ترامب: لستُ في عجلة من أمري للتفاوض مع طهران.. والبرلمان الإيراني يضع شروطا

صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن النظام الإيراني يبدي رغبة في التفاوض، إلا أنه أضاف: "لستُ في عجلة من أمري للتفاوض مع إيران".

صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن النظام الإيراني يبدي رغبة في التفاوض، إلا أنه أضاف: "لستُ في عجلة من أمري للتفاوض مع إيران".
وقال ترامب يوم الثلاثاء، في حديثه للصحفيين، إن الضربات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية أدّت إلى تدميرها بشكل يجعلها غير صالحة للاستخدام.
وأضاف: "لقد دمّرنا منشآتهم، وهم بحاجة إلى البدء من جديد. لقد دُمّرت إلى درجة لم تعد قابلة للاستخدام، وعليهم أن يجدوا جبلاً آخر".
وأشار كذلك إلى ما وصفه بـ"الانتصار الكبير" الذي حققته الولايات المتحدة وإسرائيل في الحرب التي استمرت 12 يومًا، قائلاً: "لم يكن هناك أي رئيس آخر يجرؤ على القيام بذلك."
بالمقابل نشر نواب البرلمان الإيراني بيانيا حول المفاوضات المحتملة مع واشنطن جاء في فيه : عندما تجعل الولايات المتحدة من التفاوض أداةً لخداع إيران وغطاءً لهجومٍ عسكري مفاجئ من قبل إسرائيل، لم يعد من الممكن التفاوض كما في السابق؛ يجب فرض شروطٍ مسبقة، وألا يُجرى أي تفاوض جديد حتى تتحقق هذه الشروط بالكامل.
في السياق نفسه، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن ستيف ويتكاف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، أبلغ المسؤولين الإيرانيين بشكل صريح أن أي مفاوضات مقبلة يجب أن تكون مباشرة، من دون وسطاء، لتجنّب سوء الفهم وتسريع وتيرة الحوار.
وكان إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قد صرّح في وقت سابق بأن زمان ومكان المفاوضات مع الولايات المتحدة لم يُحددا بعد.
وأكد بقائي، يوم الاثنين، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أنه لم يُحدد بعد "تاريخ أو زمان أو مكان" للقاء بين عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكاف، المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط.
وأضاف: "ما لم نحصل على ضمانات بشأن فاعلية المسار الدبلوماسي وعملية التفاوض، فلن ندخل في مثل هذا المسار."
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد أفادت الأسبوع الماضي، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، بأن من المتوقع أن تُستأنف قريبًا المفاوضات بين واشنطن وطهران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.
وذكرت الصحيفة أن إدارة ترامب ترى أن إيران، رغم الهجمات الأخيرة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، لا تزال راغبة في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن برنامجها النووي.
من جانبه، أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم 21 تموز، أنه "لن يكون هناك أي اتفاق مع الولايات المتحدة من دون الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم".

قال مايكل والتز، المرشح الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران سيكون من أولوياته الرئيسية في المنظمة الدولية إذا صادق مجلس الشيوخ على تعيينه.
جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء 15 يوليو (تموز)، حيث قدّم والتز رؤيته للسياسة الخارجية الأميركية ومهامه المحتملة في الأمم المتحدة.
وأكد والتز أن سياسة إدارة ترامب تجاه إيران ستكون ركيزة عمله، مضيفًا: "لقد تحدثنا مع ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وأنا واثق تمامًا من أنهم سيتعاونون معنا".
كما أشار إلى موقف الرئيس ترامب من الشعب الإيراني قائلاً: "الرئيس عبّر مرارًا عن أمله في مستقبل أفضل للشعب الإيراني، وأعتقد أن جميعنا يشاطر هذا الأمل".
وشدد والتز على أن الولايات المتحدة ستواصل الإصرار في المفاوضات على أن إيران لا يجب أن تمتلك قدرة على تخصيب اليورانيوم داخليًا.
وأوضح: "إذا أرادت طهران شراء المواد اللازمة أو تنفيذ برنامج نووي سلمي، فإنني أرى أن هذا الخيار مطروح على الطاولة ما لم يصدر أمر جديد بخلاف ذلك".
وأضاف: "أعتقد أننا نستطيع أن نشهد ازدهارًا، لكن النظام الإيراني هو من يجب أن يتخذ القرار بالابتعاد عن طموحاته في امتلاك سلاح نووي".
