وتناقلت الصحف الإيرانية المختلفة، الإصلاحية، والأصولية، مقتطفات من حوار عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، إلى شبكة (CBS) الأميركية، والحديث عن فتح باب المفاوضات، لكنه نفى في الوقت نفسه استئناف المفاوضات سريعًا، وقال: "ينبغي أولًا أن نتأكد من أن الولايات المتحدة لن تعود إلى استهدافنا بهجوم عسكري أثناء سير المفاوضات".
كما تداولت في السياق، تصريحات فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، والتي أكدت على ضرورة استمرار المفاوضات، رغم انعدام الثقة في الطرف المقابل.
على صعيد آخر، عبر ماشــاء الله شــمس الواعظین، الصحفي المخضرم، في حوار مع صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية، عن اعتقاده:" بأن صاروخ "خيبر شكن- 2" سيكون له قدرة مناورة أعلى في اختراق شبكة الدفاع الجوي، وسيظل يشكل تهديدًا خطيرًا جدًا للكيان الصهيوني".
وردًا على سؤال صحيفة "سياست روز" الأصولية، حول ما إذا كان صاروخ "قاسم بصير" سيُجهَّز على منصات الإطلاق للرد على إسرائيل في حال تجدد الاعتداءات قال اللواء أحمد وحيدي، مستشار القائد العام للحرس الثوري: "لقد تم تجهيز إمكانيات كبيرة للرد على العدو". اقتصاديًا، أكد مرتضى أفقه، الخبير الاقتصادي وعضو الهيئة العلمية بجامعة "جمران"، حسبما نقلت صحيفة "أبرار اقتصادي" الأصولية أن "الخوف من احتمال هجوم إسرائيلي على إيران، فرض حالة من الاضطراب على الأجواء الاقتصادية الإيرانية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار العملات والذهب مؤخرًا".
ويتعين على النخبة الاقتصادية حسبما نقلت صحيفة "أفكار" الإصلاحية، عن علي رضا شریفي یزدي، عالم الاجتماع والأستاذ الجامعي، "أن تهيئ الأجواء لتخفيف الضغوط الاقتصادية على الناس إلى أدنى حد ممكن، وأن تقدم حلولاً تمكّنهم من عيش حياة أكثر راحة".
ووفق صحيفة "اقتصاد أمروز" الاقتصادية: "يعتقد بعض المحللين الاقتصاديين أن الحرب قد تدفع المتغيرات الاقتصادية الكلية للبلاد بسرعة نحو وضع أسوأ".
وتحدثت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية عن أزمة صامتة في احتياطيات إيران من الأدوية. كما تساءلت الصحيفة عن أسباب ضعف الشركات الإيرانية في مواجهة الصدمات، وكتبت: "أحد أبرز مخاوف الفاعلين الاقتصاديين هو تسريح العمالة وتراجع الاستثمار الإنتاجي في المنشآت؛ مسار ستكون نتيجته الاجتماعية تفاقم البطالة وعدم الاستقرار".
ويواجه الاقتصاد الإيراني بحسب صحيفة "اسكناس" الاقتصادية "ظاهرة شيخوخة السكان. وهي ظاهرة لن تقلب فقط هيكل سوق العمل، بل توجه أيضًا السياسات المالية والرفاهية والنمو الاقتصادي".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": المفاوضات كانت خدعة.. والصواريخ أخضعت العدو
أعدت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي، تقريرًا عن حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل، وكتبت: "ما ساعد إيران على تجاوز منعطف الحرب الحساس، ليس الابتسامات، وإنما الصواريخ الإيرانية الدقيقة التي لم تُكشف بعد جميع أوراقها".
واتهم التقرير من أسماهم بالغربيين الداخليين بتجميل صورة ترامب، وتابع: "لعبوا الدور المتوقع منهم أي التمهيد. هم الذين تسببوا في أكبر الأضرار الاستراتيجية لإيران في عهد روحاني بثقتهم بأميركا، وعادوا اليوم لينفذوا عبر الحكومة والإعلام، متحدثين عن ضرورة التفاوض لمنع الحرب، ووصف معارضي التفاوض بالمتطرفين والمحاربين".
