وأكد المسؤولان الأميركيان، اللذان فضّلا عدم الكشف عن هويتهما بسبب سرية المعلومات، أن هذه التحركات بدأت بعد الضربة الصاروخية الإسرائيلية على إيران في يونيو (حزيران)، وتم رصدها من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية.
ووفقًا لـ"رويترز"، لم يتم حتى الآن نشر هذه الألغام في المضيق، لكن التحركات الإيرانية أثارت مخاوف جدية في واشنطن بشأن احتمال إغلاق أحد أهم ممرات الطاقة في العالم.
ويمر حوالي 20 في المائة من النفط والغاز العالمي عبر مضيق هرمز، وأي تعطيل لهذا الممر يمكن أن يؤدي إلى أزمة حادة في أسواق الطاقة العالمية.
ومع ذلك، فقد كانت ردة فعل الأسواق هادئة نسبياً حتى الآن، حيث انخفضت أسعار النفط بأكثر من 10 في المائة عقب الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على مشروع قرار لإغلاق مضيق هرمز.
لكن هذه المصادقة ليست ملزمة قانونيًا، إذ أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود إلى المجلس الأعلى للأمن القومي. وعلى مدى السنوات الماضية، هددت إيران مرارًا بإغلاق المضيق، لكنها لم تنفّذ هذا التهديد قط.
وأشارت "رويترز" إلى أنه لا يزال من غير الواضح متى تم تحميل الألغام على الزوارق خلال الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل، أو ما إذا كانت تلك الألغام قد أُزيلت لاحقًا أم لا.
وقال المصدران الأميركيان للوكالة إن من المحتمل أن تكون هذه الخطوة جزءًا من عملية خداع من قبل طهران للضغط على واشنطن، دون وجود نية حقيقية لإغلاق المضيق.
رد واشنطن والوضع العسكري في المنطقة
أحد مسؤولي البيت الأبيض علّق على التقرير قائلاً: "بفضل تنفيذ عملية (مطرقة منتصف الليل) بنجاح بقيادة الرئيس، ظل مضيق هرمز مفتوحًا، واستمرت حرية الملاحة، وتعرضت إيران لضعف كبير".
في الوقت نفسه، انسحبت جميع السفن الأميركية المضادة للألغام من البحرين مؤقتًا قبيل الضربات الجوية على إيران، خشية من أن تستهدف طهران مقر الأسطول الخامس الأميركي هناك. ويُكلف هذا الأسطول بحماية الطرق التجارية البحرية في المنطقة.
ويبلغ عرض مضيق هرمز في أضيَق نقطة له 34 كيلومترًا فقط، ويبلغ عرض ممر الملاحة في كل اتجاه حوالي 3 كيلومترات. وتعتمد دول مثل السعودية، الإمارات، الكويت، العراق، وقطر على هذا المضيق لتصدير الجزء الأكبر من نفطها وغازها المسال.
كما تصدّر إيران معظم نفطها من خلال المضيق، ما يُقلل نظريًا من دوافع طهران لإغلاقه. لكن تقارير استخباراتية أميركية تشير إلى أن إيران تمتلك قدرات كبيرة لإغلاق المضيق، بما في ذلك أكثر من خمسة آلاف لغم بحري يمكن نشرها باستخدام الزوارق السريعة.
وفي ختام تقريرها، أكدت "رويترز" أن الرد الفوري للنظام الإيراني على الضربات الأميركية اقتصر على إطلاق صاروخ نحو قاعدة أميركية في قطر، لكن واشنطن لا تزال قلقة من احتمال تنفيذ إيران لهجمات انتقامية أوسع نطاقًا في المستقبل القريب.