وكانت القضايا المتعلقة بإيران وبرنامجها النووي من أبرز المحاور التي أثارها أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلال جلسة الاستماع.
تهديد أوروبي بتفعيل "آلية الزناد"
يأتي هذا بينما أعلنت الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) خلال الأيام الماضية أنها ستلجأ إلى تفعيل آلية الزناد إذا لم توافق طهران على اتفاق جديد يضمن مصالح أوروبا.
وفي أحدث تصريح، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، يوم الثلاثاء 15 يوليو، من أن بلاده وبريطانيا وألمانيا ستفعل آلية الزناد بحلول 31 أغسطس (آب) في حال عدم التوصل إلى "اتفاق حاسم وملموس وقابل للتحقق" مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وأشار بارو إلى أن هذا الإجراء سيعيد جميع العقوبات الأممية التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

أصدر قاضٍ فيدرالي في أميركا حكماً بالإفراج عن بوریا بور حسين هند آباد، الطالب الإيراني في مرحلة الدكتوراه. وبموجب هذا الحكم، مُنعت سلطات الهجرة الأميركية من ترحيله هو وزوجته.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الثلاثاء 15 يوليو (تموز) عن قاضٍ في ولاية لويزيانا أنه أصدر أمر الإفراج عن بور حسين البالغ من العمر 29 عاماً، مستنداً إلى "خطر شديد لإلحاق ضرر لا يمكن تعويضه"به.
وبور حسين طالب في مرحلة الدكتوراه في هندسة الميكانيك بجامعة ولاية لويزيانا، وقد اعتُقل في 23 يونيو (حزيران)، بعد يوم واحد من قصف الولايات المتحدة لثلاثة مواقع نووية في إيران، برفقة زوجته بریسا فيروز آبادی.
ومنذ ذلك الحين، تم احتجازه في أحد أكبر مراكز الاحتجاز التابعة لإدارة الهجرة في جنوب أميركا.
ويبدو أنه أول مواطن إيراني تحاول إدارة ترامب ترحيله من أراضي أميركا خلال حرب الـ12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل.
ويُعتقد أن زوجة بور حسین أُفرج عنها بعد فترة قصيرة من الاعتقال، حيث تم الإشارة إليها فقط بشكل عابر في طلب الإفراج، ولا يظهر اسمها في قائمة المعتقلين التابعة لإدارة الهجرة الأميركية بشكل علني.
وقال محامو الزوجين إن اعتقالهما تم "بمؤامرة خادعة ومخالفة للدستور".
وذكروا أن الزوجين أبلغا مؤخراً عن حادث سير وفرار المتسبب به، مما أدى إلى تلف سيارتهما.
وادعى محامو بور حسین أن ضباط شرطة الولاية، بحجة التحقيق في الحادث، توجهوا إلى باب شقتهما في باتون روج، لكن في الحقيقة قادهم الضباط إلى أسفل المبنى، حيث كان ينتظرهم عدد كبير من عناصر إدارة الهجرة (ICE) ملثمون.
ووفقاً لما قاله المحامون، يمتلك بور حسين تأشيرة دراسية سارية المفعول ولم يصدر بحقه أمر اعتقال.
وفي طلب الإفراج عن الطالب، جادل المحامون بأن إجبار عناصر إدارة الهجرة شخصاً على فتح باب منزله دون أمر قضائي ودون وجود حالة طوارئ، عبر الخداع، يعد انتهاكاً للدستور.
ولم يقدم مساعد المدعي الفيدرالي، ممثل الحكومة في القضية، أي دليل أو رواية مضادة لنفي الادعاءات. ويمتلك الطالب تأشيرة من نوع "F-1" تنتهي في ديسمبر (كانون الأول) 2030، ولم يصدر بحقه أي اتهامات.
وقبل القاضي طلب الإفراج الطارئ عن بور حسين، ومنع الحكومة من نقله إلى دائرة قضائية أخرى.
وكانت إدارة ترامب قد قامت سابقاً بنقل بعض الأشخاص إلى دوائر قضائية مختارة لتسهيل إجراءات ترحيلهم.
وأعلنت إدارة الهجرة الأميركية في 28 يونيو (حزيران) أن هناك نحو 670 إيرانياً ما زالوا محتجزين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، من أنه إذا لم تُفضِ المفاوضات النووية مع النظام الإيراني إلى "اتفاق يمكن التحقق منه"، فسيتم تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران بحلول 31 أغسطس (آب) المقبل.
