامجها لتطوير سلاح نووي.
ويشبه التحليل وضع إيران اليوم بالعراق عام 1991: نظام عسكري أُضعف لكنه لم يُقضَ عليه، ولا يزال قادرًا على زعزعة استقرار المنطقة. في المقابل، لم تعد الولايات المتحدة راغبة في إدارة هذه الأزمة، فيما لا تُبدي إسرائيل اهتمامًا باتفاق من شأنه أن يقيّد حريتها في التحرك.
وترى الصحيفة أن النظام الإيراني قد يكون مشغولاً الآن بإدارة أزمته الداخلية ومعالجة جراحه، إلا أنه لا يزال يحتفظ بأوراق خطيرة مثل التهديد النووي، وشبكات الوكلاء في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تجد الدول الخليجية نفسها مضطرة إلى تعزيز أنظمتها للدفاع الجوي والصاروخي، وتوسيع تعاونها الدفاعي مع الغرب.
وخلص التقرير إلى أنه "رغم أن واشنطن وتل أبيب تعتبران إضعاف النظام الإيراني إنجازًا تاريخيًا، فإن دول المنطقة تنظر إلى هذا التطور كمؤشر على بداية حقبة طويلة من عدم الاستقرار والقلق".