وأضاف: "قد انتصر الدم على السيف، فالصواريخ الإيرانية لم تلتهم فقط أنظمة الدفاع العدو، بل حولت قواعده السرية في المنطقة إلى جحيم. هذا مجرد جزء من القدرات الدفاعية الإيرانية. هذه ليست سوى البداية، فإيران لم تستخدم بعد صواريخ الجيل الجديد التي لم يُكشف عنها، والمفاجآت الرئيسية محفوظة للرد على أي تحركات إسرائيلية قادمة".
"أتراك": هل على إيران أن تصنع سلاحًا نوويًا؟
حسبما نقلت صحيفة "أتراك" الأصولية، تساءل جليل بيات، الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة "تربيت مدرس"، هل يمكن لامتلاك السلاح النووي أن يخلق ردعًا؟ وأجاب: "بالنظر للنفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي الكبير في إيران، وانفتاح المجال الجوي الإيراني، وجرأة دونالد ترامب، فإن أحد المخاطر المحتملة في مثل هذه الحالة هو التخريب أو حتى قصف مواقع تخزين هذه الأسلحة، مما قد يؤدي إلى كارثة نووية داخل إيران".
وأضاف: "إذا قامت الولايات المتحدة وإسرائيل بهجوم استباقي على ترسانة إيران النووية، فمن المحتمل أن تفقد إيران قدرتها على الرد أو الضربة الثانية. وإذا افترضنا أن طهران ضربت أولًا واخترقت صواريخها النووية المحدودة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فإنها ستكون بلا حماية في مواجهة الانتقام الأميركي والإسرائيلي. لذا، فإن المسألة ليست بهذه البساطة، بحيث نعتقد أن مجرد امتلاك السلاح النووي سيجعل الولايات المتحدة وإسرائيل تمتنعان تمامًا عن أي عمل ضد إيران".
وتابع: "حتى لو صح هذا الافتراض، فإن وضع إيران سيكون مشابهًا لكوريا الشمالية، التي تعتمد حتى على الصين لإطعام شعبها. بمعنى آخر، إذا افترضنا أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيجعل الولايات المتحدة وإسرائيل تتراجعان عن مهاجمتها، فلن يتقبل ذلك المجتمع الدولي، وحتى روسيا والصين، وستغرق طهران في عزلة دولية شديدة".
"ستاره صبح": اكبحوا جماح المتشددين
شدد قاسم مؤمني، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، في حوار إلى صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، على ضرورة تجنب التصريحات غير المدروسة في أوقات الأزمات والظروف الاستثنائية.
وانتقد تدخل المجموعات والأفراد في شؤون البلاد الكبرى، قائلًا: "القرارات التي تُتخذ اليوم بشأن المفاوضات مرتبطة مباشرة بالظروف الحالية. مسؤولو وزارة الخارجية ليسوا ناطقين باسم فرد أو مجموعة معينة، بل هم جنود العقل في الخط الأمامي للجبهة. لا ينبغي لنواب البرلمان أو أي شخصية سياسية، طعن الدبلوماسيين الإيرانيين من الخلف بتصريحات أو أفعال غير لائقة، أو التسبب في إضعافهم على الساحة الدبلوماسية".
وشدد على ضرورة استغلال فرص التفاوض، وأضاف: "رغم أنه لا يمكننا الوثوق بأوروبا وأميركا، وخاصة بكلام ترامب شخصيًا، أو نتنياهو، وحتى رافائيل غروسي، إلا أنه ليس في مصلحة البلاد أن نظهر أنفسنا معزولين ومعارضين للحوار".
وختم حديثه بالقول: "على الجماعات المتشددة أن تدرك أنه لا يُتخذ أي قرار كبير في إيران دون التشاور مع المسؤولين المختصين، وأن هجومهم على الدبلوماسية والشخصيات السياسية ومظاهر الحوار عديم الجدوى. لأنه إذا قررت السلطة التفاوض مع أميركا، فسيتم تنفيذ ذلك، وعندها فإن بث وثائقيات موجهة من الإعلام أو تشويه فريق المفاوضين سينقلب ضد هذه الجماعات".