وقال بارو، يوم الثلاثاء 15 يوليو (تموز)، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستفعّل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية تلقائيًا، أو ما يُعرف بـ"آلية الزناد"، ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي "حاسـم، ملموس وقابل للتحقق" مع النظام الإيراني، وذلك في موعد أقصاه نهاية شهر أغسطس (آب).
وأضاف، قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "فرنسا وشركاؤها لهم الحق في إعادة فرض العقوبات العالمية في مجالات الأسلحة والنظام المصرفي والمعدات النووية، وهي عقوبات تم رفعها قبل عشر سنوات".
كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن إقرار عقوبات أوروبية جديدة ضد تسعة أفراد وكيانات إيرانية قال إنهم "مسؤولون عن تنفيذ اغتيالات على الأراضي الأوروبية".
وتُعد آلية الزناد، أو "سناب باك"، آلية تم تضمينها قبل عشر سنوات ضمن نص قرار مجلس الأمن رقم 2231 المرتبط بالاتفاق النووي، وتتيح إعادة فرض العقوبات الأممية ضد إيران تلقائيًا في حال حدوث "عدم امتثال جوهري" من جانبها لالتزاماتها، دون الحاجة إلى تصويت أو توافق داخل مجلس الأمن.
وكان بارو قد صرّح أواخر يونيو (حزيران) أن فرنسا وشركاءها الأوروبيين قادرون على إعادة فرض العقوبات الدولية على الأسلحة والمعدات النووية والقطاعات المالية الأساسية في إيران "بمجرد إرسال رسالة واحدة فقط".
من جهتها، حذّرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في 15 يوليو (تموز) من أن الوقت المتاح لتفعيل آلية الزناد "ينفد"، مشيرة إلى أن ملف النظام الإيراني سيُناقش في الاجتماع القادم لمجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق، في 8 يوليو، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من أن بريطانيا مستعدة لتفعيل آلية الزناد إذا لم يتراجع النظام الإيراني عن برنامجه النووي.
في المقابل، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في 14 يوليو (تموز)، إن تهديد الدول الأوروبية بتفعيل آلية الزناد هو "إجراء سياسي يهدف إلى المواجهة مع إيران".
وأضاف بقائي أنه لم يتم تحديد موعد لاستئناف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وأن مشاركة إيران في هذه المحادثات مشروطة بالحصول على "ضمانات جدوى".
من جهته، وصف عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال لقائه برؤساء البعثات الأجنبية في طهران في 12 يوليو، احتمال استخدام آلية الزناد بأنه "أكبر خطأ" يمكن أن ترتكبه الدول الأوروبية.
وقد هدد مسؤولو النظام الإيراني مرارًا بأنهم سيردون في حال تفعيل آلية الزناد.

عاد أكثر من 1300 حساب مزيف على منصة "X" إلى النشاط بعد انقطاع دام 16 يومًا خلال الحرب بين إيران وإسرائيل. وأطلقت حملة منسقة لدعم النظام الإيراني والسخرية من القادة الغربيين، رغم أن هذه الحسابات كانت تروّج لانفصال اسكتلندا بصفتها حسابات بريطانية.
شركة "سيابرا"، وهي شركة لتحليل البيانات ومكافحة المعلومات المضللة مقرها في إسرائيل، نشرت تقريرًا أفادت فيه بأنها رصدت شبكة من الحسابات المزيفة كانت تنشط في النقاشات حول استقلال اسكتلندا والبريكسيت، وأكدت أن هذه الشبكة عادت إلى النشاط على وسائل التواصل بهوية جديدة بعد انقطاع دام 16 يومًا.
وبحسب التقرير، ففي 13 يونيو (حزيران)، بعد إحدى ضربات إسرائيل التي عطلت شبكة الكهرباء في بعض مناطق إيران، سكتت الشبكات المنسقة من الروبوتات فجأة ولم تنشر أي منشور لأكثر من أسبوعين.
وعندما عادت الأمور إلى طبيعتها، نشطت نفس الشبكة المزيفة مجددًا مستخدمة نفس الشخصيات والسلوكيات، ولكن بمهمة جديدة.
بحسب التقرير، فإن النشاط الجديد لمئات الحسابات المزيفة يركّز على "مقاومة الشعب الإيراني للهيمنة الغربية، ودعم الحركات التحررية في المنطقة، والنفاق في السياسة الخارجية لأميركا مقابل شفافية نظام إيران، وتبرير هجمات النظام الإيراني على إسرائيل".
