"خروج خامنئي من المخبأ" يثير ردود فعل متباينة في وسائل الإعلام العالمية

أوضحت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن الظهور العلني المتجدد للمرشد الإيراني، علي خامنئي، يشير إلى احتمال تغيّر في موقف نظام طهران، بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل.
أوضحت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن الظهور العلني المتجدد للمرشد الإيراني، علي خامنئي، يشير إلى احتمال تغيّر في موقف نظام طهران، بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل.
وذكرت المجلة أن قرار خامنئي بالظهور، والذي وصفته بعض المصادر بـ "الخروج من المخبأ"، إما يدل على ازدياد ثقته بأمنه الشخصي، أو يعكس ضرورة سياسية للتأكيد على سلطته.
أما موقع "بوليتيكو" فتناول "أول ظهور علني" للمرشد الإيراني، بعد 23 يومًا، مستذكرًا تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي قال فيها إنه يعرف مكان مخبأ خامنئي، لكنه "على الأقل في الوقت الحالي" لا يعتزم قتله.
وأضاف الموقع الأميركي أن هذا الرجل المسن البالغ من العمر 86 عامًا قضى فترة الحرب بين بلاده وإسرائيل في مخبأ، بسبب تصاعد التهديدات على حياته. وأشار إلى أن غيابه خلال الحرب تم في ظل إجراءات أمنية مشددة لرجل يتولى الكلمة الأخيرة في كل شؤون إيران.
ومن جهتها، أفادت وكالة" الأناضول" التركية بأن الليالي الثلاث الأولى من مراسم شهر المحرم هذا العام أُقيمت لأول مرة دون حضور خامنئي في مقر إقامته وسط طهران. وقد دأب على الحضور في ليالي السابع حتى الحادي عشر من المحرم كل عام.
وفي تقريرها، قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية إن علي خامنئي، الذي يحمل الرقم القياسي لأطول مدة قيادة لدولة في الشرق الأوسط، زعم في رسالة من مخبئه، النصر على إسرائيل وأميركا، غير أن محللين قالوا إن هذه المواجهة العسكرية قوّضت من هيبته، لأن الضربات الإسرائيلية الأولى، والتي أدت إلى مقتل عدد من كبار قادة النظام الإيراني في اليوم الأول، كانت غير مسبوقة في عمقها وفاعليتها.
وقال مدير مشروع إيران في "مجموعة الأزمات الدولية"، علي واعظ، لشبكة "سي إن إن": "إن النظام الإيراني كان يريد إيصال رسالة إلى شعبه مفادها أنه إذا كان يحرمهم من الحرية، فإنه بالمقابل يوفر لهم الأمن؛ لكن حتى هذه الصورة قد انهارت الآن في أعين الإيرانيين".
أما صحيفة" الغارديان" البريطانية، فذكرت أن آخر ظهور علني لخامنئی كان قبل يومين من الضربات الجوية المفاجئة، التي شنتها إسرائيل على إيران، وفي مساء السبت 5 يوليو (تموز)، ظهر خامنئي مرتديًا "السواد" في "حسينية الخميني" أمام مناصرين له كانوا يرددون: "ما دام فينا دم، فهو هدية لمرشدنا".
وأورد موقع "والا نيوز" الإسرائيلي أن حياة خامنئي السرية بدأت بعد اغتيال كبار قادة الحرس الثوري وعلماء نوويين إيرانيين في 13 يونيو (حزيران) الماضي، وإنه قلّل من تواصله حتى مع أقرب مستشاريه؛ خوفًا على حياته.
وأضاف الموقع أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى هددوا خلال الحرب بأن خامنئي ليس محصنًا، لكن دونالد ترامب قال إنه منع اغتيال المرشد الإيراني البالغ من العمر 86 عامًا.
وفي هذا السياق، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، الداعمة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن الظهور العلني لعلي خامنئي في مناسبة دينية مهمة كعاشوراء، بعد ثلاثة أسابيع من الحياة السرية، في ظل تقارير عن نية إسرائيل اغتياله، قد يكون محاولة لإرسال رسالة استقرار وعودة الأمور إلى طبيعتها، سواء للشعب الإيراني أو للمجتمع الدولي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد صرح في مقابلة مع قناة "كان"، بعد وقت قصير من إعلان وقف إطلاق النار، بأنه لو كان خامنئي ظاهرًا لإسرائيل خلال المواجهة، لكان هدفًا مشروعًا.
وفي منشور على شبكة "تروث سوشيال" في 27 يونيو الماضي، كتب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه أنقذ خامنئي من "موت قبيح ومذل" خلال الحرب الأخيرة بين النظام الإيراني وإسرائيل.
وأضاف ترامب: "كنت أعلم تمامًا أين يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل ولا للقوات المسلحة الأميركية، التي بلا شك هي الأقوى والأعظم في العالم، بقتله".
وردّت وزارة الخارجية الإيرانية على تصريحات ترامب ببيان، معتبرة إياها "مهينة وتتعارض مع الأخلاق والآداب الدبلوماسية"، وقالت إنها "تنتهك المبادئ والقيم العالمية المشتركة وبنود ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة باحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها".
ويشغل خامنئي منصب المرشد الإيراني منذ عام 1989، بعد وفاة مؤسس النظام، روح الله الخميني.