وكان المنشد الحكومي الإيراني، محمود كريمي، قد أدّى مساء السبت 5 يوليو (تموز) رثاء مستندًا إلى لحن وكلمات نشيد "يا إيران"، خلال مراسم ليلة عاشوراء بحضور خامنئي، قائلاً إن "المرشد نفسه هو من طلب ذلك".
وجدير بالذكر أن "يا إيران" نشيد وطني شهير، من ألحان محمد سَرير وغناء محمد نوري، وقد حظي بشعبية واسعة منذ الثمانينيات وترك بصمة قوية في الذاكرة الجماعية الإيرانية.
ويُشار إلى النظام الإيراني، الذي لا يرد اسم "إيران" حتى مرة واحدة في نشيده الوطني الرسمي، والذي لطالما تعامل مع مفاهيم الوطنية بتحفّظ، لجأ مؤخراً إلى الرموز القومية، مع تصاعد التوتر العسكري مع إسرائيل.
ونشرت عائلة نكهبان، يوم الأحد 6 يوليو، بيانًا على صفحة تحمل اسمه في "إنستغرام"، قالت فيه: "إلى أي حد قد تصل الوقاحة؟ النظام الذي أمضى عقودًا يصف هذا النشيد بالكفر والطغيان، واعتبر الشاعر من رموز النظام البائد، وحذف اسمه من الكتب والإعلام، يعود اليوم ليحول النشيد نفسه إلى "مرثية" تُؤدّى أمام خامنئي".
وأضاف البيان: "ماذا جرى؟ هل تذكّرتم حب الوطن فجأة؟ أم أنها عادتكم الدائمة: كلما شعرتُم بالخطر، تمسّكتم بأي رمز أو شعار؟ هذا هو النفاق بعينه".
واختتمت عائلته البيان بكلمات منسوبة إليه: "أنا تورج نكهبان، الشاعر الذي أنشد للحب، للوطن، للناس. لم أنشد للسلطة، ولا لولي الفقيه، ولا للعرش والمنبر. كانت قصائدي صوت الحياة، لا مراثي للموت. وكان غنائي صرخة أمل، لا مرثية من أجل بقاء نظام مهترئ".
وجدير بالذكر أن تورج نكهبان، كغيره من الفنانين الذين تألقوا قبل الثورة الإيرانية عام 1979، وتعرض للإقصاء بعدها، وأقام في إيران حتى أوائل التسعينيات، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة، حيث تُوفي عام 2008 ودُفن في لوس أنجلوس.
وتعاون نكهبان خلال مسيرته مع كبار الموسيقيين مثل روح الله خالقي وغلام حسين بنان، وكانت أشعاره صوتاً للهوية الوطنية والأمل.
من جهتهم، اعتبر مواطنون ومراقبون لجوء خامنئي المفاجئ إلى الرموز القومية محاولة يائسة للتمسك بالسلطة.
وكان المرشد قد ظهر مساء السبت 5 يوليو في مراسم عاشوراء بعد غياب دام 22 يومًا عن الساحة العامة، أعقبته دعاية واسعة من الإعلام الحكومي.
وقد كان أداء "مرثية" على أساس نشيد "يا إیران" أحد المحاور المركزية في هذه الدعاية؛ حيث علّق محمد علي أبطحي، الناشط الإصلاحي ورئيس مكتب الرئيس الأسبق محمد خاتمي، على أداء النشيد أمام خامنئي عبر منصة "إكس" قائلاً: "عاد المرشد.. وعاد معه اسم إيران".