يقول محللو الشركة إن هذا الانقطاع المنسّق، ومن بعده العودة المنسقة وتغيير الرسائل بشكل مفاجئ، لا يترك مجالًا للشك في أن هذه العملية مدعومة من النظام الإيراني.
بعد أربعة أيام فقط من انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، أفادت وسائل إعلام بريطانية أن عشرات الحسابات على مواقع التواصل التي كانت تروّج لانفصال اسكتلندا عن بريطانيا توقفت جميعها عن النشاط في اليوم الذي شنت فيه إسرائيل هجومًا على البنية التحتية السيبرانية للنظام الإيراني.
وبحسب هذه التقارير، فإن هذه الحسابات نشرت أكثر من 250 ألف منشور على وسائل التواصل الاجتماعي دفاعًا عن استقلال اسكتلندا.
كيف تعمل حملة الجيش السيبراني للنظام الإيراني؟
تقول شركة "سيابرا" الآن إنها حدّدت هذه الشبكة من خلال تحليل "مجموعات التفاعل، والأنماط اللغوية، والانحرافات السلوكية"، ووجدت أنه من بين 5083 حسابًا شاركت في نقاشات استقلال اسكتلندا على شبكة "X"، كان 26 في المائة منها مزيفًا، وقد توقفت تمامًا عن النشاط خلال انقطاع إيران الذي دام 16 يومًا.
وكتب التقرير عن أداء شبكة الروبوتات المدعومة من النظام الإيراني: "كانت هذه الحسابات المزيفة تعمل كمجموعة معززة ذاتيًا؛ أي أن كل الحسابات كانت تدعم منشورات بعضها البعض لخلق نوع من الإجماع الشعبي الزائف. كما كانت تحاول تصعيد الرسائل المثيرة للانقسام في الخطاب السياسي البريطاني وتقديم إيران كنموذج للوحدة والمقاومة".
بعض الأمثلة من المنشورات التي نُشرت في التقرير تُظهر أن الحسابات المزيفة التي تم تحديدها لا تزال تدّعي أنها لمستخدمين من اسكتلندا، لكن محتواها يتماشى مع أيديولوجيا النظام الإيراني ويروّج لخطاب "المقاومة".
كتب أحد هؤلاء المستخدمين: "إيران، فقط من خلال الوحدة الوطنية، أجبرت أميركا وإسرائيل على التوسل لوقف إطلاق النار. هذه هي دروس الحكم الذاتي. أليس الوقت قد حان لنسلك نحن أيضًا هذا الطريق للتحرر من الملكية العتيقة في بريطانيا؟"
منشور آخر كرر المفهوم نفسه باستخدام كلمات مشابهة: "شعب إيران انتصر من خلال الوحدة والمقاومة ضد قوتين نوويتين عظيمتين. لماذا لا نتّبع نحن مثالهم لنيل الاستقلال من التاج البريطاني؟"
وقد أكدت قناة "إيران إنترناشيونال" من خلال مراجعة عدد من الحسابات المذكورة في تقرير سيابرا، أن كثيرًا من هذه الحسابات كانت صامتة ولم تنشر أي محتوى في الفترة من 13 إلى 24 يونيو (حزيران).
ملاحظة أخرى تتعلق بنمط نشر هذه الحسابات، إذ أن معظمها تنشر بين ثلاث إلى خمس منشورات في اليوم بفاصل دقائق بينها أو ترد على منشورات أخرى، ولا تنشط مجددًا حتى اليوم التالي.
صحيفة "ديلي ميل" نشرت تقريرًا عن نشاطات الجيش السيبراني للنظام الإيراني، ووصفت حملة "زرع الانقسام في بريطانيا" بأنها من أكبر الحملات من نوعها.
وبحسب تقرير "سيابرا"، فقد كتبت الحسابات المزيفة أكثر من 3000 منشور حول السياسة البريطانية، وتمت مشاهدة هذه المنشورات من قبل 224 مليون مستخدم.
هل هذه فقط قمة جبل الجليد؟
صحيفة "ديلي ميل"، نقلًا عن "قادة عسكريين"، حذرت من أن مصنع إنتاج الروبوتات قد يكون مؤشرًا على مشروع أكبر تشارك فيه روسيا، المعروفة بأنها "متخصصة في أساليب نشر المعلومات المضللة".
الجنرال فيليب إنغرام، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية، قال في حديث للصحيفة إن "التهديد الذي تم اكتشافه خطير للغاية"، وأضاف: "أعتقد أن روسيا نسّقت جزءًا كبيرًا من هذا المشروع. وقد يكون ذلك مؤشرًا على أن روسيا شاركت بشكل واسع في التخطيط بين إيران وحزب الله وحماس، وربما حتى في هجوم حماس على إسرائيل".
أما هاميش دي بريتون-غوردون، القائد السابق في الجيش البريطاني، فقد وصف هذه الحملة بأنها مثال كلاسيكي على نشر المعلومات المضللة من قبل الروس، "وهو شيء نعرفه تمامًا".

تسلمت السلطات الألمانية مواطنا دنماركيا من أصول أفغانية، كان قد اعتُقل في الدنمارك للاشتباه في تجسسه لصالح النظام الإيراني بجمع معلومات حول أماكن وأشخاص مرتبطين بالمجتمع اليهودي في مدينة برلين.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن هذا الرجل البالغ من العمر 53 عامًا، سُلّم إلى الشرطة الألمانية صباح الاثنين 14 يوليو (تموز).
ووفقًا للتقرير، فمن المقرر أن يمثل هذا الشخص قريبًا أمام قاضي التحقيق في المحكمة الفيدرالية بمدينة كارلسروهه، غير أن التوقيت الدقيق لم يُعلن بعد.
وأفادت وسائل إعلام دنماركية بأنه وافق في جلسة محكمة بمدينة آرهوس على تسليمه إلى ألمانيا.
صحيفة "بيلد" الألمانية كانت قد كشفت يوم الأحد 6 يوليو (توز) أن اسم هذا الشخص هو "علي س"، ونشرت في تقرير لها تفاصيل عن أنشطته في ألمانيا وطريقة التعرف عليه واعتقاله في مدينة آرهوس بالدنمارك.
بحسب هذا التقرير، فإن هذا المواطن الأفغاني-الدنماركي دخل الأراضي الإيرانية في يونيو (حزيران) 2025 متخفّيًا في إطار رحلة عائلية إلى تركيا، وبعد تسليم المعلومات التي جمعها عن أهداف يهودية في برلين إلى ضباط من النظام الإيراني، غادر إيران بوثائق مزوّرة ومن دون ختم دخول أو خروج رسمي.
وأضافت "بيلد" أن جهاز الاستخبارات الداخلي الدنماركي، بعد تتبّع رسائل متبادلة بين هذا الشخص وأحد الضباط المعروفين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، أبلغ جهاز الأمن الداخلي الألماني بالقضية.
وكانت صلاته بالمركز الإسلامي في هامبورغ، وتردده المتكرر على مسجد الإمام علي (المعروف بـ"المسجد الأزرق")، خاضعة مسبقًا لمراقبة الأجهزة الأمنية.
وليس هذا هو الحادث الأول من نوعه الذي يُعتقل فيه مواطنون إيرانيون أو مرتبطون بالنظام الإيراني في أوروبا بتهم تتعلق بالإرهاب.
أسد الله أسدي، السكرتير الثالث في سفارة النظام الإيراني في فيينا، اعتُقل في يوليو (تموز) 2018 بتهمة محاولة تنفيذ تفجير في تجمع لمنظمة "مجاهدين خلق" في فرنسا، وصدر بحقه حكم بالسجن 20 عامًا من محكمة بلجيكية في فبراير (شباط) 2021.
لم يحضر أسدي المحكمة ولم يقدّم طلبًا للاستئناف بعد صدور الحكم. وقد أُعيد لاحقًا إلى إيران في إطار صفقة لتبادل السجناء.
في وقت سابق، صرّح عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين وموظفي السفارات الإيرانية لقناة "إيران إنترناشيونال" أن طهران تستخدم بعثاتها الدبلوماسية في الخارج للتجسس السري على المعارضين، ولتمويل عمليات نفوذ تحت غطاء مبادرات ثقافية مدعومة من الحكومة.
وقال أحد الموظفين السابقين في وزارة الخارجية الإيرانية لـ"إيران إنترناشيونال": "كل سفارة لديها قائمة بالأشخاص الذين يجب مراقبتهم، وأولئك الذين ينبغي تجنيدهم، وأولئك الذين يجب إسكاتهم".
كما كانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت سابقًا تقارير عدة عن شبكة النفوذ الواسعة والعابرة للحدود التابعة للنظام الإيراني، والتي تعمل بأوامر مباشرة من مكتب المرشد علي خامنئي والوحدة الاستخباراتية التابعة للحرس الثوري.